إنَّ الهدف من تطبيق استراتيجية التدريب عبر الإنترنت هو تحقيق أهداف التعلُّم ونقل المعرفة العملية. هل يمكنك كتابة أهداف تعليمية موجَّهة تساعدك على تحديد ما إذا كان المتعلمون في شركتك قد استفادوا فعلاً من دورتك التدريبية عبر الإنترنت؟

دليل خطوة بخطوة لكتابة أهداف التعلُّم:

أهداف التعلُّم طريقة بسيطة جداً لإثبات فاعلية الدورات التدريبية عبر الإنترنت؛ إذ إنَّ كل ما تحتاج إليه هو تحديد أهداف التعلُّم بوضوح لموظفيك ومؤسستك ككل، وذلك قبل وضع برامجك التدريبية، والتي يجب أن تكون مباشرة حتى تكون مجدية. نقدم إليك فيما يلي 7 خطوات لإنشاء أهداف تعليمية موجَّهة.

الخطوة الأولى: إجراء تحليل للاحتياجات التدريبية

الهدف من التعلُّم هو استهداف الثغرات التي تعرقل الإنتاجية في مكان العمل، أو تؤثِّر في أرباحك النهائية؛ على سبيل المثال، قد لا يتمكن الموظفون من إنجاز مهمة متعلقة بالعمل، ممَّا يمنعهم من تلبية توقعات العملاء؛ لذلك، يجب عليك إجراء تحليل للاحتياجات التدريبية لتحديد سبب المشكلة، ووضع أهداف تعليمية ذات صلة. قد يتضمن ذلك ملاحظات وتقارير نظام إدارة التعلم (LMS)، فضلاً عن تقييمات إلكترونية تحدد المشكلات وتسمح لك بجمع بيانات أكثر إيجازاً.

الخطوة الثانية: مساهمة الموظفين

يمكن للموظفين تسليط الضوء على جوانب برامجك التدريبية عبر الإنترنت التي لا ترتقي إلى المستوى المطلوب؛ حيث يتيح لك هذا الأمر إعادة تقييم البيانات الموضوعية المتعلقة بنقاط الضعف. كما توجد فائدة أخرى لجمع التغذية الراجعة من الموظفين، وهي أنَّه يمكنك اكتشاف المجالات الشخصية للتحسين التي لم يُكشَف عنها من قبل. على سبيل المثال، قد يفتقر متعلمو الشركات إلى مهارة معيَّنة يحتاجون إليها في إكمال مهمة ما؛ لمعالجة هذا الأمر، يمكنك وضع أهداف تعليمية ثانوية تركز على العناصر الأساسية لأداء المهام.

الخطوة الثالثة: التمييز بين أهداف التدريب وأهداف التعلُّم

تُستخدم بعض الكلمات مثل الهدف والغرض والغاية كمرادفات. ومع ذلك، في بيئات التعلُّم مثل التدريب عبر الإنترنت، توجد بعض الاختلافات البسيطة. فالأهداف أوسع نطاقاً وأكثر عمومية، وقد يكون هدفك التدريبي عبر الإنترنت هو تحسين الأداء في أثناء العمل؛ حيث يجب أن تكون أهداف التعلُّم أكثر تفصيلاً، وإذا لم تكن كذلك، فلا توجد طريقة مجدية للتأكد من أنَّك حقَّقتها. ومن المهم أيضاً ملاحظة أنَّه يمكنك تقسيم أهداف التعلُّم الأكثر تفصيلاً إلى أهداف قصيرة الأمد يمكنك التحكم فيها؛ حيث يحسِّن هذا الأمر دافع المتعلم ويسمح له بتتبع التقدم الذي يحرزه.

الخطوة الرابعة: اختيار مستوى المعرفة

لقد طُوِّرَ تصنيف بلوم لأهداف التعلُّم (Bloom’s Taxonomy) في العام 1956، ولا يزال ساري المفعول حتى اليوم؛ حيث قام بنجامين بلوم (Benjamin Bloom)، عالم النفس التربوي الذي ابتكر هذا النظام، بتقسيم التعلُّم إلى ست مراحل:

  1. المعرفة: وتتضمن التذكر والحفظ والقراءة.
  2. الاستيعاب: ويتضمن الفهم والتفسير والشرح والمقارنة والترجمة.
  3. التطبيق: يُستخدَم في السيناريوهات العملية والشرح والإثبات.
  4. التحليل: يُستخدَم لاستكشاف الطرائق والأسباب.
  5. جمع المعلومات: تطبيقٌ أعمق لاستشعار الأنماط وتطوير أفكار جديدة.
  6. التقييم: دراسات الحالة والمراجعة.

راقب موادك التدريبية عبر الإنترنت، وحدِّد المرحلة التي تندرج تحتها كل مادة؛ حيث سيساعدك هذا في اختيار الأسلوب المناسب لأهدافك التعليمية.

الخطوة الخامسة: تسمية المفاهيم

يُقال إنَّ للأسماء قوة؛ إذ إنَّك في عيادة الطبيب مثلاً، يجب أن تصف حالتك للطبيب باستخدام الأسماء وليس الصفات؛ ممَّا يسهل تشخيص المشكلات وحلها. وبصورة مشابهة، أنت تحتاج إلى تسمية أهدافك التعليمية، ابدأ بالتسمية ثم ألقِ نظرة إلى موادك التدريبية عبر الإنترنت، وأشِّر إلى الموضوع الأساسي. قد تتضمن الأمثلة التعليمات والقواعد واللغة وسياسات الشركة وغيرها؛ لذا حدِّد بالضبط ما الذي تريد أن يتعلمه المتعلمون، وسمِّه باستخدام اسمين أو ثلاثة.

الخطوة السادسة: اختيار إجراءات قابلة للقياس

يجب أن يكون الإجراء الذي تختاره دقيقاً بما فيه الكفاية للحكم عليه وتقييمه. على سبيل المثال، لا يمكنك التأكد من أنَّ شخصاً ما فهم أحد مفاهيمك، ولكن يمكنك بوضوح معرفة ما إذا كان بإمكانه ذكر أو تحديد أو توضيح أو حساب مفهوم معيَّن. اختر الإجراءات التي يمكن قياسها؛ حيث ستوجِّه مرحلة التعلُّم اختيارك للإجراء المناسب. كما يجب عليك أيضاً التأكد من أنَّ الإجراء مفهوم بالنسبة إلى المتعلمين؛ لذا تجنَّب المصطلحات التقنية التي لا يستطيع الموظفون استيعابها.

الخطوة السابعة: التحقق من قابلية النجاح

إنَّ كتابة هدف التعلُّم ليست مهمة محدودة، فإذا لم يتمكن المتعلمون من تحقيق هدفك المُعلن، فقد يكون السبب هو أنَّ هدفك عبارة عن مجموعة من الكلمات الجميلة؛ إذ إنَّه في بعض الأحيان، لا توجد علاقة لعدم قدرتهم أو ضعفهم أو عدم بذلهم الجهد أو حتى مهاراتهم في ذلك، فقد لا يتمكنون من الوصول إلى الهدف لأنَّه صِيغَ بصورة سيئة، وبالتالي لا يمكن تحقيقه.

لذا، يجب أن يكون هدف التعلُّم الخاص بك:

  • مُحدَّداً: أي مباشراً وليس غامضاً أو عامَّاً.
  • قابلاً للقياس: بحيث يمكن اختباره ومراقبته وتقييمه بطريقة عملية.
  • قابلاً للتحقيق: حيث يمكن للمتعلمين والمُعلمين أن يقولوا بوضوح لقد حققنا الهدف أو لم نستطع تحقيقه.
  • مُجزياً: يجب تحفيز المتعلمين لتحقيق الهدف.
  • مُؤطراً بإطار زمني: أي أن يكون له إطار زمني معقول وواضح.

يتضمن التأكد من قابلية النجاح أيضاً، ضبط أهداف التعلُّم بعد بدء الدورة التدريبية عبر الإنترنت، كما يجب عليك تقييم مقاييس نظام إدارة التعلُّم، وإجراء استطلاعات لتحديد ما إذا كانت أهداف التعلُّم واضحة وتتلاءم مع احتياجات المتعلمين في شركتك. قد تضطر إلى تعديل الصياغة أو توسيع نطاق المعايير لقياس أداء المتعلم بصورة أكثر فاعلية. تُعدُّ كتابة أهداف التعلُّم الموجَّهة أفضل طريقة لتقييم برنامجك التدريبي عبر الإنترنت، كما تُظهِر التقييمات والاختبارات عبر الإنترنت أنَّ المتعلمين يمكنهم الاحتفاظ بالمعلومات، وتُظهِر أهداف التعلُّم أنَّ المتعلمين قد اكتسبوا المعرفة التي يمكنهم تطبيقها على عملهم وفي حياتهم. ومع ذلك، إذا فشلت في وضع بيانات واضحة، فلن يتمكن المتعلمون من تحقيقها أو معرفة التوقعات المتعلقة بها، فهم لا يعرفون ما تعريفك للنجاح أو طريقة تلبية متطلبات العمل.

افصل بين أهدافك التعليمية وأهدافك التدريبية عبر الإنترنت، وصنِّفها ضمن المرحلة الصحيحة من تصنيف "بلوم"، واختر الاسم المناسب والإجراء المناسب لأهداف التعلُّم الخاصة بك، ثم اكتبها واختبرها بحيث يكون الهدف مُحدَّداً وقابلاً للقياس ومُجزياً ومُقيَّداً بزمن معيَّن.