يجب التخلص من الأفكار القديمة والبدء بأفكار جديدة، وغالباً ما تأتي بداية العام الجديد مع العديد من التغييرات في المنظمات، ويتعلق الأمر بتحسين الأساليب وأن تصبح أفضل من أي وقت مضى، كما تتمثل إحدى الأولويات القصوى لأرباب الأعمال في التركيز على تقييم المهارات الناعمة لدى المرشحين في مكان العمل، والاستثمار بصورة أكبر للحرص على أن يكون الموظفون الحاليون يمتلكون تلك المهارات أيضاً.

بينما كان التركيز في الماضي ينصب أكثر على المهارات الصلبة، ويدرك أرباب العمل الآن أنَّ الموظفين يفتقرون إلى المهارات الناعمة، وعندما لا يوظفون الأشخاص المناسبين، قد يكون هذا الأمر مكلفاً للغاية بالنسبة إليهم، ويمكن دائماً تعلم المهارات الصلبة، ولكنَّ تطوير المهارات الناعمة يستغرق وقتاً، وسيؤدي الاستثمار في تطوير دورات تدريب الموظفين على المهارات الناعمة إلى زيادة إمكانات القيادة والشعور بالرضى في مكان العمل وتحسين أداء العمل.

وفيما يأتي بعض أهم المهارات التي يبحث عنها الموظفون وكيف يمكنك دمجها في البرامج الآتية للتدريب على المهارات الناعمة.

1. الذكاء العاطفي:

وفقاً لعلم النفس، يُعرَّف الذكاء العاطفي (EI) على أنَّه القدرة على تحديد وإدارة عواطفنا وعواطف الآخرين؛ فيمكن للأشخاص الذين يتمتعون بمهارات عالية في الذكاء العاطفي الاستجابة جيداً في المواقف العصيبة أو تحت الضغط، ويُعَدُّ هذا الأمر قيِّماً للغاية في مكان العمل، خاصةً عند التعامل مع زملاء العمل في الفريق أو العملاء، كما يعرف الموظفون أصحاب مهارات الذكاء العاطفي العالية طريقة تعزيز العلاقات الصحية؛ إذ يشعر الجميع بالاحترام وتكون المناقشات إيجابية ومثمرة، كما يساعدون على زيادة مستويات رضى العملاء ويجيدون القيام بالأعمال عموماً.

وقبل البدء بالتدريب، يجب أن يكون لدى الموظفين فهم عام لمستويات الذكاء العاطفي لديهم حتى يتمكنوا من تقييم تقدمهم عند إجراء التغييرات، ويُعَدُّ طرح بعض الأسئلة مثل "كيف تتعامل مع التوتر؟" أو "هل تؤثر مشاعرك في القرارات التي تتخذها في مكان العمل؟" أو "كيف تتعامل مع الآخرين؟"، أمراً ضرورياً لمساعدة الموظفين على تحديد مستويات الذكاء العاطفي، فيجب على المنظمات تطوير أساليب إدارة التوتر ويجب أن يشمل التدريب أيضاً مقياساً لبناء التعاطف.

2. الإبداع:

تتطلع المنظمات إلى إضافة أشخاص مبدعين إلى فرقها الآن أكثر من أي وقت مضى. وفي مقابلة مع "تلفزيون بلومبرج" (Bloomberg TV)، صرح رجل الأعمال "مارك كوبان" (Mark Cuban) أنَّ العديد من الوظائف التي تُعَدُّ الآن آمنةً ستصبح زائدة عن الحاجة قريباً بسبب زيادة الأتمتة ولأنَّ المفكرين المستقلين أو الأشخاص المبدعين هم الذين سيبقون مستمرين في سوق العمل.

وقد يحتاج الموظفون إلى البدء بالتدريب على طريقة التفكير خارج الصندوق من أجل الحصول على حلول جديدة للمشكلات، وفي نهاية المطاف، ينتج عن الإبداع أفكاراً هامةً، بالإضافة إلى الشغف والحماسة، كما تُعَدُّ جلسات العصف الذهني وتأدية الأدوار من الأساليب الرائعة التي يجب ممارستها في بيئة العمل؛ ولهذا السبب، امنح الموظفين الوقت لمشاركة الأفكار مع بعضهم بعضاً للمساعدة على نقل العمليات أو الأفكار الحالية إلى المستوى التالي.

3. القدرة على التكيف:

يُعَدُّ وجود الموظفين الذين يمكنهم التكيُّف بسهولة مع مكان العمل المتغير باستمرار أمراً هاماً جداً للشركات؛ إذ ستظهر المشكلات وستكون الشركات بحاجة إلى موظفين يمكنهم التكيف مع المواقف وحل النزاعات دون الشعور بالقلق.

وقد يكون دمج مهارة التكيف في تدريبك التالي أسهل بكثير ممَّا تعتقد، فيجب على المديرين دعم الموظفين في تطوير هذه المهارة من خلال توفير فرص إضافية للعمل على مهارات جديدة بعيداً عن مهاراتهم الحالية؛ إذ سيساعدنا الاندماج في النشاطات الموجودة خارج مناطق الراحة الخاصة بنا على أن نكون أكثر قدرةً على التكيف.

وتُعَدُّ جلسات مشاركة المعلومات بين الأقسام المختلفة خياراً جيداً للقيام بذلك أيضاً، كما سيمكنك تعلُّم أن تصبح قادراً على التكيف من العمل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص الذين يمتلكون مهارات ووجهات نظر مختلفة، والتعاون معهم.

4. إدارة الوقت:

مع وجود العديد من المشاريع القادمة، تُعَدُّ إدارة الوقت مهارةً ناعمةً هامةً يجب تعلمها، وتتضمن بعض المزايا التي تترافق مع مهارات إدارة الوقت الفعَّالة تقليل التوتر والقلق، وتحسين الإنتاجية، بالإضافة إلى زيادة جودة العمل. ولقد سمعنا جميعاً مقولة: "الوقت ثمين"، فإذا كان الموظفون ينجزون عملاً أقل ممَّا يجب عليهم القيام به، فإنَّهم سيكلفون أرباب العمل الأموال؛ وهذا هو السبب وراء أهمية تدريب الموظفين على هذه المهارة.

كما يجب أن يكون المديرون قادرين على تقييم إنتاجية الموظفين للتأكد من أنَّهم يستفيدون من وقتهم إلى أقصى حد؛ إذ يمكن أن تكون مراجعة الخطوات والعمليات التي يتخذها الموظف في وظيفته طريقةً جيدةً للحرص على أنَّهم يتمتعون بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، كما يمكن للموظفين وضع قوائم للمهام وتعلم بدء أيام إجازتهم بالنشاطات التي ستساعدهم على تحقيق أعلى النتائج.

ومن خلال تطبيق المزيد من المهارات الناعمة بين الموظفين، سترى تأثيراً أكثر إيجابيةً في الشركات التي يعملون بها، ولن يُحسِّن هذا الأمر التفاعلات والعلاقات بين العملاء وأصحاب المصلحة الآخرين فحسب؛ وإنَّما سيُحسَّن الأداء داخل الفرق؛ لذا سيبدأ الموظفون بتقديم الدعم فيما يتعلق برؤية شركتهم.