يُطلَب من المزيد من الأشخاص قيادة الفرق في الوقت الحاضر في مكان العمل، ومع ذلك، فإنَّ الطريق لتصبح قائداً جيداً هو طريق طويل وليس واضحاً دائماً؛ إذ تُعَدُّ نشاطات القيادة العملية طريقةً رائعةً للتحرك نحو هذا المسار، سواء كنت تؤديها بوصفك ميسراً مع فريقك الخاص أم مع ميسر خارجي.

كما أنَّ نشاطات القيادة مثل المعروضة في هذا المقال فعَّالة أيضاً في تقديم مفاهيم القيادة، ويمكن أن تكون جيدةً لتقديم أو بدء التدريب على المهارات القيادية؛ إذ يمتلك القادة تأثيراً كبيراً ومسؤوليةً تجاه فرقهم.

فيما يأتي بعض الجوانب التي يجب الانتباه إليها، وهي:

  • ضبط أجواء مكان العمل.
  • إلهام أعضاء الفريق.
  • تحديد القيم الخاصة بالفرق.
  • تحسين روح الفريق والتماسك.
  • تحمُّل مسؤولية تواصل الفريق وسلامته.
  • تنمية المهارات القيادية لدى الآخرين.

هذه ليست مسؤوليات صغيرة، ومهارات القيادة لا يحصل عليها الأشخاص بصورة طبيعية؛ لذا يُعَدُّ العمل المتفاني والوعي الذاتي والالتزام بالتطور الشخصي أمراً هاماً لإتقان مهارات القيادة بصورة تدريجية، فيوجد عدد من الأدوات لمساعدتك على تطوير القيادة، ويمكن أن يساعد كلٌّ من الكوتشينغ ومجموعات دعم الأقران والتدريب على تطوير القيادة الفردَ على أن يصبح قائداً جيداً.

من الجدير بالذكر أنَّ الفِرق عبر الإنترنت تحتاج إلى قيادة رائعة أيضاً، وخلال أوقات التغيير أو مواجهة الصعوبات، فإنَّ ضمان تهيئة القادة لتحقيق النجاح وتمكينهم من القيام بأفضل عمل هو أمر هام؛ فلا يجب أن يتوقف تطوير القيادة عندما يستمر العمل عبر الإنترنت.

سنذكر لك فيما يأتي قائمة بالنشاطات التي تُعَدُّ فعَّالةً بصورة خاصة لممارسة وتعزيز مهاراتك في القيادة وبناء الفريق، فالعديد من الطرائق المذكورة أدناه سهلة الاستخدام في بيئة افتراضية؛ وذلك باستخدام بعض الأدوات مثل برنامج "زووم" (Zoom) واللوحات البيضاء الإلكترونية، كما يمكنك العثور على نصائح محددة عن طريقة تشغيلها عن بُعد إذا عددناها مناسبةً لهذا النوع من العمل.

سواء كنت تصمم ورشة عمل عن المهارات القيادية لفريقك أم ترغب في العثور على نشاط قيادي رائع من أجل ممارسته في اليوم الذي يجتمع فيه المديرون التنفيذيون، فقد جمعنا لك بعض نشاطات القيادة التي يسهل تطبيقها والمستوحاة من تقنيات التيسير؛ إذ يمكنك تطبيق نشاطات التدريب على القيادة مباشرةً مع فريقك لتحسين العمل الجماعي وتسهيل التواصل بصورة أفضل وزيادة تماسك الفريق.

تُعَدُّ نشاطات القيادة هذه فعَّالة بصورة خاصة إذا كنت تدير ورشة عمل عن القيادة أو تحتاج إلى بعض التمرينات عند إجراء تدريب على المهارات القيادية، فيمكن لهذه النشاطات أن تتناسب بسهولة مع جداول أعمال موجودة أو يمكن أن تشكِّل الأساس لورش عمل القيادة الجيدة:

1. مغلفات القيادة (Leadership Envelopes):

يعمل المشاركون في نشاط القيادة هذا ضمن مجموعات لترجمة مبادئ القيادة إلى سلوكات عملية في أثناء العمل.

2. مديرك المفضل (Your favourite Manager):

يعني هذا النشاط استخدام التعاطف بوصفه أداة من خلال أخذ وجهات نظر مختلف الموظفين ثم التفكير في السلوكات الإدارية الإيجابية والسلبية.

3. بيتزا القيادة (Leadership Pizza):

يطلب إطار تطوير القيادة البسيط هذا من كل فرد التفكير في المهارات والمواقف التي يجدها أكثر أهميةً في القيادة، ومن ثم تقييم نفسه قبل تحديد أهداف التنمية الفردية.

4. نصائح في القيادة من قدوتك (Leadership Advice from your Role Model):

يدعو نشاط المشاركة المنظم هذا الأشخاصَ إلى التفكير في مثل أعلى يُحتذى به ومناقشة مبادئ القيادة التي يلاحظونها فيه.

5. اكتشاف قيمك (Explore Your Values):

يساعدك هذا النشاط على تحديد واكتشاف قيمك وقيم فريقك الهامة، كما أنَّه تمرين جيد لبدء التفكير والحوار بشأن القيم الشخصية.

6. شعار القيادة الخاص بك (Your Leadership Coat of Arms):

يفكر المشاركون في هذا النشاط في فلسفة القيادة الخاصة بهم ويحددون شعارهم الخاص الذي يرمز إلى أهم القيم التي توجِّه أسلوبهم القيادي.

7. هدف وثقافة الفريق (Team Purpose & Culture):

تُعَدُّ مساعدة الفريق على الانسجام مع هدف وثقافة المجموعة جزءاً هاماً من كونك قائداً فعَّالاً، فيمكنك استخدام هذا النشاط لبناء رؤية مشتركة قوية يمكن لفريقك بأكمله دعمها.

8. تحدي المارشميلو (Marshmallow Challenge):

يُعَدُّ تحدي المارشميلو نشاطاً شائعاً تتنافس فيه الفرق لبناء أطول بنية تنظيمية قائمة بذاتها مع استخدام مجموعة من المواد المحددة.

9. نهر التمساح (Crocodile River):

هذه اللعبة بسيطة جداً تُمارَس في الهواء الطلق وتساعد على بناء الفريق؛ إذ يحتاج أعضاء الفريق إلى العمل معاً ودعم بعضهم بعضاً في أثناء عبورهم نهراً وهمياً مليئاً بالتماسيح.

10. اللغز الصيني (Chinese Puzzle):

هذا النشاط الجماعي يُطبَّق لكسر حالة الصمت ومُصمَّم للتركيز على العمل الجماعي والتعاون، وتكمن الفكرة في فك عقدة بشرية كبيرة صنعها المشاركون بأيديهم المتشابكة.

11. الإصغاء الفعَّال (Active Listening):

يساعد هذا النشاط على تحسين الإصغاء الفعَّال، وهي مهارة أساسية لأيِّ قائد؛ إذ يتناوب المشاركون على ممارسة الإصغاء الفعَّال وتقديم الكوتشينغ للأقران.

12. بطارية الثقة (Trust Battery):

يساعد هذا النشاط على التعرف إلى العلاقات في مكان العمل التي قد تعاني من نقص في الثقة، وتشجِّع أعضاء الفريق على اتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء الثقة.

13. التغذية الراجعة: البدء والتوقف والاستمرار (Feedback: Start, Stop, Continue):

يوفر هذا التمرين إطاراً عملياً للغاية للحصول على تغذية راجعة منتظمة وفعَّالة داخل الفرق، وبصفتك قائداً يمكنك مساعدة أعضاء فريقك على الحصول على تغذية راجعة بنَّاءة في الوقت المناسب.

14. التفكير بصفتكم فريقاً (Reflection):

يُعَدُّ هذا النشاط طريقةً فعَّالةً لتطوير كلٍّ من القيادة الافتراضية والتي تُمارَس على أرض الواقع؛ إذ يساعد المجموعات على الانتقال من أسلوب التفكير الفردي إلى المناقشات الجماعية بطريقة تشجع التفكير البنَّاء وتقلل من الإحباط المحتمل أو المناقشات العدائية.

15. الفريق المكون من شخصين (Team of Two):

يُعَدُّ نشاط تطوير القيادة هذا أمراً رائعاً لتحسين المهارات الشخصية ومهارات حل النزاعات وتوجيه الفرق نحو ممارسات أكثر إنتاجيةً للعمل.

16. ما الذي أحتاجه منك (What I Need From You):

يساعد تمرين التواصل هذا الفرق والقادة على التعبير عن احتياجاتهم الأساسية والعمل معاً بفاعلية أكثر.

17. الإنصات والرؤية والاحترام (Heard Seen Respected):

يساعد هذا النشاط الجماعي قادة المستقبل على رؤية الأمور من وجهات نظر أخرى وتنمية التعاطف والتفاهم، ولنكتشف أين تساعد نشاطات تطوير القيادة هذه وطرائق تطبيقها في ورشات عمل القيادة القادمة.

يحدد القادة جو مكان العمل:

يمثل القادة القدوة والمثل الأعلى لزملائهم وللمنظمة، ويحدد أسلوب عملهم ومبادئهم وقيمهم الثقافة التي تقود سلوك المؤسسة؛ وهذا هو السبب في أنَّ القائد المهووس بالتنافس والمصاب بجنون العظمة يمكنه بسهولة إنشاء منظمة؛ إذ يحاول زملاء العمل إحباط الآخرين ودفعهم نحو الفشل والتفكير في أنفسهم فقط.

وعلى الرغم من أنَّ القائد المنفتح والمؤمن بالاندماج سيعزز جواً من الانفتاح والشمولية، إلا أنَّ الطريقة التي يتصرفون بها وما يعدُّونه معياراً ستؤثر في نوع السلوكات التي سيفرضونها ويحتفون بها والسلوكات التي تستوجب العقاب.

يمكن أن تساعدك نشاطات القيادة الآتية على التعرف إلى سلوكات القيادة الهامة التي تساعد على جعل مكان العمل منتجاً، ولا بد من استخدامها لجميع ورش العمل التي تُدرِّب على القيادة:

1. مغلفات القيادة:

تساعد مثل هذه الألعاب التي تُستخدَم للتدرب على القيادة على تحويل مبادئ القيادة المجردة إلى سلوكات عملية يمكن تطبيقها في أثناء العمل؛ إذ يعمل المشاركون ضمن مجموعات للتوصل إلى تطبيقات واقعية لمبادئ القيادة؛ لذا تُجرِي المجموعات جولات متعددة من المناقشة للاعتماد على أفكار بعضهم بعضاً، وفي النهاية يحدث تقييم لأفضل الأفكار لتحديد السلوكات الأكثر فائدةً.

2. مديرك المفضل:

في هذا النشاط، يختار المشاركون ثلاث شخصيات مختلفة من الموظفين ويسجلون السلوكات الإيجابية والسلبية لقائد أو مدير إيجابي من وجهة نظرهم، وبعد التفكير بصورة فردية، يقارن المشاركون قوائمهم أولاً ضمن مجموعات تتألف من شخصين ثم في مجموعات تضم عدداً أكبر من الأشخاص، وأخيراً، يضعون قائمة نهائية تتضمن الأمور التي يجب أن يفعلها المديرون والقادة والتي يجب ألَّا يفعلوها.

لذا استخدم أسلوب القيادة هذا عبر الإنترنت عن طريق الغرف الفرعية والألواح البيضاء المتصلة بالإنترنت لتسجيل نتائجك، وتذكَّر يمكن أن تكون نشاطات القيادة الافتراضية وسيلةً فعَّالةً لتمكين الفرق التي تعمل عبر الإنترنت.

يعمل المشاركون بصورة فردية، ويتولون أدوار ثلاثة أشخاص مختلفين ويجرون عملية عصف ذهني لتصوراتهم عن ثلاثة مديرين مفضلين وثلاثة مديرين مكروهين، وفيما بعد، يعملون مع شريك ثم مع فرق، لإعداد قائمة بالأمور المسموحة والممنوعة لتحسين تصور الموظفين المرتبط بأسلوب المدير.

3. بيتزا القيادة:

يقدم نشاط تطوير القيادة هذا إطاراً للتقييم الذاتي للأشخاص لتحديد المهارات والصفات والمواقف التي يجدونها هامةً للقيادة الفعَّالة، ثم يجري تقييم تطورهم في هذه المجالات؛ إذ يعد إطار العمل هذا أداةً رائعةً لتحديد أهداف تنمية القيادة الفردية في عملية التدريب.

فجرب هذا النشاط عند تطوير القيادة الافتراضية من خلال تشجيع مجموعتك على التقييم الذاتي، وإضافة رسوماتهم إلى الألواح البيضاء المتصلة بالإنترنت، والتعليق إما بطريقة مباشرة أو غير متزامنة.

يلهم القادة الأشخاص الآخرين:

يُلهم القادة الجيدون الأشخاص الآخرين، وهذه الصفة إحدى أهم صفات ونشاطات القيادة التي يمكن أن تساعد على إنجاح ورش العمل التي تُعقَد لتعزيز مهارات القيادة، ومع ذلك، توجد العديد من الأسباب المختلفة التي تجعل الشخص يجد القائد شخصاً ملهماً؛ ولفهم ما الذي يجعل القيادة أمراً ملهماً، جرب التمرين التالي.

4. نصائح القيادة من مثلك الأعلى:

يُطلب من الجميع التفكير في شخص يُحتذى به يتطلعون لأن يكونوا مثله ويتساءلون فيما إذا كان أحد ما سيسأل هذا الشخص القدوة عن بعض النصائح وما هو نوع النصيحة التي سيسألون عنها.

فاعمل على تسهيل إجراء محادثة جماعية؛ إذ يمكن مشاركة هذه النصائح ومناقشة الأفكار المتناقضة والتوفيق بينها، ونظراً للإجابات المتنوعة، قد يكون نشاط المشاركة المنظَّم هذا مقدمةً جيدةً لمفهوم القيادة الظرفية.

قد يوفر نشاط المشاركة المنظمة هذا بديلاً أسرع وأرخص وأفضل لشراء وقراءة الكثير من الكتب؛ إذ يمكنك الاستفادة من حكمة المجموعة والأشخاص الذين يُحتذى بهم.

يحدد القادة قيم الفريق:

عادةً، تنعكس قيم القائد على المنظمة، فإذا كانت الطرائق المختصرة تمثل ممارسةً شائعةً لدى القائد، فسترى الطرائق المختصرة التي استخدمها أعضاء فريقه في جميع مشاريعهم، لكن إذا كان التعلم وتحسين الذات أمرين هامين بالنسبة إلى القائد، فسيكون هذا الأمر أساساً جيداً لهذه القيم في المنظمة بأكملها.

لتكون أكثر وعياً وإدراكاً بقيمك بصفتك قائداً، جرب نشاطات القيادة الآتية.

5. اكتشاف قيمك:

إنَّ اكتشاف قيمك هو تمرين جماعي للتفكير في قيمك وقيم فريقك الهامة، ويحدث ذلك بطريقة بديهية وسريعة لتشجيع المشاركين على اتباع حدسهم بدلاً من الإفراط في التفكير وإيجاد القيم الصحيحة؛ فإنَّه نشاط قيادة جيد لاستخدامه لبدء التفكير والحوار بشأن القيم الشخصية.

6. شعار القيادة الخاص بك:

في نشاط تطوير القيادة هذا، يُطلَب من المشاركين رسم الشعار الخاص بهم والذي يرمز إلى أهم عناصر فلسفة القيادة الخاصة بهم، ثم استخلاص المعلومات من رسومات الشعار تلك ومناقشتها مع المجموعة.

فيمكن أن تكون نشاطات القيادة الافتراضية التي تتضمن نتائج مرئيةً فعَّالةً بصورة خاصة في تحقيق اندماج الفرق التي تعمل عن بُعد، فجرب هذا النشاط في ورشة عمل القيادة القادمة المُقامة عبر الإنترنت لبناء نشاط لا يُنسى أبداً.

7. هدف وثقافة الفريق:

إنَّ ضمان توافق جميع أعضاء الفريق عندما يتعلق الأمر بالأهداف والقيم الثقافية للمنظمة هي إحدى وظائف القائد، فغالباً ما تكون الفرق والمؤسسات التي لديها رؤية مشتركة ومتماسكة أكثر سعادةً وإنتاجيةً، ومن خلال مساعدة المجموعة على الوصول إلى هذه الاستنتاجات، يمكن للقائد الجيد أن يساعد على تمكين الجميع لتحقيق النجاح.

قد تُعَدُّ طريقة هدف وثقافة الفريق هذه نشاطاً قيادياً افتراضياً جيداً؛ إذ يمكنك استخدام هذه الطريقة في البيئات الإلكترونية بسهولة، ومن خلال إنشاء مورد افتراضي مشترك في لوحة بيضاء أو جدول بيانات متوفر عبر الإنترنت، يمكنك تمكين فريقك الذي يعمل عن بُعد.

كما تُعَدُّ هذه العملية أساسيةً ومصممةً لمساعدة الفرق على تحديد أهدافهم "سبب وجودهم" وثقافتهم "كيف يعملون معاً لتحقيق هذه الأهداف؟"؛ إذ سيساعد تحديد هذين الأمرين أيَّ فريق على أن يكون أكثر تركيزاً وانسجاماً. وبدعم من الأمثلة الملموسة من الشركات الأخرى، يعمل أعضاء الفريق أفراداً ومجموعات لتدوين الطريقة التي يعملون بها معاً، والهدف ممَّا سبق هو إظهار كل من هدف وثقافة الفريق التي يمكن طرحها في مساحة العمل.

الخلاصة:

تُعَدُّ نشاطات القيادة مثل الأمثلة المذكورة في هذا المقال فعَّالةً في تقديم المفاهيم المتعلقة بالقيادة، ويمكن أن تكون جيدةً لتقديم أو بدء التدريب على المهارات القيادية، فلقد تحدثنا في هذا الجزء من المقال عن 7 أنواع من النشاطات التي يمكن ممارستها للتدريب على القيادة، وفي الجزء الثاني من المقال سنتحدث عن الأنواع العشرة المتبقية، فتابعوا معنا.