أصبحت برامج تدريب الموظفين ضرورية لنجاح الشركات، فهي تزيد إنتاجية العمل، وتقلِّل التكاليف عندما تكون مدروسة ومصمَّمة خصيصاً لتلبية احتياجات الموظفين وأهداف الشركة.
يجب الاهتمام ببرامج التدريب والتطوير لمواكبة التغيُّرات وتحقيق النجاح في أسواق العمل التي تشهد منافسة شديدة وتطورات متسارعة أكثر من أي وقت مضى، وتحتاج الشركة لتحديث مهارات موظفيها، وتزويدهم بالمؤهِّلات التي يحتاجون إليها للتأقلم مع هذه التغيُّرات والتحولات المتسارعة.
تنجح برامج التدريب عندما تكون فعَّالة، ومخصَّصة لاحتياجات الموظفين، ووثيقة الصلة بأهداف الشركة، ويمكن زيادة العائد على الاستثمار في برامج التدريب عن طريق الاستفادة من تقنيات "الذكاء الاصطناعي" (AI) واستخدام أدوات التعلم والتدريب التكنولوجية الحديثة.
إعداد وتقديم برامج تدريب الموظفين
ينجح برنامج التدريب في تحقيق النتائج المطلوبة عندما يراعي احتياجات الشركة، وأهدافها الاستراتيجية، والمهارات التي يفتقر إليها الموظفون.
فيما يأتي 6 خطوات لإعداد وتقديم برامج التدريب:
1. إجراء تقييمات أولية
تُقيَّم خلال هذه المرحلة إجراءات التعلم والتطوير ضمن المؤسسة وتطبَّق التحديثات والتعديلات اللازمة عليها، ويمكن الاستفادة من هذه الخطوة أيضاً في تحديد المواد التي يمكن إعادة استخدامها في برامج التدريب المقبلة.
تُقيَّم خلال هذه المرحلة أيضاً مهارات الموظفين وتحدَّد الاحتياجات التدريبية والمعلومات والمؤهِّلات التي تنقصهم لتحسين فعالية العمل، والأداء، والإنتاجية.
2. تحديد أهداف برنامج التدريب
تقتضي هذه الخطوة تحديد الأهداف المرجوَّة من برنامج التدريب، وتحدَّد الأهداف الرئيسة وتجزَّء إلى أهداف فرعية قصيرة الأمد وقابلة للقياس، ويجري خلال هذه المرحلة أيضاً وضع أهداف تدريبية تحقِّق النتائج والأهداف الاستراتيجية الخاصة بالشركة.
3. تحديد الميزانية المطلوبة
يجب دراسة الميزانية المطلوبة لتطبيق برامج التعلم والتطوير من أجل تحديد خطة العمل، والأدوات، والنهج الذي يضمن تحقيق أقصى فائدة ممكنة من برامج التدريب ضمن الميزانية المتوفِّرة.
4. إعداد برنامج التدريب وتأليف المحتوى
تقتضي هذه الخطوة إعداد خطة تدريب تتوافق مع أهداف الشركة والميزانية المتوفرة، وليس ثمة طريقة أو نهج صالح للاستخدام مع جميع الموظفين؛ بل يجب عليك أن تُعِدَّ محتوى متنوعاً يدمج بين عدة منهجيات ويقدِّم تجربة مخصَّصة تلبِّي الاحتياجات الفردية لكل واحد من الموظفين وتراعي مختلف أنماط التعلم.
يمكن الاستعانة بأحد خبراء المادة للحصول على التغذية الراجعة وضمان تقديم محتوى مفيد، وشامل، وقابل للاستيعاب، ومنظَّم بطريقة مدروسة، ويمكنك أن تستفيد أيضاً من أدوات تنظيم المحتوى في إعداد مواد تدريب الموظفين.
5. الإعلان عن البرنامج وتطبيقه
يُعلَن في هذه الخطوة عن برنامج التدريب وتوضَّح أهدافه والنتائج المتوقَّعة من تطبيقه، ويجب تكليف الإدارة بمَهمَّة تخصيص الوقت الذي يحتاج إليه الموظفون للتركيز على التدريب خلال الدوام، وتنجح مبادرات التدريب عندما تتعاون أقسام الشركة وتطبِّق البرامج بفعالية وجدِّية.
6. تقييم البرنامج والحصول على التغذية الراجعة وإجراء التحسينات الممكنة
يجب الحرص على تقييم مستوى التقدُّم عن طريق متابعة النتائج، وجمع التغذية الراجعة من الموظفين، وتقييم فعالية إجراءات التنفيذ، ومدى نجاحها في تحقيق الأهداف المطلوبة، والمداومة على تحسين برامج التدريب وتحديثها مع مرور الوقت.
الاستفادة من الأدوات التكنولوجيَّة الحديثة في برامج التدريب
تستخدم الشركات تقنيات "الذكاء الاصطناعي" لِتحسين برامج تدريب الموظفين وزيادة فعاليتها، وفيما يأتي 6 وظائف لتقنيات "الذكاء الاصطناعي" في برامج تدريب الموظفين:
- القيام بالأعمال الإدارية، وإعداد تجربة خاصة بكل واحد من الموظفين ومتابعة تقدمهم، وشهاداتهم، ومهاراتهم.
- إعداد تجربة مخصَّصة قابلة للتعديل، وتتيح إمكانية تقديم اقتراحات خاصة بالاحتياجات الفردية للموظفين عند الحاجة.
- تقديم الاقتراحات للموظفين الجدد بناءً على البيانات المتوفِّرة عن برامج التدريب السابقة التي نجحت في مساعدة الموظفين على تحقيق أهداف مشابهة.
- توفير التكاليف عن طريق الاستفادة من أدوات الأتمتة وعدم الاحتفاظ بالمدرِّبين في الشركة.
- زيادة مستوى التفاعل والمتعة في برامج التدريب، ويمكن تطبيق إجراءات التدريب في الدوام عن طريق تجزئة المحتوى إلى وحدات قصيرة وسهلة الاستيعاب مع الحرص على إجراء اختبار في نهاية كل وحدة وتوزيع المكافآت، ويمكن الاستفادة من تقنيات التلعيب في زيادة مستوى الحماس، والتفاعل، وترسيخ المعلومات على الأمد الطويل.
- الاستفادة من المنصات الرقمية في إعداد برامج تدريب شاملة تراعي مختلف شرائح الموظفين.