8 استراتيجيات لإنشاء زر دعوة للعمل (Call-to-Action) (الجزء الأول)

"اشترك"، "اشتر الآن"، "احصل على مزيد من المعلومات"

لن تؤدي غالباً أي من عبارات الدعوة للعمل (Call-to-Action) هذه إلى النتيجة المرجوة؛ لأنَّ الجمهور المستهدف بات يمتلك معلومات عن هذه الأمور أكثر من أي وقت مضى.، فإذا أردت معرفة كيفية إنشاء عبارة دعوة للعمل فعالة تحث المستخدمين على اتخاذ إجراء، وتستقطب الجمهور وتثقِّفه، وتزيد معدل تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين، فستفيدك هذه المقالة بأجزائها الثلاث.

أحد الأسباب الرئيسة وراء عدم تحول العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين في معظم صفحات الهبوط وصفحات المبيعات هو إضافة عبارات دعوة للعمل ضعيفة، لا تحث الجمهور على النقر عليها.

تختلف رسائل الدعوة للعمل عن بعضها، ولا يستخدم معظم المسوقين الرقميين الذين يعملون لصالح شركات تقدم خدماتها لشركات أخرى (B2B) عبارات دعوة للعمل فعالة لاستقطاب عملاء مثاليين، والأسوأ من ذلك أنَّ البعض لا يستخدمها على الإطلاق. وفقاً لشركة "سمول بيزنس تريندز" (Small Business Trends)، لا تتضمن 70% من مواقع الشركات التي تقدم خدماتها لشركات أخرى زر دعوة للعمل.

8 استراتيجيات لإنشاء زر دعوة للعمل:

لا تتردد في إنشاء عبارة دعوة للعمل، فهذا هو الوقت المناسب لحث الزائرين على اتخاذ قرارات بسيطة وفعالة تؤدي إلى تعزيز معدل تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين، وتعزز مكانة شركتك. بالطبع، إنشاء عبارة دعوة للعمل كهذه ليس بالأمر السهل، فهناك فرق دقيق بين إقناع المستخدمين بالنقر على زر الدعوة وبين الإلحاح المستمر عليهم.

لذا، جمعنا لك 8 استراتيجيات لإنشاء زر دعوة للعمل، والتي سنستعرضها في مقالتنا بأجزائها الثلاثة.

1. تقديم نسخة مجانية تجريبية:

تجنَّب استخدام نموذج "فريميوم" (freemium)، الذي يُقدَّم فيه المنتج أو الخدمة مجاناً للمستخدمين ولكن تُباع أجزاء مكملة له بمقابل مادي، وقدِّم بدلاً من ذلك نسخة تجريبية مجانية، فعبارات الدعوة للعمل هذه تشجع المستخدمين على النقر عليها، وهي فعالة لا سيما في الشركات التي تبيع البرمجيات الخدمية (SaaS)، مثل شركة "سيلز فورس" (SalesForce). لذا، لا تتردد في تقديم نسخة تجريبية مجانية أو كتاب إلكتروني مجاني للمستخدمين، فثمة الكثير من الطرائق لتحويل هؤلاء الأعضاء إلى عملاء يدفعون من خلال التسويق عبر البريد الإلكتروني.

من الضروري توجيه زوار الموقع في كل مرحلة من مراحل عملية الشراء، وذلك لتحديد الأمور الفعالة وغير الفعالة. هناك طريقة لتحقيق التوازن بين احتياجات العميل واعتراضاته والتي تساعدك على زيادة معدل تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين. قدمت شركة "شوبيفاي" (Shopify) عبر زر الدعوة للعمل نسخة تجريبية لمدة 14 يوماً، والذي كان سبباً في زيادة إيراداتها بمقدار 10 أضعاف خلال 3 سنوات، ولديها الآن أكثر من 175000 مستخدم.

إذا أردت أن ينقر عملاؤك على زر الدعوة للعمل، فعليك إزالة جميع العقبات المحتملة، فلديهم الكثير من الأسئلة، ويأملون أن تعطيهم الحل المناسب. فإذا طلبت منهم شراء خدماتك أو منتجاتك مباشرة بعد دخولهم لموقعك الإلكتروني لأول مرة، فسيغادر 84% منهم الموقع. ولكن، إذا عرضت عليهم نسخة تجريبية مجانية، فستزيد نسبة تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين بنسبة 328%. عليك أن تركز إذاً على زر الدعوة للعمل هذا لاستقطاب العملاء المحتملين.

ولكن، عند تقديم نسخ تجريبية مجانية في زر الدعوة للعمل، عليك أن تحذر من ألا تفقد مستخدمي النسخة التجريبية بعد انتهاء مدتها؛ إذ فحص أستاذ التسويق بجامعة "ماسي" (Massey University)، "هارالد فان هيرد" (Harald Van Heerde) عبر دراسة أجراها، بيانات من 16.512 عميلاً، وكشفت الدراسة أنَّ نسبة كبيرة من المستخدمين الذين سجلوا للحصول على نسخة تجريبية مجانية لم يطلبوا الخدمة المميزة (المدفوعة) بعد انتهاء الفترة التجريبية.

يساعدك اختبار أ/ب (A/B) أو "اختبار التقسيم" وتتبع المقاييس العملية، على معرفة المدة الأمثل لاستخدام النسخة التجريبية المجانية، سواء أكانت 14 يوماً أم 30 يوماً أم غير ذلك، حيث يعتمد الأمر على طبيعة عملك ومدى استجابة العملاء المثاليين. من الأفضل اختبار المدة الزمنية التي تؤدي إلى تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين لتحدد بذلك المدة التي تناسبك.

على سبيل المثال: يقدم موقع "موز" (Moz) نسخة تجريبية مجانية مدتها 30 يوماً، بينما يقدم موقع "شوبيفاي" (Shopify) نسخة تجريبية مجانية مدتها 14 يوماً، أما موقع "بيغ كوميرس" (Bigcommerce)، فيقدمها لمدة 15 يوماً. لا تزال العديد من العلامات التجارية الكبيرة، بغض النظر عن قواعد عملائها الكبيرة، تقدم نسخ تجريبية مجانية من خدماتها للمستخدمين الجدد.

2. إنشاء زر دعوة للعمل يقدم فائدة للمستخدمين:

يجب أن تقدم عبارة الدعوة للعمل شكلاً من أشكال الفائدة للعملاء، وإلا ستنخفض نسبة النقر (CTR). دعنا نشرح مدى أهمية ذلك باستخدام مثال عن محرك البحث "غوغل" (Google):

يعتمد الإنترنت الآن اعتماداً أساسياً على المحتوى؛ فقبل أن تطرح "غوغل" تحديثات خوارزمياتها، لم يكن الكثيرون يهتمون بجودة مقالاتهم ومدوناتهم ومقاطع الفيديو والكتب الإلكترونية المجانية والمحتويات الأخرى؛ لكنَّ الأمر اختلف اليوم؛ حيث تهتم "غوغل" بالقيمة التي يقدمها المحتوى بسبب مستخدمي جوجل، الذين يبحثون عن أفضل الإجابات حينما يستخدمون محرك البحث، وإن لم يجدوا في "غوغل" الإجابات المناسبة، فسيلجؤون إلى محركات بحث أخرى.

ينطبق الأمر ذاته على عبارة الدعوة للعمل، والتي يجب أن تقدم فيها فائدة للمستخدمين، وإلا لن ينقروا عليها. حيث يعتمد موقع "كويك سبراوت" (QuickSprout) هذه الاستراتيجية، حيث يذكرون في الموقع أنَّ بإمكان المستخدمين "مضاعفة عدد الزيارات في مواقعهم خلال 30 يوماً"، ثم يطلبون منهم النقر على زر الدعوة للعمل لمشاهدة الدورة المجانية.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي مكان زر الدعوة للعمل في الموقع ولونه دوراً هاماً أيضاً؛ إذ وجد العديد من الأشخاص أنَّ وضع حقل الاشتراك تحت زر الدعوة للعمل أفضل، بينما يحصل مسوقون آخرون على المزيد من العملاء المحتملين حينما يضعون الزر على يمين حقل الاشتراك. كما من الأفضل أن يتباين لون الزر مع اللون الأساسي للصفحة.

من الصعب تحديد اللون المناسب للزر؛ لأنَّ كل موقع وجمهور يختلف عن غيره، لذا عليك اختبار كل عنصر من عناصر عبارة الدعوة للعمل، بما في ذلك لون الزر وتصميمه.

3. الإشباع الفوري:

لا أحد يحب الانتظار؛ لذا إذا كنت ترغب في تنمية مشروعك عبر الإنترنت، عليك التأكد من أنَّ خدمة العملاء لديك فعالة، إذ يعتبر 35% من العملاء أنَّ جعلهم ينتظرون لفترات طويلة، خدمة عملاء سيئة.

إنَّ إرضاء العملاء هو السبب الأساسي لمشروعك، والإشباع الفوري عامل هام في تحقيق ذلك؛ فعندما يصل العملاء المثاليون إلى صفحة الهبوط أو المتجر، يتساءلون عما إذا كانوا سيستفيدون أقصى استفادة من شراء المنتج أو الاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني للشركة.

في جميع جوانب الحياة الواقعية تقريباً، تأخير الإشباع هو مفتاح النجاح، فنحن نقدِّر الأشياء التي علينا أن نعمل لأجلها وننتظرها. ولكن، عندما يتعلق الأمر بإقناع الناس باتخاذ إجراء عبر الإنترنت، لا سيما عندما تبيع منتجاً رقمياً (مثل كتاب إلكتروني أو برنامج)، فإنَّ أي تأخير بسيط في إعطاء الناس ما يريدون يؤثر سلباً في معدل تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين.

يمكنك تقديم كتاب إلكتروني مجاني أو إعلان تشويقي لاستقطاب العملاء المحتملين بهدف تحويلهم إلى عملاء دائمين وزيادة النقرات، ولكنَّه يؤدي في النهاية إلى شراء العميل للمنتج أو الخدمة. فالإنترنت عبارة عن مساحة افتراضية؛ لذا من الصعب أن تثق بأحد فيه.

وفقاً لموقع "ترافيك مايفن" (Traffic Maven)، "اعتاد المستهلكون اليوم على الإشباع الفوري".

إذا دخلت إلى متجر لبيع الكاميرات عبر الإنترنت واشتريت كاميرا، فلن تتوقع بالطبع أن تستلم المنتج فوراً بعد الضغط على زر الدعوة للعمل؛ لأنَّه منتج ملموس، وعلى البائع اتخاذ الترتيبات اللازمة لشحنه لك. ولكن، إذا اشتريت برنامجاً من المتجر، ستتوقع تنزيله فوراً على جهازك.

يستفيد "روس هينبيري" (Russ Henneberry)، مدير التحرير في شركة "ديجيتال ماركيتر" (Digital Marketer)، من قوة الإشباع الفوري في صياغة رسائل الدعوة للعمل، حيث يستخدم في الزر كلمتين: "حمِّل الآن" (DOWNLOAD NOW)، ويعتمد تصميماً بسيطاً له لاستقطاب الناس وإقناعهم بالاشتراك في حملته الكبيرة عبر البريد الإلكتروني.