في نماذج الأعمال التجارية الحديثة، الاتجاه السائد في الفترة الأخيرة هو اتباع مناهج التدريب غير التقليدية، ولهذا السبب يُعَدُّ التعلم الافتراضي الأسلوب المفضل؛ حيث تفسح الشركات المجال للتعليم الإلكتروني، متجاهلةً نموذج التعلم التقليدي الذي يوجِّهه محترفٌ مؤهل، ويضمن المصممون التعليميون خُلوَّ هذه العملية من العثرات للمتعلمين عبر الإنترنت، وأنَّ تُكتسَب المعرفة دون مدرِّب.

أساسيات التصميم التعليمي

في السابق، كانت الأساليب الوحيدة المستخدمة لتوفير التدريب هي عن طريق الدورات التدريبية التقليدية التي يقودها مدرِّبٌ مؤهل، وبصورة مماثلة، أسهم التعليم الإلكتروني إسهاماً كبيراً في دعم الدورات التدريبية التقليدية، ونتيجةً لذلك، كُلِّفَ المصممون التعليميون الآن بتطوير دورات التعلُّم الإلكتروني التي تُسهِّل المعرفة الفعَّالة في غياب المدرِّب؛ لذلك صعَّبَت متطلبات الشركات الحديثة المهمة؛ حيث يجب أن تُطرَح الدورات التدريبية عبر الإنترنت بسرعة تتناسب مع سرعة سير العمل، وفي هذا المقال سنتحدث عن أساسيات التصميم التعليمي.

يُعَدُّ "تحفيز المتعلم وإيقاف معدلات الانقطاع عن الدورة"، الشعار الرئيس لمصممي التعليم؛ بمعنىً آخر، ستحقق الدورات التي ترتكز على مبادئ التصميم التعليمي وتعليم البالغين هذه الأهداف، وبناءً على ما سبق، سواءً كنتَ من ذوي الخبرة في مجال التصميم التعليمي، أم كنتَ مشاركاً جديداً، أم كنتَ تشق طريقك إلى عالم التعليم والتطوير في مجال وظيفي، فإنَّنا ندعوك إلى تصفح أساسيات التصميم التعليمي التي تتناولها هذه المقالة، فهي تلخص الأساسيات وأفضل الممارسات وما الذي يجب عمله وما الذي يجب تجنبه والمعايير الفنية وغيرها الكثير.

أساسيات التعلُّم

يُعرِّف قاموس "ميريام ويبستر" (Merriam Webster) التعلم بأنَّه النشاط أو عملية اكتساب المعرفة أو المهارات من خلال الدراسة أو الممارسة أو تلقِّي التعليم أو تجربة أمر ما، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعريف التعلُّم أيضاً على أنَّه تغيير دائم نسبياً في سلوك الفرد والذي ينشأ من التجربة؛ بمعنىً آخر، إنَّه عملية اكتساب المعرفة أو السلوك أو المهارات أو القيم أو التفضيلات الجديدة أو تعديل الموجود منها، والتي قد تتضمن تجميع أنواع مختلفة من المعلومات.

ماذا نتعلم؟

نحن نتعلم الأمور التي تقع ضمن هذه الفئات الثلاث:

  • المعرفة: وهي المعلومات اللازمة لأداء المهمة والقدرة على تطبيقها.
  • المهارات: وهي الخبرة والقدرة على فعل أمر ما.
  • السلوك: وهو طريقة التصرف أو الاستجابة لموقف ما.

5 أساسيات للتعلُّم في التصميم التعليمي

توجد 5 عناصر للتعلم، وهي:

  1. الرغبة: دافع فعَّال يجعل المتعلم يرغب في التعلم؛ إذ إنَّ الدافع هو مفتاح التعلُّم.
  2. الحافز والإشارات: إنَّهما بمنزلة محتوىً تعليمي حقيقي يجعل المتعلم يتعلم، وكلاهما معاً يسهلان عملية التعلم.
  3. الاستجابة: وهي أمر مطلوب من المتعلم عند وجود حافز فعَّال.
  4. التعزيز: وهو أيضاً أمر مطلوب من المتعلم عند وجود حافز فعَّال.
  5. المكافآت: تزيد المكافآت الدافع وتضمن استمرار عملية التعلم بعد انتهاء حدث التعلم.

أساسيات تعليم البالغين في التصميم التعليمي

يُسمَّى علم وفن مساعدة البالغين على التعلُّم بالـ أندراغوجيا (andragogy)، ومع ذلك، يمكن تحليل هذا الأمر أكثر من ذلك؛ إذ توجد 6 مبادئ لتعليم البالغين، وإذا طُبِّقَت، فهي تساعد البالغين على التعلم بفاعلية.

رقم المبدأ

مبادئ تعليم الكبار

طريقة التقديم

1

يحتاج البالغون إلى معرفة سبب تعلُّم أمر ما.

  • تقديم أهداف تعليمية تخبرهم عن سبب حاجتهم إلى المعرفة.
  • إعلامهم بفوائد التعلُّم.

 

2

يحتاج البالغون إلى القدرة على توجيه أنفسهم.

  • منح حرية التخطيط خلال الدورة التدريبية دون أيِّ قيود.
  • إشراكهم في عملية التعلُّم.

 

3

هذه هي الأساسيات اللازمة لتصميم دورات تعليم إلكتروني تركز على المتعلم، ومن الهام جداً اتباع عملية تصميم تعليمي محددة جيداً، واستخدام معايير التعليم الإلكتروني لتحسين جودة الدورة التدريبية الإلكترونية.

  • مساعدتهم على تطبيق خبراتهم ومعرفتهم في عملية التعلُّم الجديدة.

4

يصبح البالغون مستعدين للتعلُّم عندما يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على القيام بأمر أكثر فاعلية.

  • إخبارهم كيف ستساعدهم الدورة على الأداء بصورة أكثر فاعلية.

5

يدخل البالغون في تجربة تعليمية ذات توجُّه يركز على المشكلات.

  • إخبارهم أنَّ دورات التصميم تساعدهم على إنجاز المهام وحل المشكلات أو تحسين المهارات.

6

يُحفَّز البالغون على التعلُّم من خلال الدوافع الخارجية والداخلية.

  • تحفيزهم من خلال الدرجات أو النقاط أو الأوسمة أو الشهادات.

احتياجات التعلُّم

يمتلك البالغون أساليب أو تفضيلات تعلُّم مختلفة (المرئية أو السمعية أو الحسية الحركية) ويجب التفكير فيها عند تصميم دورة تعليم إلكتروني، وعلاوة على ذلك، يحتوي كل أسلوب على فئات فرعية مختلفة يمكن ربطها به:

 الأسلوب السمعي:

  • لقاءاتٌ تُعقَد وجهاً لوجه.
  • المناقشات.
  • المدونات الصوتية.
  • المناقشات الجماعية.
  • الفيديوهات.
  • العروض الشفوية.

الأسلوب المرئي:

  • الرسوم البيانية.
  • الرسوم التوضيحية.
  • ملفات الـ "بوربوينت" (PowerPoints).
  • الصور.
  • الفيديوهات.
  • المقالات.

 

الأسلوب الحسِّي الحركي:

  • نشاطات التدريب العملي.
  • الاجتماعات المتنقلة.
  • أداء الأدوار.
  • تدوين الملاحظات.

دورة التعلُّم

يجب أن يشمل التعلّم هذه المراحل الأربع الآتية: المراجعة، والتعلُّم، والتكيُّف، والتطبيق.

  • المراجعة (لماذا؟)

أولاً، نحتاج إلى تحديد السياق ومساعدة المتعلم فيما يختص بالمعرفة السابقة والجديدة.

  • التعلُّم (ماذا؟)

ثانياً، ننتقل إلى محتوى التعلُّم الفعلي والذي يتضمن: المفاهيم، والإجراءات، والعمليات، والمبادئ.

  • التكيُّف (كيف؟)

ثالثاً، نحتاج إلى توفير الفرص لتطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة حديثاً.

  • التطبيق (ماذا بعد؟)

أخيراً، يجب أن نشرح طريقة تطبيق هذه المعرفة الجديدة في مكان العمل، ومع ذلك، لن ينتهي الأمر عند مرحلة التطبيق؛ إذ من خلال تعديل المهارات المكتسبة حديثاً في مكان العمل، ستظهر المزيد من الأسباب للسعي من أجل المزيد من التطوير؛ بعبارة أخرى، تعود دائرة التعلُّم إلى النقطة التي بدأَت منها.

أساسيات عملية التصميم التعليمي للدورات الفعَّالة

يساعد نموذج التقريب المتتالي (The Successive Approximation Model) (وهو نموذج مصمم خصيصاً لاستنباط الملاحظات وبناء نماذج العمل في وقت مبكر من العملية)، على التغلب على التحديات في تطوير التعليم الإلكتروني، فهو نموذج تكراري وتعاوني وفعَّال، ويتكون هذا النموذج من ثلاث مراحل: الإعداد والتصميم التكراري والتطوير التكراري.

  1. مرحلة الإعداد: بدايةً، نجمع المعلومات كلها ذات الصلة.
  2. مرحلة التصميم التكراري: ثم نواصل تخطيط المشروع وتطوير النموذج الأولي، وننتقل إلى مرحلة التطوير بعد الحصول على موافقة العميل.
  3. مرحلة التطوير التكراري: أخيراً، تطوير الدورة التدريبية ووضع خطوات الدورة الأخيرة.

المرحلة الأولى: إنهاء الاتفاق ووضع الاستراتيجيات والمخطط التفصيلي

المرحلة الثانية: وضع اللمسات الأخيرة للنموذج الأولي

المرحلة الثالثة: وضع الخطوات الأخيرة للدورة

  • في البداية، ابدأمن داخل المؤسسة.
  • ثم، ابدأ بالعميل.
  • بعد ذلك، ضع عناصر التعلُّم الأخيرة التي ستركز عليها.
  • ثم، وضِّح أيَّ استفسارات قد تكون موجودة.
  • بمجرد توضيح ذلك، يجب عليك إنهاء استراتيجيتك.
  • بعد ذلك، عرِّف عميلك إلى هذه العملية المكونة من 3 خطوات.
  • ثم ضع المبادئ التوجيهية المتعلقة بالعلامة التجارية.
  • بعدها، ناقش الجدول الزمني للتطوير والمواعيد النهائية المحتملة.
  • عند إنجاز ذلك، أنشئ واجهة المستخدم الرسومية.
  • وأخيراً، احصل على موافقة العميل وتوقيعه على تلك الاستراتيجية.
  • بدايةً، طوِّر نموذجاً أولياً للدورة، واعرضه على (5 - 6) شاشات.
  • بعد ذلك، قيِّمه داخلياً؛ حيث يجب أن يكون النموذج الأولي:
  1. ممثِّلاً لما يُعرَض عادةً في الدورة.
  2. أن يعمل بشكل كاملٍ مع الصوت.
  • ثم احصل على تغذية راجعة أو موافقة على النموذج الأولي.
  • أخيراً، الحصول على توقيع العميل على المشروع والجدول الزمني.

 

  • للبدء، طوِّر محتوى مع نص صوتي.
  • بعد ذلك، ضع الصيغة النهائية للمحتوى مع العميل (إذا لزم الأمر).
  • ثم، طوِّر نسخة إضافية دون صوت.
  • بعد ذلك، راجع تلك النسخة واحصل على تغذية راجعة من العميل.
  • ثم، طوِّر الدورة مع صوت.
  • بعد ذلك، راجع الدورة التدريبية واحصل على تغذية راجعة من العميل.
  • ثم، طوِّر نسخة مطوَّرة باستخدام نظام إدارة التعلُّم.
  • وفي النهاية، احصل على توقيع العميل على المشروع (إلى جانب الاستبيان).

 

هذه هي الأساسيات اللازمة لتصميم دورات تعليم إلكتروني تركز على المتعلم، ومن الهام جداً اتباع عملية تصميم تعليمي محددة جيداً، واستخدام معايير التعليم الإلكتروني لتحسين جودة الدورة التدريبية الإلكترونية.