على الرغم من أنَّ تدريب الواقع الافتراضي ليس طريقة تدريب شائعة لمعظم المنظمات، إلا أنَّه يوجد بعض الشركات مثل "وول مارت" (Walmart) و"بوينغ" (Boeing) و"يو بي إس" (UPS) ما تزال ترى الفوائد الكبيرة لتقديم تجارب تدريب الواقع الافتراضي.

فيما يأتي 4 عوامل يجب مراعاتها عند التفكير في إثبات أهمية المحاكاة في عالم تدريب الشركات:

1. تحسين الأعمال والمهارات الشخصية:

لقد أدت الزيادة المستمرة في استخدام الأتمتة والتقدم التكنولوجي في مكان العمل إلى تجاوز المهارات الناعمة، ولتكون ناجحاً، تطلب المنظمات من الموظفين التفوق في المهارات التجارية، وهذا ما يبحث عنه معظم مديري التوظيف والقائمين على عملية التوظيف في مرشحيهم.

يُعَدُّ الواقع الافتراضي طريقة تدريب رائعة للمساعدة على بناء هذه المهارات القابلة للتغير في المؤسسة والتي يمكن أن تقدم محتوى تدريبياً وتجارباً محددةً جداً، كما يمكن تخصيص مهارات مثل عروض المبيعات وتدريب المدربين، والوعي في مكان العمل، والتواصل، وإدارة التوتر في مكان العمل، ومهارات تقديم العروض والمزيد، بما يتناسب مع الدور والمجال والاحتياجات الخاصة للمتعلم.

بالإضافة إلى القدرة على تقديم محاكاة واقعية للمتعلم مثل المقابلات بين الشركات التجارية أو الاجتماعات أو المؤتمرات الكبيرة؛ إذ يمكنهم التحدث، ويمكن للمتعلمين أيضاً تحميل المحتوى الخاص بهم مثل العروض التقديمية التي سيقدمونها أو الخطابات؛ لذا يوفر تدريب الواقع الافتراضي تغذيةً راجعةً فوريةً وإرشادات ونصائح للموظفين لتصحيح عملية التقديم.

2. تقليل المخاطر:

الواقع الافتراضي هو أداة تعليمية رائعة لبرامج التدريب التي تتضمن مخاطر عاليةً، مثل التدريب الطبي والتدريب على السلامة أو حتى التدريب العسكري، ومن دون خيارات الواقع الافتراضي المتاحة لأقسام التعلم، سيشمل التعلم التدريب داخل الفصل، الذي قد يكون رائعاً ولكنَّه لا يمنح المتعلمين فرصة التعلم التجريبي الحقيقي، والتعلم عبر الإنترنت والذي يمكن أن يوفر المزيد من المحاكاة لزيادة الاندماج ولكنَّه سيفشل من الناحية العملية، والتدريب المختلط.

فكر في شركة تصنيع كبيرة تتعامل مع المواد الكيميائية، قد يشمل التدريب على بروتوكول الطوارئ جلسات داخل الفصل ونماذج التعلم المصغر للدعم في المستقبل والكثير من الكتيبات والملصقات، ومع الواقع الافتراضي، يمكن لكل موظف التعامل مع حالة طوارئ مختلفة، مثل حالة تسرب المعلومات أو مخالفة البروتوكول أو الإخلاء في حالات الطوارئ.

3. تقليل التكاليف على الأمد الطويل:

توجد عقبات أمام المنظمات المهتمة بتدريب الواقع الافتراضي، وأكبرها تكلفة الاستثمار؛ إذ يمكن أن تكون سماعات رأس الواقع الافتراضي باهظة الثمن، واعتماداً على حجم الشركة، فإنَّ وجود القليل منها في المكتب ليس حلاً، كما توجد تكلفة الاندماج مع نظام إدارة التعلم (LMS) الحالي ثم تكلفة تخصيص محتوى التدريب، ومع ذلك، بعد إدراج هذه التكاليف في الميزانية، يمكن أن يوفر الواقع الافتراضي الكثير من المال عندما يتعلق الأمر بالتدريب طويل الأمد.

كما يمكن أن يسمح تدريب الواقع الافتراضي للموظفين بالتدريب حرفياً في أيِّ مكان؛ وهذا يعني انخفاضاً كبيراً في التكاليف إذا كان الموظفون متفرقين أو يعملون عن بُعد ويحتاجون إلى المشاركة في نشاطات تدريبية؛ لذا فكِّر في تكلفة السفر والإقامة لجميع هؤلاء الموظفين، فقد تُجرى دورات تدريبية عدَّة مرات في السنة، بالإضافة إلى ذلك، يخفِّف الواقع الافتراضي من احتياجات إنشاء مراكز تدريب باهظة الثمن لإجراء تدريب محدد نظراً لأنَّه افتراضي تماماً.

وبعد تطبيقه، يمكن أن تكون تكلفة تحديث المحتوى أقل بكثير مقابل استبدال المواد المطبوعة لدعم التدريب بطريقة أخرى، وبحسب المنظمة وأهداف التعلم وعدد الموظفين المعنيين، فإنَّ دراسة الجدوى لتعلُّم الواقع الافتراضي بصفته خياراً قابلاً للتطبيق هو أمر واقعي جداً.

4. زيادة الاندماج والاحتفاظ بالموظفين:

يوفر الواقع الافتراضي تجربة تعلُّم مؤثرة حقيقية تسمح للمتعلمين بالتعلم من خلال العمل وليس من خلال المفاهيم الجديدة؛ إذ إنَّ تقديم تجربة واقعية للمتعلمين يُنشئ حالة اندماج كبيرة تؤدي بعد ذلك إلى تذكُّر المعلومات وزيادة الاحتفاظ الإجمالي بالموظفين، وفي النهاية، يساعد هذا الأمر المتعلمين على زيادة التذكر والإنتاجية عموماً عندما يتعلق الأمر بتطبيق المواد التدريبية.

فكِّر في مثال بسيط لمحل بيع القهوة؛ إذ يمكن تدريب الموظفين الجدد على طريقة تحضير قهوة "لاتيه" مخصصة إذا قرر الشخص الذي يدرِّبهم التحدث عن هذا المزيج المحدد، ومع ذلك، يحتاج الموظفون إلى الوجود في المتجر والتدرب في نفس الوقت.

باستخدام تدريب الواقع الافتراضي، يمكن لقسم التعلم إنشاء سيناريوهات مختلفة للموظف الجديد للتعامل معها، وقد تعتمد على أفضل البائعين أو بعض الخيارات الخاصة الشائعة أو الاستثناءات؛ لذا يمكن لهذا الموظف بعد ذلك تحضير تلك المشروبات وتعديلها بنفسه بناءً على برنامج الواقع الافتراضي في أيِّ مكان في المتجر، كأن يكون الموظف في غرفة الاستراحة على سبيل المثال.

ومهما كانت الطريقة التي يُقدَّم بها التدريب الخاص بك، فإنَّ التعلم المخصص المناسب تحديداً للمتعلم، والذي يوفر أيضاً تجارب ومواقف واقعية هو الهدف لأيِّ قائد تعليم ناجح؛ إذ يساعد الواقع الافتراضي على تجميع كل هذه الأمور في مجموعة واحدة.

علاقة تدريب الواقع الافتراضي بالمستقبل:

مع انتشار جيل الألفية الآن بالكامل في القوى العاملة والجيل الذي يليه قريباً، يحتاج قادة التعلم إلى التفكير في طريقة تخطيطهم لمواصلة تطوير هؤلاء الموظفين، ومن خلال الاستخدام المستمر للتكنولوجيا والإلمام بالفيديوهات والتلعيب وإنشاء محتوى حسب الطلب، فإنَّ محاولة تحقيق النتائج بالاعتماد على التدريب التقليدي مثل الجلسات داخل الفصول الدراسية، قد لا تكون ناجحةً.

قد يتوافق الواقع الافتراضي مع تفضيلات الموظفين، كما يوفر تدريباً مريحاً يمكنهم استيعابه، ويجب على المنظمات التي تتطلع إلى النجاح المستمر لتدريبهم وتطويرهم التفكير في طريقة دمج الواقع الافتراضي ضمن برامجهم التدريبية الآن؛ وذلك لتحسين المستقبل.

على الرغم من أنَّ الواقع الافتراضي غير سائد بعد عندما يتعلق الأمر بالتعلم والتطوير، إلا أنَّ الحقيقة هي أنَّنا لسنا بعيدين عن رؤيته في المزيد من المؤسسات خلال السنوات القادمة؛ إذ يمكن أن يؤدي البدء بالتخطيط لاستخدامه الآن إلى وضع مؤسستك في المقدمة بين المؤسسات الأخرى في الوقت الذي تواصل فيه صناعة التدريب السير في هذا المسار.