كم مرة فكَّرتَ في المتعلمين البالغين لديك عند تصميم دورات التعليم الإلكتروني الخاصة بك؟ هل تستخدم نهج التصميم التعليمي المناسب لتقديم تجربة تعليمية تلبي احتياجاتهم؟ في هذا المقال سنتحدث عن أربع نظريات للتصميم التعليمي يجب مراعاتها عند تصميم دورات التعليم الإلكتروني للمتعلمين البالغين.

كمصمم تعليمي، تتمثل مهمتك في ضمان تصميم تجارب تعليمية تُعزِّز الأداء وتُحفِّز المتعلمين البالغين على التعلم، وبينما يُعَدُّ هذا الأمر حقيقةً، إلا أنَّه من الصعب أيضاً تلبية احتياجات البالغين؛ وذلك لأنَّ معظمهم مشغولون دائماً ومرهقون، ولا يمكنهم تحمُّل فكرة إضاعة وقتهم في القيام بأمور لا تضيف قيمةً إلى حياتهم، وكل ما يريدونه هو تجربة تعليمية تركز على مساعدتهم على تحقيق أهدافهم وتُطوِّرهم.

لهذا السبب، ومن أجل تطوير الدورات التي تلبي متطلبات المتعلمين البالغين، يوجد حاجة لفهم نهج التصميم التعليمي؛ وذلك لأنَّه سوف يساعدك على اختيار التكنولوجيا المناسبة لتقديم التدريب، كما سوف يساعدك أيضاً على وضع استراتيجياتٍ أفضل تتناسب مع أسلوب العصر الرقمي الحالي.

من المؤكد أنَّ نهج التصميم التعليمي الذي تختاره عند تصميم دورة تدريبية عبر الإنترنت له تأثير كبير في نجاح تدريبك، وعدم انتقاء الخيار المناسب يمكن أن يفسد برنامجك، ولهذا السبب يجب أن تأخذ وقتك وتختار أفضل نهج لتقديم التدريب الهام؛ لذا نقدِّم لك فيما يلي 4 مناهج تصميم تعليمية قد تجدها مفيدةً لتصميمك:

1. نظرية تعليم البالغين

النظرية الأساسية الأولى التي يمكنك الاستفادة منها في تدريبك هي نظرية تعليم البالغين فلقد ظهرَت هذه النظرية والمعروفة أيضاً باسم أندراغوجيا (andragogy)، لأول مرة في عام 1968 من قِبل الأستاذ الجامعي "مالكوم نولز" (Malcolm Knowles)؛ حيث يركز نهج التعلم هذا على طريقة اكتساب الكبار للمعرفة، وكيف تختلف عن طريقة تعلُّم الأطفال، كما يؤكد على حقيقة أنَّ الصفات الشخصية والظرفية تمثِّل الجانب الأساسي لتجربة تعلُّم البالغين.

على الرغم من أنَّ المتعلمين البالغين يتمتعون بقدرات فكرية عالية، إلا أنَّ قدراتهم الحسية الحركية منخفضة وتتناقص مع مرور الوقت، ولذلك، لكي يقدِّم المصممون التعليميون تدريباً مفيداً، فهم يحتاجون إلى تحقيق التوازن بين نقاط القوة والضعف لدى المتعلمين البالغين، وتتمثل إحدى طرائق القيام بذلك من خلال تمكين المتعلمين البالغين من اختيار النشاطات التدريبية التي تناسب احتياجاتهم.

2. نهج التعلم القائم على حل المشكلات

يُعَدُّ هذا النهج أحد أكثر مناهج التصميم التعليمي فاعليةً، والذي يمكن أن يساعد على تطوير دورات تعليم البالغين الهامة، ونظراً لأنَّ المتعلمين البالغين مهتمون فقط بالتدريب الذي يساعدهم على حل المشكلات العملية، فيمكنك استخدام هذا النهج؛ حيث يقترح أنَّه يجب على المتعلمين اكتساب المعرفة من خلال التفكير وخوض تحدياتٍ واقعية.

وفيما يلي 3 مبادئ يجب على مصممي المناهج التعليمية اتباعها لتحسين تجربة التعلم:

  • استخدام التقييم لقياس مستوى فهم المتعلمين البالغين لأفكارك.
  • وجود مشكلات تحفز المتعلمين وتحافظ على تفاعلهم.
  • وجود مشكلات تحفز المتعلمين على تطوير مهارات هامة من خلال تأدية مهمة حقيقية.

3. نظرية المرونة المعرفية

إنَّ نظرية المرونة المعرفية هي نهج تعليمي يؤكد على حقيقة أنَّ المتعلمين البالغين يحتاجون إلى استيعاب المعلومات التي يتعلمونها وتنظيمها ومعالجتها، ولذلك، حتى يتمكن المصممون التعليميون من تزويد المتعلمين البالغين بفرصة استيعاب المعلومات، يجب عليهم اتباع مبادئ نظرية المرونة المعرفية، وفيما يلي قائمة بهذه المبادئ:

  • المعرفة متأصلة في السياق: لتمكين المتعلمين البالغين لديك من تحسين قدرتهم على الاحتفاظ بالمعلومات، يجب عليك أن تفهم أنَّ المعرفة تعتمد على السياق.
  • يجب أن تكون المعرفة قويةً، وليست ضعيفةً: من خلال استخدام مواد التصميم التعليمي الخاصة بك، ستحتاج إلى التأكد أنَّك لا تفرط في تبسيط الموضوع من حيث الشكل والمضمون.
  • المعرفة تحفيزية: لضمان أنَّ المتعلمين البالغين يشاركون بفاعلية في عملية التعلم، فيجب عليك استخدام نهج تحفيزي لتقديم التدريب الخاص بك.
  • المعرفة مترابطة: لكي تتمكن من مساعدة المتعلمين البالغين لديك على تحسين طريقة فهمهم للمعرفة، فيجب أن تضمن ربط مصادر المعرفة ببعضها بعضاً؛ وهذا يعني أنَّك بحاجة إلى التفكير في المعرفة السابقة للمتعلمين لديك وربطها بالمعلومات الجديدة.

4. نهج التعلم التعاوني

إنَّ التعلم التعاوني هو أيضاً نهج تصميم تعليمي يمكن أن يساعد على تقديم تجربة تعليمية أفضل للبالغين، ويتطلب هذا النهج تركيز المصممين التعليميين على 5 عناصر رئيسة، وهي المهارات التعاونية والمساءلة الشخصية والمناقشات الجماعية والتفاعل المباشر والاعتماد المتبادل، ومن خلال القيام بذلك، يمكن تمكين المتعلمين البالغين من اكتساب المزيد من المعرفة والمهارات من خلال أقرانهم.

يوجد العديد من مناهج التصميم التعليمي الأخرى التي يجب أخذها في الحسبان، بما في ذلك التعلم العملي، وإدراج الوسائط المتعددة، واختيار المخططات والأشكال البيانية، ومع ذلك ستمكِّنك الاستراتيجيات المذكورة آنفاً من معرفة المتعلمين البالغين واحتياجاتهم، كما ستساعدك على تطوير الدورات التي تُحسِّن قدرة المتعلمين البالغين على الاحتفاظ بالمعلومات وتُوفِّر تجربةً تعليمية أفضل.