إنَّ بناء برنامج تدريبي فعَّال - من التخطيط إلى البدء - عمل شاق، فبعد وضع طاقتك كلها، فإنَّ آخر أمر تحتاجه هو وجود عائق بسيط يعوق نجاح ذلك البرنامج؛ وسواء كانت عوائق عاطفية أم تحفيزية أم تعليمية، فقد حللنا في هذا المقال أهم عوائق التعليم التي تواجهها الشركات الحديثة وسريعة النمو، وقدَّمنا نصائح قابلةً للتنفيذ للتغلب عليها.

العوائق العاطفية للتعليم

1. ضغط الأقران

هذه ليست مجرد مشكلة عادية، فقد يعانيها موظفوك أيضاً، وربما تمارس الإدارة العليا ضغوطات لتدريب المديرين على تحقيق أهداف معيَّنة، دون أن تكتشف أولاً قابلية تطبيق ذلك بالنسبة إلى المتعلمين، أو يُطلَب من المتعلم إكمال التدريب على موضوع لا يهتم به، أو ليس ماهراً فيه بصورة كافية، إذاً، ماذا تفعل كمدرِّب؟

ابدأ بضمان ارتياح المتعلمين للأهداف الموضوعة لهم، وقبل بدء الدورة التدريبية، أجرِ عملية بحث من خلال سؤال المتعلمين عمَّا يريدونه وما الذي يتوقعونه من الدورة التدريبة، ثمَّ انشر الدورة، وأجرِ استطلاعاً للحصول على تغذيتهم الراجعة حولها؛ حيث سيساعدك الإصغاء إلى ما سيقولونه على تصميم الدورة التدريبية وفقاً لما يلبي احتياجاتهم، وتجاوز هذا العائق أمام التعلم في هذه العملية.

2. الخوف من الفشل

لا أحد منَّا يحب الفشل، ومع ذلك فهو عائق حقيقي لبعض المتعلمين، لا سيَّما في مكان العمل؛ حيث يرغب الجميع في التميز والظهور، لكن دون الفشل، من المستحيل التعلم من ارتكاب الأخطاء، فإنَّ وجود ثقافة منفتحة للتعلم داخل منظمتك هو أمر ضروري لدعم الأشخاص الذين يخشون الفشل؛ إذ يحتاج هؤلاء المتعلمون إلى هيكل، ووضع هدف نهائي، والتأكد من أنَّ ارتكاب الأخطاء أمر جيد.

إذا كنتَ تستخدم نظام إدارة التعلم (learning management system)، فاستفِد من مسارات التعلم حتى يعرف المتعلمون ما الذي يمكن توقُّعه؛ حيث يمكنهم رؤية كل خطوة يحتاجون إليها لتحقيق النجاح وهذا ما يجعل التدريب أقل صعوبةً، كما يُعَدُّ استخدام التلعيب والشهادات طرائق جيدةً للتعامل مع هذا العائق أيضاً، ويمكن ملاحظة ذلك لدى عدد من العملاء؛ إذ يتذوق المتعلمون طعم النجاح عند إنهاء الدورة؛ مما يحفزهم إلى إنجاز المزيد.

3. فقدان الثقة بالنفس

مثل الخوف من الفشل، فيمكن أن يكون فقدان الثقة بالنفس أمراً شائعاً بين المتعلمين، وغالباً ما يفكر هؤلاء المتعلمون بأنَّهم لا يستطيعون فعل أمر ما، فلماذا يحاولون؟

ولمساعدة المتعلمين على التعامل مع هذا التصور السلبي وتغييره، تحتاج إلى جعل التعلم تجربةً إيجابية، ويمكنك القيام بذلك عن طريق مكافأة جهودهم التدريبية، إما من خلال التلعيب، أو المديح الشخصي، لتشجيع الأشخاص الذين تشعر أنَّهم قد يتأثرون بتدني تقدير الذات.

ويحتاج المتعلمون جميعهم إلى معرفة أنَّهم لا يضيعون وقتهم في حضور الدورة التدريبية، لذلك عزِّز قيمة التدريب لتحفيزهم، وساعِدهم على فهم أنَّ التدريب المُقدَّم لهم سيُمكِّنهم من تحسين المهارات بطريقة لا تفيد المؤسسة فحسب، وإنَّما تفيدهم أيضاً.

العوائق التحفيزية للتعليم

4. عدم وجود أهداف

ننصح دائماً بوضع أهداف تدريبية واضحة لجعل المتعلمين يركزون، ومساعدتهم على فهم سبب إعطاء الأولوية للتعلم، وسواء كان الأمر يتعلق بتحديد هدف عام أم أهداف صغيرة تدريجية تُحقَّق من خلال إنجاز كل هدف داخل الدورة التدريبية، فهذه طريقة رائعة لتحفيز المتعلمين، وإذا كنتَ تواجه صعوبةً في تحديد أهداف التدريب، فحاول الإجابة عن هذه الأسئلة البسيطة لتتمكن من البدء:

  • ما الذي يجب أن يكتسبه المتعلمون عند إكمال هذه الدورة التدريبية؟
  • هل هي مهارة يمكنهم استخدامها مباشرةً؟
  • كيف سيساعدهم هذا على أداء عملهم أداءً أفضل؟

أجب عن هذه الأسئلة لجميع الدورات التي تقدِّمها، وشارِك هذه المعلومات مع المتعلمين، فعندما يلاحظ المتعلمون بوضوح فوائد التدريب المخصَّص لهم وتطبيقه العملي، سيبذلون جهوداً أكبر عندما يتعلق الأمر بإكمال التدريب.

العوائق التعليمية للتعليم

5. شكل الدورة

لا تلتزم بالدورات التدريبية المُقدَّمة على شكل نصوص فقط، وبدلاً من ذلك قيِّم التنسيقات المختلفة التي يمكنك إظهارها في الدورات التدريبية الخاصة بك لجعل التدريب أكثر جاذبيةً، فدعونا نلقي نظرةً على الوسائل المختلفة المستخدَمة في التعليم الإلكتروني:

  • النص: يكون هذا النوع من التدريب مكثفاً، لكنَّه ممتاز لتوفير الأجواء المطلوبة.
  • الصور: تنقل الكثير من المعلومات خلال فترة زمنية قصيرة، ولكن قد تفتقر إلى السياق.
  • الفيديوهات: وهي الوسائط المتعددة التفاعلية، وغنية بالمعلومات والسياق، ولكن إذا لم تكن لديك المعدات والموارد اللازمة، فيمكن أن يستغرق إنشاء هذا المحتوى وقتاً طويلاً.
  • العروض التقديمية: محتواها عبارة عن شرائح، وتحتوي تلك الشرائح عادةً مجموعةً من النصوص والصور والفيديوهات.
  • جلسة مباشرة أو ندوة عبر الإنترنت: وهي جيدة لإنشاء حلقة تغذية راجعة، وتسمح لك بالإجابة عن الأسئلة بسرعة.

لحسن الحظ، يوجد العديد من الأدوات المتاحة التي ستساعدك على إنشاء عروض تقديمية رائعة وإدراج فيديوهاتٍ ومقاطع صوتية فيها.

6. تقديم تجربة سيئة للمتعلمين

يجب أن تقدِّم الكثير من الاهتمام للمتعلمين، ولكن في الواقع يمكن أن يكون الأمر مختلفاً قليلاً، وهذا هو السبب في أنَّ العثور على نظام إدارة تعلُّم مناسب للمتعلم، وسهل الاستخدام يمثِّل أولويةً قصوى، فعندما لا توجد عمليات مُربكة، يعرف المتعلم عندها كيف يتلقى تدريبه وما هو التدريب الذي يجب أن يتلقاه، فلا يقتصر الأمر على التركيز على التدريب فحسب، بل يجب أن يحتوي نظام إدارة التعلم الجيد على ميزات من شأنها أن تحافظ على تفاعل المتعلمين لديك.

يُعَدُّ وجود واجهة يمكن للمتعلمين لديك التنقل فيها بسهولة للوصول إلى الدورات التدريبية التي سجَّلوا فيها أمراً أساسياً؛ إذ يجب أن يمنح نظام إدارة التعلم المتعلمين فرصةً للتدريب بالطريقة التي تناسبهم بصورة أفضل، ويجب أن يحتوي على عناصر مثل دليل يشمل الدورات التدريبية التي يمكن للمتعلمين اختيار أعمال مثالية من بينها لتحفيزهم على توجيه تعليمهم الذاتي؛ مما سيؤدي إلى التخلص من العوائق التي تقف في وجه التعلم.