لقد أدَّى التركيز على تطوير القادة إلى تحقيق مكاسب كبيرة للمؤسسات في عدد من القطاعات؛ إذ أظهرت الأبحاث أنَّ التدريب على القيادة في الشركات يؤدي إلى تحسين الثقافة التنظيمية وتعزيز اندماج الموظفين ونتائج الأعمال عموماً.

قد يؤدي التعلُّم الإلكتروني دوراً محوريَّاً عند إجراء تدريب لتطوير القادة؛ لذا تابع قراءة مقالتنا لاستكشاف بعض الموضوعات الرئيسة المرتبطة بالتدريب على القيادة، واكتساب أفكار ثاقبة لإنشاء تدريب على القيادة عبر الإنترنت.

ما هو التدريب على القيادة؟

التدريب على القيادة هو شكل من أشكال برامج التعلُّم المصمَّمة لتعليم الفِرق الكفاءات الضرورية لقيادة المشاريع، فالنطاق المتنوع للتدريب على القيادة في الشركات يتيح تقديمه للجميع، بدءاً من المشرفين والمديرين الحاليين ووصولاً إلى الموظفين من المستويات الأدنى الذين أظهروا إمكانات قيادية.

قد يطور المتدربون عدداً من المهارات الأساسية، مثل المهارات الناعمة، مثل التواصل وتفويض المهام، إضافة إلى مزيد من المهارات التقنية، مثل تحليل البيانات وإدارة المشاريع.

يشيع استخدام التدريب على القيادة من خلال التعلُّم الإلكتروني لتدريب كل من الفِرق التي تعمل عن بُعد وتلك التي تعمل في الشركة، وقد يشكل أيضاً جزءاً من برنامج التعلُّم المدمج.

ما هي فوائد التدريب على القيادة؟

1. انخفاض معدل دوران العمالة:

يُعَدُّ سوء الإدارة والقيادة من بين أكثر الأسباب شيوعاً لارتفاع معدل دوران العمالة؛ لذا فإنَّ الاستثمار في تطوير القادة هو استثمار غير مباشر في الفريق بأكمله؛ إذ يمكن للقادة الذين يعرفون كيفية تحفيز أفراد فريقهم والتعاطف معهم، توفير الموارد والوقت للشركة من خلال تقليل معدل دوران العمالة.

2. اتخاذ قرارات أفضل:

يستعد القادة الذين تلقُّوا تدريباً فعالاً استعداداً أفضل للتعامل مع القضايا الصعبة؛ إذ يتمتع القادة بالثقة التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرارات عمل استراتيجية وتحمُّل مسؤولية نتائجهم، وهذا يؤدي بدوره إلى تحسين أرباح المنظمة.

3. تعزيز التواصل والتعاون:

تبدأ أقوى التغييرات من الأعلى؛ إذ يساعد التدريب على القيادة على بناء مهارات التواصل والتعاون بين الأقسام، الأمر الذي سيُحدِث تأثيراً إيجابياً تدريجياً في جميع أقسام الشركة؛ إذ يقدِّم القادة أفكاراً جديدة لتحسين التواصل وتعزيز العمل الجماعي.

4. تشجيع استقلال القوى العاملة:

تفويض المهام هو مهارة أساسية أخرى يطورها المتدربون في أثناء التدريب على القيادة، فالقادة الناجحون لا يقومون بالعمل بدلاً من فِرقهم؛ بل يسهِّلون عليهم القيام به بأفضل ما لديهم من قدرات؛ إذ تمكِّن مهارات تفويض المهام الفعالة أعضاء الفريق من تحمُّل مسؤولية عملهم.

ما هي أهمية التدريب على القيادة للشركات؟

التدريب على القيادة هام للشركات لأسباب عدة، فمن ناحية، تقتضي أهمية القادة عدم إمكانية تجاهل تطورهم، فنجاح العمل من نجاح القادة؛ لذا يساعد التدريب على تطوير الكفاءات التي يحتاجون إليها.

في كثير من الأحيان، يركز "التعلُّم والتطوير" (L&D) على تطوير الأشخاص الذين يشغلون مناصب صغيرة، ولكنَّ القادة وكبار أعضاء الفريق يحتاجون إلى نفس القدر من الاهتمام.

كما أنَّ تدريب القادة ضروري لتحسين الروح المعنوية، فالقادة مسؤولون عن إنشاء بيئة عمل إيجابية وإلهام الموظفين، وقد تؤدي الاستفادة من هذه المهارات إلى زيادة الإنتاجية بسبب التركيز على التحفيز وتطوير الموظفين.

من خلال الاستثمار في التدريب على القيادة، ترسل الشركات رسالة إلى المؤسسة بأكملها مفادها أنَّ للتطوير المهني قيمة كبيرة، فقد يؤدي الالتزام الواضح بمساعدة الموظفين إلى إنشاء ثقافة تشجِّع التعلُّم المستمر والتحسين.

يُعَدُّ التدريب على القيادة فعالاً أيضاً لتحسين صافي أرباح الشركة، فمع ترؤس قادة أقوياء الشركة، يمكنك توقُّع نتائج وأداء عام أفضل، وعادةً ما ينخفض معدل دوران العمالة ويزداد الاندماج ورضى العملاء في الشركات التي يترأسها قادة أقوياء؛ إذ تسهم جميع هذه الأمور في تعزيز الأرباح.

أنواع التدريب على القيادة:

تختلف أنواع القيادة التي ينجح بعضها في مواقف، لكن قد لا تكون فعالة في حالات أخرى، وللتعامل مع ذلك، توجد مجموعة متنوعة من أنواع التدريب على القيادة، ومن المنطقي أن يختلف التدريب في الشركات الناشئة عنه في الشركات متعددة الجنسيات مثلاً.

إليك فيما يأتي بعض الأمثلة عن التدريب على القيادة بناءً على مجالات العمل ومستويات الخبرة والمواقف المختلفة.

1. تدريب القائد الجديد:

يساعد هذا النوع من التدريب على إعداد القادة الجدد وتوفير الكفاءات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح، فعادةً يتناول هذا التدريب موضوعات مثل حل النزاعات وكيفية قياس الأداء، إضافة إلى مزيد من المهارات التقنية ذات الصلة بمجال العمل، كما يُعَدُّ بمنزلة مقدِّمة للثقافة الشاملة للقيادة والبنية الخاصة بالأعمال التجارية.

2. تدريب القادة التنفيذيين:

من المرجح أن يخضع المديرون التنفيذيون من المستوى المتوسط، والمستعدون لتسلُّم منصب قيادي لهذا النوع من التدريب، الذي يشمل تطوير مهارات مثل التفاوض واتخاذ القرارات والقيادة الاستراتيجية.

3. تدريب القادة في مجال الضيافة:

يواجه القادة في مجال الضيافة عادةً عملاء قد يتصرفون بغرابة، ومعدل دوران عمالة مرتفعاً، وعقبات مرتبطة ببيئة العمل سريعة التغير؛ لذا يُعَدُّ التدريب الفعال على القيادة أمراً ضرورياً للتغلب على هذه العقبات، وللمهارات الناعمة أهمية كبيرة هنا؛ إذ تُعَدُّ مهارات التواصل والتعاطف واتخاذ القرارات هامة للغاية للنجاح في هذا المنصب.

4. تدريب القادة في مجال الرعاية الصحية:

في مجال يقتضي اتخاذ قرارات مصيرية يومياً، يُعَدُّ التدريب على القيادة أساسياً للتعامل مع مستويات عالية من الضغط؛ إذ تتطلب قيادة فريق الرعاية الصحية مهارات عدة، مثل التفكير النقدي ووضع الاستراتيجيات واتخاذ القرارات والتواصل.

5. تدريب القادة في المنظمات غير الربحية:

المساهمات التطوعية هي أساس المنظمات غير الربحية، وعلى هذا فهي بيئة بطيئة النمو، ويحتاج القادة فيها إلى تحقيق أقصى قدر من التغيير والتأثير مع تحفيز الفريق الذي يعمل بدافع الشغف وليس المال، ولذلك يركز التدريب تركيزاً كبيراً على مهارات التحفيز، إضافة إلى المهارات التقنية المتعلقة ببناء رأس المال.

ما هي الأدوات اللازمة لبناء برامج التعلُّم الإلكتروني لتنمية المهارات القيادية؟

إذا كنت ترغب بإنشاء برنامج تدريب قيادي إلكتروني، فستحتاج إلى أداتي تدريب؛ أولاهما نظام فعال لإدارة التعلُّم، وذلك لتتبُّع النتائج وتقديم المحتوى، والثانية أداة لتأليف المحتوى، لكن بالنسبة إلى نموذج التعلُّم المدمج، يمكنك إضافة أداة لإجراء مؤتمرات الفيديو إلى قائمتك؛ إذ توجد أدوات عدة ذات جودة عالية متوفرة تمكِّنك من استضافة ندوات عبر الإنترنت واجتماعات شخصية، وذلك بالتكامل مع نظام إدارة التعلُّم.

كيفية إنشاء برنامج تدريبي على القيادة عبر الإنترنت:

إنشاء تدريب على القيادة عبر التعلُّم الإلكتروني ليس بالأمر الصعب كما قد يبدو، فكما هو الحال مع دورات التعلُّم الإلكتروني المعتادة، فإنَّ تصميم التدريب يستلزم بضع خطوات واضحة، سنحددها فيما يأتي.

1. تحديد الأهداف والغايات:

يُجمِع جميع متخصصي التعلُّم والتطوير أنَّ الأهداف الواضحة هي أساس التدريب الناجح، فتحديد أهداف التعلُّم وغاياته يوجه محتوى التدريب، إلى جانب تحديد الأسباب التي تدفع المتدربين إلى تلقِّي التدريب.

أحد الأمثلة عن برنامج تطوير القيادة عبر الإنترنت الذي يجسد ذلك هو نموذج القيادة الخاصة بشركة "ديلتك" (Deltek)، فقبل إنشاء برنامجهم، حددوا هدف وغايات تطوير القادة، إلى جانب إنشاء برامج فرعية مصممة لتحقيق كل خطوة مختلفة؛ إذ يتم إنشاء كل مرحلة مع وضع الهدف الشامل في الحسبان.

2. إنشاء مخطط البرنامج التدريبي:

بعد تحديد الأهداف، الخطوة التالية هي التخطيط للبرنامج؛ إذ يتعلق الأمر بالهدف الأساسي في هذه المرحلة، مع التركيز على موضوعات التدريب على القيادة التي ستتطرق إليها وطريقة ربطها معاً؛ لذا تأكد من التركيز على أهدافك خلال هذا الجزء من العملية، فكل نشاط تختاره له ارتباط جوهري بأهدافك.

3. تأليف محتوى التدريب:

أياً كانت وحدات التدريب التي خططت لها، يجب عليك تنفيذها بمساعدة أداة تأليف؛ إذ تتيح أداة التأليف للمستخدمين إنشاء دورات تدريبية للقيادة عبر الإنترنت، مع إنشاء وحدات، مثل الاختبارات والنشاطات التفاعلية والندوات عبر الإنترنت والتعلُّم المصغر وغير ذلك.

4. تقديم التدريب باستخدام نظام إدارة التعلُّم:

بعد التخطيط لمحتوى التدريب على القيادة وإنشائه، حان وقت إطلاقه؛ لذا يُعَدُّ استخدام نظام إدارة التعلُّم أسهل طريقة لتقديم المحتوى إلى القوى العاملة، وباستخدام نظام إدارة التعلُّم، يمكنك ببساطة تحميل محتوى الدورة التدريبية وإتاحته بسلاسة للموظفين على جميع الأجهزة.

5. قياس النتائج:

الخطوة الأخيرة هي تقييم نجاح الدورة، والتأكد مما إذا كان يجب عليك إجراء تغييرات أو تعديلات لتحسين التدريب في المرة القادمة.