يمكن أن يقول معظمنا في مرحلة ما، إنَّنا قد تحمَّلنا جلسة تدريبية طويلة يبدو أنَّه لم يُنجَز الكثير فيها؛ لكن بعد أن أُجِّلَت معظم جلسات التدريب في الفصول الدراسية، وحُوِّلت إلى تدريب افتراضي بقيادة مدرب (ViLT)، يجب عليك التأكد من أنَّ هذه الجلسات تدفع فريقك إلى الشعور بالحماسة والنشاط والدافع.

إذا كنت تخطط لجعل تدريبك الافتراضي بقيادة مدرب ممتعاً أو تفاعلياً، فالإجابة هي أنَّك قد لا تكون قادراً على جعله ممتعاً تماماً، لكن يمكنك بالتأكيد تزويده بالطاقة التي يحتاج إليها المتدربون بشدة حتى يشعروا بالمشاركة والاندماج والتحفيز.

أفضل ممارسات التدريب الافتراضي بقيادة مدرب

بمجرد أن تبدأ، ركِّز على الموضوع؛ إذ يمكن أن يستغرق التدريب الافتراضي بقيادة مدرب وقتاً طويلاً مثل التدريب الشخصي، ويمكن ألَّا يمتلك أيُّ شخص الوقت أو الصبر لذلك، ومع هذا، يجب أن تبدأ من خلال تخصيص بعض الوقت للتحدث بصورة تلقائية مع الحاضرين؛ لأنَّ ذلك يتيح للمشاركين الاستمتاع بتجربة مريحة وممتعة؛ ومن ثمَّ يكونون أكثر تقبُّلاً لمواد التدريب.

وبعد ذلك، يجب أن تحدد أهدافك الرئيسة في بداية الجلسة، ومن ثم تتابع مراجعة جدول التدريب مع المشاركين؛ وذلك من خلال مناقشة كل عنصر فترةً معيَّنة من الوقت، وتحديد الأدوار، وكذا الهدف من جلسة التدريب؛ إذ يريح هذا الأمر الجميع؛ لذا، يمكنهم فهم ما يمكن توقعه، وعندئذٍ سيكون التدريب الافتراضي بقيادة مدرب أكثر متعةً لمجرد أنَّ المشاركين يعرفون أنَّ وقتهم مُحترَم، وأنَّ لديك جدولاً زمنياً واضحاً بمهام قابلة للتحقيق، مع فهمهم لما هو مُتوقَّع منهم.

يُعَدُّ التفاعل إحدى أهم الطرائق التي يمكنك من خلالها جعل التدريب الافتراضي بقيادة المدرب أكثر جاذبيةً ومتعةً؛ لذا، استفد من الغرف الفرعية واستطلاعات الرأي واللوحات البيضاء لتشجيع الأشخاص على مشاركة ما يعرفونه وما يرغبون في التحدث عنه.

ويمكنك أيضاً أن تطلب من المشاركين كتابة أسئلتهم في أثناء التحدث عن أفكار محددة في غرف الدردشة، والاستعانة بمنتِج افتراضي يجمع هذه الأسئلة ويقدمها إلى المتحدث الرئيس واحداً تلو الآخر، وإذا لم يكن لديك منتِج، فيمكنك بسهولة قراءة الأسئلة التي تريد الإجابة عنها، ويمكنك ذكر اسم الشخص الذي طرح السؤال أو الذي أدلى ببيان، لتشعِره بأنَّك تصغي إليه.

استخدام نشاطات تضفي الطاقة والحيوية

اجعل الناس يتحدثون ويتحركون خلال الجلسة عندما تشعر بأنَّهم يحتاجون إلى استراحة، فيمكن لبعض النشاطات التي تضفي الطاقة والحيوية أن تساعدك في الحصول على الأفكار الإبداعية المتدفقة، وتخفيف التوتر.

وتتمثل إحدى الأفكار الإبداعية بجعل الأشخاص يلمسون أمراً له صفة محددة؛ على سبيل المثال، أخبر الحضور بلمس شيء مصنوع من الخشب، وآخِر شخص يلمس مثل هذا الشيء (من المرجَّح أن يتحرك من مكانه) يختار الشيء التالي.

وهناك فكرة أخرى، هي جعل الناس يغلقون كاميراتهم، ليصدر أحدهم صوتاً، ربما من المحيط حوله، أو ربما يقلد صوت ممثله المفضل، ثم يخمن الجميع مَن الشخص أو ما هذا الصوت، ثم ينتقل الدور إلى الشخص التالي.

ويمكنك أيضاً جعل المشاركين يطرحون الألغاز من خلال الاستفادة من الغرف الفرعية ووضع الأشخاص في مجموعات ثنائية، ليقرروا ما الذي سيفعلونه معاً، وعندما يحين دورهم، يمكنهم مشاركة تصرفاتهم الغريبة مع المجموعات الأخرى حتى يتمكنوا من تخمين ما يتصرفون به.

بالتأكيد، لن تكون هذه الأفكار مناسبة لجميع أنواع التدريب، لكنَّها طريقة رائعة للبدء بكسر حالة الجمود بين الأشخاص خلال مدة تتراوح بين (10-15) دقيقةً، فضلاً عن الشعور بمزيد من الاسترخاء والاستعداد للعودة إلى التدريب.

كسر حالة الجمود

في بداية فترة الراحة أو خلالها، احرص على القيام بنشاطات يمكنك من خلالها جعل الناس يشعرون براحة أكبر مع بعضهم بعضاً؛ على سبيل المثال، اطلب من الجميع تحميل أو إرسال صورة لأحذيتهم قبل الاجتماع، ثم في بداية الاجتماع اطلب من كل شخص أن يروي قصة ارتداء هذا الحذاء؛ فهل يرتدون الصنادل لأنَّ الجو دافئ حيث يعيشون؟ وهل يرتدون الخف لأنَّهم يريدون أن يكونوا مرتاحين في المنزل؟

يوجد أيضاً خيار آخر، وهو جعل الأشخاص يلتقطون صورة لشيء ما على مكاتبهم ويتحدثون قليلاً عنه، فيمكنك طرح بعض الأسئلة الاجتماعية على الناس، ويمكنك أن تطلب منهم مشاركة كلمة حول ما سيفعلونه لو لم يكونوا في جلسة تدريبية، ثم اجعل الآخرين يخمنون ما هو النشاط.

لِم لا تطلب من المشاركين تغيير اسم العرض إلى اسم شخصيتهم المفضلة (سواءً كانت حقيقية أم خيالية)، وشرح سبب اختيارهم تلك الشخصية، ومهما كان نوع النشاط أو أداة كسر الجمود التي تختارها، احرص على أن يمتلك البرنامج الذي تستخدمه، مثل "مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams) أو "زووم" (Zoom) أو "سكايب" (Skype)، القدرة على التعامل مع وجود شخصين يمارسان لعبة الألغاز، أو القدرة على التعامل مع الصور المُحمَّلة لمشاركتها مع المجموعة.

امتلاك نظام منظَّم للتحدث

إذا كنت تريد أن تصغي إلى كل شخص، فاطلب منهم مشاركة أفكارهم؛ فاسمح لهم بالتحدث ومشاركة الفيديو الخاص بهم، وامنحهم دقيقتين لمشاركة أفكارهم، وتذكَّر، لن يرغب كل مشارك في مشاركة أفكاره، ومن الهام منح كل شخص قدراً معيَّناً من الوقت والمجال عبر الإنترنت لمشاركة ما يفكر فيه حول موضوع ما، حتى لا يستحوذ المشاركون الأكثر انفتاحاً على دور الأشخاص الانطوائيين.

بمجرد انتهاء التدريب، يمكنك إفساح المجال من خلال مستند مشترك عبر الإنترنت للأشخاص لإضافة أفكارهم واقتراحاتهم، وتشجيع مزيد من المشاركة، كما يمكنك تخصيص وقت للِّقاء المباشر مع الأشخاص الذين تعرف أنَّهم لم يشعروا بالراحة في أثناء التحدث إلى مجموعة أكبر.

من خلال جعل تدريبك الافتراضي بقيادة مدرب أكثر جاذبيةً، سيكون حضوره أكثر إثارةً للاهتمام وأقل مللاً، وستساعدك هذه الاستراتيجيات في المرة القادمة التي تتساءل فيها عن طريقة إضفاء المرح إلى التدريب الافتراضي بقيادة مدربك الخاص.