إنَّ مهمة قادة التعلم والتطوير (L&D) معقدة، فلا تقتصر مهمتهم على إدارة العلاقات مع القادة والأقسام والموردين وخبراء المادة (SMEs) فحسب؛ بل يجب عليهم قيادة وتطوير أفراد الفريق إذا كانوا يقودون أكثر من قسم، وأحياناً قد يكون ذلك أصعب مما يبدو عليه، فكيف يمكن قيادة متخصصي التدريب وتطويرهم، إلى جانب إدارة عملية التدريب بأكملها؟

4 نصائح لإدارة فريق التدريب:

إليك فيما يأتي 4 نصائح يجب وضعها في الحسبان عند قيادة فريق التعلم والتطوير:

1. أدرِك الفرق بين التدريب والكوتشينغ:

قد يبدو هذا واضحاً بالنسبة إلى متخصص في مجال التدريب، لكن أحياناً يصعب الابتعاد عن التدريب عندما يتطلب الأمر تقديم الكوتشينغ، ومع ذلك، عندما تدير متخصصين آخرين في مجال التدريب، فمن الهام تقديم الكوتشينغ لهم قدر الإمكان عندما يكون ذلك مناسباً.

تذكر أنَّه بصفتك قائد تعلُّم، فأنت مسؤول عن استراتيجية التدريب الشاملة في الشركة وتنمية موظفيك وتطويرهم؛ لذا إلى جانب تدريب فريق التعلم والتطوير على مهارات جديدة أحياناً، يجب أن تتذكر تقديم الكوتشينغ للأشخاص الخبيرين لديك، فقاوم الرغبة في تقديم النصائح، واطرح بدلاً من ذلك أسئلة تقود فريقك إلى اكتشاف إجاباتها بأنفسهم، وهذا يساعدك على تطوير فريق عالي الأداء من المتخصصين في التدريب.

2. ساعِد أفراد الفريق على أن يصبحوا استشاريي أداء بدلاً من تلقِّي الطلبات:

أحد أهم الأمور التي يمكنك تطويرها في فريقك هو تحويلهم إلى مستشاري أداء بدلاً من تلقِّي الطلبات دوماً، ففي كثير من الأحيان، تظهر مشكلة تتطلب إجراء تدريب لتطوير مهارة معينة أو تعزيزها، وهو نوع من "تلقِّي الطلبات"؛ لأنَّه يتم طلب التدريب على موضوع معين.

لكن في بعض الأحيان لا يمكن حل المشكلة عبر التدريب، فربما توجد مشكلة سلوكية أو ثقافية تحتاج إلى معالجة بدلاً من ذلك، أو ربما يكون السبب الجذري للمشكلة مختلفاً عما تم تحديده في البداية؛ لذا علِّم المواءمة الاستراتيجية (strategic alignment) لفريقك؛ أي كيف يطرحوا الأسئلة ويصبحوا شركاء استراتيجيين من خلال التأكد من أنَّ التدريب يحقق بالفعل النتائج التي تتوقعها الشركة.

3. طوِّر نفسك باستمرار:

بصفتك قائد تعلُّم، يجب عليك أن تكون قدوة للآخرين وتثبت لهم قيمة التعلم من خلال الاستمرار في تطوير نفسك وتخصيص وقت للنمو والتعلم؛ إذ يتحجج الناس دوماً بضيق الوقت ليتجنبوا تعلُّم أشياء جديدة، لكن بصفتك قائد تعلُّم يجب عليك أن تخصص أنت وفريقك الوقت للتعلم، وإلا لن يهتم أحد بذلك، فعندما تتعلم شيئاً جديداً، شاركه مع فريقك لتكون نموذجاً للنمو المستمر.

شجع موظفيك على تعلُّم مهارة جديدة واجعلها جزءاً دائماً من المناقشات التي تجرونها حول الأداء؛ إذ يشهد مجال التدريب في الشركات ابتكاراً وتطوراً مستمرين؛ لذا من الهام أن تفهم أنت وأفراد فريقك التغييرات التي تطرأ على مجال العمل وكيفية تطبيقها على عملك.

توجد طرائق عدة لتعلُّم أشياء جديدة، مثل التسجيل في المدونات والنشرات الإعلامية والندوات عبر الإنترنت والتدوينات الصوتية والبرامج التي تمنح الشهادات، وغيرها، فالخيارات كثيرة، وليس عليك سوى وضعها ضمن أولوياتك.

4. عزِّز وعيك القيادي:

بصفتك قائد التدريب، قد تكون مسؤولاً عن إنشاء التدريب على القيادة في الشركة أو الحفاظ على استمراريته؛ إذ توجد بعض الكفاءات والنماذج والأطر القيادية التي قد تساعد على تحديد المهارات والعمليات التي قد ترغب في تطويرها.

لكن من أهم جوانب قيادة فريق من مديري التدريب هو الوعي الذاتي الذي يتطلب إظهار مكامن ضعفك، والاعتراف بأنَّك قد لا تمتلك الحلول دائماً، وتتعلم باستمرار، لذلك فكر دوماً في أسلوبك القيادي، وتأكد من أنَّ أي نهج تتبعه يتوافق مع شخصيتك، واطلب من فريقك تقديم تغذيتهم الراجعة، واحرص على تنمية الجانب القيادي منك باستمرار؛ لأنَّ رحلة تحسين الذات لا تنتهي أبداً، لا سيَّما عندما يتعلق الأمر بالقيادة.

في الختام:

القيادة ليست سهلة بصرف النظر عن مستواها، وقد تصعب أكثر حينما تقود أفراداً مسؤولين عن تدريب الآخرين أيضاً، لكن إذا تمكنت من تطبيق النصائح الأربع السابقة، فستكوِّن فريق تدريب فعالاً ومندمجاً.