يمكن أن يؤثر الإصغاء الفعَّال في كل جانب من جوانب حياتك على الصعيدين المهني والشخصي.

لكن ما هو الإصغاء الفعَّال؟ يُعرَّف على أنَّه أسلوب تواصل يتطلَّب من المصغي التركيز الكامل والفهم والاستجابة ثم تذكُّر ما يُقال، ويختلف هذا إلى حدٍّ كبير عن مجرد الاستماع السلبي إلى رسالة المتحدث، ولسوء الحظ نادراً ما نُدرَّب على الإصغاء بفاعلية، ولحسن الحظ يُعَدُّ الإصغاء الفعَّال مهارة يمكن اكتسابها وتطويرها بالممارسة. لنتحدث أولاً عن الفوائد:

فوائد الإصغاء الفعال في جلسات التدريب:

1. تحسين التواصل:

عندما يندمج الطرفان في الإصغاء الفعَّال، يشعران بأنَّ صوتيهما مسموعان وبأنَّهما يفهمان بعضهما جيداً، وكلا الأمرين يمثل مفتاحاً في التواصل الفعَّال.

2. بناء الثقة المتبادلة وإظهار الاحترام:

عندما يرى شخص ما أنَّك تصغي إليه بفاعلية، فإنَّه يعتقد على الفور أنَّك تهتم بما يقوله، ويشعر بأنَّه يستطيع الوثوق بك؛ ممَّا يعزز الألفة والصراحة في الجلسات التدريبية، ويقول المؤلِّف براينت إتش ماكجيل (Bryant H. McGill): "أحد أكثر أشكال الاحترام صدقاً هو الإصغاء إلى ما يقوله الآخرون".

3. التقليل من سوء الفهم:

يسمح لنا التركيز فيما يُقال بفهم وجهة نظر الشخص الآخر بصورة كاملة، وحتى إذا لم تتفق مع الطرف الآخر، فإنَّ الإصغاء الفعَّال يسمح لك بتقدير وجهة نظره وتجنُّب سوء التفاهم أيضاً.

4. تعزيز الثقة بالنفس:

لدى الأشخاص الذين يجيدون الإصغاء الفعَّال ثقة عالية ونظرة إيجابية إلى أنفسهم؛ وذلك لأنَّهم ماهرون في بناء علاقات قوية وإيجابية.

7 استراتيجيات إصغاء فعَّالة يمكنك تنفيذها لتحسين مهارات التواصل لديك:

1. الاهتمام والإصغاء النشط وعدم تشتت الانتباه:

ابقَ هادئاً وشجِّع الشخص على التحدث، واستخدِم الإشارات غير اللفظية مثل الإيماء والابتسامة والحفاظ على التواصل البصري؛ إذ ستتيح هذه الإشارات للشخص معرفة أنَّك تصغي إليه. ركِّز في المتحدث ولا تسمح للضوضاء أو المشاركين الآخرين أو لأفكارك بتشتيتك.

2. استخدام أدوات التشجيع:

أدوات التشجيع هي الأصوات التي تصدرها، والكلمات الهامة التي تتفوه بها، وحركات الجسم التي تستخدمها عندما يتحدث الشخص الآخر. استخدِم أصواتاً مثل: "آه" أو "نعم"، واختر كلمة رئيسة من كلام المتحدث وكررها؛ إذ يتيح استخدام أدوات التشجيع للمتحدث معرفة أنَّك تولي كلامه اهتماماً، ويشجعه على مواصلة الحديث.

3. تجنُّب إرسال إشارات غير لفظية تعبِّر عن عدم الانتباه أو عدم الاهتمام أو عدم الفهم:

بمعنى آخر؛ أَبقِ مشاعرك ومواقفك تحت السيطرة، وأَظهِر تفهمك وتقبلك من خلال نبرة صوتك وتعبيرات وجهك وإيماءاتك ووقفتك وتواصلك البصري مع المتحدث، وسيمنح التململ ولغة الجسد اللامبالية انطباعاً بأنَّك غير مندمج حقاً.

4. الإصغاء قبل التخطيط للرد:

كما صرَّح الكاتب ستيفن كوفي (Stephen Covey): "لا يصغي معظم الناس بقصد الفهم؛ وإنَّما بنية الرد"، وقد يكون الإصغاء الكامل قبل التخطيط لردك هو الخطوة الأكثر أهمية نحو نجاحك في الإصغاء الفعَّال. استمر في التركيز في فهم وتذكر ما يقوله المتحدث.

5. طرح الأسئلة للتوضيح وإظهار الاهتمام:

عندما ترد، فكِّر فيما سمعته واطلب التوضيح باستخدام أسئلة مفتوحة أو أسئلة استقصائية أو أسئلة أخرى ذات صلة؛ على سبيل المثال اسأل: "هل يمكنك إخباري بالمزيد حول ما تقصده بهذه الفكرة؟" أو "هل يمكنك توضيح سبب أهمية ذلك؟" كن متعاطفاً مع المتحدث وتجنَّب ذكر مشاعر أو تجارب مماثلة خاصة بك.

6. عدم مقاطعة المتحدث:

امنح المتحدث وقتاً للتعبير عن أفكاره، ولا تقاطعه أو تحاول إكمال جمله.

7. إعادة صياغة ما قيل:

اذكُر جوهر ما سمعته للمتحدث باستخدام كلماتك الخاصة، واستخدِم عبارة افتتاحية توضِّح أنَّك منتبه إليه؛ على سبيل المثال "يبدو أنَّك تقول..." أو "دعني أرى ما إذا كنت قد فهمت ما قلته...". أَدرِج عبارة تأكيدية في نهاية إعادة الصياغة مثل: "هل هذا صحيح؟"

في الختام:

ستساعدك مهارات الإصغاء الفعَّالة القوية داخل جلسة التدريب وخارجها. طوِّر نفسك وتدرَّب على استخدام هذه الاستراتيجيات، وأَصغِ إلى الرسالة الكاملة لكل شخص وافهمها وقدِّم الرد المناسب.