يؤدِّي مدير شؤون الأفراد دوراً فاعلاً في الشركة، فهو صلة الوصل بين الموظفين والإدارة العليا، ويساعد على ضمان جودة التواصل وإنتاجية العمل ضمن المؤسسة.

تعطي معظم الشركات الأولوية لزيادة الإيرادات على حساب تدريبات الإدارة، ويترقَّى معظم الموظفين للمناصب الإدارية بسبب تميزهم وإثبات جدارتهم في وظائفهم السابقة، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّهم يتمتعون بالمؤهلات اللازمة لإدارة العاملين بفاعلية.

تشمل برامج التدريب الإداري تلقين مهارات الإشراف على الموظفين، وتسوية النزاعات، وإجراء التقييمات، وضمان امتثال الشركة للقوانين والأنظمة، ويهتم المديرون بتدريب الموظفين، لكنَّهم بالمقابل يغفلون عن إعداد برامج التدريب اللازمة لتنمية مهاراتهم الإدارية.

تدريبات الإدارة:

تهدف التدريبات الإدارية إلى تلقين المهارات القيادية للمديرين الجدد الذين لم يسبق لهم أن تسلموا منصباً إدارياً من قبل، ويمكن تطبيق برامج التدريب الإداري على المديرين القدامى أيضاً لتنمية مهاراتهم وتأهيلهم للتعامل مع الأدوات التكنولوجية التي تتغير وتتطور باستمرار.

المدير هو المسؤول عن تسيير إجراءات العمل بين جميع العاملين في الشركة، ما يعني أنَّ تطبيق التدريبات الإدارية يساهم في تنمية مهارات المدير من جهة، ويساعد على تأمين بيئة صحية للعمل وضمان سعادة الموظفين.

يمكن تقديم برامج التدريب عبر الإنترنت، أو داخل الشركة عبر الاستفادة من الخبراء الموجودين فيها، أو عن طريق تعيين مدربين من خارج المؤسسة.

طرائق تقديم التدريبات الإدارية:

فيما يأتي 9 طرائق لتقديم التدريبات الإدارية:

1. الكوتشينغ:

يمكن تطبيق برامج الكوتشينغ عن طريق الاستعانة بخبير يتمتع بمهارات إدارية بارزة؛ بغية مساعدة المدير الجديد على تحقيق الأهداف المطلوبة خلال فترة زمنية محددة.

يتفق كل من الكوتش والمدير على آلية عمل والتزامات معيَّنة في أثناء تطبيق البرنامج، ويجب أن يكون المدير الجديد مستعداً لإجراء التغييرات اللازمة وجاهزاً لتقبل التغذية الراجعة، والخضوع للمساءلة أمام الكوتش.

يُطلَب من الكوتش بالمقابل تقديم تغذية راجعة بناءة وقيِّمة لتحفيز المدير الجديد ومساعدته على تنمية مهاراته الإدارية، وإحراز التقدم في مسيرته المهنية.

2. المنتورينغ:

يُطبَّق المنتورينغ عن طريق تكليف أحد المديرين القدامى والخبراء بمشاركة معارفه وخبراته مع المدير الجديد، ويُفضَّل ألَّا يكون المنتور مشرفاً مباشراً على المدير الجديد لضمان حسن سير وفاعلية عمليات المنتورينغ.

تتميز هذه الطريقة بانخفاض تكاليفها؛ لأنَّها تستثمر العاملين ضمن الشركة دون الحاجة للاستعانة بخبراء من خارجها.

يجب أن يكون المدير الجديد متعاوناً وراغباً بالتعلم ومستعداً لمشاركة كل من التجارب الناجحة والفاشلة على حدٍّ سواء، كما يُطلَب من المنتور تلقين المهارات والمعارف اللازمة، وتقديم الإرشادات والتوجيهات عند الضرورة.

3. التدريب الموجه ذاتياً:

تسمح الشركات بتطبيق هذه الطريقة على المرشحين الذين يتمتعون بروح المبادرة والاستعداد اللازم للتعلم من تلقاء أنفسهم، وهي غير مكلفة؛ لأنَّها تعتمد على المتدرِّب، فيحدد المتدرِّب في هذه الحالة احتياجاته التدريبية والإجراءات اللازمة لتلبيتها.

4. الاستعانة بمؤسسات خارجية لإجراء التدريب:

تقدم معظم شركات الأعمال وتقديم الاستشارات هذا النوع من التدريب، وهذه الطريقة مكلفة عند إجراء التدريب على أرض الواقع، ولكن يمكن تخفيض نفقات المواصلات، وحجوزات الفنادق عن طريق إجراء الندوات والدورات التدريبية عبر الإنترنت.

يتم تلقين المهارات وفق هذه الطريقة عن طريق النشاطات والتطبيقات العملية مثل تقنية تقمص الأدوار، وتُعد هذه الطريقة فعالة في تلقين المهارات الناعمة مثل تفويض المهام، والتواصل، والتحفيز.

5. التناوب الوظيفي:

تقتضي هذه الطريقة نقل الموظفين إلى أدوار ووظائف جديدة كما يوحي الاسم.

تحدث هذه النقلات في نفس المستوى الوظيفي وهي لا تُعد ترقيات، وغالباً ما تكون مؤقتة بحيث يُتاح للموظف إمكانية العودة إلى منصبه الأساسي بعد فترة زمنية محددة.

توجد مجموعة من المحاسن والمساوئ المرتبطة بتطبيق التناوب الوظيفي، وتستفيد المؤسسات من المهارات الإضافية التي يكتسبها الموظفون في الحصول على طاقم عمل يمتلك المؤهلات اللازمة لتأدية مختلف الأدوار والمهام، وشغل الوظائف الشاغرة في حالات الغياب أو الاستقالة.

تساعد هذه الطريقة من ناحية أخرى على تقليل شعور الملل لدى الموظفين وتحفيزهم على اكتساب مهارات ومعارف جديدة.

توجد بعض المساوئ المرتبطة بتطبيق التناوب الوظيفي، فهو يؤدي إلى تخفيض فاعلية العمل ضمن الشركة؛ بسبب الانقطاعات المستمرة في سير العمل، كما يمكن أن يستاء الموظفون الساخطون من هذه الطريقة لأنَّهم لا يودون الانتقال إلى وظائف جديدة.

6. محاكاة إدارة المشاريع التجارية:

تُستخدَم هذه الطريقة لتدريب كل من المديرين الجدد والقدامى، وهي تتيح لهم إمكانية تنمية مهاراتهم في بيئة آمنة.

يجري التدريب ضمن بيئة افتراضية تحاكي حالات ومسائل إدارية مستوحاة من بيئة العمل ضمن المؤسسات، فيُطلَب من المتدربين تطبيق خطة عمل للتعامل مع الحالة المطروحة، ثم يتم تزويدهم بمعطيات توضح نتائج قراراتهم.

يمكن أن تشمل تطبيقات هذه الطريقة ألعاب الحاسب، ونشاطات بناء الفِرَق، ومحاكاة الخطط والعمليات التجارية.

7. تدريب البدلاء:

يُطلَب من المتدرب في هذه الطريقة أن يعمل مع أحد المديرين الخبراء ويتعلم منه كافة التفاصيل المتعلقة بتأدية المهام الإدارية.

تهدف هذه الطريقة إلى تزويد المتدرب بالمؤهلات والمهارات اللازمة لتسلم المنصب الإداري عند الحاجة، فيُطلَب من المتدرب تأدية واجبات معيَّنة تتعلق بمهام ومسؤوليات المدير، كما تُتاح له فرصة مراقبة المدير في أثناء العمل على تأدية مهامه الوظيفية حتى يتعلم منه.

يجب أن يبقى المدير والمتدرب على تواصل مباشر حتى تنجح هذه الطريقة، مع الحرص على مناقشة كافة المسائل المتعلقة بالمهام واتخاذ القرارات، وتعتمد هذه الطريقة بشكل أساسي على المراقبة والمشاركة.

تتيح هذه الطريقة للمدير إمكانية متابعة تقدم المتدرب الذي يتسنى له أن يتعامل مع المسائل الإدارية في بيئة العمل مباشرةً وبشكل آمن تماماً.

تكمن المشكلة في أنَّ هذه الطريقة تتطلب من المدير شرح كافة المسؤوليات والمهام الوظيفية للمنصب الإداري، وهي عملية تستغرق كثيراً من الوقت، ويحتاج تطبيقها من ناحية أخرى إلى وجود مدير يمتلك مهارات إدارية متميزة.

8. التدريب العملي:

تتيح هذه الطريقة للمتدرب إمكانية التحكم بتجربة التدريب، وهي تتلازم مع طريقة التدريب الموجه ذاتياً المذكورة آنفاً، لقد ازدادت شعبية التدريب العملي الذي يُعرَف أيضاً باسم "التعلم الشخصي" في الآونة الأخيرة بين الأفراد والشركات.

يعتمد معظم الأفراد في العصر الحديث على الإنترنت في الحصول على المعلومات والمعارف التي يحتاجون إليها، ويلجأ الموظفون بدورهم إلى الإنترنت للحصول على المعلومات التي لا توفرها برامج التدريب الرسمية في المؤسسات.

تشجع الشركات على هذه الطريقة لأنَّها أقل تكلفة من غيرها، فضلاً عن كونها مرغوبة من قبل الموظفين الملمين بالمسائل التكنولوجية.

9. المهام الجماعية:

يتم في هذه الطريقة تكليف مجموعة من المتدربين بالعمل معاً ضمن فريق واحد لحل مشكلة فعلية تواجهها المؤسسة، وتساعد هذه الطريقة على زيادة مستوى التعاون والعمل المشترك بين الموظفين لتحقيق الأهداف المطلوبة.

في الختام:

إنَّ تأهيل المديرين وضمان حصولهم على التدريب اللازم هو واحد من أفضل الاستثمارات التي يمكن أن تجريها في الشركة، وتتيح برامج التدريب الإداري للمديرين إمكانية تنمية مهارات القيادة، وضمان مساهمتهم في نجاح الشركة.