سنتحدث في هذا المقال عن 5 طرائق للتفوق وتحقيق النجاح في تطوير القيادة:

1. إيصال الرؤية:

إنَّ المدير الجيد هو الشخص الذي يمكنه إيصال الهدف من دور الموظف داخل المنظمة بوضوح؛ لأنَّ ذلك يرتبط بأهداف الشركة ورؤيتها.

أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ 15% فقط من الموظفين يؤكدون أنَّ إدارتهم تمنحهم الثقة بشأن مستقبل الشركة، و13% فقط ذكروا أنَّ قادة الشركة يتواصلون تواصلاً فعَّالاً في جميع أنحاء المنظمة، ومن الواضح أنَّ القادة بحاجة إلى التركيز على هذه المجموعة من المهارات الهامة، بالإضافة إلى حاجتهم إلى التدريب والتطوير المناسبين لمساعدتهم على القيام بذلك.

يمكن أن يساعد تدريب القادة أو قادة المستقبل على التواصل على تحقيق هذه المهارة؛ إذ إنَّ القدرة على التواصل بوضوح ودقة وبطريقة تجعل الموظف يتقبل الرسالة، هي فكرة القيادة؛ وإنشاء تدريب رسمي يتضمن نصائح تدريب متسقة ومتابعة نماذج التعليم الإلكتروني، طريقةٌ رائعةٌ للاسمرار في بناء هذه المهارة وتأكيد أهميتها لفرق قيادتك.

2. وضع توقعات أداء واضحة:

يساعد القادة الجيدون على الحصول على نتائج جماعية عظيمة، وأحد الأسباب الرئيسة في ذلك هو أنَّ المدير الفعَّال يمكنه تحديد أهداف الأداء والتوقعات من كل عضو في الفريق ومواصلة تدريبهم على التفوق في أدوارهم.

يُعَدُّ تدريب القادة على طريقة إدارة توقعات الأداء مهارةً أساسيةً للنجاح المستمر للشركة؛ إذ إنَّ توظيف المواهب الجيدة يمثل الخطوة الأولى للاحتفاظ بهم من خلال توفير بيئة عمل تساعد على الاندماج، وهو أمر عائد لمديرهم.

فكِّر في الدورات التدريبية الرسمية بحيث تساعد القادة على إجراء تقييمات أداء العمل، والتأكد من أنَّهم يعرفون طريقة القيام بها والتواصل مع الموظف أولاً، ومواءمة العملية بين القادة ثانياً، والأمر المحبط، هو عندما يتعامل زملاء العمل مع حالات عدم تطابق التوقعات أو التجربة التي خاضوها في أثناء التقييمات.

كما يُعَدُّ توفير عملية واضحة للمديرين لتتبُّعها عندما يتعلق الأمر بشرح مسؤوليات الدور والتوقعات بشأن النتائج لكل مورد يديرونه أمراً هاماً، ومرةً أخرى، سيتعلم المديرون أفضل الممارسات كما أنَّهم سيطبقونها على القوى العاملة لديك وعلى الثقافة وبيئة العمل الخاصة بك، بدلاً من القيام بما يظنون أنَّه صحيح، لكن يمكن أن يؤدي إلى نتائج مخالفة لذلك.

3. توفير الكوتشينغ والتغذية الراجعة المستمرة:

لقد ازدادت أهمية التغذية الراجعة المستمرة وتقديم الكوتشينغ للموظفين،÷ وباتت اليوم أكثر أهميةً للقادة من أيِّ وقت مضى. يعود هذا الأمر غالباً إلى كون القوى العاملة من جيل الألفية، وإلى احتياجاتهم عندما يتعلق الأمر بأن يكونوا جيدين في وظائفهم، وعموماً، يرغب جيل الألفية في الحصول على تغذية راجعة أكثر بنسبة تصل إلى 50% من الموظفين الآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ العمل عن بُعد وزيادة القوى العاملة العالمية يعني أنَّ الإدارة المستمرة هامة لضمان أنَّ الموظفين على المسار الصحيح، وأنَّ المديرين لا ينتظرون الاجتماعات الرسمية الشهرية أو ربع السنوية لإخبار الموظفين بطريقة أدائهم وما الذي يجب عليهم تحسينه.

إنَّ قضاء الوقت في تطوير برامج التدريب المناسبة لتطوير المهارات القيادية - تحديداً عندما تبدأ بتشجيع قادة جيل الألفية الجدد - هو عملٌ بديهي؛ إذ يُعَدُّ تدريب القادة على فهم أهمية تقديم التغذية الراجعة مباشرةً عوضاً عن تقديمها في الاجتماعات الرسمية أمراً أساسياً.

فكِّر في حالة البيع بالتجزئة؛ إذ يوفر الموظف الجديد تجربةً لم يألف الزبون مثلها من العلامة التجارية، وقد يعني الانتظار حتى يُعقَد الاجتماع الأسبوعي للموظفين لمعالجة هذا الأمر وجود تجارب إضافية سيئة لخدمة العملاء، بالإضافة إلى إمكانية ترك الموظف عمله لأنَّه تلقَّى انتقاداتٍ من الزبون لم يعرف سببها.

4. تقييم وجهات نظر الموظف:

يفهم القائد الجيد أنَّه ليكون التواصل فعَّالاً، يجب أن يكون أشبه بطريق ذي اتجاهين؛ وهذا يعني أنَّه بينما يجب على المديرين مشاركة المعطيات وتقديم التغذية الراجعة والكوتشينغ للموظفين، يجب أن يكونوا أيضاً قادرين على اتخاذ الإجراءات عندما يكون ذلك ممكناً، وتلقِّي التغذية الراجعة من الموظفين.

بالإضافة إلى تدريب القادة على أهمية وأساليب التواصل، يمكن لدورات القيادة أن توضِّح لهم طريقة تقبُّل آراء الموظفين، وفرز التغذية الراجعة ثم اتخاذ الإجراءات عند الضرورة، فإنَّ القائد الذي لا يرغب في الإصغاء إلى آراء الموظف، يمنع حدوث النمو وإجراء التحسينات، وقد يفقد الموظف بسرعة بسبب جعله يشعر بأنَّه غير مسموع أو ليس على تواصل معه أو أنَّه لا أهمية له في المؤسسة.

5. مكافأة الأداء الجيد:

يجب أن يكون برنامج المكافآت والتقدير الجيد جزءاً من أيِّ ثقافة مؤسسية جيدة، ويمكن للقادة الجيدين الاستفادة من هذا البرنامج لإظهار تقديرهم للموظفين وللتأكد من أنَّهم يلاحظون مدى قيمتها للشركة، وأظهرت دراسة لمجلة "بزنس ريفيو" (Business Review) أنَّ 40% من العمال الأمريكيين يقولون إنَّهم سيبذلون المزيد من الجهد في وظائفهم إذا كان رب العمل يقدِّر عملهم.

يعرف القائد الجيد طريقة جعل الموظفين يشعرون بالتقدير دون المرور بالضرورة بعملية المكافآت الرسمية؛ على سبيل المثال، إذا كان لدى العميل تجربة هامة مع أحد أعضاء الفريق وشارك ذلك مع المدير، فإنَّ القائد الجيد سيضمن أن يعرف الموظف ذلك أولاً ويقدِّر ما يقدمه ثانياً، سواء كان ذلك من خلال بريد إلكتروني غير رسمي أم في اجتماع للفريق.

والقائد القوي هو أيضاً شخص يتذكر تقديم هذا التقدير باستمرار مع اعتراف بسيط بذلك إما عبر البريد الإلكتروني أو من خلال التواصل عبر الدردشة.

تدريب تطوير القيادة:

يجب أن يؤكد التدريب الجيد على مهارات القيادة أنَّ القائد الجيد يمتلك فريقاً جيداً، ويجب أن يضمن البرنامج الجيد أنَّ القادة يفهمون بوضوح ويمكنهم تطبيق خطة المكافآت والتقدير الشامل للشركة، كما أنَّ معرفة كيف ومتى يمكنهم تقديم الثناء باستخدام تلك الخطة يمنحهم ما يحتاجون إليه للنجاح في هذه المهارة.

في الختام

يوجد جزء هام آخر من عملية التدريب، وهو أن يفهم القادة كيف يريد الموظفون تقديرهم أو مكافأتهم؛ على الرغم من أنَّ بعض الموظفين قد يكونون خجولين ولا يريدون إظهار ذلك بوضوح، فقد يحب الآخرون ذلك وينتظرون إعلان نجاحهم.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن تطوير القيادة الجيد تدريب القادة على تبنِّي هذا المبدأ لضمان اندماج الموظفين بصورة مستمرة؛ لذا يُعَدُّ فقدان المواهب الجيدة بسبب سوء التقدير إهداراً كبيراً للمال وعاراً على الشركة؛ وذلك نظراً لكل العمل الذي بُذِل من أجل توظيفهم وتعيينهم وتأهيلهم وتدريبهم.