وفقاً للتوقعات الرسمية عام 2022، كانت المملكة المتحدة تتجه نحو ركود في عام 2023، والذي تُوقِّع أنَّه سيستمر لبقية العام.

وجد بحث أجرته منصة البحث عن الوظائف عبر الإنترنت "تالنت" (Talent.com) أنَّ نصف الموظفين الذين شملهم الاستطلاع والبالغ عددهم 1005 موظفاً كانوا يتطلَّعون إلى صقل مهاراتهم، ومن بينهم 52% قالوا إنَّهم سيمولون ذلك بأنفسهم، و53% منهم أفادوا بأنَّهم سيتلقون التدريب في أوقاتهم الخاصة.

ما الذي يعوق التعلم إذاً؟

العمال ليسوا كسالى ويرغبون بصقل مهاراهم، ولكن ما يزال كثير منهم يواجهون عوائق عندما يتطلعون إلى تحقيق ذلك، فلا يستطيع الموظفون تطوير المهارات التي يحتاجونها للتغلب على فترة الركود القادمة، سواء بسبب نقص الفرص، أم نقص الأموال، أم الحاجة إلى اكتشاف أكثر نوع تدريب مناسب لتحسين العمل في مناصبهم.

لذلك، فإنَّ مهمة التخلص من أي عوائق وضمان الاحتفاظ بالمواهب والقدرة على المنافسة وإعداد الموظفين لسوق وظائف مضطرب، متروكة لأرباب العمل.

في ظل الانكماش الاقتصادي، قد يؤدي المال دوراً في مساعدة الأفراد الذين يفكرون في مواصلة التدريب؛ إذ تبين في استطلاع، أنَّ 52% من الموظفين مستعدين لتدريب أنفسهم، و52% منهم سيمولون تدريبهم، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 76% عندما سُئِلوا عما إذا كانوا سيخضعون للتدريب إذا موَّله طرف آخر.

من بين الموظفين الذين قالوا إنَّهم لا يفكرون في تلقي التدريب، ذكر 16%

+منهم أنَّ السبب في ذلك هو أنَّهم لا يستطيعون دفع تكاليفه، وارتفعت نسبة هؤلاء الموظفين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً إلى 26% قائلين إنَّهم لا يستطيعون دفع التكاليف وليس لديهم الوقت.

من الواضح أنَّ لدى الشركات التي يمكنها تمويل التدريب فرصة لتحسين مهارات القوى العاملة لديها، والاستفادة من هذه المهارات الجديدة والاحتفاظ بالموظفين الموهوبين، لا سيما الشباب منهم.

لا يعرف الموظفون المهارات التي عليهم اختيارها:

من الأفضل تعليم المهارات الجديدة التي تفيد الموظف في منصبه؛ فتقديم تدريب لا يهم المتدرب يهدر الوقت والمال والجهد؛ لذا من الهام اختيار التدريب المناسب عند الالتزام بالتعلم أو تعزيز مهارة ما.

كشف الاستطلاع أنَّ عدم معرفة نوع التدريب المطلوب يشكِّل عائقاً رئيساً أمام تحسين المهارات؛ فلا يعرف ما يصل إلى 15% من المشاركين المهارات التي عليهم تطويرها، وقال 5% منهم إنَّهم لا يعرفون كيفية الوصول إلى التدريب، بينما أعرب 4% آخرون عن خشيتهم من ألا يكون التدريب الذي تلقوه محط تقدير.

على الرغم من أنَّ الموظفين الشباب يرغبون بتحسين مهاراتهم، إلا أنَّ الموظفين الأكبر سناً ليسوا مستعدين لذلك؛ إذ كان الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً هم الأكثر حرصاً على تحسين المهارات، فيرغب ثلثاهم في تنويع مهاراتهم أو فعلوا ذلك بالفعل، ولكن من بين أولئك الذين لا يفكرون بتحسين المهارات، قال 24% إنَّهم لا يعرفون المجالات التي يجب التركيز عليها.

يستطيع أرباب العمل في هذه المرحلة الاستفادة من فريق الموارد البشرية، وهذا يتيح الوقت لمناقشة خيارات التدريب والتطوير الوظيفي، مع التركيز على الدور الذي يؤديه التدريب في تحقيق التقدم.

لقد مر معظم الموظفين الشباب بفترة صعبة، حينما أصبح العمل من المنزل أمراً طبيعياً في السنوات الأولى من حياتهم المهنية، فربما لم يتلقوا أي تدريب على الإطلاق ويحتاجون إلى دعم إضافي لاختيار ما يناسبهم.

هل يدرك جميع الموظفين أهمية تحسين المهارات؟

من بين جميع العوائق التي تحول دون تحسين المهارات، قد يكون افتقار الفرد إلى الحافز هو أكثر عائق يصعب التغلب عليه، فقال أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع إنَّهم لا يعتقدون أنَّهم يحتاجون إلى تدريب إضافي.

على الرغم من أنَّ الموظفين الشباب يرغبون بتحسين مهاراتهم، إلا أنَّ الموظفين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً ليسوا مستعدين لذلك، وعلى الرغم من أنَّ ما يقرب من نصفهم يرون أنَّ الركود المحتمل يهدد أمنهم الوظيفي، إلا أنَّ 61% منهم لا يرغبون بصقل مهاراتهم أو إعادة تشكيلها، فيعتقد نصفهم تقريباً أنَّ مهاراتهم الحالية ستكون كافية ليتمكنوا من الاستمرار.

على الرغم من أنَّ ما يصل إلى 19% من الموظفين قد يطلبون زيادة في الراتب نتيجة الضغوطات المالية الناجمة عن الركود، فقد يكون من الصعب تقديم تلك الزيادة دون تقدم واضح للفرد في منصبه أو مسؤولياته؛ لذا قد يعزز ربط تحسين المهارات بالتقدم الوظيفي وزيادة الرواتب، حوافز الموظفين.

في الختام:

يُعد شرح عرض التدريب بوضوح أول خطوة، فقال واحد من كل 10 من الموظفين الراغبين في تحسين مهاراتهم، إنَّ رب العمل لا يقدم لهم حالياً فرصة تعلم مهارات جديدة، ومن بين أولئك الذين لا يرغبون بتحسين المهارات، قال 34% منهم إنَّ التدريب غير متوفر، ولا يعرفون كيفية الوصول إليه، أو لا يعرفون أنواع المهارات التي يحتاجون إليها في عالم العمل مستقبلاً.

يوضح هذا الاختلاف في التفكير في خيارات التدريب، بين أولئك الذين يحرصون على تحسين المهارات وأولئك الذين لا يهتمون بذلك، كيف على أرباب العمل أن يأخذوا زمام المبادرة ويطلعوا الموظفين على فرص التدريب المتوفرة.

من واجب رب العمل إذاً التأكد من أنَّ موظفيه مستعدون لمواجهة الركود القادم، كما سيكون لصقل مهاراتهم فوائد جمة تعود على المنظمة.