قد يكون تحقيق التوازن بين العمل والحياة المهنية أمراً صعباً، وتزداد الصعوبة إذا كنت تعمل في وظيفة بدوام كامل وتسعى إلى تطوير نفسك مهنياً، لكن لحسن الحظ، يُتيح لك التعلم عبر الإنترنت إدراج التعلم في جدولك الزمني دون التأثير في الجودة، وإليك نظرة عامة حول التعلم عبر الإنترنت، وأربع فوائد للموظفين، والمخاوف الشائعة بشأنه، وكيفية اختيار أفضل دورة تدريبية لك على الإنترنت.

ما هو التعلم عبر الإنترنت؟

هو تقديم المحتوى التعليمي عبر القنوات الرقمية، وقد اكتسب شعبية واسعة بوصفه وسيلة لبناء المعرفة والمهارات بمزيد من المرونة بعد أن حلَّ محل التعلُّم المباشر في أثناء جائحة "كوفيد-19" (COVID-19).

قد تختلف تجربتك حسب الدورة التي تسجل فيها بناءً على:

  1. عدد المتعلمين.
  2. التكلفة.
  3. المدة.
  4. مصداقية المعلم.
  5. فرص التفاعل بين المتعلمين.
  6. قدرة المحتوى على إدماج المتعلمين وسهولة تطبيقه.

4 فوائد يكتسبها الموظفون من التعلم عبر الإنترنت:

قد يكون التعلم عبر الإنترنت جذاباً، وتحديداً إذا كنت موظفاً وتسعى إلى رفع مستوى مهاراتك المهنية وكان جدول عملك مزدحماً؛ لذا إليك أربع فوائد للتعلم عبر الإنترنت:

1.  تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية:

الموازنة بين العمل، والمسؤوليات المنزلية، والتطوير المهني، والنشاطات الاجتماعية، والراحة، أمر صعب، ولكنَّه بالغ الأهمية، ومن الصعوبة بمكان حضور الدروس في مواعيدها عندما تكون لديك وظيفة مضنية ومسؤوليات والتزامات عليك الوفاء بها؛ إذ تتيح لك دورات تدريبية عدة عبر الإنترنت التعلم حسب وتيرتك الخاصة للوفاء بالمواعيد النهائية، وهذا ما يُسهِّل عليك إدراج التعلم في جدولك الزمني، بحيث تستطيع إكمال الدروس في الصباح قبل العمل، أو إنهاء المهام بعد نوم أطفالك.

إذاً، في حين أنَّ التعلم المباشر يتطلب منك الذهاب إلى مكان الدورة في وقت محدد، يتيح لك التعلم عبر الإنترنت الدراسة حسب جدولك المتغير، وهذا ما يؤدي إلى تحقيق توازن أكبر بين حياتك المهنية والشخصية.

2.  تعزيز المهارات لاستلام مناصب والحصول على ترقيات جديدة:

لا تأتي مرونة التعلم عبر الإنترنت على حساب جودته؛ إذ تُهيِّئك الدورة التدريبية للتقدم في حياتك المهنية داخل مؤسستك أو في أي مكان آخر، وإذا كنت تطمح أن تكون مديراً أو قائداً في المنظمة التي تعمل بها، تُوفِّر لك دورة في القيادة أو الإدارة المهارات التي تساعدك على:

  • تطوير أسلوبك الشخصي في القيادة.
  • إدارة الظروف لتحسين أداء الفريق.
  • اتخاذ قرارات استراتيجية.
  • التأثير في العمليات والثقافة لإخراج أفضل ما في موظفيك.

تساعدك الدورة التدريبية عبر الإنترنت أيضاً على صقل مهاراتك في وضع الاستراتيجيات والتمويل والمحاسبة والأعمال المفيدة للمجتمع، وسواء كنت ترغب في الارتقاء بمستواك في مجال عملك أم تريد تغيير مجال عملك، سوف تكتسب المهارات في أثناء العمل بدوام كامل.

3.  زيادة الراتب أو المكافآت:

لا تُوفِّر الدورة التدريبية عبر الإنترنت مهارات وفرصاً وظيفية جديدة فحسب؛ بل تزيد فرصك في الحصول على مكاسب مادية أيضاً؛ وذلك لأنَّ التسجيل في دورة تدريبية عبر الإنترنت حول موضوع معين تريد أن تتطور فيه، يُظهِر لمديرك أنَّك ملتزم بالتطور المهني، وأنَّه ستكون لديك المهارات اللازمة لتحمُّل المزيد من المسؤولية بعد الانتهاء من الدورة التدريبية.

4.  التعرُّف إلى مهنيين طموحين:

غالباً ما يغفل الناس عن إحدى فوائد الدورات التدريبية عبر الإنترنت المتمثلة في تعرُّفك إلى مهنيين ملتزمين بالتعلم طوال الحياة، بينما لا تُوفِّر جميع الدورات التدريبية عبر الإنترنت فرصة للتفاعل بين المتعلمين، إلا أنَّ بعضها يوفر هذه الفرصة؛ لذا احرص على استكشاف الخيارات التي تقدمها الدورة التدريبية للتفاعل بين المتعلمين قبل بدئها وفي أثنائها وبعد انتهائها.

في أثناء الدورة التدريبية، يوفر بناء العلاقات مع زملائك المتعلمين عبر الإنترنت الدعم والتحفيز والإلهام، وبعد انتهاء الدورة، تكون لديك شبكة من محترفي الأعمال الذين تتواصل معهم للحصول على المشورة بشأن مشكلات العمل وفرص العمل والصداقة.

مخاوف عامة للموظفين تتعلق بالتعلم عبر الإنترنت:

إذا كنت قلقاً بشأن ما إذا كانت الدورة التدريبية عبر الإنترنت هي الاختيار الصحيح، ففكر في الإجراءات الآتية التي قد تتخذها:

1. إذا كنت قلقاً بشأن الالتزام بوقت البرنامج:

انظر إلى جدولك الأسبوعي، وخصِّص وقتاً للدروس يتوافق مع دوامك في الوظيفة والالتزامات الدائمة، دون الحاجة إلى الذهاب إلى مكان الدورة أو حضور الدروس في وقت محدد، واختر أنسب وقت لك، وبعد تحديد الوقت المتاح لك للدراسة كل أسبوع، قارن ذلك بمتطلبات الدورة التدريبية.

على سبيل المثال، تتطلب دورة استراتيجية العمل 5-6 ساعات في الأسبوع على مدار 7 أسابيع، فهل الوقت المتاح لك للدراسة يتوافق مع متطلبات الدورة؟ إذا كان الأمر كذلك، فخصِّص هذه الأوقات في جدولك الزمني، وأما إذا كانت الدورة لا تتناسب مع جدولك الزمني، ففكر في دورة ذات متطلبات زمنية تناسبك، أو أعد ترتيب الالتزامات الأخرى، أو خطط لإعادة التقييم في تاريخ لاحق.

2. إذا كنت قلقاً بشأن تكلفة البرنامج:

استكشف ما إذا كان رب العمل يقدم تعويضاً عن التطور المهني، فإذا كان الأمر كذلك، فقدم لمديرك سبب فائدة الدورة لك ولفريقك، وأخبره أنَّ اكتساب هذه المهارات سيكون مصدر قوة لمؤسستك، على سبيل المثال، قد يساعدك الالتحاق بدورة تدريبية في الإدارة على تشجيع موظفيك على تقديم أفضل أداء لديهم، وهذا يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتحقيق الأهداف.

3. إذا كنت قلقاً بشأن ما إذا كان رب العمل يأخذ الدورات التدريبية عبر الإنترنت على محمل الجد:

انظر إلى بيانات نتائج الدورات السابقة، وما إذا كان المتعلمون قد حصلوا على ترقيات أو زيادات على الراتب أو غيَّروا مسارهم المهني بعد إكمالها، وعند إدراج دورة تدريبية عبر الإنترنت في سيرتك الذاتية، اذكر المهارات التي اكتسبتَها منها واشرحها بالتفصيل، فقد لا يعرف أرباب العمل المهارات القابلة للتطبيق التي اكتسبتَها بمجرد قراءة اسم الدورة، وإذا أسفرَت الدورة التدريبية عن نتائج إيجابية وكنتَ واضحاً بشأن المهارات التي اكتسبتَها، فستجد أنَّ أرباب العمل سيتعاملون مع الدورات التدريبية عبر الإنترنت بجدية.

4. إذا كنت قلقاً بشأن ما إذا كان البرنامج يستحق وقتك:

ابحث عن عائد الاستثمار من الدورة، وفكر في الفرص التي تجلبها مهاراتك المكتسَبة حديثاً، فإذا كانت هذه الفرص متوافقة مع أهدافك، فهذا يعني أنَّ الدورة تستحق وقتك.

في الختام: كيف تجد أنسب برنامج لك على الإنترنت؟

أنسب برنامج على الإنترنت للموظفين هو ذلك الذي يتوافق مع أهدافك المهنية وظروفك الشخصية؛ لذا قيِّم أهدافك، والوقت المتاح لديك، والفائدة من الدورة التدريبية عبر الإنترنت، ثم استكشف الخيارات للعثور على أفضل ما يناسبك.