إن كنَّا قد تعلَّمنا في هذا العام أموراً جديدة، فأهمها أنَّه يجب أن نكون مستعدين للتغييرات التي تحدث في اللحظة الأخيرة؛ فقد كان على معظم شركات التدريب والمؤسسات التعليمية والأعمال التجارية، الانتقال إلى التعليم الافتراضي خلال وقت قصير، ومع ذلك، فقد قرر معظمهم الاستمرار في بيئة التعلُّم الافتراضية الخاصة بهم لتلبية احتياجاتهم التدريبية.

ولكن ما هي أفضل الممارسات لبيئة تعليم افتراضية ناجحة؟

التحديات المرتبطة بالتعليم الافتراضي

لقد أدى تطبيق التعليم الافتراضي إلى ظهور بعض التحديات الجديدة للمدربين، والتي لم يجربوها من قبل، والتحديات الأكثر شيوعاً هي: عدم وجود تفاعل فردي مع الطلاب، وصعوبة التركيز مع الكثير من الأشخاص في الشاشة، ناهيك عن التكنولوجيا غير المألوفة، والانعزال، وصعوبة إدارة الوقت، وعدم القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا، وصعوبة تعلُّم طرائق استعمال التكنولوجيا الجديدة.

ومع ذلك، يمكن الحد من هذه المشكلات من خلال وضع خطة تدريب مناسبة، والعمل مع مدرب افتراضي ذي خبرة جيدة أو مساعد افتراضي مناسب.

لإنشاء بيئة تعليم افتراضية ناجحة، يجب على المدرب توفير تجربة تعليمية تحافظ على تفاعل الطلاب وتواصلهم ودعمهم وتقديرهم، وسواءً كان المتعلمون موجودين في فصول دراسية فعلية أم يتعلمون عن بُعد، يجب على المدربين تطبيق الإدارة الفعَّالة للتعليم لتحقيق بيئة منتجة وناجحة.

نقدم إليك فيما يلي بعض الطرائق التي تجعل الطلاب يشعرون بالتحفيز، والتي يجب أن تضعها في الحسبان عند تصميم جلسة تعليم افتراضي:

● تهيئة الظروف المناسبة للتعليم الافتراضي

إذا كان من المتوقع أن يُعِدَّ المدرب جلسة تعليم افتراضي خاصة به على منصتك، فيجب التأكد من أنَّه يمتلك الامتيازات الإدارية، ويمكنه إرسال رسائل البريد الإلكتروني للتذكير، بالإضافة إلى المرفقات أو جداول المواعيد.

إذا كانت المنظمة تستخدم نظام إدارة التعلُّم (LMS)، فمن غير المحتمل أن تُعدَّ الدورة التدريبية الخاصة بها ضمن بيئة الشركة، وعلى الرغم من ذلك، يجب أن تتوقع أن يكون لدى المدرب الافتراضي المحترف أسماء الدورات والعناوين والتوصيفات والمواد اللازمة لمرحلة ما قبل العمل، فضلاً عن مواد التعليم والملخصات والإرشادات المطلوبة للمشاركين لبدء التعليم بنجاح، فيمكن للمسؤول عن نظام إدارة التعلُّم (LMS) تحميل ذلك بسهولة باستعمال المبادئ التوجيهية للمنظمة.

● الاختبار

قد تكون هذه الخطوة هي الأكثر أهميةً؛ إذ يجب على المدرب الافتراضي اختبار أدواته مسبقاً عند إعداد جلسة التدريب الافتراضية، ويتضمن ذلك الفيديوهات والأصوات والعرض التقديمي وطرائق التواصل، ويجب التحقق من ذلك في وقت وموقع مشابهين للحدث الحقيقي؛ وذلك قبل أيام عدة، للتأكد من أنَّ كل شيء على ما يرام، وضمان أنَّ الاتصال عبر الإنترنت لا يوجد فيه أيُّ مشكلة.

يجب أن يطلب المدرب أيضاً من المتعلمين التحقق من إمكانية وصولهم قبل (10-15) دقيقةً من الاتصال، وبهذه الطريقة، ستضمن بدء التدريب من دون الحاجة إلى وجود دعم من خبراء تكنولوجيا المعلومات، فقد يرغب المدرب في تقديم إرشادات تشغيل الفيديو قبل أن يبدأ الفصل فعلياً للمشاركين الذين ليسوا على علم بالتكنولوجيا.

يجب على المدرب أيضاً اختبار الاتصال وسرعة الإنترنت وشبكة الإنترنت، ويجب على الجميع التأكد من أنَّ سماعات الرأس والميكروفونات وكاميرات الفيديو الخاصة بهم تعمل بشكل صحيح، ثم إنَّها لفكرة جيدة أن يكون لدى المدرب خطة احتياطية وضعها ورتَّبها مع مساعد افتراضي، أو مسؤول نظام إدارة التعلُّم، أو أيِّ شخص يقدم الدعم في حالة حدوث تأخير أو فقدان الاتصال بالإنترنت.

يجب أن ينصح المدرب الطلاب بالتحقق من إعدادات المتصفح الخاص بهم لضمان الوصول إلى كل من الفيديو والميكروفون، ولإكمال عملية الإعداد والاختبار، يجب على المتعلم تأكيد اتصاله بالإنترنت وأنَّه في مكان ملائم وهادئ.

● لغة الجسد

تشير الدراسات إلى أنَّك تمتلك حوالي عشراً من الثانية لتكوين الانطباع الأول، وهذا لا يختلف بالنسبة إلى المدرب الافتراضي، فمن الهام أن يظهر مدربك بصورة القائد المحترف واسع المعرفة، الذي سيجذب انتباه الفريق من خلال محتوى يستحق وقتهم، وعلى الرغم من أنَّ التدريب يجري افتراضياً، إلا أنَّه يجب على المدرب أن يظهر بملابس العمل المناسبة للجمهور والموضوع.

● وضع التوقعات

عند إنشاء بيئة تعليم افتراضية ناجحة، يجب على الطلاب متابعة العملية والاستمرار في المشاركة؛ إذ يجب عليك توضيح الأمور المتوقعة منهم، والفائدة التي سيحصلون عليها من التجربة، ومن الجيد استعمال الأدوات الموجودة في نظام التعلُّم الأساسي الخاص بك، مثل رفع الأيدي أو الرموز التعبيرية أو ميزة الدردشة لجذب الانتباه أو الإدلاء بالتعليقات أو طرح الأسئلة عند الضرورة من دون حدوث إرباك في المناقشة.