تحليل الاحتياجات التدريبية مصطلح يمكن أن ينشر القلق في الإدارة، ويتوقع معظم المديرين والمشرفين من المدربين تلقي أوامرهم فيما يخص التدريب وتنفيذها، ولكنَّ المدربين لم يختاروا مهنة التدريب لتلقي الأوامر؛ وإنَّما مهمتهم هي معرفة مشكلات الأداء وتقديم الحلول المناسبة.

لكن كيف يمكنك تحديد مشكلات الأداء دون التعمُّق في كل موقف؟ لا يمكنك القيام بذلك؛ ولهذا السبب دعنا نستكشف 4 أسباب لإجراء تحليل للاحتياجات التدريبية، وهي عملية أساسية في أيَّة مؤسسة.

1. لا يمكن أن يحل التدريب جميع مشكلات أداء الموظفين:

عندما تحدث فجوة في الأداء بسبب نقص المعرفة والمهارة، يكون التدريب هو الحل، لكن ماذا عن جميع الأسباب الأخرى التي قد تجعل الموظف غير قادر على أداء وظيفته بحسب المعايير؟ فكِّر فيما يلي:

  • عدم كفاية القدرات البدنية أو العقلية للموظفين.
  • ظروف العمل السيِّئة أو غير الفعَّالة أو نقص المعدات أو المواد أو المعلومات أو عدم توفُّر الوقت المناسب.
  • عدم وجود حوافز أو مكافآت لتحفيز الموظفين.
  • التغذية الراجعة الناقصة أو غير الكافية لتوجيه الموظفين لتلبية التوقعات.
  • وضع معايير غير واقعية أو غير كافية لطريقة إنجاز العمل.
  • قد يكون قياس أو تتبُّع أداء الموظف ناقصاً أو غير صحيح.

2. تحليل الاحتياجات التدريبية يوفِّر الوقت:

خلافاً للاعتقاد الشائع، فإنَّ تحليل الاحتياجات التدريبية يوفر الوقت بالفعل، ولا يجب أن يكون التحليل نفسه مُعقداً؛ وإنَّما يجب أن توجد أسئلة وإجابات كافية فقط لاستكشاف مشكلة الأداء؛ لذلك سواء اخترت التدريب كحل أم كنت بحاجة إلى النظر في البدائل، فأنت على الأقل تتحرك في الاتجاه الصحيح؛ إذ إنَّك لا تضيع وقتك في تطبيق حل لا يناسب مشكلتك.

3. تحليل الاحتياجات التدريبية يوفِّر الموارد:

غالباً ما تكون أقسام التدريب ضعيفة جداً، حتى لو كان يوجد الكثير من المدربين والمصممين؛ إذ إنَّ تحليل الاحتياجات هو أفضل حل يستخدمه المدرِّب لتجنُّب الطلبات البسيطة للتدريب، كما يُعَدُّ أداة رائعة لتدريب المديرين، ويساعد تحليل الاحتياجات التدريبية على الحفاظ على نزاهة ومصداقية قسم التدريب، فنحن لا نتلقى الأوامر؛ وإنَّما نحل المشكلات في الوقت المناسب وبطريقة فعَّالة.

4. تحليل الاحتياجات التدريبية يوفِّر المال:

يجب ألَّا يُضيع قسم التدريب الوقت والموارد في العمل على حل خاطئ لمشكلة في الأداء، فإذا كان من الممكن إنفاق الأموال بصورة أفضل على معدات جديدة، أو برنامج حوافز، أو نظام معايير، أو تتبُّع أكثر فاعلية، أو تدريب إداري للحصول على كوتشينغ وتغذية راجعة أفضل، فمن الجيِّد معرفة ذلك قبل إنفاق آلاف الدولارات على التدريب الذي يثبت عدم فاعليته، ولن تبقى مصداقية قسم التدريب كما هي بقول "نعم" دائماً؛ وإنَّما من خلال حماية الأرباح التي تحققها المنظمة.

في الختام:

إنَّ تحليل الاحتياجات التدريبية عملية سهلة الاستخدام، لإيجاد حل قابل للتطبيق لا يمنع خسارة الشركات بسبب مشكلة في الأداء فحسب؛ وإنَّما يسمح أيضاً للمديرين والموظفين بتحقيق الأهداف التنظيمية، ويمكنك توفير الوقت والموارد والمال من خلال اتِّخاذ الخطوات اللازمة لاكتشاف المسار الصحيح للعمل.