بداية لابد من التعرّف على العلامات التجارية... تعد العلامات التجارية وسيلة الضمان للمنتج والمستهلك في آن واحد فهي تمنع اختلاط منتجات تحمل علامة معينة بمنتجات مماثلة تحمل علامة أخرى كما تعمل على تكوين الثقة ببضائع المنتج وبازدياد أصناف السلع والمنتجات وظهور سلع متشابهة اتجه المنتجون إلى استخدام العلامات التجارية للتعريف بمنتجاتهم والسعي إلى الإتقان في الصنع للحفاظ على العملاء وجودة المنتجات بما يضمن الصمود أمام المنافسين.

كما أنها تؤدي دوراً مهماً في سياسات التسويق والإعلان التي تتبعها الشركات سواء للترويج عن نفسها أو عن خدماتها ومنتجاتها مما يسهم بشكل أو بآخر في دور الشركة من حيث تأثيرها في نفوس زبائنها وتحقيق ميزة تنافسية عالية من خلال توظيف الأموال للحفاظ على الجودة والتحسين المستمر مما يضمن السمعة الحسنة والشهرة.

ما العلامة التجارية؟

هي إشارة تأخذ شكلاً مميزاً لتمييز سلع تنتجها شركة أو خدمات تؤديها عن السلع والخدمات التي تنتجها أو تؤديها شركة أخرى. ويأتي ضمن أنواع العلامة التجارية الكلمات أو الحروف أو الأرقام أو الرسوم أو الألوان أو الصور أو الأشكال أو الشعارات أو الرموز أو أي مجاميع مما سبق كما يمكن أن تشكل الإشارات السمعية (الأصوات) والإشارات الخاصة بحاسة الشم (الروائح) علامات تجارية.

تاريخ العلامات التجارية:

ظهر مفهوم العلامات التجارية في مرحلة العصور الوسطى بشكل خاص عند طوائف محددة من المجتمعات هم الصناع والتجار حيث اعتادت هذه الفئة وخاصة في فرنسا وإيطاليا وضع أسمائها على منتجاتها وكأنت العلامات التجارية في تلك الحقبة من الزمن تشمل نوعين بحسب الغرض من الاستخدام: النوع الأول هو ما يمكن تسميته بعلامات الدمغة كأن يدمغ الممتلكاتِ الحيواناتِ مثلاً وذلك لإثبات الملكية والدلالة عليها.

والنوع الثاني من العلامات هو ما يسمى بعلامات الإنتاج وكأن الغرض من استخدامها يختلف عن النوع الأول فكانت تستخدم من قبل فئات الصناع والتجار لتحديد صانع المنتجات والمصدر ولضمان الجودة كما أن استعمال هذه العلامات آنذاك كأن يُعد إلزامياً ويمثل التزاماً قانونياً على كل من الصانع والتجار يمكن من تتبعهم في حال قيامهم ببيع منتجات غير صالحة أو معيبة.

نشأة العلامات التجارية الحديثة: 

مع الثورة الصناعية وازدهار التجارة في العالم الجديد للتجارة الدولية، ونتيجة للتغيرات العديدة في الأنظمة الاقتصادية أدّت العلامات التجارية دوراً مهماً حتى أصبحت عاملاً أساسياً في عمليات التصنيع والإنتاج والتوزيع عن طريق تقديم سلع متنوعة من الصنف نفسه تختلف عن غيرها في النوعية والخصائص وبأسعار متفاوتة للمستهلكين، وذلك لإتاحة بدائل للاختيار عن طريق اختيار التسمية للمنتجات في السوق، وهو ما يقصد به تحديداً العلامة التجارية.

ومع تطور التجارة واختلاف شكلها لتصبح نظاماً لبيع تشكيلة واسعة من المنتجات التي ينتجها الصناعيون المختلفون؛ وقيام هؤلاء الصناعيين بإرسال صناعتهم لبيعها في مدن ودول أخرى تجاوز وتعدى دور العلامات التجارية من التعريف بالملكية إلى وظائف أخرى، ومن الاستخدام الإلزامي لتتحول إلى أصل هام من أصول المشروع الاقتصادي.

قوانين العلامات التجارية:

وفي ظل هذا التطور والانتشار التجاري ظهرت الحاجة إلى شكل للحماية القانونية لأصحاب المشاريع التجارية الذين تقلد علاماتهم وتستغل استغلالاً تجارياً دون أي إذن مسبق وحماية جمهور المستهلكين من اللبس والتضليل. 

وكان لابد من وضع الإجراءات التشريعية التي تنظم عملية حماية العلامات التجارية، ولتنظيم المنافسة التجارية وتقييدها في الحدود المشروعة بضمان الحقوق والواجبات بين أصحاب المشاريع من ناحية والمحافظة على حقوق المستهلكين بحمايتهم من الغش من ناحية ومن التضليل من ناحية أخرى.

وعليه تبنت معظم الدول منهج سن القوانين الخاصة بحماية الملكية الصناعية بصفة عامة وقوانين تنظيم حماية العلامات التجارية وتسجيلها بصفة خاصة. ولذا أقرت التشريعات مبدأ التسجيل وسيلة حماية قانونية للعلامات التي يتم تسجيلها لدى المكاتب الوطنية، الأمر الذي يوضح أهمية التسجيل للعلامات التجارية.