ربما تكون على علم بالفرق الذي يمكن للقوى العاملة المدربة تدريباً جيداً أن تُحدِثه في نجاح عملك؛ فعندما يجيد الجميع عملهم، سينجح كل شيء بصورة متناغمة، وغالباً ما تكون النتيجة تحسين الأرباح.

ليس بالضرورة أن تكون تلك القوة العاملة المدربة قد تلقَّت التعليم الرسمي خلال سنوات عديدة، فالعنصر الأساسي هو أن يؤدي كل موظف عمله بكفاءة.

يُعَدُّ استعمال التعليم الإلكتروني خياراً رائعاً للتدريب خلال العمل؛ إذ يمكن للموظفين التعلم مباشرةً أينما كانوا ومتى أرادوا. ولكن، كيف تضمن تعلُّم موظفك بنجاح مع استمرار مشاركته؟

فوائد التعلم الإلكتروني:

يُعَدُّ تدريب الموظف الجديد على عمله واحدةً من أكثر الطرائق فاعليةً لتثقيفه عن أداء المهام المختلفة ضمن دوره.

يُقدَّم التدريب عبر الإنترنت، ويمكن للمتعلم الدراسة بواسطة الحاسوب المكتبي أو الحاسوب الشخصي المحمول، أو الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، وفي أيِّ مكان يريده؛ إذ إنَّ هذا الأمر يُسهِّل على المتعلمين مراجعة المعلومات الموجودة في أجهزتهم الشخصية إذا أرادوا ذلك، كما يمكنهم مراجعة الدروس في أيِّ مكان وفي أيِّ وقت.

إنشاء تعليم إلكتروني جذاب

يكمن التحدي في جهود التعلم التي تُبذَل، في الحفاظ على مشاركة المتعلم بدرجة كافية للتقدم والتعلم من الدورة التدريبية؛ إذ يتطلب تعلُّم أيِّ شيء جديد جهداً، ولكن إذا حافظت على مشاركة المتعلمين فسوف يَعدُّون ذلك فرصةً وليست عقبةً. يجب أن تحفز دورتك التدريبية المتعلمين وتثير حماستهم بدلاً من جعلهم يشعرون بالإرهاق والارتباك.

فيما يأتي 6 نصائح للحفاظ على مشاركة المتعلمين لديك:

1. اعرف المتعلمين

يجب أن تعرف جمهورك، وتُنشِئ صورة رمزية للعميل، أو ملفاً تعريفياً مثالياً للطالب المثالي؛ بمعنى آخر، صمِّم دورتك التدريبية للمجموعة التي تُدرِّسها.

إذا كانت الدورة مخصصة لفريق المبيعات، فضع أمثلة عن طريقة التعامل مع اعتراضات العملاء، وإذا كانت الدورة تهدف إلى تعليم مندوب المبيعات طريقة إتمام عملية البيع، فضع أمثلة تتعلق بما يجب أن يفعلوه إذا واجهَتهم ظروف مختلفة.

2. حدِّد هدف التعلُّم

وضِّح القيمة التي تقدمها الدورة؛ إذ إنَّه عندما يمتلك المتعلم فكرةً واضحةً عن طريقة تحسين الدورة لجودة حياته، فسيكون أكثر اهتماماً بفهم المعلومات وحفظها واستعمالها.

نحن جميعاً نهتم بالمصلحة الذاتية؛ لذلك إذا رأى المتعلم كيف سيستفيد من المعلومات، فسيكون أكثر حرصاً على استيعابها. يجب أن يكون هدف التعلُّم أمراً مثيراً للاهتمام بالنسبة إلى المتعلم؛ إذ إنَّك لن تتمكن أبداً من إشراك المتعلمين إذا كان سبب تلقِّيهم للدورة هو القيام بالنماذج التدريبية كون المدرب يريد ذلك فحسب.

3. صمِّم دورة تفاعلية

يتعلم الناس جيداً من خلال القيام بشيء ما بطريقة عملية، وأسرع طريقة لتعلم أيِّ شيء هي التدرب على المعلومات أو التفاعل معها. يضمن إنشاء دورة تعليم إلكتروني مخصصة التفاعل؛ وذلك لأنَّ الدورة محددة ومرتبطة بمنظمتك.

على سبيل المثال: لا يهم عدد الكتب التي تقرؤها أو مقاطع الفيديو التي تشاهدها بشأن تعلُّم طريقة ركوب الدراجة، فأنت لن تعرف أبداً طريقة ركوبها حتى تصعد دراجتك وتجربها.

يمكنك حتى جعل المعلومات المجردة مفهومةً أكثر؛ على سبيل المثال: يمكنك استعمال الاختبارات لجعل المعلومات أكثر تفاعلاً، والتفكير في استعمال أسلوب المسابقات لجعل تعلُّم المواد الجديدة أكثر متعةً. يضمن إنشاء نموذج تعليم إلكتروني تفاعلي المشاركة، ويدفع المستخدم إلى إحراز المزيد من التقدم.

4. اجعل وحدات التعليم قصيرة

قسِّم المعلومات إلى أجزاء صغيرة، فهذه الطريقة السهلة تقلل الشعور بالملل. من الهام أيضاً الالتزام بفكرة التدريب بدلاً من تقديم معلومات غير ضرورية.

اترك المتعلم يشعر بأنَّه قد تعلَّم مفهوماً هاماً بعد الانتهاء من الوحدات التدريبية. بهذه الطريقة - خلال انتقاله من وحدة إلى أخرى - يمكنه الاعتماد على الأفكار التي تعلَّمها في الوحدات السابقة.

عندما يشعر الشخص أنَّه قد تعلَّم شيئاً ما، يكون لديه الدافع للاستمرار، أمَّا إذا شعر بالحيرة أو الإرهاق، فمن المحتمل أن يماطل في دراسة المواد التي يتلقاها.

5. اجعل المعلومات سهلة الفهم

يمكنك تسهيل فهم المعلومات باستعمال المؤثرات البصرية؛ مثل الرسومات ومقاطع الفيديو والصور والرسوم المتحركة.

سيجذب استعمال الوسائط المتعددة أنواعاً مختلفة من المتعلمين.

يتعلم الناس بإحدى الطرائق الثلاث:

  • يتعلم بعض الأشخاص جيداً عندما يرون المعلومات، وهؤلاء هم المتعلمون البصريون.
  • يتعلم بعض الأشخاص جيداً عندما يسمعون المعلومات، وهؤلاء هم المتعلمون السمعيون.
  • يتعلم بعض الأشخاص جيداً عندما يمكنهم التفاعل بطريقة ملموسة مع المعلومات، وهؤلاء هم المتعلمون الحسيون الحركيون.

6. استعمل نصوصاً قابلة للقراءة

سيساعدك استعمال صيغ قابلة للقراءة مثل "فليش كينكيد" (Flesch Kincaid) على تسهيل بنية الجمل والمفردات، فكلما كان من السهل على جمهورك الاطلاع على المواد المكتوبة الخاصة بك، زادت قدرتهم على تخطي دورتك التدريبية.

حتى إذا كان لدى جمهورك مؤهلات تعليمية متقدمة، فسيقدِّرون فائدة الجمل القصيرة؛ لأنَّ ذلك سيساعدهم على إدراك المفاهيم بسرعة.

 يمكن أن يكون إنشاء دورة تعليم إلكتروني جذابة أمراً سهلاً أكثر ممَّا تعتقد إذا خططت لها بالطريقة الصحيحة.