لا تكون برامج التدريب جيدة إذا كان المتدربون يشعرون بالملل ويحدقون إليك دون فهم شيء وينشغلون بأكثر من مَهمَّة في أثناء التدريب؛ لهذا السبب يجب أن تعرف طريقة جعل التدريب في شركتك ممتعاً وجذاباً للمتعلمين؛ وذلك حتى يتمكنوا من تحقيق أقصى استفادة منه.

لكنْ هل تعتقد حقاً أنَّ تدريب الشركات يمكن أن يكون ممتعاً؟ يحتلُّ التدريب دوراً هاماً في المنظمات؛ إذ أشار ثلاثة من كل أربعة من قادة التعلُّم والتطوير (L&D) إلى أنَّه خلال العام الماضي أصبحَ التعلُّم والتطوير وظيفة أكثر استراتيجية؛ وذلك وفقاً لموقع لينكد إن (LinkedIn).

ينطوي التدريب الناجح على الكثير من الإبداع والتخطيط، ويجب أن يكون ذا صلة وفي كثير من الحالات مُخصَّصاً ليناسب احتياجات كل موظف، وأيضاً يمكن أن يؤدي نقص التدريب المناسب إلى الإضرار بصافي أرباح الشركة؛ وذلك غالباً على شكل فجوات معرفية وخسائر في الإنتاجية تؤثر سلباً في الأداء.

لكنْ نظراً إلى أنَّ هذا لا يحدثُ بين عشيَّةٍ وضحاها ويمكنُ أن يكون من الصعب تقديره، تميلُ الشركات إلى التقليل من أهمية هذا الجانب والمماطلة في الاستثمار في التدريب الممتع حقاً.

مع ذلك تمتلك الشركات خيارات وموارد أكثر من أيِّ وقت مضى لجعل التدريب ممتعاً مع تزايُد الضرورة الاستراتيجية للتدريب، فلماذا لا تستفيد من هذه الموارد؟

3 أفكار لتصميم تدريب يساعد على الاندماج:

1. استخدام الألعاب لتحفيز المتعلمين:

ما يزال التلعيب أو دمج عناصر اللعبة في تصميم التعلُّم يمثِّل توجُّهاً رئيساً للتعلُّم الإلكتروني، وهو أمر واضح ومباشر؛ على سبيل المثال يمكِنُكَ مكافأة الموظفين بالنقاط والشارات في كل مرة يكملون فيها مَهمَّة ما أو يجرون اختباراً أو يكملون أيَّ إجراء متعلق بتدريبهم.

مع ذلك فإنَّ الاندماج في ألعاب التعلُّم الإلكتروني تشمل أكثر من ذلك بكثير، ولإنشاء تجربة تعليمية مُحفِّزة حقاً يُمكِنُ للمدرسين أيضاً وضع مستويات للُّعبة؛ لذلك في كل مرة يجمع المتعلِّم النقاط الكافية يرتفع مستواه، ويجد العديد من الموظفين هذا مفيداً حقاً؛ وذلك لأنَّه يُوضِّح لهم أنَّهم يُحرِزون تقدُّماً، وليس مجرد شطب هذا الأمر من قائمة مهامهم.

ينطبق الأمر نفسه على لوحات المتصدرين التي تعرُضُ نتائج المتعلمين وألعاب الفريق، ويجد بعض الموظفين أنَّه من المحفز أكثر أن يُكمِلوا تدريبهم إذا احتُسِبَتْ نقاط لعبهم الفردية ضمن جهد جماعي؛ على سبيل المثال يمكنُ للفِرَق أو الإدارات بأكملها الاندماج في منافسة ممتعة منخفضة المستوى وتحدي بعضهم بعضاً للحصول على مزيد من المعلومات.

2. تمكين المتعلمين من التعاون:

التعلُّم الاجتماعي هو وسيلة أخرى فعَّالة لجعلِ التدريب أكثر متعةً، ومن المُحتمَل أن يندمج المتعلمون في التدريب إذا رأوا أنَّ أقرانهم مهتمون أيضاً ويشاركون معلوماتهم.

تُوجَدُ بعض الطرائق المُجرَّبة والمُختبرَة لتعزيز التعاون للتعلُّم الذي يحدثُ مباشرةً "شخصياً أو عبر الإنترنت"؛ مثل لعب الأدوار وتوزيع الأشخاص على الغرف الفرعية في برنامج زووم (Zoom)، ومع ذلك ضَعْ في حسبانك أنَّ هذه الأنواع من النشاطات ليست مناسبة للجميع؛ إذ لا يستمتع الجميع ويتطورون في بيئة يُضطَّرون فيها إلى الحديث أمام جمهورٍ من الناس.

تُوجَدُ طريقة أخرى لتعزيز التعاون وهي إنشاء مجتمعات تعلُّم افتراضية؛ إذ يُمكِنُ للمتعلِّمين أن يكوِّنوا صداقات مع بعضهم بعضاً ويندمجوا في مناقشات هادفة تركِّز في اهتماماتهم وأهدافهم؛ على سبيل المثال يمكن أن تكون للموظفين المهتمين بالقيادة مجموعة خاصة بهم يتبادلون فيها الأفكار والمعلومات المتعلِّقة بالدورات التي التحقوا بها.

في هذه البيئات القائمة على المناقشة يَسألُ المتعلِّمُ سؤالاً ويجيبُ عنه شخصٌ آخر، وبعد ذلك غالباً ما يحصلُ الأشخاص أصحاب الإجابات الأكثر فائدة على مكافآت.

3. تعزيز التعلُّم التفاعلي:

يُعَدُّ التلعيب والتعلُّم الاجتماعي أمثلة رائعة عن التدريب التعاوني، وبالإضافة إلى ذلك لزيادةِ عامل المرح والمتعة في التدريب؛ فأنت تحتاج أيضاً إلى الحصول على محتوى رائع مدعوم بعناصر تفاعلية.

لنبدأ بالتعلُّم بالفيديو؛ وهو أكثر من مجرَّد توجُّه، ويُعَدُّ الحصول على دروس قصيرة عبر الفيديو طريقةً ممتازة لإنشاء محتوى "لدورة تدريبية" سهلَ الفهم ولا يربك الموظفين المشغولين.

تترافقُ نماذج الفيديو الفعَّالة أيضاً مع مهام تفاعلية؛ مثل الاختبارات القصيرة التي تتيح للموظفين اختبار معرفتهم والاطِّلاع على النتائج واتِّخاذ الإجراءات التصحيحية.

بالحديث عن العثور على الإجراء التالي الأفضل في الوقت الحاضر يُمكِنُ لبرنامج التدريب أن يفيد في أكثر من مجرد توفير منصَّة للمتعلمين؛ على سبيل المثال تتمتَّع البرامج التفاعلية بالقدرة على اقتراح دورات ومقالات وكتب إلكترونية ومنتديات مناقشة وغيرها من المواد المُقدَّمة عبر الإنترنت؛ وذلك بناءً على اهتمامات المتعلمين وأداء التدريب السابق وأهدافه، وهذا يدل أيضاً على أنَّ مستقبل التدريب يعتمد على التفاعل؛ وهو ما يؤدي إلى تجارب تعلُّم ممتعة.

من الملل إلى المرح:

لطالما كان التدريب هاماً للشركات، ولكنَّهُ أصبحَ الآن يؤدي دوراً أكثر حيوية في مساعدة الموظفين على زيادة مهاراتهم، وإعادة تكوين المهارات، واكتساب المهارات المناسبة في مواجهة التحديات العالمية الكبرى.

حان الوقت للتخلي عن فكرة أنَّ التدريب الجاد والمُمل هو ما يُعبِّرُ عن شكل التدريب، فغالباً ما يكون التدريب أكثر صعوبة، وعندما تُدعَمُ المواد ذات الصلة من خلال طرائق تقديم تساعد على الاندماج مثل التلعيب والتعاون والتفاعل، غالباً ما تكون النتيجة زيادة اندماج الموظفين والاحتفاظ بهم.

بالإضافة إلى ذلك فإنَّ إضافة لمسة بشريَّة إلى التدريب مع روح الدعابة الملائِمة والعلاقات الشخصية، يمكن أن تساعد المديرين ومصممي التعليم والمدربين على التواصُل جيداً مع الموظفين وجعل التدريب أكثر ارتباطاً ومتعة.