لطالما أدَّت مقاطع الفيديو دوراً محورياً في تدريب الموظفين، ففي السابق كان لدى الشركات أشرطة نظام الفيديو المنزلي (VHS) التي تتضمن تدريباً عاماً على الصحة والسلامة أو الامتثال، وقد كانت تفي بالغرض آنذاك، ولكن لحسن الحظ، أصبحَت الأمور مختلفةً بعض الشيء الآن، فقد أتاحت التقنيات الجديدة إمكانية إنشاء مقاطع فيديو جذابة ومشاركتها بسهولة، فمن خلال برامج التحرير المناسبة للمبتدئين، ونظم إدارة التعلم  (LMSs)، وحتى الهاتف المحمول، يمكِن لأي فريق للتعلم والتطوير إنشاء مقاطع فيديو تدريبية مؤثرة خلال فترة قصيرة.

لماذا تُعَدُّ مقاطع الفيديو التدريبية للموظفين مؤثرةً للغاية؟

يُعَدُّ التعليم الإلكتروني عن طريق الفيديو الطريقة المثلى لجعل التدريب أكثر تشويقاً وجاذبيةً لموظفيك، فقد جعل الفيديو التعريف بالمنتج، وتأهيل الموظفين، وامتثالهم لثقافة الشركة أكثر إمتاعاً للأسباب التالية:

  • يمكِن تذكُّر الصور أكثر من الكلمات.
  • يُعَدُّ الفيديو وسيلةً أكثر جاذبيةً مقارنةً بالوسائط الأخرى لأنَّه يدمج أساليب تواصل متعددة في تنسيق واحد.
  • يوفر الفيديو محتوىً مرئيَّاً أغنى من الذي يُقدِّمه التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على النصوص أو الصور.

أيَّهما أفضل تصميم مقاطع فيديو تدريبية بنفسك أم الحصول على مقاطع جاهزة؟

عندما يتعلق الأمر بمقاطع الفيديو التدريبية للموظفين، هناك قرار يتعين عليك اتخاذه، وهو إما شراء مقاطع فيديو جاهزة وإما إنشاؤها بنفسك. فلا يُعَدُّ هذا القرار سهلاً لأنَّ المحتوى الجاهز له إيجابيات مثل اختصار الوقت والجهد، ولكن له سلبيات أيضاً، فقد تكون مقاطع الفيديو المُعَدَّة مسبقاً عامةً والمعلومات الواردة فيها غير صحيحة بالنسبة إلى شركتك أو مجال عملك، فإن لم تُلبِ احتياجات عملك، فإنَّها لا تستحق ثمنها.

تميل فِرَق التعلم والتطوير إلى اختيار مقاطع الفيديو المُعَدَّة مسبقاً لأنَّهم لا يعتقدون أنَّهم قادرون على إنشاء مقاطع فيديو بأنفسهم، وهذا خطأ، لأنَّهم يستطيعون فعل ذلك بسهولة.

من المثير للدهشة أنَّه يمكِن إنتاج محتوى فيديو رائع دون الحاجة إلى مُعدَّات تصوير وتحرير باهظة الثمن، فمن خلال إنشاء محتوى الفيديو بنفسك، فأنت تضمن أنَّه يتناسب مع وضعك أيضاً؛ إذ لديك القدرة على تخصيص المحتوى لتلبية أهداف التدريب المحددة لمؤسستك وجعل التدريب شخصياً أكثر، حيث يمكِنك تسليط الضوء على موظفين حقيقيين وسيناريوهات حقيقية تجري داخل الشركة أيضاً.

كيف تُنشئ فيديو تدريبي؟

كما ذكرنا أعلاه، لا تحتاج إلى الكثير لإنشاء مقاطع فيديو تدريبية، فكل ما تحتاج إليه هو الهاتف وبعض برامج تحرير الفيديو سهلة الاستخدام. لنبدأ الآن بالخطوات العملية المطلوبة لإنشاء فيديو تدريبي من البداية.

المعدَّات اللازمة لإنشاء مقاطع فيديو لتدريب الموظفين

للبدء، ستحتاج إلى:

  • كاميرا.
  • ميكروفون مُثبَّت على الياقة.
  • برنامج التقاط صورة الشاشة.
  • برنامج تحرير فيديو.

لدى كل شخص هاتف محمول أو كمبيوتر محمول مُزوَّد بكاميرا، وإذا كنتَ تستخدم برنامج التقاط صورة الشاشة، فلن تحتاج حتى إلى كاميرا.

في الواقع، إذا كنتَ قد بدأتَ للتو في إنشاء مقاطع فيديو، فعليك التركيز على جودة الصوت أكثر من جودة الصورة، حيث يؤدي الصوت الرديء إلى تشتيت الانتباه أكثر من الصورة الرديئة؛ لذا احرِص على استخدام ميكروفون ذي جودة عالية.

كيف تصور فيديو تدريبياً؟

الخطوة التالية هي أسلوب عرض الفيديو، وهنا ما من داعٍ للمبالغة، فتعامَل مع الأمر ببساطة وفي حدود الوسائل المتوفرة لديك، ولا تُضيِّع وقتك في الإنتاج المتطور والتحرير المعقَّد والتصوير من أفضل الزوايا، فبدلاً من ذلك، كن عملياً، وركِّز على ما هو أكثر أهميةً؛ أي المحتوى.

بالنسبة إلى العروض التقديمية، لديك ثلاثة خيارات:

  • لقطة شاشة.
  • لقطة شاشة مع لقطة الوجه.
  • التحدث إلى الكاميرا.

تتناسب مقاطع الفيديو المختلفة مع تنسيقات مختلفة؛ لذا اختر الخيار الذي يناسب المعلومات التي تريد توصيلها على نحو أفضل، على سبيل المثال: بالنسبة إلى عرضٍ يُروِّج لبرنامجٍ إلكتروني، من المحتمل أن تجذب لقطة شاشة بسيطة انتباه المشاهد، أما إذا كان الهدف هو شرح موضوع معيَّن للمشاهدين، فإظهار المدرب أو المدير التنفيذي وهو يتحدث إلى الكاميرا، سيعمل على نحو أفضل، أو بإمكانك استخدام مزيج من هذه الأنماط لإنشاء مقاطع فيديو أكثر جاذبيةً وفاعليةً.

برامج فيديو تدريبية

هناك الكثير من التطبيقات المتاحة التي تجعل التقاط الشاشة أمراً سهلاً مثل: "سوب بوكس" (Soapbox) و "كامتاسيا" (Camtasia)، وهما خياران مثاليان للمبتدئين.

بعد تسجيل الفيديو، ستحتاج إلى تحريره لتقديم تجربةٍ سلسةٍ للمشاهد، ويتضمن ذلك إزالة المشاهد التي انقطعَ فيها البث أو حدث توقُّف محرج.

يُعَدُّ تطبيق "كامتاسيا ستوديو" (Camtasia Studio) أداةً قويةً لالتقاط صورة الشاشة لأنَّه يحتوي على حزمة من خيارات التحرير البسيطة، ولكن إن كنتَ بحاجة الى مزيد من مزايا التحرير، فجرِّب "أدوبي بريمير" (Adobe Premiere).

إضافة مقاطع فيديو إلى دورات التعليم الإلكتروني

بعد إنشاء مقاطع الفيديو، عليك استخدامها في دورة تدريبية، وهنا لديك خياران:

  1. تحميل ملف الفيديو إلى نظام إدارة التعلم (LMS) كصيغة "أم بي 4" (mp4) مثلاً.
  2. إدراج الفيديو في الدورة التدريبية (إذا كنتَ قد رفَّعتَ الفيديو إلى خدمة استضافة مثل: "يوتيوب" (YouTube) أو "فيمو" (Vimeo).

يتيح لك نظام إدارة التعلم الجيد (LMS) إمكانية تضمين مقاطع فيديو خارجية من مواقع مثل "يوتيوب" (YouTube)، كي تتمكن من دعم مقاطع الفيديو التي أنشأتَها بنفسك بمقاطع فيديو خارجية ذات صلة، ولكن تأكَّد أنَّها دقيقة، وأنَّها تضيف قيمةً إلى المحتوى الذي أنشأتَه، ويفيدك هذا أيضاً عندما تفتقر إلى الوقت والموارد لإنتاج مقاطع فيديو بنفسك، كما أنَّ إضافة محادثات "تيد" (TED) أو مقاطع فيديو توضيحية يجعل التدريب أكثر جاذبيةً.

عندما يصل المتعلم إلى قسم الفيديو في الدورة التدريبية، سوف يضغط على زر التشغيل ويستمتع بالمحتوى الذي يُبَثُّ عبر متصفحه.

كيف تمنع الموظفين من تخطِّي مقاطع الفيديو؟

أكثر سؤال يطرحه العملاء هو: كيف يمكِنني منع المتعلمين من تخطِّي مقاطع الفيديو؟ إنَّه سؤال وجيه، فقد أمضيتَ وقتاً في صياغة محتوى الفيديو بعناية، وآخر شيء تريده هو أن يتخطى المتعلمون المحتوى دون مشاهدته، وإذا توقَّفَ أحد المتعلمين عن متابعة المقطع في منتصفه لسبب ما، فيجب ألا يضطر إلى العودة من البداية عندما يستأنف الدورة التدريبية لاحقاً. وهنا يؤدي تتبُّع الفيديو دوراً هاماً، حيث يتعقب نظام إدارة التعليم (LMS) تقدُّم الدورة ويحتفظ بالرابط للمتعلم، هذا يعني أنَّه لن يستطيع تخطِّي الفيديو للأمام، وإذا فتح المتعلم نافذة متصفح جديدة، يتوقف الفيديو مؤقتاً، وعندما يعود المتعلم إلى الفيديو لاحقاً، يتابع من حيث توقَّفَ بالضبط، كما يمكِنك تعيين حد أدنى للنسبة التي يتعين عليه مشاهدتها قبل أن يتمكَّن من المتابعة؛ أي إذا اخترتَ مشاهدةً كاملةً، فيجب على المتعلم مشاهدة الفيديو كاملاً قبل الانتقال إلى الوحدة التالية.

الشروع في استخدام مقاطع فيديو تدريب الموظفين

تُعَدُّ مقاطع الفيديو طريقةً مؤثرةً وبسيطةً للارتقاء بمحتوى الدورة التدريبية وجعلها أكثر جاذبيةً لموظفيك. ومع ذلك، إذا كنتَ لا تزال متردداً، فعليك البدء بخطواتٍ بسيطةٍ، مثل تسجيل مقطع قصير حتى تكتسب الثقة، ثمَّ تنتقل بالتدريج إلى الخطوة التالية، وهكذا حتى تتقن العملية برمَّتها.