1. تمرين "المكالمة الهاتفية":

اطلب من المشاركين الوقوف في صف، واهمس للشخصين اللذين يقفان في أول الصف ونهايته برسالتين مختلفتين، واطلب من كلِّ واحد منهما أن يمرر الرسالة للشخص الذي يليه، وأن يكرر كلُّ فرد في الصف الأمر ذاته ويمرر الرسالة بالهمس للشخص التالي، هكذا حتى تمرَّ كلتا الرسالتين من أول الصف إلى آخره؛ ومن ثمَّ شغل بعض الموسيقى، وشجع المشاركين على الضحك وما إلى ذلك.

عندما تُمرَّر الرسائل إلى آخر شخص في الصف، اسأل من هم في أوله فيما إذا كانوا يستطيعون أن يتذكروا الرسالة الأولى، ومن ثمَّ اسأل آخر المشاركين عن الرسالة التي تلقاها لتوه.

ستتمكن بهذه الطريقة من معرفة جميع العوامل التي تشتتهم عن الإصغاء، وما يمكنك فعله لتتأكد من أنَّهم يصغون بفاعلية.

2. تمرين "التوقف عن الإصغاء":

اطلب من نصف المشاركين الخروج من الغرفة، ومن ثمَّ اطلب ممَّن بقي جالساً التفكير لبضع دقائق في موضوع يثير اهتمامهم كالعائلة أو الأفلام أو فرق كرة القدم أو غيرها؛ بحيث يعود أولئك الذين خرجوا بعد انقضاء المدة المحددة إلى الداخل، ويعملون معاً ليصغوا بفاعلية إلى القصة؛ ولكن عليك تحذيرهم مسبقاً بالتوقف عن الإصغاء بعد مرور ثلاثين ثانية، ومراقبة ما سيحدث.

يصاب المتحدثون عادة بالإحباط والانزعاج الشديد؛ ممَّا يؤدي إلى إجراء مناقشة مفيدة حول تأثير الإصغاء وكيفية القيام به.

3. تمرين "المنصت والمتحدث":

قد تكون التمرينات التي اقتُرِحت مفيدة كتدريبات تمهيدية أو لتأكيد فكرة أنَّ الإصغاء ليس أمراً سهلاً؛ في حين يتطلب تغيير السلوك الفعلي نهجاً مختلفاً، حيث يحتاج المشاركون إلى تنمية مهارات الإصغاء بفاعلية؛ لذا سنقترح تدريباً يجمع بين المحتوى والأسلوب، كتمرين "المنصت والمتحدث" الذي يتطلب شخصين.

يجب أن يصف المتحدث المكان المناسب لقضاء عطلته، لكن دون ذكر منطقة محددة؛ بينما يمارس المنصت مهارات الإصغاء الفعال، كالإنصات بانتباه شديد إلى ما يقوله المتحدث وما لا يقوله، وإظهار ذلك للمتحدث من خلال سلوكه؛ وبعد مرور ثلاث إلى أربع دقائق، ينبغي أن يلخص المنصت ثلاثة أو أربعة أمور أو معايير ذكرها المتحدث، وأن يقترح عليه مكاناً مناسباً كي يقضي عطلته.

امنحهم بعد ذلك دقيقة لترى مدى تقارب ما فهمه المنصت مع ما قاله المتكلم وما كان يحتاجه، ودقيقة أخرى لترى مدى إظهارهم لسلوك الإصغاء الفعال؛ وأخيراً بدِّل الأدوار فيما بينهم، وكرِّر العملية؛ ثمَّ أجرِ في النهاية مراجعة شاملة تستخلص منها نقاط التعلُّم الأساسية.

يمكنك أيضاً أن تستبدل الموضوع المتعلق بالعطلة بآخر يتعلق بالعمل، وأن تزيد الوقت الذي اقتُرِح مسبقاً.

4. الإصغاء الفعال:

إليك طريقة فعالة لتوصيل فكرة الإصغاء الفعال بنجاح:

  • قسِّم المشاركين إلى مجموعات تتكون من شخصين، ولنسمِّهم الفئة (أ) والفئة (ب).
  • اطلب من أفراد الفئة (ب) أن ينتظروا خارج الغرفة.
  • أخبر أفراد الفئة (أ) بأن يرفعوا أيديهم لمدة خمس ثوانٍ في أثناء الإصغاء إلى شركائهم، ومن ثمَّ ينزلوها في كل مرة يقول شريكهم شيئاً يحثهم على مقاطعة الحديث؛ كأن يرغبوا بطرح سؤال، أو يتذكروا أمراً آخر، وما إلى ذلك.
  • اطلب منهم أن يطبقوا ذلك خلال المحادثة كلِّها؛ إذ من غير المسموح لهم بأن يتفاعلوا مع الفئة (ب)، أو يطرحوا الأسئلة، أو يؤكدوا فهمهم؛ وكل ما عليهم فعله هو الصمت ورفع أيديهم في كل مرة يرغبون فيها بالمقاطعة.
  • بعدها، أخبر أفراد الفئة (ب) الواقفين في الخارج بأنَّ عليهم أن يتحدثوا إلى الفئة (أ) عن موضوع أو تجربة ممتعة، كالتحدث عن آخر عطلة قضوها، أو أيَّ شيء ممتع حدث معهم خلال الأشهر الستة الماضية؛ وحدد لهم ثلاث دقائق للتحدث.
  • اطلب من الفئة (ب) أن يعودوا إلى الداخل، ويتحدثوا لمدة ثلاث دقائق.
  • بعد انتهاء المدة، اسأل الفئة (ب) كيف شعروا في أثناء تحدثهم مع الفئة (أ) وكيف كانت انفعالاتهم.

قد تسمع منهم إجابات مثل: "لم أشعر أنَّهم أصغوا إلي، ولم أفهم لمَ كانوا يرفعون أيديهم، لقد انقطعت سلسلة أفكاري لأنَّهم لم يكونوا منصتين".

يمكنك بعدها أن تطلب من الفئة (أ) ألَّا يرفعوا أيديهم فحسب، بل أن يظهروا عدم الاهتمام أيضاً، كأن يحدقوا خارج النافذة، أو أن يركزوا انتباههم على تفصيل صغير في سترة شريكهم، أو أيَّ وسيلة إلهاء واضحة أخرى.

إنَّه تمرين بسيط وسهل التطبيق، ويسمح لك بالتحدث مع المشاركين حول أهمية الإصغاء الفعال فيما بعد.

يمكنك إعادة التمرين مجدداً؛ ولكن أفسح المجال هذه المرة للفئة (أ) للتفاعل وطرح الأسئلة والمشاركة في الحديث، وقارن الحالتين بعدها؛ ممَّا سيعطي نتائج مُرضِية أكثر.

5. مهارات الإصغاء الفعال:

بعد أن تطبق الفئتان التمرين كما سبق، افعل ما يأتي لتُظهِر أهمية الإصغاء:

  • اطلب من الجميع أن يكتبوا أسماء ثلاثة أشخاص يعدُّونهم بارعين في الإصغاء، وتحقق من أنَّهم فعلوا ذلك؛ ثمَّ اسألهم بعدها فيما إذا كتبوا أسماء أشخاص لا يحبونهم، إذ لا يكتب أحد غالباً اسم شخص لا يحبه عادة.
  • اسألهم بعدها عمَّا إذا كان الأشخاص الذين كتبوا أسماءهم يندرجون تحت أيٍّ من هذه الفئات: أشخاص يكنُّون لهم الإعجاب، أو أشخاص يحبونهم، أو أشخاص يحترمونهم؛ فعادة ما تكون الإجابة بنعم؛ فحتى لو دوَّن أحدهم اسم شخص لا يستلطفه، سيدرجه غالباً ضمن فئة الناس الذين يحترمهم.
  • وأخيراً، اسألهم عن الصفة التي ينبغي أن يتمتعوا بها إذا أرادوا أن يكسبوا إعجاب أو محبة أو احترام الناس.
  • سيفهمون أنَّ الهدف من هذا التمرين هو ضرورة إتقان الإصغاء، وذلك إن هم أرادوا هذا فعلاً.
  • اطلب من المشاركين أن يناقشوا موضوعاً معيناً.
  • ثمَّ اطلب من كل شخص التوقف عن الكلام عند نقطة معينة ليكمل الشخص الذي يليه جملته، وذلك بدءاً من الكلمات التي أنهى حديثه بها.
  • حالما تعتاد المجموعة على التمرين، اختر الأشخاص الذين عليهم إكمال جمل زملائهم، بدلاً من أن يتحدثوا بالدور؛ حيث سيضطر الجميع إلى الإصغاء بعناية إلى ما يقوله الآخرون جميعاً، عوضاً عن الإصغاء إلى الشخص الذي يسبق دورهم فقط.

6. تمرين "راوند روبن" (Round Robin):

قد لا يستمتع كل المشاركين بهذا التمرين، ولكنَّه يفي بالغرض؛ حيث إنَّه يختبر معرفتهم الإنتاجية، ويحسِّن مهارة الإصغاء الفعال لديهم.

قد يحدث بعض حالات سوء الفهم والفوضى في بداية التمرين، ولكن سرعان ما سيستوعب الجميع الفكرة ويتمكنون من أداء المَهمَّة، ويظهرون تحسناً ملحوظاً في استجاباتهم، وتغمرهم روح المنافسة، ويحققون الإنجاز والرضا بعد الانتهاء من التحدث في موضوع معين بسلاسة.

7. التدريب من خلال إجراء عرض تقديمي:

  • إذا كنت ترغب باختبار مهارات الإصغاء لدى المشاركين، فيمكنك أن تجرب إجراء عرض تقديمي مدته دقيقتان، متبوعاً بمحاضرة نظرية مدتها ثماني دقائق.
  • اطلب من المشاركين بعدها أن يتذكروا ما قيل في أثناء العرض التقديمي بقدر ما يستطيعون.
  • ستستغرق 10 دقائق في جمع ما يتذكرونه، وتقييم سبب تذكرهم بعض ما قيل ونسيانهم للأجزاء الأخرى؛ إذ إنَّ الهدف الوحيد من وجود "المحاضرة" هو أن تسنح لهم فرصة للنسيان.
  • ما يثير الاهتمام هنا هو أنَّك ستتمكن على الأرجح من إضافة الإشارات المرئية التي ساعدت على التذكر والفهم، كالمعلومات التي تذكروها من خلال الاهتمام بالمحتوى المرئي مثلاً.

8. تمرين "تذكر وقتاً لم يصغِ فيه أحد إليك":

 

  • اطلب من الأشخاص أن يتذكروا وقتاً لم يصغِ إليهم أحد فيه؛ حيث قد يكون ذلك حدثاً في العمل أو مع العائلة أو عند الطبيب أو في أثناء التسوق.
  • قسِّم الجميع إلى مجموعات تتألف كلٌّ منها من شخصين، وشارك بعض القصص؛ حيث يجب أن يحدد المنصت أمرين: السلوك الذي أظهره الشخص في أثناء سرد القصة، والذي وضَّح أنَّه لا يصغي؛ وأثر ذلك في المتحدث (عادة ما يشعر بالدونية والغضب والاستياء والألم).
  • يمكنك أن تجمع كل الأفكار المطروحة وتستخلص منها بعض مبادئ الإصغاء المتقن من خلال القيام بخلافِ ما حدث في القصة.

 

9.   تمرين "سائق الحافلة":

يمكنك أن تستخدم هذا التمرين لتلطيف الأجواء وكسر الحواجز، أو كتدريب للإصغاء:

  • أخبر المجموعة أنَّك ستسألهم حول ما هم على وشك سماعه، وأنَّ بإمكانهم تدوين ملاحظات إن أرادوا ذلك.
  • ابدأ بإخبارهم أنَّك سائق حافلة.
  • اقرأ بعدها مسار الحافلة بصوت عالٍ، كأن تقول على سبيل المثال: عند المحطة الأولى، ركب ثلاثة أشخاص يرتدي واحد منهم قبعة حمراء.
  • وفي المحطة الثانية، ركب أربعة أشخاص، ونزل شخص واحد.
  • وفي المحطة الثالثة، ركب شخصان يحمل واحد منهما حقيبة، ثمَّ نزل صاحب القبعة الحمراء.
  • وعندما تنتهي، اسأل السؤال الآتي: ما عُمر سائق الحافلة؟ ستجد أنَّ معظم الأشخاص لم يسمعوا الجملة التي بدأت حديثك بها، وهي "أنَّك أنت هو سائق الحافلة".