تحتاج الشركات لمواكبة التطورات التكنولوجية والتغيرات التي تحصل في القطاع لكي تستمر، وهذا يتطلب الاهتمام بتدريب الموظفين وتحديث مهاراتهم ومؤهلاتهم بانتظام بما يتوافق مع التوجهات التي تطرأ في السوق.
واجهت الشركات بعض الصعوبة في تطبيق برامج تطوير مهارات الموظفين بعد الانتقال لأنظمة العمل عن بعد ونظيرتها الهجينة، ولكن يمكن التغلب على هذه التحديات باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي أتاحت إمكانية إدارة المشاريع التجارية عن بعد، وبوسعها أن تحسِّن تجارب تدريب الموظفين.
3 تطبيقات للتكنولوجيا الحديثة في مجال تدريب الموظفين:
لقد شهدت برامج تدريب الموظفين تغييرات جذرية في الآونة الأخيرة، وأصبحت عمليات الإعداد والتأهيل عند الالتحاق بالعمل تجري بالكامل عبر الإنترنت. حيث تُطبَّق تدريبات تطوير الموظفين وتحديث مهاراتهم عن بعد بشكل كامل، مما يتيح إمكانية تحديث نماذج العمل القديمة وتحسين تجارب تدريب الموظفين.
فيما يلي 3 تطبيقات للتكنولوجيا الحديثة في مجال تدريب الموظفين:
1. التدريبات المخصصة:
تتيح برمجيات التدريب الرقمية إمكانية تمصيم برنامج تدريب مخصص لاحتياجات الموظف، مما يساعد في تعزيز فعالية التجربة، وتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها. حيث تُستخدَم برمجيات التدريب الرقمية من ناحية أخرى في إعداد تجارب التعلم بناءً على المسؤوليات الحالية للموظفين وأهدافهم المستقبلية. ولقد ساهم هذا التطور في تحسين منهجيات التدريب، وأتاح إمكانية تصميم تجارب مخصصة لاحتياجات وأهداف كل واحد من الموظفين.
تقتضي الخطوة الأولى لتصميم برامج التدريب المخصصة تحديد احتياجات الموظفين، والمشكلات التي يتعرض لها الأفراد عند الالتحاق بالعمل. حيث يمكن الحصول على هذه المعلومات عن طريق استجواب الموظفين باستخدام استطلاعات الرأي. ويجب توزيع الاستبيانات على كل من الموظفين القدامى والجدد، وبحيث تكون الأسئلة بسيطة وواضحة. كما ينبغي أن تسأل الموظفين عن المهارات التي يحتاجون لتنميتها من أجل تحسين أدائهم في مناصبهم الحالية، والمهارات التي يجب أن يكتسبوها للترقي في عملهم. حيث تقتضي الخطوة التالية تحديد المهارات التي طالب بها معظم الموظفين، وتصميم برنامج التدريب على أساسها.
تُستخدَم "منصات الاعتماد الرقمية" (DAPs) في إعداد برامج تدريب مخصصة لاحتياجات الموظفين، وهي تتكامل مع الأدوات الرقمية الموجودة مسبقاً وتسمح بتقديم تجربة مخصصة لمساعدة المستخدم في تأدية مهامه اليومية أثناء الدوام. حيث تقوم هذه المنصات بتوزيع قوائم المهام على كل واحد من الموظفين وهي تضم شروحات تفصيلية مرئية توضح للمستخدم الطريقة المثالية لتأدية المهمة المطلوبة. كما تقدم هذه المنصات من ناحية أخرى أدوات لمتابعة تقدم الموظفين في التدريب، وبحيث تساهم البيانات الناتجة في تحسين سير العمل في الشركة.
2. "الذكاء الاصطناعي" (AI):
لقد أثبت "الذكاء الاصطناعي" فعاليته في تحسين تدريبات الموظفين، وهو يعمل عبر مجموعة من المراحل تبدأ بتحديد وظيفة الفرد في الشركة، واختيار أهداف التنمية الشخصية، وإعداد خطة تراعي احتياجات الموظف، واقتراح إجراءات العمل التي يجب تطبيقها لتحقيق أقصى فائدة ممكنة من التجربة. يقترح "الذكاء الاصطناعي" على الموظف مقاطع فيديو ومقالات وغيرها من المصادر التي تزوده بالمعلومات التي يحتاج إليها، وهذا هو الهدف الرئيسي من التدريبات المخصصة.
يساعد "الذكاء الاصطناعي" في تحسين برامج التدريب المخصصة عند تطبيقها على "أنظمة إدارة التعلم" (LMS). تقوم هذه الأنظمة بتخصيص تجربة التعلم بناءً على بيانات قرارات الموظف، وخياراته، وأفعاله خلال الدورة التدريبية، ثم تقترح عليه دورات تدريبية مشابهة يمكن أن يحتاج إليها في المرحلة المقبلة.
يساعد "الذكاء الاصطناعي" الموظفين المستقبليين عبر تحليل البيانات التي يجمعها عن تجارب الموظفين الحاليين، واستخدام النتائج في توقع الدروس والمواد والمصادر التي يحتاج إليها كل متدرب مستقبلي يسلك مسار تعليمي مشابه.
3. التعلم التجريبي:
يُستخدَم التعلم التجريبي على نطاق واسع في تدريب الموظفين، وهو يقتضي التعلم من التجارب التي يخوضها الموظف في مكان العمل يومياً. يغني التعلم التجريبي عن برامج التدريب المكلفة التي تجري خارج بيئة العمل وتحتاج لوقت طويل لتنفيذها.
يتيح التعلم التجريبي للموظفين إمكانية تعلم مهارات جديدة وتطبيقها مباشرةً في مكان العمل، وعندما يتعامل الموظف مع مهمة مشابهة في المستقبل فإنه سينجح في تأديتها بفضل الخبرة العملية التي اكتسبها في السابق. يجب أن يوضح القائد فعالية هذه الطريقة في التعلم، ويؤكد لموظفيه أنها تدل على ثقة القيادة بقدرتهم على التعلم وتحديث مهاراتهم بمفردهم. ينبغي أن تتوافق إجراءات التدريب التطبيقي مع سير العمل، بحيث يتاح للموظف إمكانية تأدية المهام المطلوبة منه والتعلم أثناء الدوام.
يهدف التعلم التجريبي إلى مساعدة الموظف في اكتساب الخبرات والمهارات بشكل عملي أثناء تأدية المهام المطلوبة منه. ترصد البرامج الأنشطة التي يؤديها الموظفون في مكان العمل، وتطبق خوارزميات تعلم الآلة على البيانات التي تجمعها. تُستخدَم خوارزميات تعلم الآلة في تصنيف المستخدمين في المؤسسة بحسب خبرتهم في التعامل مع تطبيقات معيَّنة. يقترح "الذكاء الاصطناعي" المحتوى بحسب تصنيف الموظف، وقد تبيَّن أنَّ هذه الطريقة تساعد في زيادة معدل الاستيعاب بحوالي 6%.
في الختام:
تتيح التكنولوجيا الحديثة إمكانية تقديم برامج تدريب مخصصة تستجيب لاحتياجات الموظفين بشكل تلقائي أثناء تطبيق التجربة. حيث يمكن دمج برامج التدريب مع سير العمل، مما يساعد الموظف في التعلم أثناء العمل بدل أن يضطر للتوقف عن العمل لكي يحضر التدريب. كما تسهم هذه الميزات في تسهيل إجراءات تأهيل الموظفين الجدد وتدريبات تحسين مهارات الموظفين القدامى دون الحاجة لوجود مدرِّب. حيث أنه لا تقتصر فائدة التكنولوجيا على التكيف مع بيئات العمل عن بعد، بل إنها تسهم في تحسين تجربة التدريب عما كانت عليه من قبل.