في الوقت الحالي، بات معظم الناس مشغولين جداً ومرهقين ويشغل بالهم الكثير من الأفكار، وفي هذا المقال سنتحدث عن قاعدة "الثلث والثلثين"؛ إذ تتيح هذه القاعدة للعملاء المنشغلين جداً استيعاب محتوى الدورات التدريبية والاحتفاظ به.؛ لذا سنقدم لك فيما يأتي بعض الأسباب التي تجعلك تطبق هذه القاعدة أيضاً.

سواء كنت تصمم تدريباً افتراضياً أم تدريباً تقليدياً بقيادة مدرب، فإنَّ ضمان احتفاظ المتعلمين بالمعرفة والمهارات يُعَدُّ جزءاً لا يتجزأ من نجاح الدورة التدريبية الخاصة بك، ومجرد نسخ محتوى الدورة التدريبية على شرائح العرض وإلقاء المحاضرات بينما ينصت المشاركون بطريقة سلبية، لن يضمن تحسين الأداء.

نحن نعلم جميعاً، مهما كانت العروض التقديمية الخاصة بك جذابةً من الناحية البصرية، فإنَّها لن تتمكن من إيصال الكثير من المعلومات إذا لم تساعد المتعلمين على حفظ المحتوى واسترداده في العمل، ومن هنا تظهر أهمية تخصيص ثلث الدورة التدريبية الخاصة بك للعرض التقديمي والثلثين الآخرين للتطبيق والتغذية الراجعة.

يُعَدُّ التطبيق والتغذية الراجعة من أهم عناصر عملية التعلم، فإنَّ جعل المشاركين يطبقون المعرفة والمهارة التي يكتسبونها في التدريب يضمن أنَّهم لا يفهمون محتوى الدورة فحسب؛ وإنَّما يزيد من فرصة تطبيقهم لتلك المعارف والمهارات في عملهم.

إنَّ أفضل طريقة لاكتشاف فاعلية الدورة التدريبية ومقدار المحتوى الذي يحتفظ به المتعلمون، هي من خلال إجراء اختبار في كل مرة يتعلمون فيها جزءاً جديداً من المحتوى، وبالنسبة إلى معظمنا، ترتبط كلمة "اختبار" بمشاعر الخوف والقلق التي كانت ترافقنا أيام المدرسة؛ ولهذا السبب حاول الاستفاضة في الكلام عن الاختبارات إذا كنت قلقاً بشأن وجود هذا التأثير لدى المشاركين.

يمكن إجراء التطبيق المتعلق بالأداء وغير الأداء باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب مثل ممارسة التمرينات، وتأدية الأدوار، ودراسات الحالة، والألعاب والاختبارات. ومن خلال تغيير الأساليب التي تختارها للتطبيق، فإنَّك تضمن الاحتفاظ بالمعلومات، وقضاء وقت ممتع أيضاً.

بعد أن يكمل المتعلمون الاختبار بعد كل مهمة فرعية "يشار إليه باسم اختبار المراجعة"، يجب عليك بعد ذلك إجراء اختبار قائم على الأداء "أي اختبار لكل من المعرفة والمهارة" للمهمة ككل "يُطلَق عليه اسم الاختبار المعياري" للتحقق من قدرة المشاركين على أداء المهمة بنجاح من بدايتها إلى نهايتها.

تقديم التغذية الراجعة:

عند تصميم الدورة التدريبية، عليك توفير العديد من الفرص لتزويد المتعلمين بالتغذية الراجعة؛ إذ يفكر مصممو التدريب عادةً في التغذية الراجعة التي يقدمها الميسر، ومع ذلك يمكن تقديم التغذية الراجعة من قِبل الميسر أو الأقران أو المتعلمين أنفسهم أو باستخدام ورقة الإجابات.

إذا كانت المهمة شديدة الخطورة، فيجب تقديم التغذية الراجعة من قِبل الميسر لتقليل أيَّة فرصة لارتكاب الأخطاء في مكان العمل، وإذا كانت مهمة منخفضة الخطورة، فإنَّ استخدام مجموعة من طرائق التغذية الراجعة يمكن أن يبقي المشاركين أكثر اندماجاً وخضوعاً للمساءلة في عملية التعلم.

يمنحك ذلك الفرصة لتصميم تمرينات إبداعية وممتعة؛ إذ يمكنك الاستفادة من تجارب المشاركين الذين سيقدِّرون بدورهم منحهم فرصة المشاركة بفاعلية في عملية التعلم؛ لذا يُعَدُّ تضمين التغذية الراجعة في عملية التعلم أمراً ضرورياً لقياس ما إذا كان المشاركون يفهمون المحتوى، كما يسمح لك بالعثور على أيِّ أمر قد يحتاج إلى المزيد من التوضيح وتصحيحه قبل محاولة المشاركين أداء المهمة مرةً أخرى في مكان العمل.

قد لا يتذكر المتعلمون بالضبط ما قيل في محاضرتك الأولى، ولكنَّهم سيتذكرون إكمال نشاط قائم على المعرفة، ومراجعة النشاطات واستخلاص المعلومات منها، وتلقي التغذية الراجعة في الوقت المناسب.

في الختام:

مع تخصيص ثلث وقت الدورة التدريبية للعرض التقديمي والثلثين الآخرَين للتطبيق والتغذية الراجعة، سيحصل المشاركون على أقصى استفادة من تدريبك، ومن الفوائد الإضافية لهذه القاعدة أنَّك لن تعمل بجد أكثر من المشاركين.