إذا كنتَ قد عملتَ كمدرِّب أو مُيسِّر أو مُدرِّس، فأنت تعلَمُ شعور السعادة عندما يندمج المشاركون في المواد، ويشاركون بفاعليَّة ويستمتعون بعملية التعلُّم.

كما تعلم أيضاً أنَّه في كثير من الأحيان يتطلَّبُ الأمر الكثير من التحضير ومعرفة المشاركين واحتياجاتهم والنشاطات المُصمَّمَة بعناية والمحتوى والمواد الشيِّقة لجعلِ ذلكَ مُمكِناً، وعلى الرغم من أنَّكَ قد تبذل الكثير من الجهد في تصميم التدريبِ لتغطيةِ كلِّ هذه العناصر، كم مرَّة صمَّمتَ تدريبك وأنت تفكِّرُ في العواطف؟

بالنسبة إلى الكثيرين، قد تبدو العواطف وكأنَّها موضوع مُعقَّد، أو شيء يأتي نتيجةً لتصميم تدريب ناجح، أو ببساطة أمر لا يُمكِنُهم التأثير فيه.

على الرغم من أنَّ الجزء الأول صحيح، ففي بعض الأحيان يمكن أن تكون العواطف مُعقَّدة، فهي أيضاً أمر يجب ألَّا نتجنَّبَهُ كمدرِّبين أو يقتصر فيه جهدنا على الأُمنيات.

نظراً إلى أنَّ العواطف موضوع مثير للاهتمام، فمن الجيِّد استكشاف ما يُمكِنُنا تعلُّمه من العِلمِ والتجارب الواقعية.

نقدم لك في هذا المقال 5 أفكار ممتعة ومفيدة جداً لتصميم عملية التدريب الخاصة بك، بعضها أكثر واقعية ومرتبط بعواطف معيَّنة، في حين أنَّ بعضها الآخر قد يكون أكثر ارتباطاً بالنَّهج العام، لكنْ يُمكِنُ استخدامها جميعاً في جلستك التالية.

لقد حانَ الوقت لأداء دور فعَّال، ولنبدأ جميعاً بوضع العواطف في الحسبان في أثناء تصميم الدورات التدريبية.

1. العواطف مُعديَة:

إذا لم تكُنْ متأكداً من طريقة البدء بإثارة العواطف المختلفة التي تريد أن يشعر بها المشاركون، فإنَّ أسهل أمر يُمكِنُكَ القيام به هو أن تكون مثالاً يُحتذى به، وتُظهِر لهُم عواطفك.

إذا كنت تريدهم أن يكونوا فضوليين بشأن الموضوع، فاجعلهم يلاحظون أنَّك مهتم ومتحمس أيضاً، وإذا كنتَ تريدهم أن يجربوا وألَّا يخافوا من تجربة أساليب جديدة قد تفشل، فابدأْ بارتكاب خطأ وأَظهِرْ لهُم كيف يمكن للجميعِ التعلُّم منه.

هنا يجب أن تكون حَذِراً؛ وذلك لأنَّ جميع أنواع العواطف مُعديَة وليسَ العواطف الإيجابية والممتِعة فحسب؛ ممَّا يعني أنَّه إذا كنتَ تشعر بالقلق أو التشتت أو الملل من الموضوع، فمن المُحتمَل أن يشعر المتدربون بذلك أيضاً.

2. الارتباك أمر جيد:

تُوجَدُ بعض المشاعر السلبيَّة غير المُرحَّب بها في أثناء عمليَّة التعلُّم؛ مثل الارتباك أو الإحباط، لكنْ أيضاً هي عواطف يَجِبُ أن تشجع عليها؛ فهي استجابة مناسِبَة عند العمل على المهام الصَّعبة، ويُمكِنُ أن تُشجِّع المشاركين على أن يصبحوا أكثر تفاعلاً مع المواد.

لإثارةِ الارتباك أو تصميم المهام أو المشكلات التي تكون أعلى بقليل من مستوى المهارة الحالي للمشاركين، يجب أن تحرص على عدم جعلها صعبةً للغاية، وإلَّا سوف يستسلمون، فقط تذكَّر أن تنتهي دائماً بملاحظة إيجابية، واحرَصْ على مساعدتِهم على التخلُّصِ من أي ارتباكٍ مُتبقٍّ قبل نهاية النشاط أو التدريب.

3. العواطف واستراتيجيات التعلُّم:

يُمكِنُ أن تساعد العواطفُ الإيجابيةُ مثل متعة التعلُّم والاهتمام والفضول والمفاجأة المشاركين على أن يكونوا أكثر فاعلية في اختيارهم واستخدامهم لاستراتيجيات التعلُّم.

تُشجِّعُ العواطف الإيجابية التي تنشِّط المشاركين أيضاً على استخدام استراتيجيات تعلُّم أكثر مرونةً وإبداعاً، ومعالجة أكثر تنظيماً وتفصيلاً وتعقيداً للمعلومات.

4. الثقة والشعور بالملل:

يُمكِنُ أن تساعد جرعة من الثقة بالنفس المشاركين على الاستمتاع بعملية التعلُّم، كما تؤدي إلى مزيد من الفخر بالنتائج التي حققوها.

مع ذلك يجبُ علينا كمدرِّبين أو ميسِّرين أن نضعَ في حسباننا أنَّ الثقة الزائدة بمَهمَّةٍ ما يُمكِنُ أن تُسبِّبَ الشعور بالملل أو فقدان الاهتمام بالمشاركين لدينا، وإذا لاحظتَ حدوث ذلك، فإنَّ أسهل أمر يُمكِنُكَ فعله هو زيادة التحدي أو الاهتمام الشخصي بالمَهمَّة.

من ناحية أخرى، إذا كانت المَهمَّة صعبة للغاية، فيجب عليك تقليل التحدي قليلاً، وتشجيع المشاركين على المحاولة بجديَّة أكبر من خلال التركيز في نقاط قوَّتهم ومواردهم، أو الاندماج في دعم المدرِّب والمشاركين الآخرين.

5. الاعتدال والتوازن:

تماماً كما هو الحال مع أيِّ أمر آخر في تصميم عمليَّة التدريب؛ عند التعامُل مع العواطف، يجب عليك التأكُّد من عدم التصرُّف بصورة مُفرِطَة، وبالطبع أنت ترغبُ في أن يكون المشاركون سعداء ومتحمسين بشأن الرِّحلة، لكنْ ليسَ لدرجة أن ترهقهم جداً ولا يستطيعون التركيز.

من ناحية أخرى، أنت تريدُ أن يشعروا بالراحة والاسترخاء، لكنْ ليس لدرجة الشعور بالملل وفقدان الاهتمام، الاعتدال هو الأساس.

فيما يتعلَّقُ بالتوازن، تماماً مثلما تريد الموازنة بين الأمور النظريَّة والأجزاء العملية، أو التفاعُل مع النشاطات التي تنطوي على التفكير، يجب أن تكون العواطف في التدريب متوازنة.

قد تكون العواطف المُختلِفة مفيدة في أجزاء مُختلِفة من تدريبِك؛ على سبيل المثال الفضول والارتباك عند العمل في مَهمَّة، والشعور بالراحة والاسترخاء في أثناء استخلاص المعلومات؛ لذا تأكَّد من عدم نسيان التخطيط لها جميعاً في أثناء تصميم تدريبك.