بصرف النظر عن مستوى خبرتك، من الهام أن تستمر في التعلم وتطوير مهارات جديدة، فمع تقدُّمك في حياتك المهنية، سيتعين عليك العمل بكفاءة مع زملائك، واكتساب خبرة عميقة في مجال عملك، ومواكبة التكنولوجيا الناشئة، لتبلغ مرحلة إدارة الآخرين في آخر الأمر.

على الرغم من أنَّ معظم هذه المهارات تتطور تلقائياً خلال مسيرتك المهنية، إلا أنَّ تطوير مهارة الإدارة قد تكون الأصعب، فإن لم تنل أبداً فرصة الإشراف على الآخرين، فكيف تقيِّم فاعليتك في الإدارة؟ لهذا السبب، يتساءل بعض الأشخاص الذين يطمحون لأن يكونوا مديرين، أو الذين تسلَّموا حديثاً منصباً إدارياً، عما إذا كان التسجيل في دورة تدريب إداري قد يفيدهم في حياتهم المهنية؛ لذا إليك فيما يأتي 5 فوائد رئيسة لبرامج التدريب الإداري تساعدك على تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية.

ما هي أهمية التدريب الإداري؟

سواء أكنتَ تطمح لأن تكون مديراً، أم تسلَّمتَ المنصب حديثاً، أم كنتَ مديراً متمرساً، قد تمنحك برامج التدريب الإداري المهارات اللازمة للتأثير في القرارات، وإنشاء عمليات فعالة، وتمكين فريقك ومؤسستك ليكونوا في أفضل صورة.

يؤدي بحث مديري الأعمال عن فرص لتطوير مهاراتهم بفاعلية إلى زيادة الرضى العام للموظفين من خلال إنشاء بيئة عمل يتوحد فيها جميع أعضاء الفريق لتحقيق هدف مشترك، وهذا يؤدي إلى تعزيز الإنتاجية في المؤسسة، كما تكتسب المهارات اللازمة لتحديد توقعات واضحة تزيد من تحفيز الموظفين لقدرتهم على إنجاز مهامهم بنجاح.

يعود قادة الأعمال الذين يولون الاهتمام لتطوير مهاراتهم من خلال التسجيل في دورات تدريبية على الإدارة، إلى مؤسساتهم حاملين رؤية واضحة حول كيفية استخدام الممارسات الفعالة في عملهم اليومي، وعلى الرغم من أنَّ هذه الدورات هي استثمار للوقت والمال، إلا أنَّها قد تجعلك مديراً أفضل، وتزيد من احتمال نمو عملك في المستقبل.

فوائد التسجيل في دورة تدريب إداري:

1. تحسين مهارات التواصل:

التواصل الفعال هو أساس نجاحك، لكن تختلف الطريقة التي يتواصل بها كل شخص عن غيره؛ فقد يؤدي عدم القدرة على التكيف مع أساليب التواصل المتعددة وإدارتها إلى انخفاض اندماج الموظفين وضعف أداء الفريق.

في التدريب الإداري، تتعلم كيفية التواصل بطرائق تجعلك تؤثر في جماهير متعددة داخل مؤسستك، بدءاً من أفراد فريقك ووصولاً إلى صانعي القرار، وبالمثل، تتعلم أساليب تواصل هامة تجعل موظفيك يعملون نحو أهداف مشتركة.

2. التقييم الذاتي والحصول على تغذية راجعة مخصَّصة لكل متعلم:

قد يكون تلقِّي تغذية راجعة مخصصة من الرؤساء والمختصين إحدى أكثر فرص التطوير الوظيفي قيمة، وهذا يساعدك على فهم نقاط قوَّتك وضعفك وأفضل فرص النمو المتاحة لديك، لكن ستتأثر هذه التقييمات وأنت على رأس عملك بعلاقاتك مع زملائك.

يجب أن يتلقى المتعلمون في دورة التدريب الإداري الناجحة تغذية راجعة مخصصة لكل متعلم من محترفين آخرين غير منحازين بسبب علاقة تربطهم بالمشاركين في الدورة؛ إذ يجب أن يكون همُّهم الوحيد هو مساعدتك على تحسين قدراتك في الإدارة، كما يجب أن تتعلم من الدورة كيفية تقييم نفسك وتقدُّمك، سواء أكان ذلك في الصف أم في المكتب، وهذا يضمن لك الحفاظ على مهارات فذَّة.

3. اكتساب فهم أعمق لدور المدير:

الهدف الأساسي للمدير هو تنسيق أعمال الآخرين لتحقيق أهداف المنظمة؛ إذ يؤدي المديرون مجموعة واسعة من المهام اليومية، ولكنَّ وظيفتهم الأساسية هي إنجاز العمل مع الآخرين ومن خلالهم.

أحد جوانب الإدارة الذي لا يلقى اهتماماً كافياً أحياناً هو القدرة على تقديم المنتورينغ للموظفين وتوجيههم، وعلى الرغم من أنَّ 76% من الأشخاص يعتقدون أنَّ تسلُّم المنتورز لمناصب الإدارة أمر هام، إلا أنَّ 37% فقط من المهنيين أفادوا بوجودهم في الشركات، وهذا يعني أنَّ الاستمرار في إثراء معلوماتك الإدارية أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

قد تساعدك دورة التدريب الإداري على فهم تفاصيل دور المدير الناجح، سواء وُجد منتور في مكان العمل أم لا، وهذا يتيح لك أن تصبح استشارياً أفضل للآخرين.

4. تحسين فهم إدارة التغيير:

لا بدَّ أن تمرَّ كل شركة بتغييرات تنظيمية على مدار فترة وجودها، فسواء أكان التغيير هذا بسيطاً مثل تعيين موظف جديد، أم كبيراً مثل عملية استحواذ على شركة، يحتاج القادة الناجحون إلى القدرة على بدء التغيير والتكيف معه وإدارته.

قال "ديفيد جارفين" (David Garvin) الأستاذ بـ "كلية هارفارد للأعمال" (Harvard Business School)، في دورة "أساسيات الإدارة" (Management Essentials) على الإنترنت: "يجب على المديرين تطوير مهاراتهم في تصميم عمليات التغيير وتوجيهها وتعديلها، فالتغيير ليس حدثاً واحداً يبدأ ثم ينتهي؛ بل عملية مستمرة".

قد تساعدك دورة التدريب الإداري على تطوير المهارات اللازمة للإشراف على التغيير، من خلال تقسيم مراحل عملية التغيير التنظيمي، كما قد تزوِّدك بالمعرفة اللازمة للتعامل مع الأسئلة المتعلقة بكيفية انتقال الشركة من مرحلة إلى أخرى، والإجراءات التي يجب على الموظفين اتخاذها في أثناء عمليات الانتقال، وكيفية ضمان تنفيذ هذه الإجراءات.

5. تحسين مهارات اتخاذ القرار:

يجب على المديرين اتخاذ القرارات بفاعلية وكفاءة؛ إذ يجب عليك أن تتعلم عن عملية صنع القرار لتحقِّق النجاح، وذلك بدءاً من العوامل التي تؤدي إلى اتخاذ قرار ناجع، ووصولاً إلى فهم الدور الرئيس الذي تؤديه العوامل الاجتماعية والسياسية والعاطفية في هذه العملية.

في دورة التدريب الإداري، ستتعلم كيفية تحديد العوائق التي تقوِّض عمليات صنع القرار الناجعة وتجنُّبها، كما ستعزِّز القرارات الفردية والجماعية، وتشجِّع الموظفين على التمتع بعقلية أساسها الفضول في المؤسسة.

من يستفيد من التدريب الإداري؟

قد يستفيد أي شخص من التدريب الإداري، بغض النظر عن مستوى خبرته، وإليك فيما يأتي كيف يمنحك أخذ دورة في القيادة الخبرة اللازمة طوال مسارك الوظيفي:

1. الأشخاص الذين يطمحون لأن يكونوا مديرين:

إذا كنتَ تطمح لتعزيز حياتك المهنية، فاستعد للمستقبل من خلال تعلُّم استراتيجيات وأُطر مناسبة للإدارة وبناء مجموعة مهاراتك.

2. المديرون الذين تعيَّنوا حديثاً:

سواء أكنتَ تدير أشخاصاً أم منتجات أم مشاريع، قد تساعدك الدورة التدريبية على اكتساب المهارات اللازمة للنجاح من اليوم الأول لك في المنصب.

3. المديرون المتمرسون:

حتى لو كنتَ مديراً متمرساً، يجب صقل خبرتك القيادية من خلال تطبيق أفكار تستقيها من أعضاء هيئة التدريس الخبراء، والممارسين المطَّلعين والمدرَّبين على التعامل مع العمليات الإدارية.

في الختام

إذا اقتنعتَ بأنَّ التسجيل في دورة تدريب إداري أمر مناسب لتحقيق أهدافك الشخصية والمهنية، فالخطوة التالية هي اختيار البرنامج الذي سيكمل مهاراتك على أفضل وجه ويعالج نقاط ضعفك.

أجرِ تقييماً ذاتياً صادقاً، وحدِّد المجال الذي يجب عليك البدء به لتحسين مهاراتك، ثم ابحث عن دورة تدريب تسمح لك بتحسين هذا المجال بالتحديد، على سبيل المثال، قد يكون عليك البحث عن برنامج يركز على إدارة التغيير.

قد تؤدي المشاركة في التدريب الإداري إلى تعزيز حياتك المهنية من خلال تزويدك بالمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات فعالة، وإثارة التغيير من حولك، وإدارة زملائك وتقديم المنتورينغ لهم، وهذا يجعلك موظفاً ومديراً أفضل، لتتغلب على أي تحديات تطرأ خلال عملك.