هناك ثلاثة أنواع رئيسة من نماذج اتخاذ القرار أو الطرائق التي يمكنك استخدامها لمساعدتك على اتخاذ القرار، وعلى الرغم من أنَّ كل شخص سيتَّبع أسلوبه الخاص، فإنَّ جميع الأساليب تندرج ضمن إحدى الفئات الثلاث التالية:

  • اتخاذ قرار عقلاني.
  • اتخاذ قرار مبني على الحدس.
  • اتخاذ قرار بناءً على أحكام مسبقة.

لنلقي نظرة على ما تعنيه كل فئة من هذه الفئات وبعد ذلك نتناول بالتفصيل نموذجاً محدداً يمكنك استخدامه.

أنواع نماذج صنع القرار

● نموذج اتخاذ قرار عقلاني

إذا أردت اتباع نموذج اتخاذ قرار عقلاني، فعليك جمع الحقائق، وفحص المواقف بدقة، واتخاذ قرارات عقلانية بناءً على كل ما تعرفه عن موضوع معين، كما يجب عليك إجراء أكبر قدر ممكن من البحث وألا تدعَ الأمور للصدفة، فهذه هي الطريقة الموصى بها لاتخاذ القرار لمن يشغلون مناصب إدارية.

● نموذج اتخاذ القرار مبني على الحدس

لا يتضمن اتخاذ القرار المبني على الحدس استخدام الإحصاءات والبيانات؛ وإنَّما شعورك الغريزي، فعلى الرغم من أنَّ هذه الطريقة ليست سيئة بالضرورة، لكنَّها قد تؤدي إلى كارثة؛ حيث لا ينبغي أبداً أن يكون حدس الفرد هو العامل الوحيد في عملية اتخاذ القرار، ومن الأفضل استخدام التجارب والأفكار والإحصاءات السابقة معاً لاتخاذ القرار الصحيح.

● نموذج اتخاذ القرار بناءً على أحكام مسبقة

 يُعدُّ هذا النموذج من أكثر النماذج إثارة للجدل؛ وذلك لأنَّك تتخذ قراراً سريعاً بناءً على تفضيلاتك وآرائك الشخصية، ثمَّ تبحث عن البيانات التي تدعم ما تريد القيام به، بغض النظر عما إذا كان قرارك صحيحاً أم لا، كما أنَّك تميل إلى تجاهل المعلومات الهامة لمجرد أنَّها لا تراعي اهتماماتك.

ينبغي لك تحديد نوع نموذج اتخاذ القرار الذي تتبعه عادةً، والتأكد إن كان أكثر فاعلية، كما ينبغي أن تكتشف إن كنت تميل إلى التصرف بناءً على أحكام مسبقة؛ لذا اكتشف أنسب نموذج لك، ثم قرر ما إذا كنت بحاجة إلى إجراء تغيير.

مثال عن نموذج صنع القرار

● نموذج القرار العكسي

نحن نتخذ القرارات يومياً، وهذا جزء من عملنا وحياتنا، وغالباً ما نتخذ قرارات صائبة، ونادراً ما نتخذ قرارات غير صائبة أو خطيرة، فإن كنت بحاجة إلى اتخاذ قرارات كبيرة وطويلة الأمد من شأنها التأثير فيما ستفعله في المستقبل، فاحرص على اتباع نموذج صنع القرار الذي يساعدك ويزوِّدك بأساس متين للقرار الذي تنوي اتخاذه.

لنفترض أنَّه عليك أن تقرر ما إذا كنت ستقبل وظيفة جديدة في مكان آخر أم ستبقى في وظيفتك الحالية، وتتمثل إحدى طرائق القيام بذلك في استخدام ما يُعرف باسم نموذج القرار العكسي (backwards-decision model) ويُطلق عليه هذا الاسم لأنَّنا عكسنا أحرف كلمة "decision" التي تعني "القرار" باللغة العربية فتشكل لدينا المصطلح "noisiced"، وهو في الحقيقة أيضاً اختصار جمعت أحرفه الكلمات الآتية في اللغة الإنكليزية:

  • الاحتياجات (Needs): لماذا أحتاج إلى تغيير وظيفتي؟
  • الأهداف (Objectives): هل تساعدني الوظيفة على تحقيق طموحاتي؟
  • المعلومات (Information): هل لدي كل المعلومات التي أحتاج إليها؟ ما المعلومات التي أحتاج إلى المزيد منها؟
  • الاستراتيجية (Strategy): هل تتناسب الوظيفة مع خطط حياتي؟
  • التحري (Investigate): البحث عن فرص أخرى.
  • الخيار (Choose): ما الخطوات التي أحتاج إليها لاتخاذ هذا القرار؟
  • التركيز على الذات (Ego states): كيف أشعر؟ ما رأيي؟ ماذا يجب أن أفعل؟
  • القرار (Decide): اتخاذ القرار.

جدير بالذكر أنَّه يمكنك استخدام هذا الاختصار في مجالات الحياة الأخرى التي تتطلب اتخاذ القرارات؛ لذا جرِّبه وراقب النتائج التي تحصل عليها، فقد تتفاجئ من فاعلية النموذج العكسي.

سلبيات نماذج صنع القرار

هل تستخدم نموذجاً وما زلت تشك في نفسك؟

عندما يكون عليك وضع خطة عمل، هل تستغرق أياماً للتفكير في جميع الخيارات ولا يمكنك اتخاذ القرار على الفور؟ بعد أن تتخذ قراراً بشأن خطة العمل، هل تتردد وتعيد النظر فيما إذا كنت قد اتخذت القرار الصحيح؟

فيما يلي بعض النصائح كيلا تتردد:

● تصرَّف بناءً على حدسك

إنَّ أهم درس عن تعلُّم الشعور بالراحة لاتخاذ القرارات هو تعلُّم الوثوق بنفسك، فإن نظرت إلى سجل أدائك، فقد تكتشف أنَّك ذكي، وعادةً ما تحقق النتائج المنشودة؛ ونتيجة لهذا، حاول اتخاذ قرارات سريعة بناءً على حدسك، ربما تفعل هذا على أي حال، لكنَّك تتباطأ لبعض الوقت من خلال التفكير في جميع البدائل الممكنة.

عقلك الباطن هو حليفك، وعادةً ما يدلُّك على الخيار الصحيح، إنَّه عقلك الواعي الذي يخدعك ويجعلك تتساءل عن الاحتمالات الأخرى.

● لا تتردد

نحن نفشل في معظم الأوقات في الالتزام بخيار واحد بسبب فضولنا بشأن الخيارات الأخرى، فإن كنت تفكر في ترقية أحد الموظفين، فسوف تفكر في المرشحين المحتملين الآخرين، ونوع المساهمات التي سيقدمونها إلى القسم، أو إذا كان عليك اختيار حملة تسويقية لمنتج جديد، فسوف تفكر في عشرات الأفكار، وتتخيل ما ستقدمه كل فكرة للشركة، وعلى أي حال، من الضروري أن تفهم أنَّه لا يمكنك تجريب كل السيناريوهات المحتملة، ولا يمكنك الحصول على كل شيء، ولهذا السبب عليك عدم التردد، والالتزام بخيار واحد بدلاً من ذلك.

● تقبَّل الفشل المحتمل

يجب على المديرين الاتزان في قراراتهم كونها تؤثر في موظفيهم وبقية الشركة، وهذا هو السبب في أنَّه من الصعب جداً على بعض القادة اتخاذ قرارات خوفاً من تعريض الشركة للخطر بسبب اختيارهم الخاطئ، فإذا كنت بحاجة إلى أن تقرر ما إذا كنت ستستثمر في فكرة جديدة محفوفة بالمخاطر، فقد تظل مستيقظاً طوال الليل لإعداد قوائم بالإيجابيات والسلبيات دون القدرة على اكتشاف الحل الأفضل.

اعلم أنَّه على الرغم من مسؤولياتك الكبيرة، فأنت بشر وقد تتخذ قراراً خاطئاً بين الحين والآخر؛ لذا لا تدع هذا الخوف يمنعك من اتخاذ قرارات سريعة، فحتى القرار المدروس جيداً قد لا يصب في مصلحتك في بعض الأحيان.

يستطيع بعض الأفراد اتخاذ القرارات بسهولة، بينما يتعثر آخرون، والأمر مسألة مهارة تحتاج الممارسة.