يحافظ التعاون على ترابط أعضاء الفريق وانسجامهم ضمن بيئة العمل ويحسن الإنتاجية على مستوى الشركة؛ إذ يتولى قادة الفِرَق مسؤولية تطبيق التقنيات التي تعزز العمل المشترك ضمن الشركة، وتدرِّب الموظفين على التعاون مع بعضهم وتحسن فعالية العمل الجماعي. يقدم المقال مجموعة من تقنيات التدريب التعاونية وآلية تطبيقها في مكان العمل.

تقنيات التدريب التعاونية

تنمِّي التدريبات التعاونية مهارات العمل المشترك بين أعضاء الفريق في تنفيذ المشروعات، ويمكن أن يطبِّق قادة الفِرَق مجموعة متنوعة من التقنيات لمساهمة جميع الموظفين في العمل على المشروع، وتُستخدَم هذه التقنيات لمساعدة أعضاء الفريق على تنمية مهارات حل المشكلات والتواصل الفعال تنميةً ممتعة، وفيما يأتي 8 تقنيات تدريب تعاونية مناسبة لمكان العمل:

1. مراجعات الأقران

تُرسِّخ مراجعات الأقران ثقافة التعلم المتبادل ضمن مكان العمل من خلال تكليف أعضاء الفريق بمراجعة المهام التي أنجزها زملاؤهم، ويُقسِّم المدير أعضاء الفريق إلى ثنائيات ويطلب من كل واحد منهم تقديم تغذية راجعة بنَّاءة عن عمل زميله؛ إذ تهدف هذه التقنية من جهة أخرى تهيئة أعضاء الفريق لتولي مناصب قيادية في الشركة، وهي تعتمد أساساً على تكليف الموظف بمراجعة عمل زميله، مما يقدِّم منتجات وخدمات عالية الجودة للعملاء، ويتسنى للموظف من جهة أخرى إمكانية تحسين أدائه من خلال مراجعة عمل زملائه.

2. تقنية جيغسو (jigsaw)

تُستخدَم تقنية "جيغسو" لمساعدة أعضاء الفريق على التخصص في مجالات محددة، وهي تُعد استراتيجية تدريب تعاونية يكلِّف فيها القائد كل واحد من أعضاء الفريق بالتركيز على موضوع فرعي لكي يصبح خبير فيه، ويتقن أعضاء الفريق الموضوعات الفرعية ويفهمون صلتها بالموضوع الرئيس ويتبادلون المعلومات المكتسبة مع زملائهم، وتحسن هذه التقنية جودة التواصل بين أعضاء الفريق ونشر ثقافة التطوير الذاتي ضمن بيئة الشركة، وتعزيز ثقة أعضاء الفريق بمهاراتهم وتزويدهم بالحماس الذي يحتاجون إليه للتعامل مع المهام الصعبة، وتحسن أيضاً مهارات حل المشكلات أيضاً.

التدريب في مكان العمل

3. العمل المشترك من خلال الإنترنت

تُستخدَم هذه التقنية لتحسين كفاءة العمل المشترك ضمن المؤسسة، فيستفيد منها القادة في بناء فريق مترابط من الموظفين العاملين عن بُعد من مناطق جغرافية مختلفة، عن طريق عقد اجتماعات أسبوعية أو شهرية وإجراء فعاليات منتظمة لتعزيز ترابط فِرَق العمل، وتوضِّح هذه التقنية أهداف الشركة وإجراءات العمل اللازمة لتحقيقها، بالإضافة إلى تعزيز حس الانتماء عن طريق التفاعل وتبادل الأفكار بين زملاء العمل، ويزيد حس الانتماء مستوى رضى الموظفين ويحسن إنتاجيتهم.

4. التعاون على حل المشكلات

يستخدم قادة الفِرَق تقنية التعاون على حل المشكلات من أجل تحسين قدرة الموظفين على العمل المشترك وزيادة إنتاجيتهم، ويقتضي التطبيق العملي لهذه التقنية تكليف أعضاء الفريق بإيجاد الحل المناسب لمشكلة معيَّنة أو إنجاز مشروع خلال فترة زمنية محددة، ويمكن أن يقسِّم أعضاء الفريق المشكلة فتوزَّع المسؤوليات فيما بينهم، وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في مساعدة أعضاء الفريق على فهم العمليات التي تجري ضمن الشركة، وإجراءات العمل بدقة؛ لكي ينجحوا في إيجاد الحلول وإنجاز المشروعات، فهي تحسن أيضاً جودة التواصل في مكان العمل.

5. تدريب الأقران

تقتضي تقنية تدريب الأقران تكليف أعضاء الفريق بتبادل المعلومات، والأفكار، والمعرفة عن موضوعات تخص مجال العمل لتطوير مهاراتهم المهنية، فيفضل عدد من الموظفين الاستعلام عن الشركة من زملائهم أكثر من طلب مساعدة الإدارة العليا أو قادة الفِرَق، وتُطبَّق تقنية تدريب الأقران عن طريق تشجيع أعضاء الفريق وخصيصاً الخبراء منهم على إعداد مواد تدريبية مفيدة لزملائهم؛ إذ تتيح هذه الطريقة لأعضاء الفريق إمكانية الوصول لمواد تدريبية تحتوي على معلومات مفيدة عن موضوعات تخص النشاط التجاري.

تسمح هذه الطريقة للموظفين بإرسال التغذية الراجعة وطرح الأسئلة التي تزيد خبراتهم ومعرفتهم، وهي توفر تكاليف الاستعانة بمدربين من خارج الشركة.

6. تقنية فكِّرْ وقسِّم إلى ثنائيات وشارِكْ

تتألف هذه التقنية من 3 مراحل تعزز المشاركة الفاعلة والتعاون بين أعضاء الفريق؛ إذ يختار قادة الفِرَق في المرحلة الأولى موضوع أو مشكلة لتكليف أعضاء الفريق بحلها، ثم يُقسِّم خلال المرحلة الثانية أعضاء الفريق إلى مجموعات فرعية يُناقَشْ فيها الموضوع وتُشارَك الأفكار. يتفاعل أعضاء الفريق في كل مجموعة بالتفاعل مع بعضهم ويتبادلون الأفكار ووجهات النظر التي تخص الموضوع، بالتالي تنظِّم هذه التقنية الاجتماعات من خلال تقسيمها إلى مراحل، كما أنَّها تشجع أعضاء الفريق على التفكير النقدي ومشاركة آرائهم مع زملائهم، ويزداد مستوى تفاعل ومشاركة الموظفين في هذه الطريقة؛ لأنهم يشعرون بالراحة عند طرح أفكارهم أمام مجموعة صغيرة من الأشخاص.

7. التدريبات بين الأقسام

تعزز هذه التقنية التفاعل الإيجابي في مكان العمل، وهي تقتضي تكليف الأقسام والفِرَق بتدريب بعضها على تأدية مختلف العمليات والمسؤوليات الوظيفية ضمن الشركة؛ إذ تزوِّد هذه التدريبات أعضاء الفريق بالمعلومات الأساسية اللازمة لإنجاز المشروعات التي تتطلب تعاون عدة أقسام مع بعضها، وترسِّخ هذه التقنية ثقافة التعاون وتضمن تركيز أعضاء الفريق على تحقيق أهداف المؤسسة؛ إذ يستفيد أعضاء الفِرَق من هذه المبادرات في جمع المعلومات عن عمليات وإجراءات بقية الأقسام واكتساب خبرات ومهارات جديدة، وتحسن أيضاً التفاعل ضمن مكان العمل.

8. مجتمعات التعلم التعاونية

توحِّد هذه التقنية الجهود المبذولة في مكان العمل من خلال إعطاء الأولوية للتواصل الصريح والسماح لأعضاء الفريق بالمشاركة والتعلم من بعضهم، وتساعد هذه الطريقة قادة الفِرَق على ترسيخ ثقافة تطوير الإمكانيات والتعلم المستمر في مكان العمل، ناهيك عن دورها في زيادة التزام أعضاء الفريق، وتكلِّف هذه التقنية كل مجموعة بوضع خطة عمل لتحقيق هدف معيَّن، وهي تشجع على التعاون؛ لأنَّ المجتمع يتضمن أعضاء يختلفون في مهاراتهم، وإمكانياتهم، ونقاط ضعفهم، وميولهم، بالتالي تتيح للموظفين إمكانية تبادل الأفكار وتطويرها.

التدريب في مكان العمل

تطبيق تقنيات التدريب التعاونية

تُعد تقنيات التدريب التعاونية وسيلة فعالة لبناء فريق من الخبراء المختصين في تحقيق أهداف المؤسسة، وفيما يأتي مجموعة من الخطوات لتطبيق تقنيات التدريب التعاوني في مكان العمل:

1. وضع أهداف التدريب

حدِّد أهداف مبادرة التدريب قبل اختيار التقنية المناسبة، وضَعْ قائمة بالمهام التي تتطلب من أعضاء الفريق التعاون مع بعضهم على ترتيبها وفق الأولوية بغية تحسين الإنتاجية، واختَرْ تقنية مناسبة لتحقيق أهداف التدريب.

2. مشاركة الأهداف والنتائج المتوقعة مع أعضاء الفريق

اشرح لأعضاء الفريق الأهداف والنتائج المتوقعة من التدريب خلال الجلسة الافتتاحية، ووضِّح النتيجة المطلوبة من كل عضو فريق وقسم، وشارِكْ الأدلة والقواعد المخصصة بتأدية المهام والواجبات المطلوبة من أعضاء الفريق.

3. جمع التغذية الراجعة من أعضاء الفريق

قيِّمْ فعالية تقنيات التدريب التعاونية من خلال جمع التغذية الراجعة من أعضاء الفريق، وامنحهم الوقت الذي يحتاجون إليه لتكوين رأي دقيق عن التجربة قبل أن تطلب مراجعتهم، واستخدِمْ استطلاعات الرأي وغيرها من أدوات جمع البيانات ووزِّعها على أعضاء الفريق لكي تتيح لهم فرصة مشاركة أفكارهم وتقييماتهم لتجربة التدريب.

4. المتابعة الدورية للتقدم

تابِعْ تجربة التدريب وقيِّم تقدُّم المشاركين من خلال طرح الأسئلة التي تساعد على اختبار معلومات أعضاء الفريق والتحقق من فائدة التدريب وفعاليته في تحقيق الأهداف الموضوعة، وشجِّع أعضاء الفريق من خلال مكافأة الفِرَق التي تتعاون مع بعضها على إنجاز المهام، واستفِدْ من تقارير الأداء في تقييم فعالية تقنيات التدريب.

في الختام

تُعزز تقنيات التدريب التعاونية التعاون بين أعضاء الفريق وتحسن الإنتاجية داخل بيئة العمل، فهي تطوِّر مهارات الموظفين في العمل الجماعي وتحل المشكلات، مما يحقق الأهداف المشتركة بفعالية أكبر، بالتالي يعزز التفاعل المستمر وتبادل الأفكار بين الأفراد روح الفريق ويخلق بيئة عمل مترابطة ومثمرة؛ لذا ينبغي لقادة الفِرَق تبنِّي هذه الاستراتيجيات التعاونية لضمان تطور مستمر وتحقيق النجاح على مستوى المؤسسة ككل.