إنَّ الأهداف وتحديدها والتنمية الشخصية أساس الحياة المهنية منذ سنوات، فمع انخفاض معدلات اندماج الموظفين في مكان العمل، بات تحديد الأهداف أكثر أهمية من أي وقت مضى لبناء خارطة طريق يتبعها الموظفون والمديرون معاً، ولزيادة معدل الاندماج الحالي البالغ 21%، يعمل تحديد الأهداف على توضيح التوقعات، ويعزز اهتمام المتدربين بالهدف الأساسي في العمل.

نستكشف في مقالنا هذا ما يأتي:

  1. بعض أهداف التعلم الفعالة التي قد ترفع مستوى الفريق.
  2. كيفية تطوير أهداف تعلُّم فعالة.
  3. أهداف التعلم وأسباب تحديدها.
  4. الفرق بين أهداف التعلم وغايات التعلم.

5 أهداف تعلُّم هامة لتطوير فريقك:

إليك فيما يأتي 5 أهداف تعلُّم هامة لتطوير الفِرق.

1. إكمال المتدربين لدورات تدريب جديدة:

حدد هدفاً زمنياً لذلك (كأن يكمل المتدربون الدورة الأولى خلال ستة أشهر)، وقيِّم حجم الدورات التدريبية التي تنشئها، ثم حدد العدد المناسب من الدورات التدريبية التي ينبغي أن يكملها المتدربون؛ إذ سيؤدي استخدام نظام إدارة التعلم (LMS) لتتبُّع تقدُّمك إلى تحفيز فِرقك على إكمال هذا الهدف، فإنَّه هدف هام؛ لأنَّه يساعد على ترسيخ ثقافة التعلم، وتوقُّع اندماج جميع المتدربين في عملية التطور المستمرة.

2. زيادة معدلات التفاعل مع محتوى التدريب:

يُعَدُّ اندماج المتدربين مؤشراً أساسياً لنجاح فِرق التعلم والتطوير والمنظمة بأكملها، فإذا لم يتفاعل فريقك مع محتوى التدريب الذي تقدِّمه، فستضيع جهودك في إنشاء المحتوى سدى؛ لذا حدد نسبة التفاعل والاندماج المناسبة التي ترغب بها بناءً على المعدلات الحالية.

قد تحدد غاية تدعم هذا الهدف التي تتمثل في قياس مؤشرات الأداء الرئيسة (KPI) الهامة بوصفها أساساً، مثل متوسط ​​الوقت اللازم لإكمال الدورة التدريبية، ومعدلات حضور الدورة، ومتوسط ​​درجات الاختبارات.

3. تعلُّم العمل على أداة أو برنامج جديد لزيادة الكفاءة:

حاول تلبية رغبة المتدربين في تحسين مهاراتهم من خلال تحديد البرامج أو الأدوات التي تضيف قيمة لمؤسستك بأكملها وتدعم مهن الموظفين، وحدد هدفاً يتمثل في تعريف المتدربين بدورات تدريب خارجية لاكتساب مؤهلات مهنية، وما إن يكملوها، قد ينشئ كل متدرب وحدة تلخِّص ما تعلَّمه لإفادة باقي أعضاء الفريق ونقل معرفته إليهم.

قد تشمل الغايات الداعمة لهذا الهدف ما يأتي:

  • تصميم دورة مدتها 3 أشهر لتعليم الموظفين كيفية استخدام نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) الجديد.
  • إرسال عدد من المتدربين لحضور دورة تطوير أو تأهيل مهني خارجية في غضون 6 أشهر.

4. إنشاء برنامج منتورينغ مشترك بين أقسام الشركة:

المنتورينغ طريقة رائعة لتحسين مهارات الفِرق وتعزيز اندماجهم وتوحيدهم، كما يدعم برنامج المنتورينغ في مكان العمل التعلم المدمج أيضاً، وذلك عبر تطبيق المفاهيم التي تعلَّمها الموظفون في الدورات في الحياة الواقعية من خلال الممارسة والتفاعل الاجتماعي.

تشمل الغايات الضرورية لتحقيق هذا الهدف ما يأتي:

  • إجراء استطلاع خلال شهر لتحديد المجالات التي تتطلب تقديم برامج منتورينغ للتعامل معها، والموظفين المهتمين بتلك البرامج.
  • اختيار 10 موظفين للعمل معاً لقياس مدى انسجامهم وتعاونهم مع بعضهم بعضاً في تجربة مدتها 8 أسابيع.

5. إنشاء دورة تدريبية باستخدام أسلوب تعلُّم جديد:

تُظهِر الأبحاث أنَّ التدريب باستخدام أساليب تعلُّم متنوعة أكثر فاعلية من استخدام أسلوب واحد، مثل التعلم البصري أو السمعي، كما توجد أساليب تعلُّم جديدة، مثل الواقع الافتراضي التي تُستخدَم للتدريب على السلامة في مجال الرعاية الصحية وتصميم المصانع في مجال التصنيع.

ربما يجب على مؤسستك البدء بخطوة صغيرة تتمثل في إضافة أسلوب تعلُّم جديد إلى محتوى التدريب، فمثلاً سجِّل برامج تعليمية ترافق إرشادات مكتوبة في كتيبات العمليات والإجراءات.

كيفية تحديد أهداف التعلم:

تسهم أهداف التعلم في إنشاء خارطة طريق رفيعة المستوى يتبعها فريقك، وذلك مع تقديم جرعة كافية من الإلهام ورؤية لتحفيز تقدُّمهم، وفيما يأتي بعض النصائح لتطوير أهداف تعلُّم أفضل تناسب مؤسستك:

1. أجرِ تحليلاً لاكتشاف الفجوات في المهارات:

يحدد تحليل الفجوات في المهارات تلك المهارات التي لا يمتلكها الموظف، مقارنة بالمهارات التي يحتاجها للتميز في منصبه، فأحياناً نغفل عن المجالات التي يجب علينا تنميتها، فإذا نظرت إلى الأمر نظرة إيجابية، يُعَدُّ تحليل الفجوات في المهارات طريقة عملية للغاية لتوفير التدريب المناسب في مكان العمل.

الطلب على تحسين المهارات في ازدياد؛ إذ يبحث معظم الموظفين عن الدعم العملي من رب العمل لتطوير مهارات ذات قيمة لبناء مهنة مدى الحياة، وبعد إجراء تحليل لاكتشاف الفجوات في المهارات، ستحدد المجالات المتنوعة التي تحتاج فيها فِرقك إلى تدريب أفضل؛ لذا من الهام وضع أهدافك وفقاً لتلك المجالات.

2. حدِّد أهدافاً ذكية (SMART):

نظراً لأنَّ أهداف التعلم طويلة الأمد وواسعة النطاق، تبدو تلك الأهداف غامضة أحياناً بالنسبة إلى المتدربين، فيواجهون صعوبات بسبب ذلك؛ لذا يُعَدُّ تحديد أهداف التدريب من خلال اتباع نهج مدروس أمراً هاماً، الأمر الذي يساعد على تحسين تلك الأهداف لتكون واضحة للمتدربين وفِرق التعلم والتطوير.

تتميز الأهداف الذكية بأنَّها:

  • محددة.
  • قابلة للقياس (تذكَّر أنَّه لن تكون جميع أهداف التعلم الكبيرة قابلة للقياس عملياً، لكن يمكن قياس الأهداف الصغيرة).
  • قابلة للتحقيق.
  • ذات صلة بمجال العمل.
  • مؤطَّرة زمنياً.

إليك فيما يأتي مثال عن هدف تعلُّم يتوافق مع معايير الأهداف الذكية: "زيادة درجة رضى العملاء بنسبة 85% من خلال تحسين معلوماتهم حول المنتج وتعزيز التواصل معهم، وذلك بحلول نهاية هذا العام".

3. حدِّد غايات تعلُّم صغيرة:

النصيحة الآتية هي تقسيم أهدافك إلى غايات تعلُّم أصغر، التي ستكون محددة أكثر من الهدف، وتعمل بمنزلة نموذج تقييم أو قائمة مرجعية للتأكد من أنَّك تطرقت إلى الموضوعات الهامة لتحقيق كل هدف.

إذا كنت تستخدم نظام إدارة التعلم (LMS) لتدريب الموظفين، فصنِّف محتوى التدريب وسمِّه وفقاً للغايات الصغيرة التي سيحققها المتدربون في كل وحدة أو دورة تدريبية؛ إذ يسهِّل عليهم ذلك العثور على المحتوى المتعلق بأهدافهم التعليمية.

يمكن تقسيم هدف التعلم في مثالنا السابق إلى غايات مثل:

  • تسجيل جميع موظفي دعم العملاء في دورة تدريب جديدة لتحسين معلوماتهم حول المنتج بحلول الربع الثاني من العام.
  • جمع التغذية الراجعة التي قدَّمها العملاء في الربعين الأخيرين من العام وتقييمها، وتحديد 3 صعوبات رئيسة تحول دون كسب رضى العملاء.
  • استخدام أدوات الكوتشينغ والرد عبر الفيديو؛ لذا استخدم طريقة التقييم هذه مرة واحدة بحلول نهاية الربع الثاني من العام، وذلك مع فريق قسم الدعم في الشركة.

4. وفِّق بين أهداف التعلم وأهداف المنظمة الشاملة:

من الهام التأكد من أنَّ أهداف التعلم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأهداف العامة في المنظمة، فالمتدربون بحاجة إلى التحفيز والتأييد الناتج عن أخذ مسار حياتهم المهنية واهتماماتهم في الحسبان، وفي الوقت ذاته، توجد مهمة وهدف يجب تحقيقه في العمل؛ لذا تأكد من أنَّ أهداف التعلم مرتبطة بتلك الأهداف، وتدعم المتدربين والشركة على حد سواء.

5. شارك الموارد التي يحتاجها المتدربون:

يؤثر الدعم العملي تأثيراً عميقاً في التعلم في مكان العمل؛ لذا اسعَ إلى تثقيف موظفيك حول الفرص والموارد المتاحة لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم، فعندما يراجع المديرون أهداف الموظفين ويجتمعون بهم، تأكد من أنَّهم على دراية بجميع الموارد المتاحة لدعم أهداف المتدربين، التي قد تشمل:

  • تقديم المنح أو تسديد رسوم دورات التدريب بهدف الاستمرار في التعلم.
  • تقديم المتدربين للأقران أو القادة في مجالات العمل بهدف تطوير العلاقات بينهم أو تقديم المنتورينغ.
  • تحديد أقرب الأحداث أو المشاريع أو أيَّة فرص لإجراء الأبحاث لدعم التعلم.
  • توفير مواد تدريبية أو محتوى متعلق بأهداف المتدربين أو غاياتهم.

6. تتبَّع التقدم المحرَز واحتفِ به:

من خلال وضع غايات تعلُّم محددة، ستتمكن من تتبُّع تقدُّم المتدربين نحو الهدف الأكبر؛ إذ يمنحك استخدام نظام إدارة التعلم (LMS) رؤية تفصيلية حول إكمال الدورة التدريبية واندماج المتدربين وأساليب التقييم المتعددة، مثل الاختبارات القصيرة والردود عبر الفيديو والواجبات التي يحصل المتدربون من خلالها على درجات.

أصبح إبقاء المتدربين على المسار الصحيح أسهل بكثير بفضل الإشعارات التلقائية التي قد تتلقاها من خلال تطبيقات مثل: "جوجل كالندر" (Google Calendar) و"سلاك" (Slack) و"مايكروسوفت تيمز" (MS Teams)، كما يُعَدُّ الاحتفاء بالتقدم من أفضل مراحل التعلم في مكان العمل؛ لذا تأكد من تقدير المتدربين عند تحقيق إنجاز جديد أو إكمال غايات تقودهم نحو الهدف الأكبر.

أسئلة شائعة حول أهداف التعلم:

1. ما هي أهداف التعلم؟

تُحدِّد من خلال أهداف التعلم الغرض والنتائج المطلوبة من المتدربين المشاركين في دورة معينة، فهي تهدف إلى تعزيز سمات المتدربين وكفاءاتهم ومهاراتهم، كما تُحقِّق أهداف التعلم نتائج تفيد أداء المنظمة على نطاق أوسع.

2. ما هو الفرق بين أهداف التعلم وغاياته؟

على الرغم من أنَّ بعض الأشخاص لا يفرِّقون بين أهداف التعلم وغاياته، إلا أنَّ كثيراً منهم يجدون اختلافاً هاماً بينهما:

  • أهداف التعلم طويلة الأمد وواسعة النطاق: فهي تحدد الهدف العام للتدريب أو الدورة، وقد لا تكون قابلة للقياس من الناحية العملية.
  • غايات التعلم: هي مجموعة فرعية من الأهداف التي تصف المعلومات والمهارات التي يجب أن يتمكن المتدربون من إظهارها بعد تلقِّي التدريب، فيجب أن تكون غايات التعلم مناسبة ومحددة وهادفة، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من عملية التعلم.

يجب أن تدعم كل غاية تعلُّم الهدف الشامل من التدريب؛ إذ سيؤدي ذلك إلى جانب حُسن تحديد الغاية، إلى إنشاء غاية هادفة يستطيع المتدربون فهمها والمدربون تحقيقها، وفي ضوء هذا الاختلاف بين المفهومين، فإنَّ هدف التعلُّم هو المقصد الأوسع الذي يتم الوصول إليه من خلال تحقيق غايات تعلُّم صغيرة ومتعاقبة.