يخلط المتدربون في كثير من الأحيان بين التدريب والتدريب الداخلي، لكن يوجد فرق كبير بين النوعين، وكل ما يحتاجون إليه هو فهم هذا الفرق لأنَّه يساعدهم على إنشاء سيرهم الذاتية، ومع ذلك، يمكن للمتدربين تحديد المسار الوظيفي أو المجال الأفضل بالنسبة إليهم، فالتدريب هو عملية تعلُّم تحدث فيها محاولات لزيادة المعرفة والمهارات والكفاءات لدى المتدرب حتى يتمكن من أداء عمل معين بسهولة.

من جهة أخرى، يوجد التدريب الداخلي، وفي الأساس، هو برنامج مشترك صممته الجامعات؛ إذ تتعاون المعاهد والشركات لنقل المعلومات إلى المتدربين الداخليين حتى يتمكنوا من فهم التطبيق العملي للموضوعات التي درسوها خلال دراستهم الجامعية أو الدراسات العليا.

في هذا المقال، سنطلعك على جميع النقاط الهامة التي تميز التدريب عن التدريب الداخلي، بحيث يمكنك بسهولة تحديد ما إذا كنت متدرباً أو متدرباً داخلياً.

التدريب والتدريب الداخلي:

أساس المقارنة

التدريب

التدريب الداخلي

المعنى

التدريب هو عملية تعليم المهارات والسلوكات الخاصة بالعمل للموظفين.

التدريب الداخلي هو تدريب وظيفي قصير الأمد، وهو عبارة عن مزيج من التدريب الوظيفي والتعليم في الفصل.

إلى من موجه؟

الموظفون والموظفون المحتملون

الطلاب.

المدة

تختلف من شركة لأخرى حسب المتطلبات، لكن عموماً تتراوح فترة التدريب من أسبوعين إلى ستة أشهر.

قد تتراوح من شهرين إلى 12 شهراً.

الهدف

تحسين أداء الموظفين وإنتاجيتهم.

اكتساب المعرفة العملية.

الأجر

التدريب مدفوع الأجر دائماً

قد يكون التدريب الداخلي مدفوع الأجر وقد لا يكون.

المهارات

قد يمتلك المتدرب أو لا يمتلك مجموعة المهارات المطلوبة لأداء عمله.

يمتلك المتدربون الداخليون عموماً بعض المهارات في المجال المعني ويسعون إلى صقلها.

التقديم

في مكان العمل أو خارج العمل.

في مكان العمل.

قواعد وأنظمة الشركة

يجب على المتدربين اتباع قواعد وأنظمة الشركة.

لا تطبق قواعد وأنظمة الشركة على المتدربين الداخليين.

تعريف التدريب:

بعد اختيار الموظفين من قِبل المنظمة لملء الوظائف الشاغرة المختلفة، فإنَّ تزويدهم بالتدريب على مهام معينة وتفويضها لهم هو أمر بالغ الأهمية، فإنَّ التدريب هو عملية صقل معارف ومهارات الموظفين؛ وذلك لتهيئتهم للعمل.

ينتج عن التدريب التعلم؛ أي إنَّ المتدرب يتعلم عادات جديدة، ومعلومات عملية، ومهارات مصقولة في وقت التدريب؛ وهذا يؤدي إلى تحسين الأداء؛ لذلك يمكن القول:

  • إنَّ التدريب هو برنامج تنظمه معظم الشركات ويسد الثغرات بين متطلبات الوظيفة ومهارات الموظف ومعرفته وسلوكه.
  • إنَّه خاص بالوظيفة؛ إذ يركز على الوظيفة الحالية ويعالج عيوب ومشكلات الأداء.
  • يُقدَّم للأشخاص الذين يحتاجون إلى زيادة مستوى أدائهم إلى مستوى معين.

لقد صُمِّمت البرامج التدريبية لنقل المهارات إلى الموظفين الحاليين والمعينين حديثاً؛ وذلك لزيادة مستوى أدائهم وإنتاجيتهم، وفي معظم الشركات، لا يصبح الموظفون دائمين إلا عندما يكمل المنضمون الجدد تدريبهم بنجاح، بينما يُرقَّى الموظفون الحاليون بسبب الأداء الجيد.

بالإضافة إلى ذلك، التدريب داخل المؤسسة هو تدريب يجري ضمن المجال المحدد أو في الشركة؛ إذ ستتعلم كل ما يحدث في أرض الواقع، كما أنَّ التدريب الذي تقدمه الشركة نفسها أو معهد تابع للشركة يسمى بالتدريب الصناعي.

تعريف التدريب الداخلي:

التدريب الداخلي هو طريقة للتعلم التجريبي، تجمع بين المعرفة النظرية المكتسبة في الفصول التدريبية مع التطبيق العملي وتطوير المهارات في الإطار التنظيمي؛ إنَّه ينطوي على مراقبة العمل أو تجربة الخدمة؛ إذ يكون للمتدرب الداخلي أهداف تعليمية، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّه يعرض بوضوح ما تعلمه المتدرب الداخلي طوال التجربة، كما يؤدي إلى التطوير الشامل للمتعلم، سواء كان تطويراً أكاديمياً أم مهنياً أم شخصياً أم اجتماعياً.

  • مدته: من 3 أشهر إلى سنة.
  • الالتزام به: قد يكون دواماً جزئياً أو كاملاً.
  • الأجر: مدفوع أو غير مدفوع الأجر.

بمعنى آخر، التدريب الداخلي هو تدريب قصير الأمد؛ إذ يتعلم المتدرب الداخلي ويطوِّر المهارات في مجال أو مهنة معينة.

خصائص التدريب الداخلي:

التدريب الداخلي عبارة عن ترتيب يدمج الخبرة المتعلقة بالعمل في برنامج التعليم؛ وهذا يسهل على الطلاب المشاركة بنشاط في العمل المخطط والمنظم له والخاضع للإشراف، ويتميز بـ:

  1. يُسهِّل التطوير الشخصي والمهني للمتدرب الداخلي عن طريق مهام أو مشاريع العمل الصعبة.
  2. ينتهي قبل خروج الطالب من الجامعة.
  3. تُصمَّم المناهج ويخطط لها بعد التشاور مع إدارة التعليم المعنية بحيث تتلاءم مع المقرر.
  4. يشمل التدريب الداخلي عنصر الإشراف الذي يوفر المنتورينغ والإرشاد.
  5. تحدث عملية التقييم في نهاية فترة التدريب الداخلي.
  6. يكون فعَّالاً عندما يتشارك المتدرب الداخلي والجامعة والمؤسسة التجارية جميعاً في مسؤولية جعل التدريب الداخلي تجربةً قيِّمةً.

أهداف التعلم للمتدربين الداخليين:

  • التعلم الأكاديمي: هو تطبيق عملي أو استخدام المعرفة المكتسبة في الكلية أو الجامعة على مر السنين في مكان العمل.
  • التطوير الوظيفي: هو تطوير المعرفة بمتطلبات وواجبات رتبة أو منصب معين والتعمق فيه.
  • تطوير المهارات: يعني تعلُّم وتطوير وصقل المهارات المطلوبة في المنظمة.
  • التطوير الشخصي: هو تعلُّم اتخاذ قرارات منطقية والتفكير المنطقي والنقدي ومهارات التنبؤ، وغيرها.

الاختلافات الأساسية بين التدريب والتدريب الداخلي:

دعونا نناقش الاختلافات بين التدريب والتدريب الداخلي بطريقة مفصلة:

  1. التدريب هو برنامج تنظمه الشركات لموظفيها الحاليين أو الجدد؛ وذلك لتحسين مهاراتهم وأدائهم والحصول على الكفاءة والفاعلية المطلوبة في العمل، ومقابل ذلك، فإنَّ التدريب الداخلي هو طريقة تعلُّم خاضعة للإشراف؛ إذ يطبق المتدربون الداخليون معلوماتهم النظرية ويطورون مهارات جديدة في بيئة مكان العمل.
  2. يُقدَّم التدريب للموظفين الحاليين والمنضمين حديثاً، ومن ناحية أخرى، يخضع طلاب المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا للتدريب الداخلي.
  3. تختلف مدة التدريب من شركة إلى أخرى حسب المتطلبات، لكن عموماً تتراوح فترة التدريب من أسبوعين إلى 6 أشهر، بينما تتراوح مدة التدريب الداخلي من شهرين إلى 12 شهراً.
  4. الهدف من التدريب هو تحسين أداء الموظف وإنتاجيته، على النقيض من ذلك، صُمِّم التدريب الداخلي لنقل المعلومات العملية للطلاب.
  5. عندما يتعلق الأمر بالأجور، يُعَدُّ التدريب مدفوع الأجر دائماً، بينما قد يكون التدريب الداخلي مدفوع الأجر وقد لا يكون.
  6. في حالة التدريب، قد يمتلك أو لا يمتلك المتدرب مجموعة المهارات المطلوبة لأداء الوظيفة، وفي المقابل، يمتلك المتدربون الداخليون عموماً بعض المهارات في المجال المعني ويسعون إلى صقلها.
  7. يمكن أن يكون التدريب إما في مكان العمل أو خارجه، بينما يكون التدريب الداخلي دائماً في مكان العمل.
  8. تُطبَّق قواعد وأنظمة الشركة على المتدربين وليس على المتدربين الداخليين.

أساليب التدريب:

تنقسم طرائق التدريب إلى فئتين: التدريب في أثناء العمل، والتدريب خارج العمل، التي تناقش على النحو الآتي:

أولاً: التدريب في أثناء العمل

يتضمن التدريب في أثناء العمل الأشكال الآتية:

1. التناوب الوظيفي:

في التناوب الوظيفي، ينتقل الموظف من وظيفة إلى أخرى داخل نفس المنظمة بطريقة مُنظمة، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون التناوب الوظيفي إلى منصب أعلى أو في نفس القسم، وفي أثناء التناوب الرأسي للوظيفة، يُنقَل الموظف من رتبة أدنى إلى وظائف ذات رتبة أعلى، وفي التناوب الأفقي، ينقل الموظف في وظائف من نفس المستوى.

2. التدريب المهني:

أولئك الذين يرغبون في العمل في وظائف تتطلب مهارة، يُقدَّم التدريب المهني تحت إشراف مدرب يوجه ويشرف على العامل بشأن المهارات، وبعد أن يتعلَّم العامل هذه المهارات، يتولى الوظيفة، بينما يصبح المدرب هو المشرف.

3. التدريب الداخلي:

برنامج تدريبي تُصمِّمه الجامعات يُدرَّب فيه الطلاب عملياً في الشركات حتى يتمكنوا من تعلُّم المهارات وثقافة مكان العمل.

4. التدريب التعريفي:

يتعرف الموظفون الجدد في التدريب التعريفي إلى المنظمة والوظيفة والرئيس والمرؤوسين؛ وذلك لتعريفهم ببيئة العمل وثقافته.

5. الكوتشينغ:

يوجه الرئيس المرؤوسين في طريقة التدريب هذه، بشأن الأساليب أو المهارات المختلفة لأداء العمل.

ثانياً: التدريب خارج العمل

يتضمن التدريب خارج العمل الأشكال الآتية:

1. تدريب الدهليز:

لقد صُمِّمت هذه الطريقة بصورة أساسية للموظفين الفنيين الذين يتعاملون بانتظام مع الأدوات والمعدات والمصانع والآلات؛ إذ يُقدَّم تدريب تعليمي للموظفين في مكان العمل، من خلال إنشاء بيئة محاكاة مماثلة لمصنع الإنتاج الأساسي.

2. تدريب المؤتمرات:

تُنظَّم المؤتمرات من قِبل الشركات؛ إذ يكون كل مشارك على علم بموضوع المناقشة مسبقاً، بالإضافة إلى ذلك، تُقرَأ الأوراق ثم تجري مناقشتها للتوصل إلى توافق في الآراء؛ وهذا ما يؤدي إلى توسيع وجهات نظر المشاركين.

3. التعليمات المبرمجة:

هي طريقة تميل إلى دمج اكتساب بعض المهارات المخطط لها مسبقاً والمقترحة والمعلومات الأساسية، ومن ثم لا يوجد هنا تدخُّل من قِبل المدرب؛ إذ تُقدَّم المعلومات عن طريق الكتب أو من خلال أدوات تعليمية.

4. دراسات الحالة:

يُعطى الموظفون دراسات حالة للمناقشة، ويُتوقع منهم القيام بدور فعَّال في المناقشة، وتُجرَى المناقشة في بيئة تواصل مفتوحة، وتؤخذ جميع جوانب القضية في الحسبان، وتنتهي المناقشة بالتوصل إلى استنتاج يحل جميع المشكلات بطريقة صحيحة.

5. الأفلام:

تُستَخدم الأفلام والأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة لإثبات المهارات التي لا يمكن عرضها بأيَّة طريقة أخرى.

6. النمذجة الحاسوبية:

النمذجة الحاسوبية كما يوحي الاسم هي تقنية محاكاة محوسبة يُقدَّم فيها التدريب في المواقف التي تنطوي على مخاطر أو تكاليف عالية.

التوجهات الجديدة في التدريب الداخلي:

يُصنَّف التدريب الداخلي إلى تدريب داخلي مدفوع الأجر وتدريب داخلي غير مدفوع الأجر، وتدريب داخلي معتمد وتدريب داخلي غير معتمد، وطوال السنوات القليلة الماضية، أصبح التدريب الداخلي بالتناوب والتدريب الداخلي الافتراضي أمراً رائجاً.

1. التدريب الداخلي بالتناوب:

برامج التدريب الداخلي؛ إذ يتناوب المتدرب الداخلي بين الوظائف في الأقسام المختلفة؛ أي إنَّه يعمل في وظائف مختلفة في المنظمة المضيفة، وقد أصبح التدريب الداخلي بالتناوب شائعاً لأنَّ المتدربين الداخليين يتعلمون المزيد من الأدوار والمسؤوليات، وبهذه الطريقة، يمكنهم استخدام مهاراتهم واهتماماتهم في مناصب مختلفة.

2. التدريب الداخلي الافتراضي:

إنَّه بديل جديد للمتدرب الداخلي عن بُعد، سواء كان ذلك من المنزل أم المكتبة أم المقهى أم المدرسة، بدلاً من العمل في مكتب شركة المنظمة المضيفة، ومن ثم، يمكن للمتدربين الداخليين من دول مختلفة الحصول على تدريب داخلي في المنظمة.

الخلاصة:

التدريب الداخلي هو تنظيم بين الكلية أو المعهد والمنظمة لتوفير المعلومات العملية للمتدربين الداخليين، ومن ناحيةٍ أخرى، التدريب هو عملية تحاول المنظمة من خلالها تطوير مهارات الموظفين وصقلها لتحسين أدائهم.