ما هي التوقعات الكبيرة التي يحتاج إليها كل مصمم أو مدرِّب تعليمي من أجل تخطيط وتصميم وتدريس وتقييم دورة تعليمية إلكترونية فعَّالة؟ وهل التكنولوجيا معزولة عن التعليم؟ وهل تعكس جميع التقنيات مناهج مطوِّريها فيما يتعلق بأساليب التدريس الفاعلة لتصميم دورة تعليم إلكتروني؟

يجب على كل مصمم أو مدرِّب تعليمي أن يفكر في الأسئلة السابقة، قبل أن يبدأ وضع التوقعات العامة لدورة التعليم الإلكتروني؛ إذ من الممكن أن يؤثِّر نهج المصمم في التعلُّم والاعتبارات الأخرى في دورة التعليم الإلكتروني أو المنتج الإلكتروني.

سيطبق المصممون بصفتهم متعلمين بالغين، فلسفاتهم ومهاراتهم وشغفهم ومعرفتهم وخبراتهم السابقة في مرحلة التصميم، بالإضافة إلى الأدوات التكنولوجية التي يريدون استخدامها عند تنسيق المحتوى، وفي هذه الحالة، ستتأثر المنصة التعليمية الإلكترونية في النهاية، بالنُّهُج المستخدمة من قِبل كلٍّ من الخبراء في الموضوع ومصممي التعليم؛ مما يضع مسؤولية إنشاء منتج حقيقي وفاعل للتعليم الإلكتروني على عاتق النظام التعليمي.

في حين أنَّ اختيار التكنولوجيا يمكن أن يتأثر أحياناً ببعض النماذج مثل نموذج (SAMR) (تشير الأحرف "SAMR" إلى الاستبدال (Substitution) والتعزيز (Augmentation) والتعديل (Modification) وإعادة التعريف (Redefinition))، إلا أنَّ النهج التعليمي المختار يمكن أن يؤثِّر أيضاً فيه.

في ضوء ما ورد أعلاه، فإنَّ وضع أو توثيق التوقعات الإجمالية لكل وحدة في دورة التعليم الإلكتروني هو أمر ضروري، وتوجد 8 أفكار هامة يمكن توثيقها على أنَّها توقعات عامة لتقديم دورة تعليم إلكتروني ناجحة، وهي:

  1. تأسيس نظريات ونماذج تصميم التعليم الإلكتروني.
  2. تحليل تصميم التعليم الإلكتروني.
  3. تصميم وتخطيط دورة التعليم الإلكتروني.
  4. تطوير دورة التعليم الإلكتروني.
  5. التنفيذ والتعليمات عبر الإنترنت.
  6. المتعلمون والمجتمع.
  7. التقدير والتقييم.
  8. ماضي وحاضر ومستقبل التعليم الإلكتروني.

1. تأسيس نظريات ونماذج تصميم التعليم الإلكتروني

تتمثل إحدى الخطوات الأولية في تصميم التعليم الإلكتروني، بفهم سياق نظريات التعليم ونماذج التصميم المرتبطة بذلك، ويمكن تحقيق هذه الخطوات من خلال تحديد الطرائق الفعالة لتصميم التعليم الإلكتروني والتعرف إلى مراحل نموذج التصميم المختار.

وعند إنشاء بيئة تعليمية آمنة ومقبولة، فإنَّ من الهام دمج المعايير الأخلاقية التنظيمية للممارسة في مكان العمل، مع تعزيز الوعي بالقضايا المتعلقة بإدارة تصميم التعليم الإلكتروني، مثل التجسس الإلكتروني والانتحال وإدارة الوقت وحقوق الطبع والنشر والخصوصية، ومن الهام أيضاً التفكير بصورة نقدية في خبرات التدريس الشخصية والمشاركة في المناقشات المهنية بشأن استخدام التكنولوجيا لتعزيز التعليم.

2. تحليل تصميم التعليم الإلكتروني

بعد تحديد السياق ووضع نظريات التعليم، يمكن لمصممي التعليم البدء بتحليل الاحتياجات والمعايير والنماذج لوضع دورة تعليم إلكتروني إيجابية ومقبولة وآمنة، وذلك من خلال تحديد الاعتبارات الأولية قبل تصميم دورة تعليم إلكتروني مفيدة، وبعد ذلك، يجب الحفاظ على المواد مترابطة ومتوافقة بين النماذج عن طريق كتابة أسئلة أساسية وأهداف تعليم لكل وحدة وموضوع.

3. تصميم وتخطيط دورة التعليم الإلكتروني

خلال مرحلة التصميم، يمكن لمصممي التعليم تطبيق أفكار التصميم على مراحل من أجل التخطيط لوحدة أو نموذج ضمن سياق التعليم الإلكتروني، ودمج التقنيات التعليمية باستخدام أسلوب منهجي لتلبية الاحتياجات التعليمية، فيجب ألا ننسى أهمية كتابة أهداف التعلم ومعايير النجاح لدرس أو نشاط ما، والتفكير بصورة نقدية في مدى فاعلية تقديم دورة التعلم الإلكتروني لمعالجة التعديلات القادمة.

4. تطوير دورة التعليم الإلكتروني

قبل تطوير محتوى جديد أو الإشراف على محتوى موجود، يمكن أن تكون دراسة التصميم العام للتعليم ونماذج التصميم المتخلفة أمراً هاماً؛ حيث يمكن لمصممي التعليم بعد ذلك توسيع أساليب التطوير الخاصة بهم عن طريق إنشاء تخطيطات للصفحة باستخدام قوالب أوراق الأنماط المتتالية (Cascading Style Sheets) أو لغة توصيف النص الفائق (HyperText Markup Language)، أو تقديم مبادئ تصميم تجربة المستخدم (User Experience) أو تصميم واجهة المستخدم (User interface design) ضمن استخدام التعلُّم المصغر (microlearning) في عرض المحتوى.

وفي هذه العملية، يقوم مصممو التعليم بتطوير استراتيجيات تمكِّن المدرِّبين من تقديم الدعم والتغذية الراجعة والحضور الاجتماعي ضمن بيئة التعليم الإلكتروني، فضلاً عن التمييز بين المواد التعليمية من خلال تكييف وتعديل ومواءمة التعليمات لتلبية احتياجات جميع المتعلمين.

5. التنفيذ والتعليمات عبر الإنترنت

في مرحلة التعليم عبر الإنترنت، يصمِّم المعلمون نشاطات واستراتيجيات لتحسين التواصل بين المتعلم والمعلم، أو تنفيذ أدوات وتمرينات لشرح التواصل والتفكير النقدي والتعاون والتواصل باستخدام التكنولوجيا؛ حيث ستقدم هذه النشاطات طرائق لتعزيز مشاركة المتعلمين وفهمهم واستقلالهم.

6. المتعلمون والمجتمع

تربط مشاركة المجتمع والتعلم التجريبي المتعلمين محلياً وعالمياً، ويمكن أن تكون إحدى الخطوات في هذه المرحلة هي استكشاف وتقديم الفرص لتدريب الكفاءات والمهارات العالمية ضمن دورة التعلُّم الإلكتروني، فالكفاءات العالمية هي القدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات، والتواصل والتعاون، والإبداع والابتكار وريادة الأعمال، والمواطنة المعولمة والاستدامة، وتعلُّم الوعي الذاتي والتوجيه الذاتي.

7. التقدير والتقييم

في مرحلة التقييم، من الهام وضع طرائق تقييم عادلة ومنصفة لدعم جميع المتعلمين، ويمكن تحقيق ذلك من خلال دمج فرص التقييم المتعددة التشخيصية والتكوينية والتحصيلية، واستخدام مجموعة من استراتيجيات التقييم والتقدير التي تدعم احتياجات وتحديات تعليم المتعلمين، ويجب عدم نسيان أهمية التعرف إلى قضايا التقييم والتقدير، والاستجابة لها باستخدام أساليب مُجرَّبة كعنصر تفكير أساسي.

8. ماضي وحاضر ومستقبل التعليم الإلكتروني

قد تكون المرحلة الأخيرة من تصميم التعليم الإلكتروني هي التفكير في تطور التوجهات في مجال التعليم الإلكتروني، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي على سبيل المثال لا الحصر، وبعض الأسئلة الهامة التي يجب طرحها في هذه الحالة هي: ما هي العوائق والحلول التي تعترض تطبيق تكنولوجيا التعليم في تصميم التعليم الإلكتروني وتقديمه؟ وما هي الجهود والعوامل الجديدة التي تؤثِّر في المتعلمين في مجتمع متنوع ومتطور؟