هل سبق وسمعت العبارات التالية: "إذا كنتَ لا تعرف وجهتك، فأفضل الخرائط لن تساعدك على الوصول إليها" أو "من المستحيل بناء منزل أحلامك دون مخطط"؟

بالمثل؛ في غياب أهداف محددة بدقة يكون من المستحيل معرفة ما إذا كنَّا قد حققنا ما نريده في تدريبنا، فكل شيء نصممه في التدريب يرتبط بأهدافنا؛ إذ يصف الهدف النتيجة النهائية، وما الذي يجب على الموظف فعله، وطريقة تطبيق ذلك في العمل.

يجب أن تتضمَّن الأهداف القائمة على الأداء ثلاثة مكونات وهي: بيان المهمة والشروط والمعيار.

1. بيان المهمة:

يُشير بيان المهمة إلى المهمة أو المهارة التي يجب أن يؤديها المتدربون عند عودتهم إلى العمل.

2. الشروط:

تُشير الشروط إلى الأدوات أو المعدات أو الموارد التي يحتاج إليها المشارك لأداء المهمة.

3. المعيار:

يصف المعيار مدى جودة أداء المهمَّة؛ "على سبيل المثال مستوى الدقة أو الجودة أو الكمية أو الوقت".

لنفترض أنَّك تصمم دورة لميكانيكا السيارات، وتركز إحدى وحدات الدورة التدريبية في العملية الصحيحة لتغيير إطار السيارة؛ قد يكون الهدف القائم على الأداء كما يلي:

"باستخدام إطار ومفتاح العروات ورافعة، يغير كل ميكانيكي إطار سيارته وفقاً للخطوات المذكورة في دليل مالك السيارة".

في هذه المهمَّة تُعَدُّ جملة: "يغير كل ميكانيكي إطار سيارته" بيان المهمة، وعند كتابة بيان المهمة، يجب أن يشتمل على فعل حركي واسم "مثل يغير الإطار". يشير بيان المهمة المكتوب بالصيغة هذه إلى إجراء قابل للتنفيذ من قبل المتعلِّم.

أمَّا عبارة "إعطاء إطار ومفتاح العروات ورافعة"، تنص على وجه التحديد على الأدوات والمعدَّات التي سيحتاج إليها المتدرِّب لإكمال هذه المهمة، ويُشار إلى هذه العناصر على أنَّها الشروط أو العناصر الشرطية، فمن الهام تحديد الشروط حتى نتمكن من تطبيقها في بيئة التدريب لدينا.

أخيراً تنص عبارة "وفقاً للخطوات المذكورة في دليل مالك السيارة" بصورة صريحة على معيار الأداء؛ إذ يجب على كل متعلِّم تغيير الإطار وفقاً للخطوات المدرجة في دليل المالك، ويُعَدُّ المعيار هاماً للغاية؛ وذلك لأنَّه يحدد توقُّع طريقة أداء المهمة، ويعمل المعيار الواضح أيضاً كمرجع في حالة الأداء الضعيف، وإذا كان المعيار مكتوباً بوضوح في مستند، فيمكنك ببساطة العودة إلى هذا المستند كونه المعيار.

بمجرد تحديد الغاية، فإنَّ هدفنا هو تصميم نشاط أو تمرين يطابقها قدر الإمكان، ففي هذا السيناريو، من الناحية المثالية سنطلب من كل متعلِّم تغيير إطار سيارته باستخدام جميع الأدوات والمعدات ووفقاً للخطوات المدرجة في دليل مالك السيارة.

مثال آخر:

باستخدام جميع الموارد اللازمة، سيقدم الموظف خدماته للعملاء وفقاً للخطوات المُدرجة في القائمة المرجعيَّة للأداء.

إذا قلتَ: "سيقدِّم الموظف خدماته للعملاء" هو بيان المهمة، و"مع توفير جميع الموارد اللازمة" يمثل الشروط، و"وفقاً للخطوات المُدرجة في القائمة المرجعيَّة للأداء" هو المعيار، فستكون على صواب.

هدفنا كمصممين هو تصميم نشاط يطابق الهدف بأكبر قدر ممكن، ففي هذا السيناريو يؤدي كل متعلِّم دوراً يخدم فيه العميل؛ وذلك باستخدام جميع الموارد الضرورية، ووفقاً للخطوات المدرجة في القائمة المرجعيَّة للأداء.

تخيَّل أنَّك متدرِّب جديد يجب أن تؤدي تمريناً هاماً في نهاية الدورة، وسيراقبك مدرب في أثناء أداء هذا التمرين، إذا أكملتَ ذلك بنجاح، فإنَّك تتقدم في منصبك المعيَّن داخل المنظمة، وإذا لم تنجح، فيجب عليك إعادة التدريب.

إذا قيل لك إنَّك غير ناجح ويجب عليك إعادة التدريب، فيجب أن تعرف لماذا، وأين أخطأت، وإذا صُمِّم التدريب بمقاييس أداء واضحة وصحيحة مثل المعيار، فيمكن العودة إلى تلك المعلومات في حالة الأداء المشكوك فيه أو غير الفعَّال. ومن الممارسات الجيدة أيضاً توثيق هذا المعيار في دليل السياسة والإجراءات، أو دليل الموظف، أو معيار التشغيل الداخلي (Standard operating procedure).

في الختام:

يضع الهدف القائم على الأداء مُتقَن الكتابة المتدربين على طريق النجاح. كتبَ الدكتور روبرت ف. ماجر (Dr. Robert F. Mager) - وهو خبير معروف في التدريب والأداء البشري - كتاباً كاملاً عن أهداف التعلُّم، وفي كتابه "إعداد الأهداف التعليمية" (Preparing Instructional Objectives) يذكر الدكتور ماجر: "الأهداف هي أدوات لوصف نتائج التدريب المقصودة، فهي توفر عنصراً رئيساً لنجاح التعليم".