ما هي أهمية تقييم الاحتياجات التدريبية واستراتيجيات التعلُّم؟

إنَّ التغيير أمر ضروري للمؤسسات لكي تنجح وتنمو، وهذا يتطلب توفُّر التكنولوجيا والعمليات والأفراد المناسبين لضمان احتمال زيادة الفرص المتاحة من خلال التغيير، وإذا لم يكن لديك الوقت أو الموارد لإجراء تقييم للاحتياجات التدريبية، فلا يزال في إمكانك إكمال مشروعك وتوفير التدريب للموظفين، ولكن هل سيحقق التدريب الأهداف التي تريدها دون تقييم الاحتياجات التدريبية للشركات؟

ستساعدك تقييمات الاحتياجات التدريبية على اتخاذ قرارات لمعرفة مَن هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى التدريب الأكثر تأثيراً، وكيف يجب أن يكون هذا التدريب، وكيف يمكنك قياس نجاحك دون إنفاق المال والوقت والإنتاجية، هذه الأمور التي لا يمكنك تحمُّلها.

استكشاف متطلبات التدريب الحقيقية

عندما يعمل القادة أو الموظفون عن كثب في مشروع ما، فإنَّهم يعتقدون في معظم الأحيان أنَّهم يعرفون ما هو التدريب أو كيف سيكون، وقد لا يفكرون في عوامل أخرى يجب معالجتها. وعندما يكون لديك مصمم تعليمي موضوعي تعمل معه، يمكن تطوير الأسئلة الصحيحة للمساعدة على الكشف عن المشكلات الحقيقية، وليس فقط معرفة أعراض المشكلة التي يمكن ملاحظتها أو الشعور بها.

تحديد الموظفين الذين يحتاجون إلى تدريب

يمكن تحديد الموظفين الذين يحتاجون إلى تدريب؛ وذلك من خلال تقييم الاحتياجات التدريبية، ويمكن أيضاً تحديد مستويات التدريب وطرائق تقديم ذلك التدريب لتلبية احتياجات الجميع؛ حيث تختلف مستويات المعرفة والمهارة لدى كل موظف، ويمكن لمصمم تعليمي صاحب خبرة أن يساعد على إنشاء اختبار مسبق لتجنب التدريب غير الضروري للأشخاص الذين يتمتعون بالكفاءة، مع توفير فرص تعليمية إضافية لمَن هم أقل مهارةً.

تحديد مهام معينة لأداء العمل

يمكن لتحليل المهام المنجزة من قِبل مصمم تعليمي وكاتب تقني أن يُوثِّق الطريقة المناسبة للقيام بعمل ما، ويوضح إجراءات التدريب والعمل الفعَّالة للجميع، وليس الشخص الذي يُنجز المهمة فحسب، ويساعدك هذا الأمر على تحديد المهارات والمعرفة اللازمة لسد الفجوة بين الأداء المطلوب والأداء الحالي.

أنواع تقييم الاحتياجات التدريبية

1. التحليل التنظيمي أو الاستراتيجي

يتوافق التدريب مع موارد واستراتيجيات العمل الخاصة بشركتك في أثناء التحليل التنظيمي أو الاستراتيجي، وفائدة هذا النوع من التحليل هي أنَّه دليل تفصيلي شامل للمؤسسة لتمكين أفرادها من التغيير بسرعة وفقاً للاحتياجات المتغيرة للمؤسسة وعملائها.

يمكن تطبيق التحليل التنظيمي أو الاستراتيجي خلال فترة زمنية محددة؛ حيث يوفِّر طريقة للمؤسسة نفسها لبناء المرونة، وهو الأمر الذي أصبح هاماً جداً في الوضع الحالي للعمل في أرجاء العالم.

2. تحليل الدور

يُجرَى تحليل الدور للتأكد من أنَّ القدرات والمهارات المناسبة التي تشكل القدرات موجودة وتعكس احتياجات الدور والأعمال التجارية، وهذا النوع من التحليل مطلوب عندما يتغيَّر الدور أو يبدأ التأثير في مجالات جديدة ضمن العمل، وغالباً ما يتضمن تحليل الدور تطوير مجموعة من القدرات لضمان إمكانية التطوير المستمر للموظفين الذين يعملون في هذا الدور وما بعده.

3. تحليل المهام

يتضمن هذا النوع تحديد المهام التي تتناسب مع المهارات، والتي تُثبِت قدرة الموظفين في أدوارهم، ويمكن رؤية تحليل المهام بسهولة أكبر في التدريب التكنولوجي المحدد أو في التدريب الأمني أو تدريب خدمة العملاء.

كيف يمكنك إكمال تقييم الاحتياجات التدريبية؟

يعني إكمال الخطوات اللازمة لتقييم الاحتياجات التدريبية أنَّه يجب عليك طرح أسئلة هامة لمعالجة بعض بيانات المشكلات الرئيسة، ومن هذه الأسئلة:

  1. ما هي المشكلة أساساً، هل تتعلق بمنتج جديد أو متبدل أو مُزال، أو هل تتعلق بالعملية، أو النظام، أو النموذج، أو الإدارة، أو بآلة؟
  2. هل هي مشكلة تتعلق بالأشخاص أو مشكلة عملية أو مشكلة استراتيجية؟
  3. لماذا تُعَدُّ مشكلة؟ ومنذ متى وهي مشكلة؟
  4. كيف سيبدو النجاح إذا حلَلتَ هذه المشكلة؟

5 طرائق تساعد الموظفين على الاستفادة من تحليل الاحتياجات

يمكنك تحقيق أهدافك بـ 5 طرائق مختلفة من خلال استخدام تقييم احتياجات التدريب للتأكد من أنَّ تدريبك فعَّال، وهذه الطرائق هي:

1. التأكد من معالجة أهداف وغايات العمل الحقيقية

قد يعتقد قائد المشروع أو المدير أنَّه قد حدَّد تحديداً صحيحاً التدريب المطلوب لمسار العمل اللازم، ومع ذلك، عندما تُطرَح الأسئلة المناسبة من قِبل مصمِّم تعليمي ماهر، قد تُكتَشف مشكلة مختلفة تماماً، وللتأكد من أنَّ البرنامج يحقق النتائج التي تريدها، قد يكون من الضروري تغيير خطة التدريب الخاصة بك.

2. توفير المال والوقت

يمكنك توفير المال والوقت من خلال التأكد من أنَّ البرنامج التدريبي الصحيح قد طُوِّرَ وقُدِّمَ، وإنَّ تصور إنشاء تدريب لإدراك وضع الدورة التدريبية في منتصفها لا يعالج النتيجة المرجوة منك؛ وذلك لأنَّك بنيتَ دورةً تدريبيةً لمعالجة أعراض المشكلة وليس المشكلة نفسها.

3. تحسين الاحتفاظ والتعلم

لا يقتصر الأمر على المحتوى الذي يجري تقييمه من خلال تقييم الاحتياجات التدريبية فحسب؛ وإنَّما تقديم صورة للجمهور المستهدف، ويتيح ذلك الأمر تخصيص محتوى الدورة لجمهور معين؛ ممَّا يوفر أهمية أكبر لجمهورك، ويزيد الاحتفاظ ويحسِّن النتائج، ويمكن للمدرِّب استكشاف طرائق مختلفة للتقديم لتحسين عملية التعلم اعتماداً على جمهورك المستهدف.

4. تحسين الاحتفاظ بالموظفين وشعورهم بالرضا

يساعدك تحليل الاحتياجات التدريبية على الوصول إلى النتيجة النهائية للمشكلة، وإبلاغ موظفيك أنَّك تصغي إليهم حقاً، وتبحث عن حلول لتحديات عملهم، ويُظهر توفير التدريب المناسب في الوقت المناسب للموظفين أنَّك مستعد وقادر على تلبية احتياجاتهم؛ حيث سيشعر الموظفون الذين يلاحظون بأنَّك تصغي إليهم وتدرِّبهم تدريباً صحيحاً بتعاطف أكبر تجاه المنظمة، ومن ثمَّ تحسين درجات الاحتفاظ بالموظفين.

5. الاستفادة من النتائج النهائية

توفِّر البرامج الناجحة لتدريب الشركات المصمَّمة بتقييم الاحتياجات التدريبية لمؤسستك خطةً تمنح الموظفين القدرات والمهارات والمعرفة المطلوبة لتحسين أدائهم في الوظيفة؛ والنتيجة هي تحقيق أهداف مؤسستك من خلال زيادة الإنتاجية.