شهد قطاع التدريب تغييرات جذرية في الآونة الأخيرة نتيجة التطورات التكنولوجية من جهة وتغيُّر الأوضاع على مستوى العالم من جهة ثانية؛ إذ يجمع نموذج التدريب الهجين ما بين الإجراءات على أرض الواقع وعبر الإنترنت؛ لذا يبحث المقال في الفرص والتحديات التي قدَّمتها البيئة الهجينة، إضافة إلى الطرائق التي يستخدمها خبراء التدريب حول العالم لتحسين تجربة المتدرب.

8 خطوات لزيادة فاعلية التدريب في البيئة الهجينة:

1. التنويع في وسائل وأساليب التدريب:

تتيح البيئة الهجينة للمتدربين إمكانية اختيار أسلوب التدريب الذي يتوافق مع احتياجاتهم، فقد يفضِّل بعض الناس التدريب التفاعلي على أرض الواقع والتجارب التطبيقية، في حين يميل آخرون إلى التدريبات عبر الإنترنت نظراً لتوفُّرها وسهولة الوصول إليها وفق الظروف الزمانية والمكانية المناسبة للمتدرب.

يجب تأمين نظام يتيح إمكانية التنقل بين هذه الوسائل والبيئات بسلاسة ومرونة من أجل تحسين تجربة المتدرب، ويكمن الحل في استخدام "أنظمة إدارة التعلم" (LMS) إلى جانب الأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل تقديم المحتوى بطريقة تفاعلية وممتعة في كل من البيئات الافتراضية والواقعية معاً.

2. تطبيق تقنيات التعلم والتعاون الفعال:

يعتمد نموذج التدريب الهجين على التعاون والتعلم الفعال، إضافة إلى تخطِّي أساليب التدريس التقليدية التي تقوم على تلقين المحاضرات؛ إذ تركز جلسات التدريب على أرض الواقع على التفاعلات بين الأقران والنقاشات الجماعية ونشاطات حل المشكلات، في حين تتيح المنصات الافتراضية إمكانية تقسيم المتدربين إلى مجموعات جزئية وإجراء اختبارات تفاعلية ومشاريع جماعية.

يؤدي دمج العناصر والوسائل الافتراضية مع نظيرتها الواقعية إلى إنشاء بيئة تدريب متكاملة تشجع على التفكير النقدي والعمل بروح الفريق الواحد، فضلاً عن دورها في مساعدة المتدربين على الاحتفاظ بالمعلومات المكتسَبة على الأمد الطويل.

3. تخصيص تجارب التدريب:

تكمن إحدى الفوائد الرئيسة للتدريب الهجين في إمكانية تصميم برامج مخصصة للاحتياجات الفردية، فيمكن الاستفادة من الدراسات التحليلية لبيانات المتدربين وتقييمات البرنامج في تحديد قدرات وإمكانات المشاركين، واحتياجاتهم التدريبية، وأساليب التعلم المفضلة عندهم، ويتم بعد ذلك استثمار هذه المعلومات في إعداد برامج مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات معينة لدى المتدربين، مع الحرص على ضمان التفاعل والمشاركة وإتقان موضوع التدريب.

4. الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تقديم التعليم الغامر:

تؤدي التكنولوجيا الحديثة دوراً بارزاً في إجراء تجارب تعليم غامر في البيئة الهجينة؛ إذ يتيح كل من "الواقع الافتراضي" (VR)، و"الواقع المعزز" (AR) للمتدربين إمكانية المشاركة في تجارب افتراضية تحاكي الواقع، وإجراء تطبيقات عملية في بيئة آمنة ومضبوطة، فضلاً عن دور محتوى الوسائط المتعددة، و"التلعيب" (gamification)، والمحاكاة التفاعلية في إضفاء عنصر المتعة على التدريب، وزيادة فاعليته، وتعزيز حماسة المتدرب وقدرته على الاحتفاظ بالمعلومات على الأمد الطويل.

5. تعزيز التواصل وتقديم الدعم:

التواصل الفعال ضروري لنجاح التدريب في البيئة الهجينة؛ إذ يساعد التواصل الواضح بين المدرِّب والمتدربين على تحديد الالتزامات والنتائج المتوقعة من التدريب، ومشاركة المستجدات، والتعامل مع التحديات الطارئة، ولا سيما عندما يكون هذا التواصل متاحاً عند الحاجة، وتزداد فاعلية التدريب عند تأمين بيئة تتيح إمكانية التواصل بين المدرب والمتدربين، وتقديم المصادر والمواد اللازمة لنجاح البرنامج عبر "نظام إدارة تعلُّم" مناسب.

6. إجراء تقييمات دورية وتقديم تغذية راجعة منتظمة:

يجب إجراء تقييمات دورية وتقديم تغذية راجعة منتظمة من أجل تقدير مدى تقدُّم المتدرِّب وفاعلية برنامج التدريب، ويمكن استخدام "التقييمات التكوينية" (Formative assessments) في مختلف مراحل التدريب من أجل تقييم مستوى استيعاب المشاركين وتحديد الاحتياجات التدريبية، كما يجب الحصول على تغذية راجعة دورية من كل من المدربين والمتدربين من أجل إجراء التعديلات اللازمة على البرنامج وضمان تحقيق أهداف التدريب.

7. قبول الاختلاف والتنوع:

يتيح نموذج التدريب الهجين إمكانية الوصول إلى قاعدة جماهيرية كبيرة ومتنوعة من كافة أصقاع العالم؛ إذ يحتاج خبراء التدريب إلى تأمين بيئة تدعم التنوع والاختلاف وتشجع على الوعي الثقافي وقبول الآخر، ويمكن تعزيز شعور الانتماء عند المتدربين وإثراء تجربة التدريب عن طريق تأمين المواد والمصادر بأكثر من لغة، وإرفاق مقاطع الفيديو بترجماتها، ومراعاة مختلف وجهات النظر الثقافية.

8. مراعاة التغير في الاحتياجات والتوجهات السائدة:

تتغير بيئة التدريب الهجينة باستمرار استجابةً للتطورات التكنولوجية وتغيُّر أنماط وأساليب التعلم التي يفضلها المتدربون، إضافة إلى الأوضاع والأحداث التي تجري في العالم، فيجب أن يكون المدرِّب مستعداً لمواكبة مستجدات وتوجهات قطاع التدريب عن طريق إجراء تقييمات دورية لفاعلية برامج التدريب، وطلب التغذية الراجعة من المتدربين، ومواكبة التطورات في التكنولوجيا والمناهج التربوية، وتتيح هذه الإجراءات للمدرب إمكانية تطوير برامجه وأساليبه مع الزمن وتقديم تجارب تدريب مبتكَرة.

اختيار أساليب التدريب:

فيما يأتي مجموعة من التوجيهات التي قد تساعدك على اختيار أساليب تقديم المحتوى التي تناسب الاحتياجات التدريبية:

الجلسات المباشرة

التدريب الموجَّه

التدريب الذاتي

الجانب

دراسة موضوع التدريب عن طريق التسجيل في الدورات التدريبية التي يجريها الخبراء.

دراسة موضوع التدريب ذاتياً مع الاستعانة بالخبراء عند الحاجة إلى توضيح فكرة معينة.

دراسة موضوع التدريب ذاتياً دون الاستعانة بمدرِّب أو موجِّه؛ وإنَّما عن طريق استخدام المواد والمصادر المتوفرة.

شخصية المتدرِّب

الشخص القادر على التحكم في جدول أعماله وتخصيص مزيد من الوقت للتدريب.

الشخص القادر على تنظيم وقته والاستفادة من أوقات الفراغ التي تتاح له بين التزاماته الأخرى.

الفرد العامل وفق جدول أعمال ثابت لا يتيح له إمكانية تخصيص الوقت لحضور الدروس المباشرة.

الفئة التي يناسبها أسلوب التدريب

يجري وفق برنامج مواعيد ثابت، ويتم عن طريق التفاعل مع الخبراء والزملاء ضمن بيئة التدريب في الزمن الحقيقي، مع إمكانية تلقِّي الدعم والمساعدة خارج أوقات التدريب.

يتسم بالمرونة، كما أنَّه يجري بالسرعة التي تناسب المتدرِّب وبشكل ذاتي في معظم مراحله، وهو يقتضي طلب مساعدة المدرِّب عند الحاجة إلى الاستفسار عن أفكار معينة.

يتسم بالمرونة والاستقلالية، كما أنَّه يجري بالسرعة التي تناسب المتدرِّب دون تلقِّي مساعدة الخبراء، لهذا السبب قد يحتاج المتدرِّب إلى وقت أطول لاستيعاب الأفكار.

طريقة/ سرعة التدريب

متاح وفق جدول مواعيد ثابت مع الحاجة لتوفير الاتصال بالإنترنت.

متاح في جميع الأوقات وفي كل مكان بشرط توفُّر إمكانية الاتصال بالإنترنت.

متاح في جميع الأوقات وفي كل مكان بشرط توفُّر إمكانية الاتصال بالإنترنت.

إمكانية الوصول

 

في الختام:

تتيح البيئة الهجينة إمكانية إجراء تدريبات ممتعة وفعالة وشاملة؛ إذ يؤدي توفُّر المرونة والتكنولوجيا وفرص التطوير المستمر وإمكانية تخصيص البرنامج وفق الاحتياجات الفردية إلى تقديم تجربة مثالية تتسم بالفاعلية المطلوبة؛ لذا يجب الاستفادة من نموذج التدريب الهجين في تزويد المتدربين بالمهارات والقدرات اللازمة لتحقيق النجاح في العصر الحديث الذي يتسم بالتغير المتسارع.