أصبح تدريب الموظفين أكثر أهميةً من أي وقت مضى، حيث تتمتع الشركات التي لديها ثقافة تعلُّم وتطوير قوية بميزة تنافسية تتفوق بها على منافسيها، وثبتَ أنَّها تزيد الإنتاجية، وتزيد من الاحتفاظ بالموظفين، وتؤدي إلى قوة عاملة أكثر تفاعلاً، وتُعزِّز رضا العملاء، وكذلك تمتلك الشركات التي لديها خطط متميزة لتدريب وتطوير الموظفين أنظمةً أفضل للتعامل مع الموظفين الملتحقين حديثاً بالمؤسسة، وتشارك المعرفة بسهولة أكبر نتيجة البنية التنظيمية في الشركة، وتعالج أي نقاط ضعف داخلية بسهولة ويُسر.

إذاً، كيف تضع خطةً لتطوير الموظفين تسمح لك بجني هذه الفوائد؟

وضع خطةٍ لتطوير تدريب الموظفين

تبدأ الاستراتيجيات الجيدة جميعها بالتخطيط الشامل. فتحدَّث إلى كلٍّ من مديري التدريب ومديري الفريق حول كيفية تنفيذ التدريب حالياً، وأين يرون الفجوات، وتحدَّث أيضاً إلى أعضاء الفريق للتعرُّف إلى وجهة نظرهم، واكتشِف ما الذي يعمل بصورةٍ جيدة، وما الذي يجب تحديثه أو تحسينه، وما الذي يجب إلغاؤه تماماً.

الخطوة 1: تحديد أهدافك التدريبية

للتخطيط بكفاءة، من الهام أن تعرف الأهداف التي تحاول تحقيقها. هل فريق الإدارة العليا والأقسام الفردية التي تتحدث إليها متفقون بشأن أهداف التعلم والتطوير؟ من الهام أيضاً أن تعرف حجم الميزانية المخصصة للتدريب، وأن تقارن خطتك الجديدة بالإنجازات السابقة.

الهدف الرئيس في مرحلة التخطيط هو معرفة ما هي فجوات المهارات، ثمَّ اتخاذ الإجراءات لمعالجتها. ستجد على الأرجح الكثير من الفرص للتحسين، وسيكون عليك تحديد الأولوية القصوى.

الخطوة 2: اختيار الأدوات

بالإضافة إلى تحديد المحتوى الأكثر إلحاحاً، تحتاج إلى معرفة كيفية تقديمه، هل تخطط لتقديم معظم أو كل تدريبك عبر الإنترنت من خلال نظام إدارة التعلم (LMS) أم أنَّك ستتبع نهجاً مختلطاً يتضمن تدريباً مباشراً؟ هناك الكثير من الأدوات التي تدعم برنامج التعلم والتطوير، بما في ذلك نظام إدارة التعلم (LMS)، وأدوات إدارة المشاريع، وبرامج إنشاء المحتوى، وبالطبع ستحتاج إلى مدرِّبين ومصممي تعليم متميزين، ولكن لا يتعين عليك الاستثمار في كل شيء دفعةً واحدة؛ بل اعرف الأهم وابدأ به.

الخطوة 3: تصميم الدورات التدريبية

بمجرد الانتهاء من ذلك، فإنَّ الخطوة التالية هي تصميم الدورات والمواد، وقد تكون هذه المهمة أكبر مما تظن، فلا تستخف بالوقت والطاقة المطلوبين؛ إذ يُعَدُّ إنشاء مواد الدورة التدريبية عمليةً تعاونيةً، تشمل مدرِّبين وخبراء مادة داخل مؤسستك، إضافة إلى مساهمات وتوجيهات المديرين.

الخطوة 4: الاستعداد للانطلاق

بعد الانتهاء من تصميم الدورة التدريبية، أصبحتَ جاهزاً لتسجيل أول المتعلمين، وإذا كنتَ تستخدم نظام إدارة التعلم (LMS)، فمن المغري إطلاق الدورة للمتعلمين جميعهم حتى يتمكنوا من تسجيل الدخول والبدء على الفور، ولكنَّ الطريقة الأفضل هي إضافة عدد محدود من الأفراد، أو فريق واحد، والسماح لهم باختبارها أولاً. وبهذه الطريقة يمكِنك تحديد ومعالجة مكامن الخلل قبل إطلاقها في المؤسسة على نطاق أوسع.

تتمثل إحدى الميزات الرائعة لاستخدام نظام إدارة التعلم (LMS) في إدارة التدريب وتقديمه في القدرة على الاختبار والقياس والتكيف؛ إذ يمكِنك مراقبة التحليلات ومعرفة ما يعمل بصورة جيدة، وما يجب تعديله، فيجب أن تكون هذه عملية تحسين مستمرة، ومن خلال الالتزام بهذا النهج التكراري، فأنت تُجهِّز موظفيك والعمل ككل للنجاح.

وضع خطة لتطوير الموظفين

عندما تستثمر الوقت والمال والطاقة في بناء نظام رائع، فمن المنطقي أن تفكر في كيفية تحقيق موظفيك أقصى استفادة منه.

يُعَدُّ وضع خطط لتطوير الموظفين إجراءً هامَّاً لتهيئة الشركة للمستقبل، والاحتفاظ بأفضل الموظفين، وخلق ثقافة تشجع على الأداء المتميز، ولتنفيذ خطة تطوير الموظفين، يوصى باستخدام أهداف ذكية (SMART)، وهي الأهداف المحدَّدة والقابلة للقياس والقابلة للتحقيق وذات الصلة والمؤطرة زمنياً.

  • محدَّدة: ما لم تكن أهدافك محدَّدةً، سيكون من الصعب تحديد النجاح والفشل. فتجنَّب العبارات المبهمة، ووضِّح بالضبط ما تريد تحقيقه.
  • قابلة للقياس: كيف سيبدو النجاح، وكيف يمكِنك مراقبتها وقياسها بموضوعية؟
  • قابلة للتحقيق: من الهام تحديد أهداف يمكِن لموظفيك تحقيقها بحيث تُثير التحدي في نفوسهم لإخراجهم من منطقة الراحة دون تعرُّضهم للإجهاد.
  • ذات صلة: كيف تدعم هذه الخطة أهداف الشركة؟ ليس هناك فائدة من أن يتعلم المدير كيفية البرمجة إلا إذا كانت هذه مهارة تحتاجها الشركة.
  • مؤطَّرة زمنياً: دون مواعيد نهائية، يمكِن أن تمتد الخطط إلى ما لا نهاية، حيث يجري تحديث معظم خطط تطوير الموظفين سنوياً، ولكن يمكِنك تقسيم الأهداف إلى دورات ربع سنوية أو شهرية إذا كان ذلك أنسب.

تُعَدُّ الأهداف الذكية (SMART) أدواتٍ هامة للمديرين الذين يرغبون في الحصول على أفضل النتائج من فِرَقهم. تحقَّق من المثال أدناه لمعرفة كيف يبدو على أرض الواقع:

اسم الموظف: "آدم جراند" (Adam Grand).

المسمى الوظيفي: مدير مبيعات.

أهداف التعلم والتطوير:

  1. تحقيق مبيعات تُقدَّر قيمتها بـ 50000$ في عام 2020.
  2. الترقية إلى مدير مبيعات أول.
  3. أن يصبح بطلاً إقليمياً في نشر ثقافة التنوع والإدماج.

خطوات التعلم والتطوير:

  • إكمال دورة "تحقيق أهدافك" عبر الإنترنت.
  • حضور تدريب "التحضير للإدارة" الذي يُقدَّم من خلال التعلم المدمج، ومرافقة مدير مبيعات أول يوماً واحداً في الشهر بغية التعلم منه.
  • مشاهد ندوةٍ عبر الإنترنت عن التنوع والإدماج، والخضوع لامتحان عن التحيز اللاواعي.

الأولويات:

  1. تحقيق أهداف المبيعات ربع السنوية هو الأولوية الأولى بالنسبة إلى "آدم" في عام 2020.
  2. يُعَدُّ الاستعداد لدور إداري أمراً هاماً أيضاً، وهو الهدف الثاني.
  3. يُعَدُّ التنوع والإدماج (D&I) أمراً بالغ الأهمية لدعم ثقافة الشركة، وهذا هو الهدف الثالث لـ "آدم" في عام 2020.

كيف تحقق هذه الأهداف؟

  • من المتوقع أن يبادر "آدم" إلى التأكد من أنَّه يُحقِّق أهداف مبيعاته، وأن يطلب الدعم إذا كان لديه أيَّة مشكلات. ستمنحه الدورة التدريبية الكثير من الدعم والتوجيه.
  • سوف يتعلم "آدم" عن المهارات الناعمة ليصبح مديراً من خلال دورة تدريبية عبر الإنترنت، بينما سيُقدِّم له المدير الحالي الدعم إذا كان لديه أيَّة مشكلات. ستمنحه الدورة التدريبية الكثير من الدعم والتوجيه.
  • سوف يتعلم "آدم" عن المهارات الناعمة ليصبح مديراً من خلال دورة تدريبية عبر الإنترنت، بينما يوضح له المدير الحالي ما يبدو عليه هذا الأمر يوماً بعد يوم.
  • سيكمل "آدم" تدريباً على التحيز اللاواعي وسيشارك في ندوة عبر الإنترنت ليصبح مؤهلاً ليكون بطلاً إقليمياً في نشر ثقافة التنوع والإدماج.

الجدول الزمني: تُقيَّم أهداف مبيعات "آدم" على أساس ربع سنوي، فإن حقَّقَ أهدافه وسار في طريقه لتحقيق أهدافه التنموية الأخرى، فسيكون مؤهلاً للترقية في الربع الثالث، وسيكون قادراً على تولِّي دور المسؤول عن ثقافة التنوع والإدماج بمجرد أن يكمل تدريبه.

التقييم: يُقيِّم المدير أهداف مبيعات "آدم" على أساس ربع سنوي، وسوف يُشار أيضاً إلى مشاركته في دورة "تحقيق أهدافك"، وتُقيَّم إمكاناته كمدير أول من خلال نظام إدارة التعلم (LMS)، وكذلك من خلال التغذية الراجعة الواردة من المديرين الذين تعلَّم منهم، وسوف يُقيِّم أداءه كبطل للتنوع والإدماج من قِبَل قائد التنوع والإدماج الوطني.

يُعَدُّ إنشاء ثقافة تعليمية في شركتك أحد أفضل الأشياء التي يمكِنك القيام بها لتسهيل دورة النجاح المستمرة، فعندما يشعر الموظفون بالرعاية والدعم كأفراد، فمن المرجح أن يبذلوا قصارى جهدهم؛ مما يعود بالفائدة على الشركة بأكملها.