ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة ميليسا جراي ساترفيلد (Melissa Grey Satterfield)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها الشخصية في زيادة اندماج المتعلمين.

عندما فكرت في الأعوام الماضية توصَّلت إلى إدراك مدى اختلاف التدريب في بيئة الفصول الافتراضية عن التدريب في بيئة الفصول التقليدية. لقد كنتُ أقدم التدريب في كلا النوعين منذ عام 2014، لكن بسبب أزمة جائحة كورونا التي وصلت إلى أمريكا الشمالية (North America) في عام 2020؛ فقد أمضيت ساعات لا حصر لها في تقديم التدريب في بيئة افتراضية فقط.

إذا كنتَ مثلي، فمن المرجَّح أنَّك انتقلت إلى التدريب في الفصول الافتراضية أيضاً، وأراهن أنَّك واجهت أكثر من مشارك غير مندمج مع التدريب.

على الرغم من أنَّني جعلتُ التدريب تفاعلياً في الفصول الافتراضية، إلَّا أنَّني وجدت أنَّ تفاعل المتدربين مع الحاسوب وتطبيقاته لا يؤدي تلقائياً إلى الاندماج. بالإضافة إلى ذلك من الصعوبة بمكان إيجاد طرائق جديدة ومبتكرة للجمع بين أدوات البرامج الافتراضية والأنشطة التعليمية بسرعة.

أقدِّم لك فيما يلي 3 حيل لزيادة اندماج المتعلمين في الفصول الافتراضية:

1. الجمع بين الأدوات التفاعلية وغير التفاعلية:

تتطلَّب الأدوات التفاعلية تفاعلاً من قِبَل المتعلِّم، بينما تتطلَّب الأدوات غير التفاعلية القليل من التفاعل أو لا تتطلَّب أي تفاعل. على سبيل المثال تُعَدُّ غرفة الدردشة أداة تفاعلية؛ إذ يجب على المتعلمين القيام بأمر ما، فهُم يتفاعلون مع البرنامج الافتراضي، ومن ناحية أُخرى تُعَدُّ مشاركة المحتوى - سواء كان يعرض شريحة بوربوينت أم بث مقطع فيديو - أمثلة عن الأدوات غير التفاعلية. يشاهد المتعلمون ببساطة المحتوى في البرنامج، ولا يتفاعلون معه أو مع بعضهم بعضاً أو مع المدرِّب، من الناحية المثالية يجب أن نستخدم أكبر عدد ممكن من الأدوات التفاعلية، لكن دون تجاهل الأدوات غير التفاعلية، فالحل هو الجمع بين النوعين. فكِّر في الجمع بين غرف الدردشة وبث مقاطع الفيديو؛ أي بمعنى آخر امنح المتعلمين أمراً ما ليفعلوه، أو يبحثوا عنه في أثناء مشاهدتهم مقطع فيديو.

2. تشجيع التفاعل المتزامن:

أحد الأمور المفضلة لدي في الفصول الافتراضية هو مدى سهولة إدماج الجميع في نفس الوقت، وبخلاف بيئة الفصول التقليدية يمكن للمدرِّب أن يطلب من جميع المتعلمين في الفصول الافتراضية التفاعُل في نفس الوقت مع البرنامج باستخدام إحدى الأدوات، دون حدوث فوضى أو استغراق الكثير من الوقت. وتوجد العديد من أدوات البرامج الافتراضية المثالية لهذا النوع من التفاعل، على سبيل المثال يمكن للمتعلمين التعليق ضمن الدردشة والاستجابة إلى استطلاعات الرأي والانقسام إلى مجموعات أصغر، وحتى يمكن رسم أو إدخال نص على السبورة البيضاء، ويمكن للمدرب بعد ذلك التعليق بشأن ما يشاركه المتدربون واستخدام المعلومات لتوجيههم وفقاً إلى ذلك.

3. إدراج التفاعلات الاستراتيجية المتعاقبة:

يحدث التفاعل المتعاقب عندما يُطلَب من المتعلمين إعطاء رد لفظي أو التفاعل مع البرنامج الافتراضي بطريقة متسلسلة واحد تلو الآخر. استناداً إلى مبادئ تعليم البالغين نعلم أنَّ المتعلمين البالغين بحاجة إلى الإصغاء إليهم؛ وهذا هو السبب في أنَّ السماح للمتعلمين لدينا بمشاركة خبراتهم والتعبير عن أفكارهم هو أمر هام جداً.

تُعَدُّ الغرف الفرعية مثالاً رائعاً عن أداة تُستخدَم للتفاعلات المتعاقبة، وفي أثناء أنشطة الغرف الفرعية يُطلَب من المتعلمين التحدُّث واحد تلو الآخر في مجموعات صغيرة للعمل على سيناريو معيَّن، ومشاركة الحلول الممكنة، وإنجاز المهام، وما إلى ذلك.

يمكن أيضاً تحقيق تفاعلات متعاقبة مع مجموعة كبيرة واحدة؛ لذلك ضع في حسبانك أنَّ الفصول الافتراضية ليست بيئة تلقائية؛ إذ يحتاج كل تفاعل إلى التخطيط بعناية ويجب أن يحقق التوازن بين الأدوات والأساليب.

عندما تبني تفاعلات استراتيجية متعاقبة، فإنَّها تساعدك على تعزيز روح التعاون بين المتعلمين وتوفِّر أيضاً تنوعاً سمعياً.

في الختام:

كل طريقة من هذه الطرائق لا تُقدَّر بثمن، إذ لم يقتصر الأمر على أنَّ هذه الطرائق جعلت عملي كمدربة افتراضية أمراً سهلاً؛ بل اكتشفتُ أنَّ المتدربين أكثر سعادة واندماجاً أيضاً.

طوِّر دورات التدريب الافتراضي لديك، ولاحظ كيف ستتعلم طريقة الاستفادة من الأدوات في البرنامج الافتراضي الخاص بك لإنشاء تجارب تعلُّم افتراضية قوية وتفاعلية وتساعد على الاندماج.