قد تربطك علاقة متقلِّبة مع خبراء المادة؛ لأنَّهم ليسوا الأشخاص المناسبين للوظيفة، وأكبر خطأ يرتكبه معظم الناس عند إضافة خبراء المادة لقوة التدريب لديهم هو التفكير في أنَّهم جميعاً متشابهون؛ إنَّهم جميعاً مؤهلون تقنياً؛ لذلك يمتلكون القدرة على العمل كمدربين، لكن إلى جانب وجود المهارة لإنجاز المهمة، يجب وجود الإرادة للقيام بهذه المهمَّة.

مَن هو خبير المادة؟

غالباً ما يكون الموظفون أصحاب الخبرة والمتخصصون مؤهلين إلى أن يصبحوا مدربين داخليين؛ وذلك لأنَّهم يحظون بتقدير جيِّد من قِبل أقرانهم ولديهم أساس قوي من المعرفة والمهارات العملية المُستخدَمة يومياً في الوظيفة.

تُعَدُّ الاستعانة بخبير مادة كمدرب داخلي استثماراً فعَّالاً من حيث التكلفة لوقت الموظف، وعندما يكتسب خبراء المادة مهارات تدريبية، يمكن أن يكونوا فعَّالين للغاية في زيادة مهارات الموظفين الآخرين، ولتحقيق النجاح في دور خبير المادة كمدرِّب يجب أن يكون الخبراء متاحين لمهمَّة تدريبية وعلى استعداد لقضاء جزء من وقتهم في التخطيط وإجراء الدورات التدريبية.

ما الذي تبحث عنه في خبير المادة؟

أول مكان تبدأ به عند التخطيط لإضافة خبراء المادة إلى قوة التدريب الخاصة بك هو وضع معايير الاختيار.

بعد النظر في معايير الاختيار العامة المُستَخدمة لأي مدرب، خصِّص بعض الوقت لتقييم خبراء المادة بصورة فردية على المهارات باستخدام هذا المقياس:

  • 0 = أبداً/ ليست لديه فكرة.
  • 1 = لديه خبرة بسيطة.
  • 2 = لديه خبرة جيدة.

على سبيل المثال لدى خبير المادة:

  • ___ الوقت المتاح لأداء مهمة تدريبية.
  • ___ الرغبة في تولِّي مهام التدريب.
  • ___ الكفاءَة في المادة.
  • ___ مهارات التحدث بعبارات إيجابية عن التدريب للآخرين، وتشجيعهم على استخدام المهارات وتحقيق النجاح في المهارات ومشاركتها مع الآخرين، وما إلى ذلك.
  • ___ الخبرة في إجراء التدريب في الفصول التدريبية أو في تقديم العروض التقديمية.
  • ___ الخبرة في تقديم الكوتشينغ أو المنتورينغ بصورة رسمية أو غير رسمية.
  • ___ الخبرة في إجراء تدريب فردي أو تدريب في أثناء العمل.
  • ___ مهارات التواصل اللفظي الجيدة .
  • ___ مهارات التواصل الكتابي الجيدة.
  • ___ القدرة على تيسير اجتماعات الفريق.
  • ___ مجموع النقاط.

ماذا يعني هذا؟

الدرجة المثالية هي 20، وعلى الرغم من أنَّ المرشَّح الذي لديه أقل من 12 نقطة سيكون لديه الحد الأدنى من المهارات في بعض المتطلبات الهامة، إلَّا أنَّ خبير المادة هذا قد لا يكون أفضل مرشح لتدريب الآخرين في مؤسستك، كما أنَّ الخبير الذي لا يمتلك الوقت أو لا يرغب في تولِّي مهمة تدريبية قد لا يكون مُدرِّباً داخلياً جيداً.

إنَّ تخصيص الوقت الكافي للتفكير في هذه المعايير عند اختيار خبراء المادة لن يُمكِّنك فقط من اختيار المزيد من المرشحين المؤهلين إلى بذل الجهود التدريبية؛ بل سيُظهِر للمؤسسة أنَّه لا يمكنك اختيار أي شخص ووضعه في دور تدريبي، كما أنَّه يُوفِّر نقطة انطلاق رائعة لتحديد أدوار أو مسؤوليات خبراء المادة والاحتياجات المُحتملة لتطوير مهارات التدريب.

في الختام:

يُضيف العمل مع خبراء المادة الكثير إلى الجهود التدريبية، ويستغرق الأمر سنوات من الممارسة والصقل للحصول على مهارات التيسير؛ لهذا السبب يجب كسب الاحترام الذي تستحقه المؤسسة من خلال اختيار شركاء موثوق بهم من خبراء المادة في التدريب.