قد يكون فريق القيادة هو السبب في نجاح الموظفين أو فشلهم؛ وذلك اعتماداً على أفعالهم؛ فالقادة الفعالون الذين يُقتَدى بهم وينقلون رؤية الشركة ورسالتها يدفعون موظفيهم إلى احترامهم، فهم يساعدون على إفساح المجال أمام الموظفين للإسهام في أداء الشركة، ويساعدونهم على الشعور بمزيد من الرغبة في العمل.

القادة الفعالون لطيفون، ومن السهل أن يتحدث معهم الموظفون عن أيِّ أمر. والقيادة الممتازة هامة لنجاح الشركة في المستقبل، لكنَّ التدريب على تطوير المهارات القيادية ضروري من أجل الحصول على قادة عظماء، وحتى الموظفين الذين يشغلون مناصب قياديةً يحتاجون إلى التدريب والدعم المستمرَّيَن، فأن تصبح قائداً أو رئيساً لمنظمة تُطوِّر قادةً فعَّالين ليس أمراً مُرضياً فحسب؛ وإنَّما هام أيضاً لاستمرار المنظمة.

البدء ببرنامج تدريبي لتطوير القيادات الفعالة

عندما تستعد للبدء ببرنامج لتطوير المهارات القيادية، توجد بعض الخطوات الهامة التي يجب اتخاذها لضمان فاعليته؛ حيث سيساعدك فهم احتياجات مؤسستك وموظفيك وأهداف برنامجك مُسبقاً على التخطيط للتدريب الذي يطور قادتك حتى يتمكنوا من أداء أدوارهم جيداً؛ إذ يشعر القادة الذين يحصلون على تدريب بقدر أكبر من التقدير من قِبل الشركة وأنَّ الإدارة تدعمهم، وفيما يلي سنناقش بعض العوامل الهامة جداً التي يجب معرفتها قبل وضع برنامج لتطوير المهارات القيادية في شركتك.

● التعرف إلى احتياجات الشركة

في البداية، يجب أن تعرف أهداف شركتك واستراتيجياتها المتعلقة بالسوق، والنوايا لتطوير الأعمال التجارية أو توسيعها، وسمعة العلامة التجارية التي تتمتع بها شركتك، والتفكير إلى أيِّ مستوى تريد المنظمة أن تصل، وما هي احتياجات القيادة، وهل تحتاج شركتك إلى تحقيق أهدافها؟ والتفكير في الأهداف طويلة الأمد، وما هي الأهداف قصيرة الأمد المطلوبة، وطريقة انعكاس هذه الأهداف على قيادتك؟

● تحديد نوع القادة الذين تحتاجهم

ما هي المهارات التي يمكن أن تجعل أعضاء فريق القيادة أكثر فاعليةً في أدوارهم؟ أيُّ نوع من القادة سيكون قيِّماً لنجاح عملك على الأمد البعيد؟ ما هي الأمور الأساسية التي تعتقد أنَّ كل قائد يحتاج إلى معرفتها؟ وما هي الصفات التي تعتقد أنَّ كل قائد يجب أن يمتلكها؟ أعد النظر في تصوراتك لمستقبل عملك وما هي أهدافك الرئيسة، فإذا لم تكن واضحاً بشأن هذه الأمور، فخصِّص بعض الوقت للبحث عنها ووضعها على الورق.

مهما كان المستوى الذي وصل إليه قادتك وإلى أيِّ مستوى تريدهم أن يصلوا إليه، فكِّر أيضاً في قادتك القادمين، فيجب أن يتضمن برنامجك مجالات لتطوير هؤلاء القادة المستقبليين من خلال منحهم المهارات والثقة التي سيحتاجون إليها عندما يشغلون منصباً قيادياً.

عندما تكون فعَّالاً وتستثمر في قادتك المحتملين في حين لا يزالون يطورون مهاراتهم القيادية، سيساعدهم ذلك على الاستعداد جيداً والشعور بأنَّهم أعضاء قيِّمون في شركتك.

● وضع قائمة بالأهداف والمهارات المطلوب تطويرها

ما هي المهارات التي يمتلكها قادتك حالياً؟ وما هي المهارات التي يحتاجون إلى المزيد من الخبرة لتطويرها؟ وما هي المجالات القيادية التي تفتقر إليها شركتك حالياً؟ وأين تريد رؤية المزيد من التحسن؟ سيساعدك إلقاء نظرة فاحصة على فريق القيادة الحالي وتقييم هذه الجوانب على الحصول على فكرة جيدة عن الأمور التي يجب إدراجها في برنامجك التدريبي.

قبل تطبيق برنامجك التدريبي، ستحتاج إلى وضع أهداف من أجل الحصول على نتائج، فمن المستحيل أن تمتلك برنامجاً فعَّالاً دون توقعات واضحة ومعرفة المعلومات والمهارات والقدرات التي تريد من القادة إظهارها عند العودة إلى العمل، عندما تحدِّد شكل النتائج النهائية، يمكنك وضع برنامج تدريبي أكثر فاعليةً من خلال تضمين الدورات التدريبية التي يحتاجها قادتك.

● مواءمة رؤية الموظفين المهنية مع احتياجات عملك

بينما يستمر قادتك في التطور ويساعدون الشركة على تحقيق نتائج أكثر نجاحاً، سيبقون بحاجة إلى تحديات التنمية والتعلم، إذا كانت منظمتك تقوم بإدارة المواهب أو إدارة الأداء كجزء من الممارسات الثقافية المعتادة، فيمكنك استخدام خطط التطوير الخاصة بقادتك الحاليين كدليل لإنشاء برنامج تطوير المهارات القيادية الخاص بك.

ضع في حسبانك أنَّه خلال مرحلة ما، ستكون أهداف واحتياجات قادتك الحاليين مختلفة عن الأهداف التي قد يحتاجها قادة المستقبل أو الشركة المستقبلية، ولهذا السبب، اعمل من أجل مستقبل الشركة عموماً.

إذا كانت منظمتك لا تشارك في تطوير المهارات القيادية، أو إدارة الأداء عموماً، فقد يكون من الجيد تقييم الشكل الذي تبدو عليه القيادة الجيدة من خلال تقييم مجموعة متنوعة من المستويات التنفيذية والإدارية والوظيفية، لإدراك الأمور القيِّمة والأمور التي تُشكِّل ثغرات.

● تحديد طرائق التطوير التي يجب استخدامها ووضع خطة تطوير

توجد العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها لتطوير قادة جيدين، ومنها برامج المنتورينغ، والتدريب الرسمي، والعمل التطوعي، وفِرق العمل، ومجموعات العمل واللجان، فعند التفكير في أهدافك واحتياجات الشركة والموارد الحالية، يمكنك تحديد الأساليب الأفضل لشركتك، وبمجرد امتلاكك فكرة عن التدريبات التي تحتاج إليها وعدد الأشخاص الذين تحتاج إلى العمل معهم، يمكنك تحديد أفضل طريقة لتحقيق تطوير المهارات القيادية، وأفضل البرامج هي تلك التي تشمل مجموعة متنوعة من أشكال وأساليب التقديم.

تُعَدُّ برامج المنتورينغ طريقةً رائعةً لتطوير قادة يشغلون مناصب مختلفة؛ لأنَّ الشخص في دور المنتور يمتلك الفرصة لتوجيه وتحدي وتعريف الشخص الذي يتلقى المنتورينغ على الأمور التي نجح فيها والاستفادة من المهارات الهامة التي ساعدَته؛ حيث سيتمكن القائد المحتمل (الذي يتلقى المنتورينغ) من التعلم من خلال تجربة الأمور التي يقوم بها القائد في حياته اليومية الفعلية.

يمكن أن يُقدَّم التدريب الرسمي لتطوير القادة على شكل دروس شخصية أو عبر الإنترنت؛ حيث يُجرَى لمعرفة المزيد حول المهارات الضرورية لتكون قائداً فعَّالاً، ويمكن تحديد مواعيد التدريب الرسمي بانتظام أو إنجازه سنوياً، كما يمكن أن تساعد البرامج التي تعتمد على المجموعات ضمن البرامج الرسمية القادة على تعلُّم التعاون وممارسة مهاراتهم القيادية في الوقت الحقيقي، ففي أثناء التعاون يستفيد القادة من التغذية الراجعة البنَّاءة ويعززون مهارات التواصل لديهم.

يمكن للعمل التطوعي أن يطوِّر المهارات القيادية بطرائق عدَّة؛ لذا من المفيد أن يعمل القادة مع أشخاص من شتَّى الخلفيات؛ ممَّا يساعدهم على تعلُّم ممارسة التعاطف والعمل مع مجموعات متنوعة وكسب احترام الآخرين، كما يساعدهم على زيادة ثقتهم بأنفسهم وتوسيع علاقاتهم، وصقل مهاراتهم في مجالات هامة مثل إدارة الوقت والتواصل والمنتورينغ.

وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يعملون مع القائد، لديهم فرصة لرؤية المهارات القيادية في أثناء العمل، ولديهم فرصة للحصول على بعض الأفكار أو حتى الرعاية خلال رحلة القيادة الخاصة بهم.

يُعَدُّ أسلوب فِرق العمل أو مجموعة المشاريع متعددة المهارات فرصةً جيدةً لتحدي القائد للعمل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص، فمن خلال ممارسة هذا الأسلوب، يكون القائد الجديد قادراً على الاستفادة من مهاراته على مستوى أعمق، والعمل عن كثب مع الأشخاص الذين يقودهم، وزيادة قدراتهم القيادية.

● قياس وتحليل نتائج البرنامج

قبل البدء، ضع خطة لطريقة قياس نجاح البرنامج، فأنت سترغب في معرفة المستوى الأساسي لنجاح قادتك الحاليين لتحديد فيما إذا كان البرنامج قد ساعد الموظفين بفاعلية على تطوير مهاراتهم القيادية، فمن دون برنامج قابل للقياس، لن توجد طريقة لتحديد مدى نجاحه، وباستخدام هذه البيانات، يمكنك إجراء تغييرات على برنامجك لجعله أكثر فاعليةً باستمرار لتطوير قادتك.