يُعَدُّ المصممون التعليميون جزءاً أساسياً من أيِّ برنامجٍ تدريبيٍّ، سواء في المدارس أم الجامعات أم الشركات، فهم يؤدون دوراً هاماً في مجال التعلم والتطوير.

يتمثَّل دور المصمم التعليمي في صياغة تجارب تعليمية مفيدة للمتعلمين وتزويدهم بالأدوات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح. ومن الهام التأكد من أنَّ المتدربين يفهمون كل شيء يُدرَّس، بالإضافة إلى جعل عملية التعلم سهلةً وممتعةً وفعَّالةً. في أغلب الأحيان يُطور المصمم أفكاراً جديدةً ويساعد على تشكيل طريقة استعمال التقنيات الجديدة في الفصل الدراسي الفعلي أو الافتراضي.

مع زيادة استعمال التكنولوجيا في كل مجال من مجالات حياتنا اليومية تقريباً، يزداد الطلب على المصممين التعليميين، فهم يشكلون جزءاً لا يتجزأ من أيِّ برنامج تدريبي، كما أنَّهم يساعدون على ضمان أنَّ المعلومات المُقدَّمة للمتدربين في البرنامج التدريبي مفهومة وقيِّمة؛ إذ يمكن للمؤسسات والشركات تركيز جهودها على توفير التدريب الهام جداً لجمهورها المستهدف. إذاً، ما هي مهارات المصمم التعليمي؟

تُعَدُّ معرفة المهارات الأساسية أمراً جيداً عند بدء تعيين موظفين ضمن مبادرتك التدريبية التالية. سيتحمل المصمم التعليمي الجيد مسؤوليات عدة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالمشاريع التي تُعطى له. إذا كنت تخطط للعمل مع مصمم تعليمي فمن الهام أن تبحث عن مهاراته الخاصة، وكيف ستساهم هذه المهارات في المشروع الذي تعمل عليه. ومن هذه المهارات:

● فهم نماذج التعلم

عند التوظيف، يجب عليك مناقشة المصمم التعليمي الخاص بك بشأن نماذج التعلم التي يستعملها؛ إذ إنَّ نماذج التعلم هذه هي المبادئ الأساسية في تلبية احتياجات المتعلمين، ومن الأمثلة عن ذلك:

  • نموذج "أدي" (ADDIE)، الذي تجمع حروفه الحروف الأولى من الكلمات الإنجليزية الآتية: "التحليل" (Analyze)، و"التصميم" (Design)، و"التطوير" (Develop)، و"التنفيذ" (Implement) و"التقييم" (Evaluate).
  • "تصنيف بلوم" لأهداف التعلم (Bloom's Taxonomy).
  • نموذج "التعليم الفردي" (Individualized Instruction).
  • "نموذج التصميم التعليمي" (Instructional Systems Design).
  • "نموذج التقريب المتتالي" (Successive Approximation Model).

يمكن للمصمم اختيار نموذج التعلم المناسب، الذي يشعر أنَّه الأنسب لاحتياجات المتعلمين. يجب عليك تخصيص بعض الوقت لفهم هذه النماذج، وطريقة تأثيرها في مبادرة التعلم الخاصة بك.

● الخبرة في مجال التكنولوجيا

عندما يتعلق الأمر بتصميم المشروع، يستعمل المصممون التعليميون برامج مختلفةً. من المفيد أن يمتلكوا خبرةً في إنشاء وإدارة المشاريع بالاعتماد على مجموعة متنوعة من الأنظمة الأساسية؛ إذ سيمنحك ذلك فكرةً عن مهاراتهم وخبراتهم. تشمل هذه البرامج:

  • برنامج "أدوبي كابتيفيت" (Adobe Captivate).
  • برنامج "أرتيكوليت ستوري لاين" (Articulate Storyline).
  • برنامج "أرتيكوليت استوديو" (Articulate Studio).
  • برنامج "أرتيكوليت 360" (Articulate 360).
  • البرامج الأخرى، مثل "مايكروسوفت باور بوينت" (Microsoft PowerPoint)، و"أدوبي بي دي إف" (Adobe PDF) والأدوات السحابية الأخرى.

خصِّص بعض الوقت لتكوين فهم أفضل لقدرات المصممين التقنية، ومعرفة البرامج التي يستعملونها، ويجب أن تتأكد من أنَّهم يعون جيداً جميع جوانب التطبيق لتقليل المشكلات التي قد تنشأ.

● قدرة ممتازة في مهارات تقديم العروض

يستعمل المصمم التعليمي مهاراته للمساعدة على تعليم الآخرين؛ إذ يجب أن يكون التركيز الأساسي للمصمم على طريقة تأثير مشروع التصميم التعليمي في المنظمات أصحاب المصلحة. ستتطلب وظيفتهم العمل الوثيق مع أصحاب المصلحة والخبراء المتخصصين لضمان سير كل شيء بسلاسة.

● امتلاك الموهبة في تقديم المواد بصرياً وفنياً

يجب أن يعرف المصممون التعليميون طريقة التفكير الإبداعي وحل المشكلات. في الحالات معظمها، لا يمكن العثور على إجابات للمشكلات التي تظهر في المقررات الدراسية.

سيتطلَّب تعلُّم طريقة التفكير الإبداعي من المصمم استعمال مهارات التواصل الخاصة به في أثناء تصميم المشروع، كما يجب عليه تحديد المشكلة، ووضع الحل المناسب لها، وتنفيذها تنفيذاً جيداً. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المصممين تقديم المواد لتلبية أنماط التعلم المختلفة.

● امتلاك مهارات ممتازة في إدارة المشاريع

في عالم إدارة المشاريع، يُعَدُّ حل المشكلات أمراً هاماً. لإنجاز مشروع ناجح، يجب أن توجد خطة قابلة للاستعمال. تتضمن تعليمات لفريق العمل وطريقة لقياس التقدم. عند البحث عن المهارات التي يجب أن تتوفر لدى المصمم، ضع ذلك في الحسبان.

● امتلاك مهارات تواصل ممتازة

تُعَدُّ القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين أمراً ضرورياً لدى مصمم التعليم الناجح؛ إذ يجب أن يكون المصمم شخصاً ممتازاً في التواصل. يُتوقع من أصحاب المصلحة قراءة التعليمات وكتابتها والإصغاء إليها في بيئة دراسية مثالية؛ إذ سيحتاجون إلى التفاعل مع المعلمين والطلاب الآخرين لفهم المفاهيم المقدمة. سيكون لمهارات التواصل الأسبقية على جميع المهارات الأخرى.

● الخبرة في التصميم التعليمي

قد يبدو هذا الأمر واضحاً، لكنَّك تريد شخصاً يمكنه تحقيق أقصى استفادة من كل مشروع تنجزه. سيمتلك المصمم الذي يشارك في معظم مشاريع التصميم صورةً كاملةً عن طريقة سير الأمور، وما الذي يمكن فعله بشأن موضوع معين. سيعرف المصمم الاستراتيجيات التي تعمل جيداً لتقديم المواد، والمعلومات التي يجب الحديث عنها، والطريقة المناسبة لوضع هذه المفاهيم موضع التنفيذ.

● القدرة على العمل مع أصحاب المصلحة

إنَّ القدرة على العمل مع أصحاب المصلحة هي مهارة هامة يجب امتلاكها. سيكون المصمم الذي يمكنه تلبية هذه المتطلبات عضواً هاماً في منظمتك، وستكون مهارات المصمم التعليمي عاملاً رئيساً في جهودك لتحسين المشاركة والجودة.

سيتمكن المصمم الجيد أيضاً من إثبات مشاركته في التعليم المهني المستمر، وبأنَّه يمتلك اهتماماً قوياً بالتوجهات الحالية، كما ستساعده معرفته بالتكنولوجيا والمعلومات الأساسية في التعليم على طرح أفكار يمكن أخذها في الحسبان.