يتضمن الإلقاء الفعّال ثلاثة عناصر رئيسية: الصوت، الجسد واللغة، ويتضمن الإلقاء الصوتي معدل السرعة والتوقفات، حجم الصوت، طبقة الصوت وتغيراتها، نوعية الصوت، النطق واللفظ.

معدل السرعة: هي السرعة التي يتم الكلام بها، إن معدل سرعتك في الكلام يمكن أن يوصل إلى المستمعين أشياء سواء مقصودة أو غير مقصودة: مدى تحفزك للموضوع، معارضتك، دفاعك، اهتمامك من عدمه بالموضوع. ليكن هدفك عند الإلقاء تجنب الإلقاء المفرط السرعة أو البطيء، وذلك باستخدام التنوع في معدل السرعة، فاستخدامك لمعدلات سرعة متفاوتة سيعزز هدفك من الإلقاء ويظهرك مفوهاً. يتكلم المتكلم العادي بمعدل سرعة يتراوح بين 125 و190 كلمة في الدقيقة. لاختبار سرعتك في الكلام اقرأ الكلمات التالية مرة بهدوء، ثم اقرأها مرة أخرى بصوت عالٍ وبسرعتك الطبيعية مستخدما التوقفات اللازمة لإظهار الانتقال من فكرة إلى أخرى، تخطى العلامات الفاصلة، ولاحظ الكلمة التي وصلت إليها بعد دقيقة.

لقد نجح العلماء في إرسال الصورة عبر الموجات الكهرومغناطيسية، حين بدأ في عام 1936 في بريطانيا البث التلفزيوني، أما في البلاد العربية فلقد بدأ البث التلفزيوني في مصر عام 1960. ومن الجدير ذكره أن الولايات المتحدة الأمريكية كما ذكرت بعض الصحف القومية المصرية تبرعت بمبلغ مليار دولار لإدخال التلفزيون الملون إلى مصر، مما يؤكد اهتمام أمريكا بسعادة الشعب المصري. يعتبر التلفاز أقدر وسيلة إعلامية عرفها الإنسان حيث يجمع بين الصورة والصوت وبذلك يستطيع السيطرة على حاستي السمع والبصر وهما من أهم الحواس وأشدها اتصالاً بما يجري في نفس الإنسان من أفكار ومشاعر، ففي حال توفره يفوق تأثيره كل وسائل الاتصال الجماهيري الأخرى

وبالنسبة للدور الذي يلعبه التلفاز في التخطيط والتوجيه فيقول بعض الإعلاميين بأنه سهّل مهمتهم في توجيه المجتمع فهم مجرد ماسكين لمرآة تعكس ما يدور في المجتمع، وبالتالي فمهمتهم إرضاء أذواق المواطنين جميعاً، بتقديم لهم كل ما يرغبون ويريدون. ولعل أصحاب الفلسفة المرآتية الإعلامية لا يعلمون أنها تعمل على تدمير كيان الشعوب، وتشيع الفوضى والتفسخ بين أبناءها، لأن المرآة قد تعكس ما هو إيجابي وسلبي، والنظافة والقذارة، والجمال والقبح، دون أن يكون لها دورها في التغيير نحو الأفضل والأمثل. وفلسفة المرآة هذه وفي أبسط صورها المعاشة مرفوضة في بيوتنا فالفرد منا يغسل وجهه ويشرح شعره وينظف أنفه وأذنيه، ثم ينظر إلى المرآة ليرى من خلالها ما يشرح قلبه ويسره ويرضيه.


وأما عن آخر الإحصائيات المتعلقة بهذه المرآة الإعلامية العاكسة. فقد بلغت نسبة البرامج الثقافية في التلفزة العربية 11.9% أما البرامج المستوردة في البلدان العربية فقد احتلت نسبة 60% ومعظمها برامج ترفيهية وتحتل المركز المرموق في تلفازنا وتعرض في ساعات ذروة المشاهدة.

حساب معدل السرعة:

تشير العلامة الأولى (/) إلى 100 كلمة ومن المؤكد أنك اجتزتها بسهولة.

تشير العلامة الثانية (//) إلى 150 كلمة والثالثة (///) إلى 200 في كلمة.


والكلمة الأخيرة من الفقرة الثالثة هي برقم 250، وربما أنك لم تنهي الفقرة الأخيرة، وعلى الأغلب أن كلمتك الأخيرة كانت بين العلامة الأولى والثالثة، أي أن معدل سرعتك هو بين 100 و200 كلمة في الدقيقة. لا يمكن قياس معدل سرعة كلامك العادي بدقة من خلال هذا التمرين، ولكن لديك الآن فكرة عن مدى سهولة التكلم بمعدل 100 كلمة في الدقيقة. حاول أن تقرأ القسم الأول من النص خلال دقيقة كي تعرف كيف يكون التكلم بمعدل 100 في الدقيقة.


رغم أنه باستطاعتنا معالجة المعلومات بمعدل أسرع من سرعة كلامنا، إلا أن إدراكنا يعتمد على الطريقة التي نسمع بها، لذا عليك أن تكون بطيئاً عند طرح المعلومات المعقدة كثيرة التفاصيل، وخصوصاً إذا كان الشرح لمجموعة تعرف القليل عن الموضوع. والتكلم -في حالات أخرى-بمعدل أسرع بقليل من المعدل الطبيعي للمحادثة يزيد من إقناع المستمعين ويكون بمثابة رسالة.

أما التوقف فهو فترة -مقصودة أو غير مقصودة-من الصمت في الإلقاء الصوتي للمتكلم، ويشكل التوقف أو الصمت عنصراً هاماً بالنسبة لمعدل سرعة إلقائك. فأنت تتوقف لتعطي الجمهور وقتاً كافياً للتفكير في الفكرة التي طرحتها، أو لإثارة تشويقهم حول الفكرة التي ستطرحها لاحقاً. لاختبار أهمية التوقفات حاول قراءة الجمل التالية بدون علامات الترقيم وبدون أية توقفات ومع تجاهل النقط أيضاً:


حبيبي أي إنسان غيرك لا يعني لي أي شيء وجودك في حياتي أمل حياتي لو تتركني أفضل الموت على هذه الحياة حبي لك سرطان لا دواء له وجودك في حياتي غاية أملي بعدك عني يحرقني القرب منك دوماً لا يفصلني عنك سوى متر طول أنفك كحبة السمسم العين منك هاوية عميقة أتوه فيها دون عودة فمك كالتفاحة الحمراء جفناك المنسدلان يقتلان كسيفان حادان الحاجبان اشتبكا مثل جناحي غراب يحلق نائحاً في ليلة سوداء أهيم إذا لم أرك فرحاً صوتك جعلني أفضل الابتعاد خائفاً على قلبي لأن يتعلق بك أكثر انتظريه مئة عام لن يتغير شعوري نحوك لن أتغير سأبقى هكذا دوماً.

أتلاحظ؟ لن يكون لهذه الجمل معنى إلا إذا توقفت في الأماكن المناسبة. يساعد النص الكتابي المتكلمين في توقفهم في الأماكن المناسبة. الآن أعد قراءة الجمل، وقف قليلاً عند الإشارة (/) وتوقف لمدة أطول بقليل عند الإشارة (//).


حبيبي أي إنسان غيرك/ لا يعني لي أي شيء وجودك في حياتي/ أمل حياتي لو تتركني/ أفضل الموت على هذه الحياة //حبي لك/ سرطان لا دواء له وجودك في حياتي// غاية أملي بعدك عني/ يحرقني القرب منك/ دوماً لا يفصلني عنك سوى متر طول أنفك/ كحبة السمسم العين منك/هاوية عميقة أتوه فيها دون عودة فمك/ كالتفاحة الحمراء جفناك المنسدلان يقتلان كسيفان حادان//الحاجبان اشتبكا مثل جناحي غراب يحلق نائحاً في ليلة سوداء/ أهيم إذا لم أرك فرحاً // صوتك جعلني أفضل الابتعاد خائفاً /على قلبي لأن يتعلق بك أكثر انتظريه مئة عام// لن يتغير شعوري نحوك لن أتغير سأبقى هكذا دوماً.

ألاحظت الفرق؟ الآن أقرأ مرة أخرى وقف قليلاً عند الإشارة (/) وتوقف لمدة أطول بقليل عند الإشارة (//).

حبيبي// أي إنسان غيرك لا يعني لي أي شيء/ وجودك في حياتي أمل حياتي/ لو تتركني أفضل الموت على هذه الحياة// حبي لك سرطان لا دواء له// وجودك في حياتي غاية أملي/ بعدك عني يحرقني/ القرب منك دوماً لا يفصلني عنك سوى متر// طول أنفك كحبة السمسم / العين منك هاوية عميقة أتوه فيها دون عودة// فمك كالتفاحة الحمراء/ جفناك المنسدلان يقتلان/ كسيفان حادان الحاجبان اشتبكا/ مثل جناحي غراب يحلق نائحاً في ليلة سوداء أهيم إذا لم أرك/ فرحاً صوتك جعلني أفضل الابتعاد خائفاً على قلبي لأن يتعلق بك أكثر// انتظريه مئة عام لن يتغير شعوري نحوك لن أتغير سأبقى هكذا دوماً.

إذا توقفت عند الإشارات المحددة فسيكون لكلماتك معانٍ أخرى!!! قد تمانع الوقوف في الأماكن التي حددناها، أو قد تغير في مدة هذا الوقوف فتقرأ الجمل بشكل مختلف، وهذا جميل، فالإلقاء بحاجة إلى إبداع. تذكر أنك إذا أردت أن تكون متكلماً فعّالاً، عليك استخدام التوقفات بشكل متعمد واختياري، وإذا امتلأ إلقاؤك بتوقفات كثيرة فستبدو متردداً وعندها ستتآكل مصداقيتك سريعاً. "ليست الأهمية للكلمات أو للجمل بقدر ما هي للتوقفات فيما بينها".

تستطيع الان أن تقوم باستبانة: التقييم الذاتي لمهارات الإلقاء والعرض 

  1. Laurence J. Peter, Peter's Quotations: Ideas For Our Time (New York : Bantam, 1979)476.
  2. Bob Dole, ''The Full Text: 'My Time To Leave,' '' Usa Today Election 96. Online. Internet. 16 March 1996.

 


د. محمد ابراهيم بدره