قد يمثِّل التدريب في هذه الأيام تحدياً بالنسبة إليك لتتمكن من تقديمه للموظفين الذين يعملون عملاً مكتبياً أو هجيناً - إما بسبب ظروف الوباء العالمي أو بسبب نموذج عملك - إذا كنت ترغب في المنافسة وتحقيق أهدافك في التوسع أو النمو أو التعافي، فسيكون التدريب أمراً ضرورياً لفريقك. ولكي تحدِّد متى ومن أين يجب أن تبدأ، أنت تحتاج إلى تحليل وضعك الحالي والتفكير فيما ستفعله في المستقبل، ويمكنك القيام بذلك من خلال تقييم الاحتياجات التدريبية.

إنَّ تحليل الاحتياجات التدريبية هو مراجعة مع خبير تدريب لتحديد متطلبات تطوير الأدوار أو التخطيط التنظيمي أو توفير المحتوى. يتطلب تحليل الاحتياجات التدريبية معلومات من المنظمة ككل، مثل الحصول على معلومات من الخبراء المتخصصين الذين ينجزون المهام، والمديرين والقادة أصحاب الصلة.

كما يجب عليك مراجعة منظور مؤسستك عن هذه الأدوار المحددة. ولأنَّك تعرف الأشخاص الذين تدربهم، وبسبب وجود شكاوى للعملاء، أو بعض الخسائر في الإنتاجية، أنت تحتاج إلى إجراء تحليل للاحتياجات التدريبية.

نقدِّم لك فيما يأتي أسباب إجراء تحليل الاحتياجات التدريبية:

● تحديد المشكلة الحقيقية وليس الأعراض الناتجة عنها

إنَّ الشكاوى المتعلقة بالموظفين ليست جيدة أبداً؛ لهذا السبب يجب دائماً معالجتها وفحصها للتأكد من أنَّه حتى في حالة ارتكاب الأخطاء، فإنَّه يجري إصلاحها وتصبح مصدراً للتعلم وليست أخطاءً متكررةً.

بالتأكيد، إذا وُجِدَ عدد قليل من الشكاوى العامة، أو كان يوجد شكوى واحدة أو اثنتان قد وصلت إلى الإدارة العليا، فقد يوجد اعتقاد خاطئ بأنَّ هناك مشكلة حقيقية بين الموظفين في حين يشير الأمر إلى أعراض مشكلة مختلفة.

يمكن لتحليل الاحتياجات التدريبية النظر في المشكلات والأخطاء والعملية والمعلومات وتقديم توصية بالتدريب بحيث يعالج المشكلة الحقيقية من الأساس، وليس أجزاءً منها فحسب.

● الاستثمار في المواد لتبقى فعَّالة لفترة طويلة من الزمن ولا تعتمد على خبير متخصص أو مُيسِّر

تمتلك العديد من المؤسسات - الكبيرة والصغيرة منها - جهات رئيسة على علم بجميع العمليات والمنتجات والعملاء والتفاصيل. في بعض الأحيان يكون هؤلاء خبراء متخصصين في مجال العمليات، وأحياناً يكونون مدربين.

في أحيان أُخرى، يُقدَّم التدريب لمجال أو منظمة من قبل تلك الجهات الرئيسة، فهم يفعلون ذلك منذ فترة طويلة. ماذا سيحدث إذا فقدت تلك الجهات؟ هل ستفقد كل تدريبك وخبراتك الداخلية لأنَّه لا يتوفر الكثير من التوثيق؟

بالتأكيد، سيتمكَّن الآخرون من تطوير التدريب وستكون قادراً على إدارته في النهاية. يمكن أن يساعد تحليل الاحتياجات التدريبية قبل مواجهة أزمة كهذه على تلافيها، ويمكن لمصممي الأنظمة التعليمية جمع ومراجعة المحتوى الخاص بك، ومقابلة الموظفين الرئيسين، والخبراء المتخصصين، وتقديم تدريب موثق، وتقديم البديل إذا كان ذلك مناسباً، ووثائق التقييم للتأكد من أنَّ أهداف التدريب الخاصة بك تتوافق مع مؤشرات الأداء الرئيسة لمؤسستك.

● الحاجة إلى إنفاق الأموال على أمور من شأنها أن تغيِّر السلوكات

سوف يثبت تكرار التدريب بانتظام أو تطويره لقياس الامتثال سنوياً أنَّ مؤسستك تستثمر في التدريب، ولكنَّه نادراً ما يوضِّح أنَّ الموظفين يفهمون المفاهيم التي تحاول شرحها، أو يغيِّر السلوكات التي ترغب في التأثير فيها، أو يضيف عمقاً لقدرته على التأثير في مؤشرات الأداء الرئيسة لمؤسستك؛ وذلك لأنَّ تدريبك مصمم ليناسب الجميع؛ أي غير مخصص، ولكنَّه لا يناسب أيَّ شخص في الواقع.

يمكن أن يساعدك تقييم الاحتياجات التدريبية الذي يجريه ممارس تعليم مُدرَّب ومُتمرس على تحديد المحتوى والأنظمة الشاملة، وحيثما يوجد اختلاف يقترح طرائق بديلةً لتدريب الموظفين أو تطويرهم. ستستفيد مؤسستك من التدريبات المقاسة والقابلة للقياس، وستطوِّر تدريباً قابلاً لإعادة الاستعمال بحيث يفيد الموظفين بالطريقة التي يحتاجون إليها، كما يمكنك ربط تدريبك بالمبادرات أو الدوافع الرئيسة لشركتك.

لا تنفق المال على التدريب إذا لم يكن لديك فهم واضح للسبب الأساسي لمشكلات الأداء لديك، ولم يكن تدريبك مرتبطاً بالمبادرات الحقيقية التي ستؤثر في مؤسستك وعملائك، وكان تدريبك مصمماً ليناسب الجميع، ومن ثمَّ لن يستفيد منه أحد.

سيوفر لك تقييم الاحتياجات التدريبية المال، ويحافظ على المحتوى الخاص بك وينظِّمه بحيث يمكنك تقديمه متى وأينما احتجت إليه، كما يساعدك على تحديد أولويات متطلباتك، ويقترح التخصيص لمساعدتك على تحقيق أهدافك.