باعتبارك مدرباً محترفاً، تتمثل غايتك في استفادة جميع المشاركين في ورشة العمل من أكبر قدر ممكن من التدريب؛ ولهذا، فإنَّ استخدام أنشطة إبداعية تترسخ في الذاكرة عند القيام بالمراجعة في أثناء الدورات التدريبية التي تقدمها أمرٌ بالغ الأهمية؛ فهي تساعد المتعلمين على تخزين المعلومات واستردادها، كما أنَّها تعود بنفع كبير عليهم بعد مغادرتهم مكان التدريب، وتتيح للمعلم التأكد من فهم المتعلمين لما قدَّمه.

دعونا نشارك بعض أساسيات هذه التقنية التعليمية الفعالة للغاية، إلى جانب بعض أنشطة المراجعة المفضلة لنوعي التدريب؛ أي لذلك الذي يُجرَى تحت إشراف المعلم المباشر في الفصول الدراسة التقليدية، والذي يُجرَى ضمن الفصول الدراسية الافتراضية.

ما المقصود بالمراجعة؟

يوضح نشاط المراجعة للمتعلمين النقاط الأساسية التي تناولوها في أثناء التدريب، ويسلط الضوء عليها؛ إذ من الجيد إضافة أنواع مختلفة من المراجعات طوال فترة التدريب، وقد يتضمن ذلك نشاطات مثل المنافسة الودية، والحركة البدنية في حال كان التدريب في فصل دراسي تقليدي، وإضافة بعض الموسيقى في الخلفية في حال كان التدريب افتراضياً، والحرص على المشاركة الفعالة.

ما الهدف من المراجعة؟

يعزز نشاط المراجعة المفاهيم الأساسية، ويتيح للمشاركين تجربة شعور النجاح عندما يقدمون إجابات صحيحة، ويمنحهم وقتاً للتوسع فيما تعلموه وتدارسه فيما بينهم؛ ممَّا يوفر لهم فرصة للربط بين الأفكار، وفهم قيمة المعلومات الجديدة ومدى أهميتها وصلتها بالحياة المهنية.

تساعد هذه التمرينات المدرب في تحديد ما إذا كان هناك أيُّ ثغرات في فهم المتعلمين، وتعطيه فرصة لتوضيح أي سوء فهم أو التباس، حيث يمكن للمدربين الإجابة عن الأسئلة قبل الانتقال إلى القسم التالي من المحتوى.

متى يجب إجراء مراجعة؟

يستخدم المدربون المراجعة عادةً بعد تقديم جزء من المحتوى، وقبل الانتقال إلى شرح معلومات جديدة؛ وقد يكون من الهام منح المتعلمين فرصاً أكثر لمراجعة المواد الأكثر تعقيداً، أو التي لا يمتلكون الخبرة الكافية بخصوصها.

يشكل البدء كل صباح بمراجعة عمل اليوم السابق وسيلة ممتازة لترسيخ ما تعلمه المشاركون قبل الانتقال إلى محتوىً جديد، كما أنَّ هناك أوقات أخرى في أثناء التدريب تكون فيها المراجعات مفيدة؛ فعلى سبيل المثال: قبل الاستراحات أو بعدها، وقبل الغداء وبعده، وقبل نهاية يوم التدريب؛ حيث تترك المراجعة في نهاية اليوم لدى المتعلمين طابعاً إيجابياً وشعوراً بالإنجاز.

من يقوم بالمراجعة؟

إنَّ السبيل إلى مراجعة ناجحة هو جعل المتعلمين يشاركون ويتفاعلون مع المحتوى الذي تقدمه قدر الإمكان، ويمكن أن تعتمد طريقة المراجعة التي تختارها على المعلم أو على المشارك بناءً على هدفك منها، بالإضافة إلى مستوى المعرفة لدى المشارك ومهاراته.

على سبيل المثال: قد ترغب في وضع تمرين مبني على مشاركة زملاء آخرين، أو يتضمن عروضاً تقديمية لمجموعة جداول بيانات؛ لذا في بيئة افتراضية، استخدم غرف الاجتماعات المصغرة -من 3 إلى 6 مشاركين لكلٍّ منها- لتفسح المجال للمتعلمين بمناقشة الدرس وإبداء رأيهم فيه، وذلك في مساحة منفصلة عن غرفة الصف الرئيسة.

تؤدي المراجعات المشتركة والمسابقات الممتعة التي تشبه الألعاب إلى زيادة تفاعل المشاركين ورفع مستوى التعلم.

من أين تحصل على أفكار حول طرائق المراجعة الإبداعية؟

هناك عشرات التقنيات حول نشاطات المراجعة على الإنترنت؛ لذا تابع القراءة لمعرفة 6 طرائق لإجراء مراجعة تنجح مع أي نوع من المحتوى، حيث تناسب أول ثلاث منها غرف الصف التقليدية، أمَّا الطرائق الثلاثة الأخيرة فهي موجهة إلى غرف الصف الافتراضية:

● المراجعة بين الزملاء:

قدِّم قائمة تتضمن النقاط الأساسية للدرس، واطلب من المتعلمين مراجعة المعلومات المرتبطة بكل نقطة؛ ثمَّ بعد أن تُتاح الفرصة لكل مجموعة لمراجعة المادة على حدة، اطلب من كلٍّ منها مشاركة نتائجها مع المجموعات الأخرى؛ ممَّا يتيح لها إضافة معلوماتٍ أخرى، أو توضيحها، أو طرح الأسئلة عند الحاجة.

● لعبة السحب من القبعة:

اكتب مجموعة متنوعة من العناصر على قصاصات ورقية وضعها في قبعة، ثمَّ اطلب من كل متعلم أن يسحب عنصراً ثمَّ يتحدث عن الرابط بينه وبين ما تعلمه في الصف، وكيف سيطبق ذلك في عمله.

● التحدِّي بين الفِرق:

اطلب من المتعلمين العمل ضمن فرق، بحيث يضع كل فريق أسئلة صعبة حول المحتوى الذي قُدِّم في أثناء التدريب؛ ثمَّ بعد أن تُتاح الفرصة لكل فريقٍ لتصميم أسئلته الخاصة، عليه أن يحاول التفوق على الفرق الأخرى من خلال طرح أسئلته عليهم.

أضف بعض القواعد والنقاط والإرشادات الأخرى لجعل هذا النشاط تنافسياً وتفاعلياً قدر الإمكان.

● المشاركة الافتراضية:

بينما تجري اجتماع فيديو عبر الإنترنت، اطلب من جميع المتعلمين الحاضرين رفع أيديهم بصورةٍ افتراضية، ثمَّ اختر أحدهم كي يشارك أحد أكثر المواضيع أو المفاهيم وضوحاً بالنسبة إليه ويتحدث عنه، ثمَّ يخفض يده بعد أن ينتهي من الإجابة، ويختار مشاركاً آخر لشرح المفهوم الذي أتقنه؛ بحيث يستمر نشاط المراجعة حتى يخفض الجميع أيديهم، وتشمل المراجعة أهم المفاهيم التي طُرِحت.

● تتابع الكلمة:

قسِّم المتعلمين ضمن مجموعات من 4 إلى 6 أشخاص، ووزعهم على غرف منفصلة؛ وبمجرد أن تصبح كل مجموعة في غرفتها المخصصة، يكون لدى كلٍّ منها وقت محدد لتحديد شيءٍ يتعلق بالمحتوى الذي جرى تناوله آنفاً لكل حرف من حروف كلمة كُتِبت عمودياً على السبورة.

على سبيل المثال: اكتب كلمة "تدريب" على السبورة، ودع المجموعات تشرح شيئاً تعلمته، بحيث يبدأ كل منهم بكل حرف من الحروف "ت، د، ر، ي، ب".

● ارسم صورة:

تُعدُّ هذه المراجعة الأفضل لدورة افتراضية تتألف من جلسات متعددة؛ ففي بداية الجلسة التالية، اطلب من المتعلمين استخدام أدوات الرسم لإنشاء صورة تمثل أكثر نصيحة أو مفهوم أو موضوع لاقى صدىً عندهم من الجلسة السابقة.

لا يُشترَط أن تكون الرسمة مثالية، حيث سيحظى كل شخص بفرصةٍ لشرح ما رسمه؛ لذا استخلص المعلومات من كل رسمة على حدة، حتى تشمل جميع المفاهيم التي قُدِّمت في الجلسة السابقة.