بعد الانتهاء من الجامعة، يواصل معظم الطلاب الدراسة أو يدخلون إلى عالم العمل، وإذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يتوقون لبدء العمل والشعور بالاستقلالية، فقد تفكر في البحث عن تدريب داخلي أو التقدم لبرنامج تدريب مهني.

فكلا الخيارين جيد لمن انتهوا من الجامعة، ولكلا الخيارين مزاياه، لكن كيف تعرف ما إذا كان التدريب الداخلي أو التدريب المهني مناسباً لك؟ في هذا المقال، سنتحدث عن كلا الخيارين لمساعدتك على تحديد الخيار الأنسب لاحتياجاتك.

ما هو الفرق بين التدريب الداخلي والتدريب المهني؟

التدريب الداخلي هو تدريب منظم قصير الأمد؛ إذ تتاح لك الفرصة لتعلُّم بعض المهارات المرتبطة بهذه المهنة، وأحياناً، ينطوي إجراء تدريب داخلي على العمل من أجل الحصول على شهادة تساعدك على تطوُّر حياتك المهنية، وقد يكون التدريب الداخلي مدفوع الأجر وقد لا يكون.

من ناحية أخرى، فإنَّ التدريب المهني هو برنامج تدريبي رسمي، يقدمه أرباب العمل لتدريب الموظفين الجدد على أدوار معينة، كما يمكن أن يستمر التدريب المهني من بضعة أشهر إلى عام، وبخلاف التدريب الداخلي سيُدفَع لك أجر مقابل وقتك، وعادةً ما يُقدَّم التدريب المهني من قِبل الشركات الكبرى، ولكنَّ الشركات المتوسطة تعلن أحياناً عن فرص للتدريب المهني أيضاً.

ما هي الخطوة المهنية المناسبة لك؟

يبحث الطلاب عادة عن التدريب الداخلي بعد الجامعة مباشرة بوصفه طريقة لاكتساب الخبرة في مجال معين، فإذا كان المسار الوظيفي الذي اخترته معروفاً بكونه تنافسياً، فإنَّ امتلاك خبرة في العمل في أدوار مختلفة سيساعدك بالتأكيد على تحسين فرصك في الحصول على عمل في المستقبل.

نظراً لأنَّ التدريب الداخلي غالباً ما يكون غير مدفوع الأجر، فهو مناسب تماماً للطلاب الذين لديهم بعض المال المدخر أو ما يزالون يعيشون مع أهاليهم، فإذا كانت أولويتك هي اكتساب الخبرة العملية وتعلُّم المهارات المطلوبة للدخول في مجال عمل معين، فقد يكون التدريب الداخلي مناسباً لك.

مع ذلك، إذا كنت ترغب في الكسب مباشرةً، فإنَّ العثور على برامج تدريب مهني هو خطوة مهنية ذكية، فإذا كنت شخصاً متحمساً ولديك الرغبة في التقدم في حياتك المهنية، فسيوفر لك التدريب المهني أساساً جيداً للانتقال إلى أدوار أخرى في المستقبل، ومن خلال التدريب المهني، ستتعلم طريقة إدارة أموالك بسرعة أكثر ممَّا ستتعلمه مع التدريب الداخلي، وستكون قادراً على الحصول على استقلاليتك بصورة أسرع أيضاً.

ما الذي سيحسن آفاق حياتك المهنية أكثر؟

من وجهة نظر رب العمل، يُظهِر التدريب الداخلي التزاماً بتعلم مهارات جديدة، ونظراً لأنَّ بعض أنواع التدريب الداخلي غير مدفوعة الأجر، فإنَّ أرباب العمل عادةً يقدرون التفاني الذي يتطلبه العمل مجاناً ويزودهم بمؤشر جيد يظهر حماستك لأدوار وظيفية محتملة.

يَعُدُّ معظم أرباب العمل أنَّ الخبرة العملية أكثر أهميةً من المؤهلات؛ لذلك فإنَّ الحصول على تدريب داخلي لإضافته إلى سيرتك الذاتية، يمكن أن يكون أمراً مثيراً للإعجاب، وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التدريب الداخلي إلى الحصول على وظائف بدوام كامل إذا كان ثمة منصب متاح في الشركة.

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنَّه لا يوجد ضمان على أنَّ إنهاء التدريب الداخلي سينتهي بالحصول على وظيفة بدوام كامل؛ لذلك يجب أن تفكر في السرعة التي تأمل بها في الحصول على وظيفة بعد ترك الجامعة.

في معظم الحالات، بعد الانتهاء من التدريب المهني، ستعرض عليك الشركة وظيفةً، وعموماً، من مصلحة الشركة تقديم وظائف للأشخاص الذين استثمروا فيها من خلال التدريب، ويُعَدُّ التدريب المهني مثالياً للمتدربين الذين يرغبون في التقدم في حياتهم المهنية، علماً أنَّ الشركات الكبرى هي أكثر ما يقدم فرصاً للتطوير المهني.

يميل أرباب العمل الذين يقدمون برامج التدريب المهني إلى التركيز بشدة على تطوير الأشخاص؛ لذلك إذا تركت انطباعاً جيداً خلال تدريبك، فقد يبحث عنك أرباب العمل في المناصب المستقبلية.

في الختام:

إذا كنت ما تزال غير متأكد ممَّا إذا كان التدريب الداخلي أو المهني هو الخيار الأفضل بالنسبة إليك، فخصِّص بعض الوقت للإجابة عن الأسئلة أدناه؛ إذ ستساعدك الإجابات على اكتساب فهم أفضل لوضعك الحالي وما ترغب فيه في مستقبلك المهني:

  • هل سأحتاج إلى خبرة في حياتي المهنية قبل أن يعرض عليَّ شخص ما عملاً؟
  • هل أحتاج إلى البدء بكسب الأموال على الفور؟
  • ما هو حجم المنافسة في المجال الذي اخترته؟
  • هل سأكون سعيداً بالعمل في نفس الشركة لفترة طويلة؟
  • في هذه المرحلة، هل أرغب في إبقاء خيارات حياتي المهنية مفتوحة إلى حدٍّ ما؟
  • هل أنا مقتنع بأنَّ هذا المجال هو الخيار الوظيفي المناسب لي؟

نأمل بعد قراءة هذا المقال أن تكون لديك فكرةً أفضل عمَّا إذا كان يجب عليك التقدم للحصول على تدريب داخلي أو مهني، وتذكَّر أنَّه لا يوجد خيار أفضل من الآخر والخيار الأنسب هو الخيار الذي يلبي احتياجاتك.