هل تحوَّلتَ مؤخراً من التدريب الشخصي إلى التدريب عبر الإنترنت؟ اضطر معظم قادة التعلم والمدرِّبين إلى تبنِّي هذا التحول الكبير بسرعة خلال العام الماضي، لذلك أردنا المساعدة بعد أن وجدنا العديد منهم غارقين في تعقيدات التعلم عن بُعْد. سنتحدث في هذه المقالة عن الأنواع المختلفة لطرائق التدريب التي يمكِنك استخدامها لإنشاء برامج تعليمية فعَّالة عبر الإنترنت.

الأهداف الواضحة هي الحل:

قبل أن تتمكن من اختيار طريقة التدريب، أو حتى إنشاء دورة تدريبية، ستحتاج إلى معرفة الهدف من تدريبك، لذلك ضع ما تريد تحقيقه من خلال هذا التدريب في الحسبان، حيث سيؤدي تحديد ذلك إلى تقديم التوضيحات إلى المتعلمين وإنشاء مسار واضح للوصول إلى أهداف التعلم الخاصة بعملك.

أهداف التدريب هي النتيجة المَرجُوَّة القابلة للقياس التي سيحققها المتعلمون بمجرد الانتهاء من الدورة، فعند وضعِها، من الضروري ذِكر المعلومات التي سيتم اكتسابها بالتفصيل وما سيتمكن المتعلمون من تحقيقه من خلال تعلُّم هذه المعلومات.

اجعل هذه الأهداف موجزةً، واستخدِم عباراتٍ دقيقةً تَذكُر بالتفصيل ما ستحققه كل دورة. والأهم من ذلك، كيف ستساعد أهداف الدورة هذه في الوصول إلى أهداف العمل.

بعد تحديد أهدافك، حان الوقت للعثور على أفضل طرائق التدريب عبر الإنترنت للمتعلمين.

أنواع طرائق التدريب عبر الإنترنت:

هناك العديد من الأساليب المختلفة التي يمكِن استخدامها لزيادة تفاعل المتعلمين، ومن المحتمل أنَّك ستحتاج خلال البرنامج التدريبي إلى الجمع ما بين أنواع مختلفة من أساليب التدريب للحصول على أفضل النتائج. سنورد بعض أكثر أنواع التدريب نجاحاً بالنسبة إلى المتعلمين عبر الإنترنت.

الندوات عبر الإنترنت:

تُعَدُّ الندوات عبر الإنترنت طريقةً أساسيةً يسهل استخدامها وتتيح استخدام الكثير من البرامج، فهي تمنحك القدرة على عَقد فصول دراسية افتراضية بقيادة المعلمين تشابه الفصول الدراسية التي تُعقَد وجهاً لوجه، على سبيل المثال: في العديد من أدوات الندوات عبر الإنترنت، يتوفر للمتعلمين خيار رفع أيديهم لطرح سؤال أو مشاركة التعليقات، مما يجعل التجربة أقرب ما تكون إلى الواقع.

تمنحك العديد من أنظمة إدارة التعلم (LMS) القدرة على دمجها مع الأداة التي تُستخدَم لتقديم الندوات عبر الإنترنت، وإذا كان لديك اطلاع على أنظمة إدارة التعلم، فننصحك بتشغيل خيار تكامل الندوة (webinar integrations)؛ فالمزايا التي تقدِّمها هذه الخدمة هائلة، ومنها أنَّ سجلات البرامج والتسجيل والحضور في نظام إدارة التعلم الخاص بك تكون محوريةً، مما يقلل من المهام الإدارية التي تستغرق وقتاً طويلاً والتي ترتبط بإدارة طريقة التدريب هذه يدوياً.

الندوات عبر الإنترنت هي نوع التدريب المثالي لإعادة توظيف محتوى الدورة التدريبية في المستقبل، حيث يمكِنك بنقرتين فقط تسجيل جلساتك وحفظها لوقت لاحق، وإذا كنتَ تستخدم نظام إدارة التعلم (LMS)، فيمكِنك فعل هذا من خلال تحميل التسجيلات وإضافتها كوحدة أو دورة تدريبية في برامجك التدريبية عبر الإنترنت.

من أفضل الأدوات التي تُستخدَم لعَقد الندوات عبر الإنترنت "توغو ويبينار" (GoToWebinar) و"زووم" (Zoom) و"ويبكس" (Webex)، ولكن يمكِنك استخدام الأداة التي تشعر بالراحة والألفة معها.

الفيديوهات:

تُعَدُّ تسجيلات الفيديو من الطرائق التعليمية الأخرى المفضَّلة، سواء أكان فيديو تدريبياً لموظف أم عرضاً توضيحياً لمنتَج للعملاء، فإنَّ الغرض الوحيد من الفيديو التدريبي هو تعليم أو إرشاد المتعلمين حول موضوع معيَّن، أو تعليمهم مهارة ما أو مشاركة المعلومات معهم.

يمكِنك استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب لإنشاء مقاطع الفيديو المخصَّصة للتدريب عبر الإنترنت، وهناك وفرة من البرامج لمساعدتك، فبرنامج تحرير الفيديو الأفضل هو "كامتاسيا" (Camtasia) الذي طوَّرَته شركة "تيكسميث" (TechSmith)، على سبيل المثال: عندما يكون لديك عملية أو وظيفة منتج عليك شرحها للمتعلمين، قد لا تكون الكلمة المنطوقة هي أفضل طريقة لتوصيل هذه المعلومات، فبدلاً من ذلك، حاوِل استخدام ميزة تصوير الشاشة؛ إذ يتيح لك ذلك تسجيل عمليةٍ ما بسرعة حتى تستطيع أن تبيِّن للمتعلمين كيفية القيام بها بدلاً من إخبارهم بذلك.

كما يمكِن استخدام برنامج "بوربوينت" (PowerPoint) لجعل تسجيلات الفيديو طريقة تدريبية، وهذا مفيدٌ؛ لأنَّه يمكِّنك من إعادة توجيه أي عرض تقديمي لديك ليصبح طريقةً للتدريب، وتذكَّر أنَّه ليس من الضروري أن يُبنى محتوى الدورة التدريبية من البداية، حيث يُعَدُّ إجراءٌ بسيط مثل تحويل عروض الـ "بوربوينت" (PowerPoint) التقديمية الحالية إلى تسجيلات فيديو كافياً، ويمكِنك أيضاً إضافة تعليق صوتي للتحدث خلال العرض وجذب انتباه المتعلمين.

التعلم الاجتماعي:

يؤدي التعلم الاجتماعي دوراً هاماً في الاحتفاظ بالمعرفة، مما يجعله طريقة تدريب أساسية عبر الإنترنت، فعندما يشارك الناس في مناقشة هامة أو حية، فإنَّهم يميلون إلى تذكُّر المعلومات بشكل أفضل؛ لأنَّهم ساهموا في الموضوع ونتيجة لذلك، ارتبطوا به على المستوى الشخصي.

إذا كان لديك نظام إدارة تعليمي، فامنح الأولوية لتشجيع المناقشات داخل المنتدى الخاص بك، مما يوفِّر بيئةً تمكِّن المتعلمين من المساهمة، والتفاعل، ومراقبة مساهمات ومحادثات الآخرين.

يمكِن للمتعلمين مراقبة مناقشات الآخرين؛ مما يمكِّنهم من التعلم من تجارب الآخرين واكتساب وجهات نظر جديدة.

إذا لم يكن لديك القدرة على استخدام نظام إدارة التعلم، فإنَّنا نوصي بإنشاء قناة للتعلم داخل نظام المراسلة الداخلية الخاص بك، وبهذه الطريقة، يَظلُّ في إمكان المتعلمين طرح الأسئلة ومناقشة كل دورة بسهولة مع زملائهم المتعلمين.

هل توجد طريقة أسهل؟

بينما يمكِن استخدام كل من طرائق التدريب عبر الإنترنت هذه وحدها، إلا أنَّها غالباً ما تكون أكثر فاعليةً عند استخدامها معاً، ولكن يمكِن مزامنة هذه الأساليب المنعزلة من خلال التخزين المركزي، فإذا لم يكن لديك القدرة على استخدام أنظمة إدارة التعلم، فإنَّ أفضل نصيحة لدينا هي تخزين المواد والدورات التدريبية الخاصة بك جميعها في مكان واحد، والاحتفاظ بجرد لكل دورة ولطرائق التدريب المستخدَمة والمحتويات المرتبطة بها.