تُستخدَم دراسات الحالة في جمع البيانات والدراسات الإحصائية، وتقديمها، ومشاركتها، ويمكن الاستفادة منها في تحسين قدرة المتدربين على الاستيعاب والحفظ في برامج التدريب عبر الإنترنت.
دراسات الحالة التفاعلية مفيدة للغاية في التدريب عبر الإنترنت، ويمكنك أن تضيف روابط لمواد ومصادر مرجعية، وملاحق، وأشكال تفصيلية. يتجاهل معظم الأفراد النصوص الطويلة المملة، ويمكن تحسين التجربة عبر إضافة روابط لنصوص تشعبية، ونوافذ منبثقة، ومقاطع فيديو توضيحية. يُنصَح من ناحية أخرى بإضافة المؤثرات الصوتية والصور المتحركة لتعزيز تفاعل المشاركين في التدريب.
استخدامات لدراسات الحالة في التدريب عبر الإنترنت
فيما يلي 6 استخدامات لدراسات الحالة في التدريب عبر الإنترنت:
1. توضيح مبادئ التعلم الاجتماعي
يستخدم جميع الأفراد في العصر الحديث منصات التواصل الاجتماعي، وتكمن مشكلة التدريب عبر الإنترنت في إغفال بعض المعلومات الهامة التي يفترض المدرب أنها بديهية ولا حاجة لشرحها. يمكن أن يهدر المدرب من ناحية أخرى وقت طويل على شرح الأساسيات والبديهيات التي يتقنها الموظفون ولا يحتاجون للمساعدة فيها.
وتهدف دراسات الحالة إلى تحقيق التوازن بين الصيغتين آنفتي الذكر، حيث يمكنك أن تعرض على الموظفين دراسة حالة تبين لهم كيف يستخدم الأفراد منصات التواصل الاجتماعي في التعلم. يتسنى للموظفين في هذه الحالة إمكانية طرح استفساراتهم والاستعلام عن منهجية العمل وخصائص المنصة بحد ذاتها.
حيث تشمل تحديات التدريب عبر الإنترنت غياب المدرب الذي يساعد المشاركين ويجيب عن أسئلتهم، ولكن يمكن التغلب على هذه المشكلة عبر إضافة مساعد افتراضي يجيب عن أسئلة المتدرب. يمكن أن يكتب المتدرب سؤاله ضمن النافذة المنبثقة أو يسجله صوتياً، كما يُنصَح بإضافة نوافذ منبثقة تنقل المتدرب إلى مصادر ومواد مرجعية تجيب عن استفساراته أثناء دراسة المحتوى.
2. التشجيع على سلوكيات معيَّنة
تتنوع صيغ وأشكال دراسات الحالة ويمكن أن تشمل المخططات، والرسوم البيانية، وشرائح العروض التقديمية، والنصوص، ومقاطع الفيديو. تشترك جميع هذه الصيغ في التمثيلات البصرية التي تساعد في استيعاب المعلومات.
ويمكنك أن تعرض على المشاركين أمثلة عن السلوكيات الصائبة والأخرى الخاطئة، وتطلب منهم تقييمها وتقديم أسباب منطقية ودقيقة.
حيث يُطلَب من المشاركين تحديد السلوكيات الخاطئة في دراسة الحالة وتصويبها لكي يمعنوا التفكير في تصرفاتهم ويكتشفوا أخطاءهم. يتعلم الفرد بهذه الطريقة كيف يصحح أخطاءه دون أن يشعر بالخزي والحرج، ويستنتج أفكار تساعده في تنمية مهارات التواصل الفعال.
3. الاستعداد لحالات الطوارئ
يجب أن يكون الموظف مستعد للتعامل مع الحوادث غير المتوقعة مثل الكوارث الطبيعية التي تهدد السلامة وحالات الطوارئ التي تحصل ضمن مكان العمل وتتطلب منه التصرف بحكمة وهدوء. يمكن الاستفادة من دراسات الحالة في تقديم محاكاة تفاعلية تحضِّر الموظف للتعامل مع كافة الاحتمالات الواردة.
ويمكن أن يحصل تسريب في مستودع ويؤدي إلى تهديد سلامة طاقم العمل، وتقتضي مهمة الموظف في هذه الحالة ارتداء معدات السلامة اللازمة وتنظيف المواد المتسربة في أقصى سرعة ممكنة. يمكن أن يقدم تدريب المحاكاة نصائح وتغذية راجعة تساعد الموظفين في تسريع استجابتهم في مثل هذه الحوادث الخطرة.
كما يمكن استخدام دراسات الحالة الغامرة في كافة مناحي برامج التدريب عبر الإنترنت. يجب تدريب مندوبي خدمة العملاء على كيفية الاستجابة للحوادث الخطرة وإخلاء المنشأة، وإعلامهم بالتداعيات التي يمكن أن تنجم عن عدم التقيد بمعايير السلامة.
4. تعزيز الوعي بالعلامة التجارية
غالباً ما يركز موضوع الوعي بالعلامة التجارية على الشركات الكبرى والشهيرة مما يتسبب في إرباك الموظفين وتساؤلهم عن كيفية تطبيق هذه المفاهيم في مؤسساتهم. يُنصَح بإضفاء الطابع الشخصي على محتوى وتجربة التدريب من أجل تعزيز قدرة الموظفين على استيعاب المعلومات وتطبيقها، والمساهمة في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية.
حيث تنجح دراسات الحالة في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية عندما تكون مرتبطة بتجارب الموظفين، لهذا السبب يجب أن تعرض هذه الدراسات أشخاص حقيقيين. يعرف الموظف بهذه الطريقة كيف يطبق منهجيات وتقنيات تعزيز الوعي بالعلامة التجارية بأسلوب ممتع ومفيد في آنٍ معاً.
5. إنشاء عروض بيع مقنعة
يمكن أن يواجه الموظف صعوبة في توضيح خصائص المنتج ومواصفاته في صيغة عروض بيع مقنعة. توضح دراسة الحالة الفوائد والتطبيقات العملية للمنتج والعملاء المستهدفين في السوق.
تشتري الشخصية الرئيسية في دراسة الحالة المنتج وتستفيد منه في تحسين سير العمل وإجراءات إدارة الوقت، مما يمكِّن فريق المبيعات من معرفة كيفية الاستفادة من خصائص المنتج ووظائفه في التطبيقات العملية. يصبح الموظف قادر على تقديم أمثلة عملية تقنع العميل المتردد بدور المنتج أو الخدمة في تلبية احتياجاته.
6. تحليل ردود فعل الموظفين في المواقف اليومية
تُستخدَم دراسات الحالة في تقييم مبادرات التعلم الإلكتروني، وخاصة في المواقف الانفعالية التي تحدث في مكان العمل. يمكن إعداد دراسة حالة في صيغة مقطع فيديو يصور عميل غاضب يريد إرجاع المنتج بعد انتهاء المهلة المحددة.
عليك أن توقف مقطع الفيديو وتطلب من الموظفين تقديم مقترحات عن كيفية التعامل مع الزبائن في هذه المواقف، ثم تستأنف تشغيله وتقارن إجاباتهم مع تصرف الموظف في دراسة الحالة.
تتيح هذه الطريقة للموظفين إمكانية ملاحظة النتائج التي تؤول إليها سلوكياتهم وأسلوب تعاملهم مع الزبائن، مما يساعدهم من ناحية أخرى في تقييم أدائهم وطريقة تفكيرهم.
يمكنك بهذه الطريقة أن تضيف دراسات الحالة إلى برامج التدريب عبر الإنترنت، مع الحرص على تجنب ذكر الأسماء والتفاصيل الشخصية ما لم تحصل على إذن صاحب العلاقة حتى لا تتعرض للمساءلة القانونية.
في الختام
تعد دراسات الحالة أداة فعالة في تعزيز التجربة التعليمية في برامج التدريب عبر الإنترنت، فهي لا تقتصر على تقديم المحتوى بطريقة تفاعلية تشجع على الاستيعاب الفعال فحسب، بل تساهم أيضاً في تطوير مهارات المتدربين من خلال محاكاة مواقف واقعية وتحليل ردود الأفعال.
يضيف إدراج دراسات الحالة المتنوعة بعداً عملياً للتعلم، ويساعد المتدربين على تطبيق المفاهيم النظرية في بيئات عملهم، مما يعزز قدرتهم على التعامل مع التحديات اليومية بمرونة وكفاءة. لذا، يعد استخدام هذه الأداة ضرورة ملحة لأي برنامج تدريبي يسعى لتحقيق أفضل النتائج وتنمية الكفاءات بأسلوب مبتكر.