لقد قدَّم الجزء الأول من المقال مقدمة شاملة عن التدريب الافتراضي وفوائده والخطوات اللازمة لإجرائه، ويبحث الجزء الثاني والأخير منه في طرائق زيادة مشاركة وتفاعل الحاضرين في جلسات التدريب الافتراضي، فتابعوا معنا السطور القادمة.

إجراء تدريب افتراضي ممتع وتفاعلي

يجب التركيز على تصميم برنامج التدريب الافتراضي من جهة، وعلى المحافظة على تفاعل واندماج ومشاركة الحاضرين من جهة أخرى، فالبيئة الافتراضية مناسبة للتدريب والتلقين، لكن تكمن مشكلتها في كثرة مصادر التشتيت وغياب القدرة على ضبط الجلسة وفرض الرقابة على المشاركين.

12 طريقة لزيادة مشاركة الحاضرين في التدريب الافتراضي:

فيما يأتي 12 طريقة لزيادة مشاركة المتدربين في البيئات الافتراضية:

1. توضيح قواعد وإرشادات التدريب:

يجب أن توضح للمتدربين أنَّهم مقبلون على خوض تجربة تفاعلية تتطلب منهم الانتباه الكامل؛ أي باختصار يجب عليك أن تحدد الضوابط والالتزامات المطلوبة منهم قبل بداية البرنامج.

يمكنك على سبيل المثال أن تطلب من المتدربين إغلاق علامات التبويب الأخرى في المتصفح، وإيقاف تشغيل الإشعارات والتنبيهات حتى يركزوا على محتوى التدريب، وحاول أن تذكِّرهم أيضاً بأنَّ وقت الجلسة محدود وبضرورة تعاون الجميع على تحقيق أقصى فائدة ممكنة منها.

يمكنك أن ترسل هذه المعلومات والإرشادات عبر البريد الإلكتروني قبل بداية البرنامج، وتكررها على مسامع المتدربين في بداية الجلسة الأولى لكي تضمن المحافظة على التركيز والالتزام بالضوابط خلال الجلسات.

2. استخدام كاميرا الفيديو:

يمكن الجزم بأنَّ هذه الطريقة تتفوَّق على كافة الطرائق الأخرى الواردة في المقال من حيث الفاعلية، وهي تقتضي التزام كل من المدرِّب والمشاركين بتشغيل كاميرا الفيديو خلال الجلسات.

يميل المتدرِّب عموماً إلى إبراز انتباهه واهتمامه بمحتوى التدريب أمام المدرِّب عند تشغيل كاميرا الفيديو حتى لو لم يكن مندمجاً في البداية، كما تقلُّ احتمالات تشتت تركيز المتدربين عند تشغيل كاميرا الفيديو؛ لذا يجب أن تُعلِم المشاركين بضرورة تحضير أنفسهم لاستخدام كاميرا الفيديو بشكل مسبق حتى يكونوا مستعدين لتشغيلها خلال الجلسات.

استخدام كاميرا الفيديو ضروري بالنسبة إلى المدرِّب أيضاً؛ وذلك لأنَّه يتيح للمتدربين إمكانية ملاحظة تعبيرات وجه المدرب والإشارات غير اللفظية التي تبدر عنه، فيتسنى للمتدرب بهذه الطريقة أن يفهم المعلومات أكثر.

يجب أن توضح للمتدربين في بداية البرنامج أهمية استخدام كاميرا الفيديو في زيادة التفاعل والتعاون ضمن الجلسة؛ لأنَّ المتدرب يحتاج إلى أسباب منطقية حتى يقتنع بمتطلبات التدريب وينفذها، ويمكنك أن تشكر أول المشاركين الذين يستخدمون كاميرا الفيديو بغية تشجيع البقية على تشغيلها، فالتحفيز الإيجابي ضروري لتحقيق أهداف التدريب.

3. التشجيع على المشاركة:

يتطلب نجاح جلسات التدريب الافتراضي التشجيع على التفاعل، وهو يتم عن طريق تهيئة الظروف المناسبة للاندماج والمشاركة في بداية البرنامج، فيجب أن تحرص على تأمين بعض الفرص للمشاركة في بداية الجلسة بغية تعزيز تآلف واندماج الحاضرين، وتشجيعهم على التفاعل والمشاركة طوال فترة البرنامج.

يجب استخدام تقنيات تفاعلية على فترات منتظمة ولتكن كل 10 دقائق خلال الجلسة من أجل المحافظة على تفاعل ومشاركة المتدربين، فلا تتطلب هذه الطريقة استخدام أساليب أو مهام معقدة؛ وإنَّما يكفي تطبيق تقنيات بسيطة وعفوية للمحافظة على انتباه وتركيز الحاضرين.

يزداد انتباه وتركيز المشاركين عند طرح الأسئلة التفاعلية، فيمكنك على سبيل المثال أن تحث الحاضرين على مشاركة تجاربهم المتعلقة بموضوع الجلسة عن طريق ميزة الدردشة أو قد تطلب منهم بكل بساطة أن يرفعوا أيديهم في حال كانت لديهم تجارب سابقة مشابهة، واسمح للمتدربين في نهاية كل محور بمشاركة الدروس المستفادة منه.

4. التحلي بالصبر عند التعامل مع المتدربين غير المندمجين:

يضطر المدرِّب للتعامل مع متدربين يصعب حثهم على المشاركة خلال الجلسات؛ إذ يقتضي نجاح التدريب التعامل مع هؤلاء المتدربين بصبر ورويَّة عن طريق منحهم الوقت اللازم لصياغة الإجابة ومشاركتها مع المجموعة، وإياك أن تتغاضى عن قلة المشاركة وتتجاهل الوضع وتنتقل إلى موضوع جديد حتى لا يعتقد المتدرب أنَّه غير مضطر للانتباه إلى الشرح أو غير ملزم بالإجابة عن الأسئلة.

قد تتعامل مع جمهور غير مندمج، ويُستحسَن في مثل هذه الحالة أن تعلمهم بأنَّك تنتظر إجاباتهم، وتأكد من وضوح أسئلتك وأعد صياغتها عند الضرورة، أو بسِّطها؛ وذلك لأنَّ الإجابة عن الأسئلة المعقدة أو الغامضة عن طريق خاصية الدردشة أو خلال المكالمات المرئية قد يكون صعباً.

يجب أن تنتبه إلى إجابات الحاضرين وتقدِّر مشاركتهم من أجل زيادة مستوى تفاعلهم خلال الجلسات؛ إذ تقتضي إحدى التقنيات الشائعة استخدام الأسماء الأولى لمكافأة المشاركين والإعراب عن اهتمامك بأفكارهم وإجاباتهم، ويمكنك أن تقول على سبيل المثال: "يخبرنا أحمد أنَّه مبتدئ في المجال".

5. تقديم التغذية الراجعة:

يجب أن تبيِّن للمشاركين أنَّ الإجابة عن الأسئلة والمشاركة ضروريتان لنجاح عملية التدريب، ويمكنك أن تؤكد على أهمية الإجابات عن طريق استخدامها في تقديم التغذية الراجعة.

اطلب من المتدرب على سبيل المثال تقييم مدى خبرته ومقدار المعلومات التي يمتلكها عن موضوع التدريب قبل أن تبدأ الشرح، فقد تكون معلومات القسم الأعظمي من الحاضرين محدودة، وعندها يمكنك أن تشجعهم وتثير حماستهم عن طريق قول عبارات من قبيل: "لاحظت أنَّ غالبية المشاركين مبتدؤون، وإنِّي أمتلك بعض النصائح والأفكار لمساعدتكم!"، ويمكن الاستفادة من التغذية الراجعة في تعزيز مشاركة الحاضرين وتفاعلهم مع المحتوى، وتحديد آلية إجراء التدريب.

6. التركيز على المدرب:

يقل مستوى تفاعل واندماج الحاضرين خلال جلسات التدريب الافتراضي التي تقتصر على العروض التقديمية والتمثيلات البصرية، فيجب توضيح المعلومات باستخدام العناصر البصرية خلال الجلسة مع الحرص على إظهار المدرب لنفسه في بداية ونهاية الجلسة بغية تعزيز التواصل الشخصي مع المتدربين.

7. التحدث بلهجة عفوية:

يقتضي الحفاظ على تفاعل ومشاركة المتدربين استخدام نبرة المحادثة الإنسانية الاعتيادية خلال الجلسات؛ أي يجب عليك أن تتحدث بلهجة عفوية ونمط كلام اعتيادي مع المتدربين، كما يجب أن يشعر المتدرب بأنَّه يجري محادثة طبيعية معك وليس مجبَراً على الإصغاء إلى كلامك دون أن يتفاعل معه حتى نهاية الجلسة.

يقتضي التدريب بشكل رئيس تقديم وعرض الأفكار، لكن ثمة بعض الطرائق والتقنيات المستخدَمة لتعزيز التفاعل بين المدرِّب والمشاركين، فيمكنك أن تطلب من المتدربين التعليق على الأفكار التي تطرحها وتستجيب لتعليقاتهم بدورك على سبيل المثال.

إذا كنت تنوي التطرق لموضوع معقد، عندئذٍ يجب عليك أن تضع في حسبانك الإشارات غير اللفظية التي قد تبدر عن المتدربين للدلالة على فهمهم أو تركيزهم مثل الإيماء بالرأس، وعندها يجب أن ترد على إشاراتهم بالمثل، وقد تضفي بعض المرح والفكاهة إلى الجلسة عن طريق إلقاء دعابة والضحك عليها؛ إذ ينال هذا الأسلوب قبول واستحسان المتدربين ويساعدك على إجراء جلسات عفوية وأقل رسمية.

8. تجزئة المشاركين إلى مجموعات صغيرة:

قد لا يشعر المتدربون بالراحة عند المشاركة في نقاشات جماعية تجري بين عدد كبير من الأفراد، ويكمن الحل في مثل هذه الحالة في تجزئة المتدربين إلى مجموعات صغيرة تضمن مشاركة الجميع في النقاشات، مع الحرص على توضيح إرشادات وإجراءات العمل خلال هذه الجلسات، فيمكنك أن تختار قائداً لكل مجموعة فرعية بشكل عشوائي أو بالاعتماد على معايير معيَّنة بهدف تنظيم النشاط أو النقاش وإدارته بطريقة هادفة.

يُستحسَن أن تمنح المشاركين بعض الوقت للتفكير بموضوع الجلسة على انفراد قبل المشاركة بالنقاشات الجماعية، ويمكنك أن تنظم الجلسة على النحو الآتي: تخصيص بضع دقائق للتفكير المنفرد، يليه مزيد من الوقت للنقاشات الجماعية ضمن كل مجموعة، ثم إجراء نقاش جماعي بين كافة المشاركين.

يجب عليك أن تنظم هذه الجلسات بطريقة مدروسة حتى تستفيد من مزايا المجموعات الفرعية وتكتشف بنفسك فاعليتها ودورها في تحسين جودة التدريب الافتراضي.

9. استخدام تقنيات كسر الجمود في البيئة الافتراضية:

يمكن الاستفادة من تقنيات كسر الجمود في تحسين سير جلسات التدريب الافتراضي، ويُفضَّل أن تكسر الجمود بطريقة مرحة لكي تقلل من شعور الحرج والتوتر الذي قد يصعب التخلص منه في بداية الجلسة، فقد تصمم لعبة تتعلق بموضوع التدريب أو تشجع المتدربين على الجلوس في بيئة مضحكة تظهر في الخلفية عند مشاركتهم في التدريب.

لقد أصبحت هذه الأساليب أساسية في بيئات العمل الافتراضي خلال السنوات الماضية، فيمكنك أن تستخدم هذه التفاصيل المرحة والطريفة في استثمار المحادثات العفوية وزيادة شعور الحاضرين بالراحة.

10. رفع جودة محتوى التدريب الافتراضي:

تؤدي جودة المحتوى دوراً بارزاً في نجاح التدريب الافتراضي؛ إذ يركز الجزء الأكبر من المقال على التواصل مع الجمهور والحفاظ على مشاركتهم وتفاعلهم، لذلك وجب التنويه إلى دور وأهمية المحتوى في نجاح التدريب الافتراضي.

احرص على إعداد عرض تقديمي عصري عن طريق الاستفادة من أفكار العناصر المرئية المتوفرة عبر الإنترنت، ولخِّص محتوى الشريحة في العنوان من أجل تركيز انتباه المتدربين على الأفكار الرئيسة.

تنطبق نفس القواعد على إعداد العروض التقديمية في الفعاليات التي تجري على أرض الواقع، فقد تشمل هذه القواعد إبراز الأفكار الرئيسة عبر تظليلها، وتجنب الفقرات الطويلة التي يمكن اختصارها في عدد من النقاط المقتضبة.

يمكنك أن تستخدم بعض التمرينات البسيطة بين الحين والآخر من أجل المحافظة على تفاعل ومشاركة المتدربين، وقد تشمل هذه التمرينات ملء الفراغات أو استخدام "الميمز" (memes) لإضفاء بعض المرح والعفوية على الجلسة وعدم التعامل برسمية.

11. الجمع ما بين المهام المتزامنة وغير المتزامنة:

تُجرَى معظم التدريبات الافتراضية الناجحة بشكل مباشر في الزمن الحقيقي، لكن لا تتم جميع عمليات التدريب خلال الجلسة؛ إذ يستفيد مزيد من المدربين من استخدام التعليم غير المتزامن للتغلب على العوائق التي تفرضها طبيعة البيئة الافتراضية وزيادة فاعلية التدريب.

حاول أن تكلف المشاركين ببعض المهام قبل حلول موعد الجلسة بهدف تهيئتهم عقلياً ونفسياً لموضوع الجلسة المقبلة، كما يمكنك أن تطرح عليهم مجموعة من الأسئلة وتطلب منهم أن يجيبوا عنها قبل بداية التدريب الافتراضي، أو تكلفهم بتأدية مهمة عملية؛ إذ تقتضي هذه الطريقة ببساطة تكليف المتدربين بمهام تحفزهم على التفكير بموضوعات معيَّنة.

حاول أن تزود المشاركين ببيئة افتراضية تتيح لهم إمكانية مشاركة النتائج وتبادل الأفكار في أثناء تأدية المهام غير المتزامنة، فيمكنك أن تستخدم مستند "جوجل" مشتركاً أو برنامج "السبورة البيضاء" (whiteboard) من أجل جمع النتائج قبل الجلسة ورفد مواد التدريب.

12. إنشاء مجتمع خاص ببرنامج التدريب:

يستفيد الأفراد عموماً من تبادل المعلومات والمعارف مع زملائهم في المدرسة أو الجامعة أو بيئات التدريب الافتراضية، وبناءً عليه، يُنصَح بإنشاء مجتمع يتيح للمتدربين أو المشاركين إمكانية التواصل مع بعضهم، ومناقشة الواجبات والمهام المترتبة عليهم، أو الاكتفاء بالتعارف على الأقل.

تزداد فاعلية التدريب عندما يتاح للمتدربين إمكانية تبادل المعارف ومشاركة تحدياتهم مع زملائهم، فلا داعي لوجود منصة مخصصة كلياً لمجتمع المتدربين؛ وإنَّما يكفي إنشاء مجموعة خاصة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي مثل "لينكد إن" (LinkedIn) أو "فيسبوك" (Facebook).

توجد بعض القواسم المشتركة بين المدربين والميسرين، على الرغم من اختلاف الطرائق والأساليب المتبعة لتنفيذ الإجراءات؛ إذ تقتضي وظيفة كل من المدرب والميسِّر إرشاد مجموعة من الأفراد خلال عملية تساعدهم على تحقيق أهدافهم.

المهارات اللازمة لنجاح المدرِّب:

ساهم اختراع التكنولوجيا الحديثة في تسهيل عملية تنظيم إجراءات التدريب الافتراضي، لكن يجب أن يتقن المدرِّب مجموعة معيَّنة من المهارات من أجل إجراء جلسات تدريب احترافية وممتعة وتفاعلية عبر الإنترنت، وفيما يأتي 6 مهارات ضرورية لنجاح المدرب في البيئة الافتراضية:

1. تعدُّد المهام:

يُستنتَج مما سبق أنَّ نجاح التدريب في البيئة الافتراضية يتطلب التعامل مع مجموعة من المهام في نفس الوقت، فكثيراً ما يركز المدرِّب انتباهه على أحد الجوانب ويغفل بقية متطلبات التدريب الافتراضي، ويعتمد نجاح التدريب على طريقة تواصلك مع المتدربين ومستوى التفاعل خلال الجلسة من جهة، وعلى مدى براعتك في تقديم المعلومات وعرضها على المتدربين من جهة أخرى.

يقوم المدرب الناجح بإدارة النشاطات، ومراقبة نقاشات المجموعة، والانتباه إلى المشاركين والإجابة عن تساؤلاتهم في نفس الوقت، فتعدُّد المهام مهارة مكتسبة يمكن تنميتها وإتقانها مع مرور الوقت.

2. الإلمام بالمسائل التقنية:

يحتاج المدرِّب في حالة جلسات التدريب التي تجري على أرض الواقع إلى استكشاف القاعة، والأدوات التكنولوجية المستخدَمة لإجراء التدريب، فيجب أن تخاطب المتدربين بلهجة واثقة واحترافية وتنتبه إلى تعابير وجهك حتى تثبت جدارتك أمامهم، ومن ثمَّ يجب عليك أن تكون ملماً بالأمور التقنية لكي تحافظ على ثقتك بنفسك أمام المتدربين عندما تضطر للتعامل مع الأدوات التكنولوجية والمشكلات أو الأعطال التي قد تحدث لها.

تنطبق نفس القاعدة على جلسات التدريب الافتراضي، وهذا يعني أنَّ المدرِّب يجب أن يكون مطَّلعاً على كافة الجوانب التقنية لبيئة التدريب الافتراضية، ويحتاج المدرِّب من ناحية أخرى إلى معرفة آلية استخدام جميع الأدوات المتوفرة على المنصة من أجل إعداد خطة التدريب، وتبرز أهمية إتقان المسائل التكنولوجية والبرمجية بشكل خاص عند الحاجة للتعامل مع عدد من المهام في نفس الوقت مثل التبديل بين السبورة الافتراضية والشاشة الخاصة بك، والتفاعل مع الحاضرين.

يساعدك الإلمام بالمسائل التقنية على المحافظة على هدوئك واتزانك عند التعرض لمشكلة تقنية لم تأخذها بالحسبان مثل عجز أحد الحاضرين عن إيجاد مربع الدردشة الخاص بالمجموعة أو الاتصال بالمنصة، أو قد ينقطع اتصالك بالإنترنت على سبيل المثال؛ إذ يتسنى للمدرِّب أن يتعامل مع المشكلات التقنية بهدوء عندما يكون مطلعاً على ميزات المنصة والمسائل التكنولوجية.

3. الحرص على راحة جميع المتدربين:

يجب أن تبذل جهدك في بناء الألفة مع جميع الحاضرين، وتحرص على تعزيز شعورهم بالراحة في كافة التفاعلات الجماعية، وتكمن المشكلة في صعوبة تأمين هذه البيئة المريحة في التدريبات الافتراضية الموجهة لموظفي الشركات.

حاول أن تبذل جهدك في بداية التدريب من أجل تعزيز شعور المتدربين بالراحة، وقد تعمل مع متدربين لم يسبق أن خضعوا لتدريب افتراضي من قبل، وفي هذه الحالة يجب أن تتعامل معهم برويَّة ولا سيما إذا كانوا غير ملميِّن بأدوات التكنولوجيا الحديثة، فإذا كنت معتاداً على استضافة فعاليات التدريب على أرض الواقع، عندئذٍ يجب أن تجري بعض التعديلات على الأساليب التي تتبعها في بناء الألفة من أجل البيئة الافتراضية.

يتطلب التغلب على تحديات بناء العلاقة مع المشاركين في البيئة الافتراضية نوعاً محدداً من الذكاء الاجتماعي، فيجب أن تبذل جهدك في بناء رابط إنساني معهم بصرف النظر عن التباعد الجسدي، حتى يشعروا بأنَّهم يتفاعلون مع إنسان حقيقي وليس مجرد مدرب افتراضي، فقد تزيد من تفاعل ومشاركة الحاضرين عن طريق تشجيعهم على طرح الأسئلة ومناقشة محاور التدريب، وهو ما يساعدهم بدوره على التأقلم مع بيئة الصف الافتراضي.

4. التلقين:

التلقين هو المهارة الرئيسية التي يحتاج إليها المدربون على أرض الواقع وفي البيئات الافتراضية على حدٍّ سواء، فأحياناً ينسى المدرب أن يتفاعل مع الحاضرين في البيئات الافتراضية ولا سيما إذا كانوا هادئين أو غير مرئيين؛ لذا يجب أن تضع في حسبانك أنَّ التدريب ليس محاضرة تلقيها على الجمهور دون أن تتفاعل معهم؛ وإنَّما يُفترَض أن تبذل ما بوسعك لتحفيز التفاعل والمشاركة في أثناء تطبيق إجراءات التدريب.

يجب عليك أن توفق ما بين تلبية احتياجات الجمهور من جهة والالتزام بخطة التدريب من جهة أخرى عن طريق تجميع الأسئلة المتشابهة والمتكررة والإجابة عنها دفعة واحدة دون أن تستجيب لكل تعليق أو سؤال عشوائي يطرأ ضمن الجلسة.

5. تطوير أسلوب تدريب خاص بك:

جميع المهارات المذكورة في المقال تحتاج إلى التحضير والممارسة، ويحتاج المدرِّب إلى تنمية هذه المهارات عن طريق التجربة، كما يتطلب نجاح الجلسة تحضير كافة تفاصيلها بشل مسبق، فيمكنك أن تُعِدَّ خطة كاملة تحدد فيها جميع الأفكار التي تعتزم طرحها، وترتجل عند الضرورة؛ إذ تساعد هذه الخطة المدرِّب على إدارة الجلسة بفاعلية وسهولة.

يحتاج المدرب المبتدئ إلى بعض الوقت والممارسة من أجل تطوير أسلوبه الخاص في التدريب، والتوقف عن القلق والتفكير بكافة تفاصيل الجلسة، بحيث يصبح قادراً على التعامل مع التدريب بشكل طبيعي وعفوي وفق الأسلوب الذي يشعره بالراحة ودون المبالغة في التخطيط المسبق.

6. تنمية مهارات التيسير:

توجد بعض القواسم المشتركة بين المدربين والميسرين، على الرغم من اختلاف الطرائق والأساليب المتبعة لتنفيذ الإجراءات؛ إذ تقتضي وظيفة كل من المدرب والميسِّر إرشاد مجموعة من الأفراد خلال عملية تساعدهم على تحقيق أهدافهم.

يُفضَّل الاستعلام عن إجراءات التيسير والمهارات التي يستخدمها الميسر خلال الورشات والمقابلات، وعلى الأرجح ستكتشف كثيراً من القواسم المشتركة بين عملك وعمل الميسر، ولكنَّك ستتعلم من ناحية أخرى كثيراً من النصائح والتقنيات المستخدَمة في الحفاظ على تفاعل ومشاركة المتدربين.

النشاطات المستخدَمة في زيادة تفاعل المشاركين في التدريب الافتراضي:

قد تبدأ بإعداد برامج تدريب افتراضي ممتعة عن طريق تطبيق النصائح والطرائق الواردة في المقال وتنمية المهارات اللازمة لنجاح المدرِّب؛ إذ تزداد فاعلية التدريب عند استخدام النشاطات والألعاب في تقديم المحتوى، وتشجيع المتدربين على التفاعل والمشاركة.

فيما يأتي بعض النشاطات المستخدمة لزيادة فاعلية جلسات التدريب الافتراضي وتشجيع المتدربين على المشاركة والتفاعل:

1. كسر الجمود:

تزداد رغبة المتدربين بالاندماج والاستعداد للمشاركة في الجلسة عندما تتيح لهم فرصة التعارف وتستخدم نشاطات مخصصة لكسر الجمود، فيجب أن يؤمِّن المدرب بيئة مريحة تشجع المتدربين على التفاعل مع بعضهم وبناء الألفة والشعور بالراحة في بداية البرنامج.

توجد بعض التمرينات والنشاطات المستخدَمة من أجل كسر الجمود في جلسات التدريب دون الحاجة إلى استخدام مواد أو معدات إضافية، فقد تبدأ بطرح أسئلة شخصية تفاعلية من قبيل "هل سبق لك أن مارست هواية العزف؟"، ويجب أن توضح لهم قواعد اللعبة، وتطلب ممَّن ينطبق عليه السؤال أن يقف أو يرفع يده على سبيل المثال، واطرح بضعة أسئلة قبل أن تحث المتدربين على المشاركة وطرح أسئلتهم الخاصة.

2. تحديد الحالة المزاجية للمتدربين:

يمكنك أن تساعد الحاضرين على الاستعداد وتحفزهم على المشاركة عن طريق الاطمئنان على حالتهم المزاجية في بداية الجلسة الافتراضية، فقد يتسنى للمدرب الافتراضي زيادة فاعلية الجلسة وإنتاجيتها وتعزيز شعور المشاركين بالراحة عندما يكوِّن فكرة واضحة عن وضعهم النفسي والمزاجي.

يقتضي أحد هذه النشاطات الافتتاحية عرض أيقونات الطقس على السبورة الافتراضية؛ إذ تشير هذه الأيقونات إلى حالة الطقس بالترتيب من المشمس إلى العاصف؛ لذا يجب أن تطلب من المشاركين وضع أسمائهم بجانب الأيقونة التي تعبِّر عن حالتهم المزاجية، وتشجع هذه التقنية البصرية البسيطة المتدربين على مشاركة حالتهم المزاجية دون أن يشعروا بالحرج أو الخجل، كما أنَّها تساعد المدرِّب على إجراء التعديلات اللازمة على برنامج الجلسة بما يتناسب مع حاجة المتدربين.

3. تنشيط المشاركين في التدريب الافتراضي:

"إجهاد زووم" (Zoom fatigue) ظاهرة حقيقية وشائعة في معظم برامج التدريب الافتراضي؛ إذ تستنزف الجلسات الطويلة طاقة ونشاط المشاركين، وتنطبق هذه القاعدة على مختلف برامج التدريب حتى لو كانت مصممة بعناية، ويقتضي الحل في مثل هذه الحالة أن تستفيد من تمرينات تنشيط المشاركين وتخرج عن موضوع التدريب قليلاً.

قد تطبق لعبة "إيجاد اللون الأزرق" (Touch Blue) لتنشيط المشاركين في التدريب الافتراضي سواء كانوا موجودين في المكتب، أم المطبخ، أم أي مكان آخر؛ إذ يقتضي التطبيق العملي للعبة اقتراح صفات مثل أزرق، أو دافئ، أو ناعم، أو ثقيل، بحيث تطلب من المتدربين العثور على غرض يحقق شرط الصفة من أجل تقديمه إلى الصف، وحاول أن تزيد من سرعة وتيرة اللعبة وتشجع على الاستجابة الإبداعية بغية تنشيط المتدربين، وتحفيز تفاعلهم ومشاركتهم.

4. زيادة مستوى المشاركة:

يميل المشاركون في التدريب الافتراضي إلى الصمت في بعض الأحيان، فقد يواجه المدرب بعض الصعوبة في العثور على طرائق تساعده على تحفيز تفاعل المتدربين ومشاركتهم في البيئة الافتراضية؛ إذ إنَّ تطبيق هذه الطرائق ضروري لزيادة فاعلية التدريب وتحسين نتائجه.

قد تساعد جميع المتدربين على التفاعل في التدريب الافتراضي والمشاركة في النقاشات والحوارات عن طريق تحفيز السلوكات الإيجابية، وتشجيع المتدربين الهادئين على المشاركة والمساهمة في التدريب.

5. تقديم مواد التدريب:

تتطلب معظم دورات التدريب الافتراضي تقديم المحتوى إلى المشاركين، فهذه العملية أساسية، ولكنَّها قد تفتقر إلى عناصر الحيوية والتفاعلية في بعض الأحيان، وتقتضي وظيفة المدرب ابتكار تقنيات وأساليب تساعد المتدربين على التفاعل مع مواد التدريب والاحتفاظ بالمعلومات المكتسبة على الأمد الطويل.

ثمة طرائق مصممة خصيصاً لمساعدة المتدربين على الاستجابة لمواد التدريب وتلخيص الأفكار والمعلومات المكتسبة، فقد تطلب من المتدربين المشاركة والتفاعل مع المحتوى وتلخيص محاور الجلسة لكي تزيد من فاعلية التدريب وتضمن الحفاظ على انتباه وتركيز الجميع.

6. الإبداع الجماعي:

تُعَدُّ تمرينات ابتكار وابتداع الأفكار المتعلقة بموضوع معيَّن إلى جانب التحديات الجماعية طريقة فعالة لتحفيز تفاعل ومشاركة المتدربين، وهنا يبرز السؤال الآتي "كيف تستفيد من البيئة الافتراضية في جعل عمليات التدريب أكثر حيوية ومتعة وأقل رتابة ورسمية؟".

يُعَدُّ مخطط "زهرة اللوتس" (Lotus Blossom) تقنية سريعة وفعالة لتوليد الأفكار عند استخدام السبورة الافتراضية؛ إذ يقتضي التطبيق العملي للطريقة تحديد مفهوم أو موضوع رئيس ووضعه على السبورة الافتراضية، ويتم بعد ذلك دعوة المشاركين إلى ابتكار الموضوعات والأفكار التي قد تتفرع عن الموضوع الرئيس المركزي، ويُطلَب من المتدربين إضافة هذه الأفكار إلى الموضوع الأساسي على السبورة.

شجع المتدربين على إضافة مزيد من الأفكار الجديدة بالاعتماد على إبداعات الآخرين، فقد تستخدم حصيلة أفكار المجموعة بوصفها أساساً للنقاشات ولتمرينات العصف الذهني المقبلة.

في الختام:

قد تواجه بعض الصعوبة عندما تنتقل لبيئة التدريب الافتراضي وتحاول التميُّز عن المنافسين، وقد تنجح في كسب العملاء ومواكبة مستجدات التدريب عن طريق إعداد برامج تدريب افتراضية ممتعة وتفاعلية، والاستفادة من الأفكار والطرائق الواردة في المقال.