ثمة اختلافات جوهرية بين التدريب والتدريس، حيث يركز التدريس على اكتساب المعرفة النظرية من خلال البرامج الأكاديمية، في حين يُعنَى التدريب بالتطبيق العملي للمعلومات عن طريق إجراء مبادرات تركز على المهارات العملية، مثل الأنشطة الفكرية واليدوية والتجربة المباشرة والتطبيقات العملية. يُستنتَج مما سبق أنَّ التدريب يهدف إلى تحسين أداء العمل ودقة النتائج في المجالات المختلفة والوظائف.
ثمة مجموعة من المؤهلات والسمات التي تميز المدرب المتمكِّن والبارع في مجاله، حيث يعتمد نجاح تجربة التدريب على تحقيق التوازن بين المعرفة النظرية والتطبيقات العملية، وذلك عن طريق استخدام الأمثلة العملية، والتطبيق المباشر في بيئة العمل، وتشجيع المتدربين على استكشاف مهاراتهم وإمكانياتهم.
يقدم المقال مجموعة من العادات التي تمكِّن المدرب من مساعدة الموظفين ورواد الأعمال في اكتساب المعلومات والمهارات التي يحتاجون إليها.
ما هي العادات التي تميز المدرب المتمكِّن؟
فيما يلي 7 عادات تميز المدرب المتمكِّن:
1. إعطاء الأولوية للتطبيق العملي
يبحث المدرب المتمكِّن عن التطبيقات العملية للمعلومات النظرية، وذلك عن طريق توضيح دور المعرفة في حل المشكلات وتحسين الظروف الراهنة.
تساعد هذه المنهجية في إبراز أهمية المهارات اليدوية والفكرية والتعلم التطبيقي العملي. يواكب المدرب المتمكِّن التطورات التي تشهدها قطاعات وبيئات العمل والوظائف الجديدة في السوق، ويستخدم هذه المعلومات في تصميم برامج التدريب وتقديمها للعملاء.
2. المواظبة على التعلم المستمر
يؤمن المدرب المتمكِّن أنَّ التعلم عادة إنسانية وتجربة يجب أن تستمر طوال الحياة، وهذا هو سبب إصراره على مواصلة التعلم بعد إنهاء الدراسات الأكاديمية ونيل الشهادات العليا.
ولا يعتمد المدرب المتمكِّن على برامج التدريب والتعلم الرسمي، بل إنَّه يبحث عن مصادر غير رسمية لتحديث مهاراته ومعلوماته، والاستفادة من علاقاته في متابعة التطورات الجارية. يعتمد هذا المدرب على التعلم الذاتي ويسعى جاهداً لتحسين مجتمعه من خلال خبرته الواسعة في تخصصه وبراعته في مجال التدريب.
3. توطيد العلاقة مع المتدربين
يبدي المدرب اهتماماً لافتاً بمصلحة المتدربين ويحاول التواصل معهم بشتى السبل الممكنة داخل الصف، لكي يستفسر عن المشكلات التي يتعرضون لها. يتعاطف المدرب المتمكِّن مع ظروف المتدربين، ويساعدهم في تحقيق النجاح عن طريق الدعم المعنوي والتحفيز الإيجابي.
يسعى المدرب المتمكِّن جاهداً لمساعدة المتدربين في التغلب على ظروفهم الصعبة، وذلك في حالات الانقطاع عن الدراسة وضعف الإمكانيات المادية على سبيل المثال. يبذل المدرب المتمكِّن مجهوداً إضافياً لمساعدة هؤلاء الأشخاص في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحقيق النجاح في حياتهم.
4. تيسير تجربة التعلم
لا تقتصر وظيفة المدرب المتمكِّن على تلقين المعلومات، بل إنَّه يؤدي دور الكوتش، والمنتور، والمرشد، والميسِّر الذي يلهم المتدربين، ويقدِّر ظروف تجربتهم، ويساعدهم في تحسين أدائهم في الاختبارات وفي مكان العمل أيضاً. يحول المدرب المتمكِّن عملية التعلم إلى تجربة غنية تساعد في تطوير مهارات المتدربين، وتحديث معلوماتهم؛ مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين أدائهم.
5. التركيز على النتائج
لا يغفل المدرب المتمكِّن عن الأهداف والنتائج المتوقعة من التدريب؛ مما يتيح له إمكانية التخطيط المسبق والمُتقَن، والاستعداد لحل المشكلات المحتملة، والقيام بما يلزم لضمان فعالية التدريب. يحاول المدرب الالتزام بمعايير الجودة، والاتساق، والفعالية، وإدارة الوقت بطريقة تسمح بتحقيق أفضل إنتاجية ممكنة، وضمان توافق الجلسات مع أهداف تحسين الأداء والإنتاجية.
6. التفكير في النتائج طويلة الأمد
لا يتعامل هذا المدرب مع التدريب على أنَّه تجربة تحدث لمرة واحدة فقط، بل إنه يَعدّه جزءاً من إستراتيجية التنمية الشاملة، ويربطه مع الأهداف، والبرامج، والخطط الإستراتيجية طويلة الأمد.
وتساعد هذه الفلسفة في إدراك العوامل التي تضعف فعالية الأنظمة والسياسات، وتدارك المشكلات عن طريق اتخاذ التدابير اللازمة على المستوى الشخصي أو المؤسسي قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة. تُستخدَم هذه الملاحظات والبيانات في إجراء التغييرات اللازمة على مستوى السياسات، وتحسين بيئات التدريب وتطوير المهارات.
7. مواكبة التطورات التكنولوجية
يواكب المدرب المتمكِّن التكنولوجيا والأدوات الحديثة؛ لأنَّه يدرك فعاليتها في الوصول لعدد كبير من الأفراد بتكلفة منخفضة نسبياً. يعمد هذا المدرب إلى استخدام الأجهزة المحمولة وأدوات التعلم الإلكتروني في التدريب، ويسعى للاستفادة من التكنولوجيا داخل وخارج الصف، ولا يعدها خطراً يهدد مستقبله المهني.
في الختام
لقد قدم المقال مجموعة من العادات التي تميز المدرب المتمكِّن وتساعده في تحقيق النتائج المطلوبة من برامج ومبادرات التدريب. يساعد الالتزام بهذه العادات في تحسين تجربة التدريب وتحقيق الأهداف المرجوة منها.