يُعرَّف "اعتماد استعمال التكنولوجيا" باختصار على أنَّه استعمال جميع أصول التكنولوجيا الخاصة بشركتك على المستوى الأمثل، وإذا كان الموظفون لا يعتمدون تقنياتك الجديدة، فلا توجد فائدة من تقديمها.

عند تقديم تحديثات أو برامج جديدة، يجب عليك تهيئة الموظفين لهذه التعديلات، وهنا تبرز أهمية تدريبهم على استعمال التكنولوجيا. إذا كانت شركتك قد أجرت تغييرات في البرامج، أو كان الموظفون يقاومون التغيير، فستحتاج إلى تطوير استراتيجية اعتماد استعمال التكنولوجيا.

لماذا هذا الأمر هام؟

يُعَدُّ اعتماد استعمال التكنولوجيا أمراً ضرورياً، وإلا فسيكافح موظفوك لاستعمالها، وقد يتجنبون التكنولوجيا التي طبقتها حديثاً. إنَّ التخطيط لعملية الاعتماد أمر بالغ الأهمية، ومن دون خطة مناسبة ستشعر بالتشتيت أنت وموظفوك؛ وهذا يعني أنَّك ستضيِّع الوقت والمال.

عندما لا يكون الموظفون مستعدين بطريقة مناسبة، ينتج عن ذلك:

  • انخفاض إنتاجية الموظفين.
  • قضاء المزيد من الوقت في التدريب.
  • تكون عمليات الأقسام غير فعَّالة.
  • زيادة الوقت في استكشاف الأخطاء وإصلاحها.
  • انخفاض المعنويات في الشركة.
  • لا يفهم الموظفون طريقة استعمال التكنولوجيا الجديدة.
  • لا يستعمل الموظفون التكنولوجيا الجديدة.

5 خطوات لإنشاء استراتيجية اعتماد استعمال التكنولوجيا في التدريب

تُعَدُّ الخطوات التالية أهدافاً رئيسة تحتاج إلى تحقيقها. ثم باستعمال هذه الأساليب، ستطوِّر استراتيجية تنجح مع كل عضو في الفريق في مؤسستك.

1. إجراء تحليل للاحتياجات التدريبية

يحدد تحليل احتياجات التدريب مشكلات المستخدم المحتملة مع برنامجك الحالي، ويساعدك على وضع أهداف للتغلب عليها. أنت تحتاج أيضاً إلى استعماله لتقييم مستوى كفاءة ومهارات الموظفين قبل التدريب.

يساعدك اكتشاف الفجوة بين المعرفة الحالية والمطلوبة بصورة كبيرة على تحديد احتياجات التدريب. ولإجراء تحليل للاحتياجات التدريبية، ضع هذه الإجراءات موضع التنفيذ:

● تحديد احتياجات العمل

يحتاج الشخص الذي يُجري التقييم إلى فهم واضح للأهداف العامة للمؤسسة؛ إذ إنَّه بحاجة إلى تحديد الفرص التي ستؤدي إلى تحقيق أكبر قدر من النجاح.

● إجراء تحليل الثغرات

من الهام أن تفهم المهارات الحالية لقسم أو موظف معيَّن حتى تتمكن من مقارنتها مع مستوى الكفاءة الذي تريده. يمكن البدء انطلاقاً من مجموعات المناقشة واستطلاعات الموظفين وسجلات الموارد البشرية.

2. التركيز على الحلول

يجب أن تعمل استراتيجية التدريب الخاصة بك على حل المشكلات التي يواجهها الشخص الذي سيتلقى التدريب. وتماماً مثل شخصيات المشتري في مجال التسويق، أنت تحتاج إلى إنشاء تدريب محدد لمجموعات معيَّنة من الموظفين، على سبيل المثال: يحتاج فريق خدمة العملاء إلى معرفة البرنامج بطريقة تختلف عن معرفة قسم الموارد البشرية به.

في هذه الخطوة، أنت تحتاج إلى ربط استراتيجية التعلم الخاصة بك بالتنفيذ. وقبل البدء بتطوير تدريبك، راجع المحتوى التعليمي الحالي وسياسات الشركة لديك، وحدِّد فيما إذا كان يمكن إعادة استعماله، وهل ما يزال المحتوى يتطابق مع توجيهات علامتك التجارية وأهدافها النهائية. قد لا يكون من الضروري إنشاء محتوى جديد تماماً.

3. إجراء دراسة تجريبية

قبل أن تبدأ دوراتك التدريبية، يجب عليك التأكد من أنَّها ناجحة؛ إذ يجب أن تلبِّي جميع احتياجات الموظفين وأن تكون شاملة. من خلال إجراء دراسة تجريبية ابتداءً، يمكنك تحليل النتائج وتعديلها وفقاً لذلك، للحصول على فرصة أفضل لتحقيق النجاح. فيما يأتي بعض النصائح لتحقيق أقصى استفادة من مشروعك التجريبي:

  • حدِّد أهداف دراستك التجريبية: ما الذي تهدف إلى اكتشافه من هذا الاختبار؟ وهل توجد مشكلات محددة تسعى إلى التغلب عليها؟ يجب أن تكون قادراً على معرفة ما إذا كان المتدربون يتلقون الدورة التدريبية بصورة صحيحة وسهلة، ويحققون مستوى التعليم المطلوب.
  • حدِّد أجزاءً معيَّنة من مواد التدريب التي يجب قياسها: لا تركز على إنهاء البرنامج ككل قبل أن تبدأ برنامجك التدريبي النهائي.
  • وظِّف أشخاصاً لاختبار دراستك التجريبية: أنشئ ملفات تعريف المستخدمين التي تتطابق مع مجموعات الموظفين المستهدفة التي ستدرِّبها. من الهام تحديد الأشخاص المناسبين، ولا سيَّما لأنواع متعددة من المتعلمين، فضلاً عن تمثيل الإدارات والأدوار الوظيفية المختلفة بأعداد كبيرة، بحيث تكون لديك بيانات كافية للعمل بها.

4. امتلاك استراتيجية تواصل شاملة

يجب أن يبقى الجميع على اطلاع بما تفعله، فالمفاجآت ليست أمراً جيداً أبداً عند تنفيذ دورة تدريبية؛ لذا دع موظفيك يعرفون مسبقاً كل التفاصيل الدقيقة للتدريب؛ فيجب أن يتضمن ذلك معلومات التدريب الذي تقدمه لهم، وما الذي تتوقعه منهم. يجب أن يكون الجميع متفقين لتحقيق الهدف النهائي.

إليك طريقة القيام بذلك بكفاءة:

  • تحديد المحتوى اللازم لإيصال التوقعات إلى الموظفين: فكِّر في الفِرق والأقسام المختلفة التي تحتاج إلى تخصيص المحتوى لهم.
  • تطوير خطة التقديم: حدِّد الطريقة الأكثر فاعليةً لتقديم المحتوى الخاص بك إلى الموظفين.
  • تقييم تأثير محتوى التواصل الخاص بك: أنت تحتاج إلى تقييم مدى نجاح استراتيجية التواصل الخاصة بك بعد إطلاقها؛ لذا اسأل موظفيك عن رأيهم في الاستطلاعات ومجموعات المناقشة، وفي حال وجود مخاوف، أجرِ تعديلاً لتحسين الفاعلية.

5. تقديم دعم لاعتماد الاستعمال النهائي

يجب توفير الكثير من الدعم للأشخاص الذين أكملوا التدريب؛ إذ نادراً ما يكون الموظف قادراً على الأداء على الفور من دون أيِّ أسئلة أو شعور بالخوف. قدِّم لهم أدلة العمل ومعلومات الدورة التدريبية القابلة للمراجعة وإمكانية الحصول على دعم شخصي، ثم شجعهم على استعمال هذه الموارد متى احتاجوا إليها. استعمل هذه الأساليب لتحقيق نجاح أعلى لاعتماد الاستعمال النهائي:

  • البدء بطريقة صحيحة مع تقديم الدعم التنفيذي: يتطلَّع الموظفون إلى مناصب عليا من أجل القيادة والتوجيه؛ لذا فإنَّ رسالة داعمة من فريق قيادتك كفيلة بمنح الموظفين الجدد والحاليين طريقة التفكير المناسبة قبل بدء التدريب.
  • المحافظة على الشفافية بشأن التقدم المُحرَز في مشروع التدريب الخاص بك: تواصل مع موظفيك بانتظام بشأن النقاط الأساسية والتقدم والمشكلات والعقبات. يجب عليك أيضاً إرسال رسائل بريد إلكتروني متكررة لزيادة الحماسة والوعي بعملية التدريب؛ إذ إنَّه كلما شعر الموظفون بأنَّهم سيحصلون على فوائد طويلة الأمد، زادت احتمالية أن يقدموا أفضل ما لديهم.
  • إنشاء محتوى مخصص لمرحلة ما بعد التدريب: خصِّص وسيلة دعم من الوسائل المذكورة آنفاً (أدلة العمل، وإمكانية الوصول إلى الدورات التدريبية، والدعم الشخصي) لكل قسم أو فريق؛ ذلك لأنَّ استعمال أسلوب واحد يناسب الجميع لن يكون له التأثير نفسه. لا تشجع جميع الموظفين على استعمال نظام الدعم هذا فحسب؛ وإنَّما اطلب الدعم منهم، وأرسِل استبانات إلزامية للتغذية الراجعة، وضع حوافز للموظفين الذين يكملون مراجعات مواد الدورة التدريبية بصورة متكررة.